مرض الربو عند الاطفال: من الأعراض للعلاج، طفلك يستحق أن يتنفس

مرض الربو عند الاطفال هو حالة مرضية تؤثر في الجهاز التنفسي، وتؤثر في ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم، ويعتبر من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في مرحلتي الطفولة.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يُصيب الربو ما يقرب من 6 ملايين طفل، وفقًا لمعلومات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لذلك يُعد الكشف المبكر عن أعراض الربو خطوة هامة لإدارة المرض بفعالية، وضمان توفير أفضل جودة حياة ممكنة للطفل، مما يساعد على تقليل تأثيره على الأنشطة اليومية والنمو.

ما هو الربو عند الأطفال؟

مرض الربو عند الاطفال هو حالة رئوية مزمنة تدوم طويلاً، تؤدي إلى زيادة حساسية مجاري الهواء لدى طفلك تجاه مجموعة من العوامل المحفزة، وعندما يتعرض الطفل لتلك العوامل، تحدث مجموعة من التغيرات في مجاري الهواء:

  • تتورم بطانة مجرى الهواء، مما يخلق بيئة غير مريحة.
  • تتقلص العضلات المحيطة بتلك المجاري، مما يزيد من الضيق.
  • وتنتج مجاري الهواء كمية أكبر من المخاط الثقيل، مما يعيق التنفس بشكل أكبر.
  • كل هذه العوامل تؤدي إلى شعور طفلك بصعوبة في دخول الهواء إلى رئتيه وخروجه، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الربو بشكل واضح.

أسباب الربو عند الأطفال

ينتج مرض الربو عند الاطفال نتيجة تفاعل بين العوامل البيئية والعوامل الوراثية، تتمثل في:

  • العوامل البيئية المؤثرة على الربو عند الأطفال

يزيد التعرض للتدخين (سواء من الأم أثناء الحمل أو بعد ولادة الطفل) من خطر الإصابة بالربو وضعف وظائف الرئة.

يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية التنفسية في الطفولة إلى تطور الربو، أو نوبات شديدة منه. بعض الأطفال الذين يدخلون المستشفى بسبب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) قد يصابون بالربو لاحقًا. تشير الإحصائيات إلى أن 65% من نوبات الربو لدى الأطفال في المدارس تعود إلى عدوى الفيروس الأنفي.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب مسببات الحساسية، مثل عث غبار المنزل وشعر الحيوانات، دورًا في الإصابة بالربو. حوالي 60% من الأطفال المصابين بالربو في المدارس يعانون من حساسية، خاصة تجاه وبر الحيوانات، عث غبار المنزل، العفن، وحبوب لقاح النباتات.

  • العوامل الجينية المؤثرة على الربو عند الأطفال

يزيد خطر الإصابة بمرض الربو عند الأطفال الذين يمتلك آباؤهم أو أشقاؤهم حساسية أو ربو، حيث يرتبط الربو والحساسية ارتباطًا وثيقًا بالجينات الموروثة.

تؤثر العوامل الوراثية أيضًا في كيفية استجابة الأفراد للعلاجات. يمكن أن يؤدي التعرض لعوامل بيئية قد يُؤثر في طريقة عمل الجينات، مما يزيد خطر الإصابة بالربو.

يُعد فهم العوامل الوراثية المرتبطة بالربو لدى الأطفال مجالًا رئيسيًا للبحث، حيث يسعى العلماء لتحديد العلامات التي تساعد في التنبؤ باستجابة الأفراد للعلاجات المختلفة.

  • عوامل أخرى

ممارسة التمارين الرياضية

يمكن أن تؤدي ممارسة التمارين الرياضية إلى تفاقم حالة الربو، ويُعرف هذا النوع من الربو بالربو الناتج عن التمارين، ومع ذلك، إذا تمت إدارة التمارين بشكل صحيح، فقد تساعد الأطفال في السيطرة على أعراضهم بشكل فعّال.

