ما هي السمنة ؟ دليل تعريفي شامل

مع تغيّر معايير الجمال، أصبح ضبط الوزن والتّخلّص من السمنة قضيّة جماعيّة، ولكن علينا أن نعلم أنّ السمنة ليست مجرّد مشكلة جماليّة بل أيضاً هي سبب للكثير من الأمراض التّي قد يكون بعضها خطيراً.

لذلك في المقالة التالية سنتعرّف على السمنة، ما هي أسبابها؟ وما أعراضها؟ وما تأثيرها على الجسم؟ وما هي طرق التّخلّص منها؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟

ما هي السمنة؟

تعرّف السمنة بكونها تراكم زائد للدهون في الجسم، إلا أنه لا يمكن اعتبار أن كلّ زيادة وزن هي سمنة، حيث يمكن أن يزيد الوزن على حساب العضلات وليس الدّهون، كما تشكل السمنة خطراً على صحّة الجسم.

تحدث السمنة بمرور الوقت عندما يحصل الجسم على سعرات حراريّة أكثر من اللّازم، حيث يختلف التّوازن بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والتي يتم حرقها من شخص لآخر حسب النّشاط الفيزيائيّ والفكريّ والطّاقة التّي يحتاجها كلّ شخص.

وتشمل العوامل التّي قد تؤثّر على البدانة : الجينات، وكمّية الطّعام ونوعه، وعدم ممارسة النّشاط البدنيّ.

تترافق البدانة مع الكثير من الأمراض مثل: السكري وأمراض القلب والسّكتة الدّماغيّة والتهاب المفاصل، حيث أن فقدان من 5% إلى 10٪ من الوزن يمكن أن يؤخّر أو يمنع بعض هذه الأمراض.

لقد أصبحت السمنة شائعة ومنتشرة في جميع المجتمعات، حيث بيّنت الأمم المتّحدة UN أنّ أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعاني من السمنة، وهذا الرّقم آخذ في التّزايد. مما يعني أننا أمام حالة مرضية جدية يجب أخذها بعين الاعتبار وزيادة الوعي حولها بين الناس.

ما هي أعراض السمنة؟

 إن الطّريقة الأكثر شيوعاً لكشفها والتّحقّق من أنّ وزن الجسم صحّيّ أو غير صحي، هي عن طريق قياس مؤشر كتلة الجسم BMI ، وهو نسبة بين الوزن والطّول، حيث يعطي النّسبة الطّبيعيّة للوزن ويشير للوزن الزّائد حيث تكون المجالات عند البالغين:

  1. أقلّ من 18.5 (ناقص الوزن).
  2. 18.5 إلى 24.9 (وزن طبيعيّ).
  3. 25 إلى 29.9 (زائد الوزن).
  4. 30 إلى 34.9 (بدين/ بدانة مرضيّة من الدّرجة الأولى).
  5. 35 إلى 39.9 (بدين للغاية/ بدانة مرضيّة من الدّرجة الثانية).
  6. 40 فأكثر (بدين للغاية/ بدانة مرضيّة من الدّرجة الثّالثة).

كما يمكن قياس مؤشر كتلة الجسم من خلال أدوات قياس مؤشر كتلة الجسم الذي تتيحه وزارة الصحة السعودية.

ويجدر الإشارة والتأكيد على أن الكتلة المرتفعة على حساب العضلات (البروتين) ليست بدانة، لكن المقياس السابق ذكره لا يفرّق بين البدانة بسبب الدّهون وبين الكتلة المرتفعة بسبب العضلات.

كيف يمكن كشف السمنة على حساب الدّهون؟

إن أفضل مقياس للدهون الزّائدة هو محيط الخصر، والذّي يمكن استخدامه كمقياس إضافيّ للأشخاص الذّين يعانون من زيادة الوزن حسب مؤشّر BMI.

فالرّجال الذّين يبلغ محيط خصرهم 94 سم أو أكثر والنّساء اللّواتي يبلغ محيط خصرهنّ 80 سم أو أكثر هم الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحّيّة مرتبطة بالسمنة.