زيادة الوزن

بالنسبة للوزن الزائد، فإن الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن يكونون أكثر عرضة للإصابة بالربو مقارنةً بأقرانهم، الذين يتمتعون بوزن صحي يتناسب مع أعمارهم وأطوالهم، ويمكن تقليل هذا الخطر من خلال الحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام كل أسبوع.

أعراض الربو عند الأطفال

يمكن أن يظهر الربو في أي مرحلة من مراحل العمر، إلا أنه غالبًا ما يبدأ خلال مرحلة الطفولة، وقد تختلف الأعراض والعلامات بين الرضع والأطفال الصغار مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا والمراهقين. التعرف على هذه الأعراض مبكرًا أمر بالغ الأهمية لتقديم الرعاية المناسبة.

أعراض الربو عند الرضع والأطفال الصغار:

تظهر أعراض مرض الربو عند الاطفال الصغار، والأطفال الرضع غالبًا بطرق مميزة، تشمل ما يلي:

  1. السعال المستمر والمتكرر: خاصة أثناء الليل، وقد يكون علامة رئيسية.
  2.  التنفس السريع والمتعجل: مع بذل جهد أكبر للحصول على كل نفس، مما يدل على معاناة الجسم.
  3.  توسع فتحتي الأنف: لتستقبل المزيد من الهواء.
  4.  ظهور انكماشات في الجلد: حول الأضلاع وبينها أو فوق عظم القص، وهي علامة على صعوبة التنفس.
  5.  حركة البطن المبالغ فيها: وقد يتردد اللهاث أثناء القيام بأنشطة يومية بسيطة كاللعب.
  6.  صوت الصفير (Wheezing): وهو صوت صفير مسموع أثناء التنفس.
  7.  صعوبة في تناول الطعام: قد يجد الطفل الرضيع صعوبة في الرضاعة أو الأكل.
  8.  الشعور بالتعب وفقدان الاهتمام: قد يصبح الطفل خاملًا، ويفقد اهتمامه بالأنشطة المعتادة.
  9.  تغير لون الأنسجة (الزرقة): يظهر هذا التغيير بلون رمادي أو أبيض على البشرة الداكنة، وأزرق على البشرة الفاتحة، ويشير إلى نقص الأكسجين في الأنسجة مثل اللسان والشفتين وحول العينين، وكذلك أطراف الأصابع أو فراش الأظافر.

أعراض الربو عند الأطفال في سن المدرسة والمراهقين:

قد تتضمن علامات وأعراض مرض الربو عند الاطفال في سن المدرسة والمراهقين بعض الأعراض المذكورة سابقًا، بالإضافة إلى:

  • ضيق في التنفس: وهو شعور بعدم القدرة على أخذ نفس عميق.
  •  سعال مستمر: قد يزداد سوءًا في الليل، أو بعد النشاط البدني.
  •  شعور بضيق أو ألم في الصدر: قد يوصف بأنه ضغط على الصدر.
  •  الصفير عند التنفس: وهو صوت صفير، أو هسهسة عند الزفير.
  •  الاستيقاظ ليلًا بسبب أعراض الربو: مما يؤثر في جودة النوم.
  •  انخفاض في نتائج مقياس ذروة التدفق: إذا كان الطفل يستخدم هذا الجهاز لمراقبة وظائف الرئة.
  •  صعوبة في التحمل أثناء ممارسة الرياضة: عدم القدرة على القيام بالنشاط البدني المعتاد لعمرهم بسبب ضيق التنفس، أو السعال.

تشخيص الربو عند الأطفال

يُعد مرض الربو عند الاطفال حالة طبية تُشخص سريريًا، ولكن هناك مجموعة من الاختبارات التي يمكن أن تسهم في تعزيز هذا التشخيص، وذلك بناءً على عمر الطفل وظروفه الصحية. لذا، قد يقترح مقدم الرعاية الصحية لطفلك إجراء هذه الاختبارات لتأكيد التشخيص، وتقديم الرعاية الأمثل.

  • قياس التنفس

هو أداة حيوية تُستخدم لاستكشاف وظائف الرئتين، يُمكن تنفيذ هذا الفحص عادةً بدءًا من سن الخامسة تقريبًا، حيث يبدأ الأطفال في اكتشاف قدراتهم التنفسية. 