ما هي الأمراض التّي تُسبّبها البدانة؟

للبدانة آثار كبيرة وخطيرة على الصّحّة، فهي لا تؤثّر فقط على الشّكل الخارجي للجسم، بل على صحّة الجسم أيضاً، وتشمل هذه المخاطر الإصابة بعدة أمراض مثل:

  1. السكتة الدّماغيّة.
  2. التهابات المفاصل.
  3. المتلازمة الاستقلابية.
  4. داء السّكّريّ النّمط 2.
  5. أمراض القلب والأوعية.
  6. القلس المعديّ المريئيّ.
  7. ارتفاع الدهون الثلاثيّة والكوليسترول في الدّمّ.
  8. بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثّدي وسرطان الأمعاء.

ما هي أسباب السمنة؟

  1. تناول كمية من السّعرات الحراريّة أكبر من الصّادر ومن اللّازم للجسم فتتراكم على شكل دهون، ويكون ذلك تحديدا من خلال تناول الوجبات السريعة والمشروبات عالية السعرات الحرارية.
  2. نمط الحياة غير الصحي وقلّة النّشاط البدنيّ، والحركة وعدم القيام بالأعمال التّي تحتاج إلى طاقة، ومن ذلك على سبيل المثال؛ قيادة السيارة إلى الأماكن القريبة التي يمكن الوصول إليها مشياً على الأقدام.
  3. العوامل الوراثية، حيث أن بعض الأشخاص لديهم اضطراب في جينات معيّنة مسؤولة عن استقلاب الدّهون والبروتينات وغيرها من العناصر الغذائيّة وهذا يؤدّي للسمنة الجينية المنشأ.
  4. بعض الحالات الصّحّيّة المرافقة مثل قصور الغدة الدّرقيّة وغيرها من اضطرابات الغدد.
  5. التقدم بالعمر، حيث تنقص الكتلة العضلية لدى جسم الإنسان عند تقدمه بالعمر، مما يؤدي الى انخفاض في معدلات الأيض، وتزداد التغيرات الهرمونية أيضا، مما يجعل عملية زيادة الوزن أسهل وفقدان الوزن أصعب .
  6. الإقلاع عن التدخين لأنه يؤدي غالبا إلى زيادة الرغبة بتناول كميات إضافية من الطعام، وذلك من أجل التغلب على أعراض الإقلاع عن التدخين.
  7. قلّة النوم، وذلك لأن عدم النوم لساعات كافية قد يحدث تغيّرات هرمونية تزيد من الشهية والرغبة بتناول وجبات طعام إضافية.

ما هي أضرار السمنة على الجسم؟

يمكن أن تسبب السمنة عددًا من المشاكل إضافةً للأمراض الصّحّيّة الخطيرة التّي سبق ذكرها، مثل:

  1. ضيق التّنفّس وانقطاع النّفس أثناء النّوم.
  2. صعوبة القيام بالأنشطة اليوميّة.
  3. تدنّي الثّقة بالنّفس والاكتئاب.
  4. آلام المفاصل والظّهر.
  5. زيادة التّعرّق.
  6. التّعب الشّديد.
  7. الشّخير.

ما هو علاج السمنة؟

إن أفضل طريقة لعلاج السمنة هي اتّباع نظام غذائيّ صحّيّ منخفض السّعرات الحراريّة وممارسة الرّياضة بانتظام.

كما يجب معالجة الأمراض المسبّبة للسمنة مثل قصور نشاط الغدة الدّرقية، للحصول على نتيجة جيّدة في تخفيض الوزن.

أما في الحالات المعنّدة والشّديدة وفي حال كان مؤشر BMI أكبر من 40 يوصى بإجراء جراحة السمنة وهي تغيير جراحي يجرى في المعدة او الأمعاء أو كليهما، وذلك للتخلّص من الوزن الزّائد والوقاية من الأمراض التّي تسبّبها البدانة في الجسم، وذلك طبعا بعد استشارة الطبيب المختص ومعرفة ما يتناسب مع طبيعة الجسم.

 

المراجع:

National Heart, Lung, and Blood Institute

 

اذهب إلى الأعلى