  • مراقبة ذروة تدفق الهواء

هي عملية مُهمة تتم عن طريق جهاز يقيس حجم الهواء، الذي يستطيع الطفل دفعه من رئتيه، يُعد هذا القياس ذا فائدة خاصة لبعض الأطفال، وبالأخص أولئك الذين تجاوزوا مرحلة الطفولة.

  • تصوير الصدر بواسطة الأشعة السينية

يعدّ أداة تشخيصية فعّالة، تستخدم أشعة غير مرئية لالتقاط صور دقيقة للأنسجة الداخلية، والعظام والأعضاء على الفيلم.

يُسهم هذا الفحص في استبعاد الحالات الأخرى، التي قد تشابه الربو في الأعراض، والتي قد تبدو طبيعية إذا كان الطفل يعاني من الربو.

هي عبارة عن فحص يلعب دورًا مهمًا في كشف المسببات المرتبطة بالربو، رغم أنها لا تُعتبر تشخيصًا مباشرًا للربو نفسه.

من الجدير بالذكر؛ أن مختبرات دلتا الطبية تتمتع بفهم عميق لخصوصية التعامل مع الأطفال، لذا يضم فريقنا كفاءات متخصصة، ومدربة على رعاية الصغار بكل حب وعناية، مما يضمن لأطفالكم تجربة مريحة ومطمئنة.

كما أن جميع الفحوصات المدونة، فضلاً عن مجموعة من الاختبارات الإضافية، متاحة لدينا باستخدام أحدث التقنيات، لنقدم نتائج دقيقة وموثوقة تدعم مسيرة تشخيص، وعلاج الربو لدى أطفالكم.

علاج مرض الربو عند الاطفال

يعتمد علاج الربو لدى الأطفال على مجموعة من العوامل المهمة، مثل الأعراض التي تظهر على الطفل، عمره، حالته الصحية العامة، وشدة المرض.

قد يقوم مقدم الرعاية الصحية إحالتك إلى أخصائي رئة أو طبيب حساسية؛ إذ يمتلك كلاهما خبرة عميقة في التعامل مع حالات الربو.

يتضمن العلاج عملية دقيقة لتحديد العوامل المسببة للربو والابتعاد عنها، بالإضافة إلى وضع خطة دوائية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات طفلك، تأخذ بعين الاعتبار شدة الأعراض ومدى نجاح السيطرة عليها. تشمل الأدوية الرئيسية المستخدمة لعلاج الربو ما يلي:

1. الأدوية لتخفيف الأعراض بشكل سريع

تُستخدم هذه الأدوية لتوفير تخفيف فوري من الأعراض الشديدة:

  • موسعات الشعب الهوائية (منبهات بيتا): تساعد هذه الأدوية على توسيع الممرات الهوائية الضيقة بسرعة، مما يساهم في تخفيف السعال، والصفير، وضيق التنفس، ويُعتبر ألبوتيرول مثالاً شائعًا كشراب الربو للاطفال.
  • أجهزة الاستنشاق المركبة (مع ستيرويدات مستنشقة وموسع قصبي طويل المفعول مثل فورموتيرول): تستخدم في بعض الأحيان لتخفيف الأعراض الحادة بشكل سريع.
  • الستيرويدات (عن طريق الفم أو الحقن): تُستخدم أحيانًا لفترات قصيرة لعلاج نوبات الربو الشديدة.

2. أدوية التحكم في الربو:

تُستخدم هذه الأدوية بانتظام للسيطرة على أعراض مرض الربو عند الاطفال ومنع النوبات، وتقليل تكرارها وشدتها:

  • الستيرويدات المُستنشقة: تعمل على تقليل التهاب المجاري الهوائية، مما يؤدي إلى تخفيف تكرار وشدة أعراض الربو، يمكن استخدام هذه الأدوية عبر جهاز الاستنشاق، أو بخاخ الربو للاطفال الرضع.
  • أجهزة الاستنشاق المركبة (التي تحتوي على ستيرويدات مستنشقة وموسع قصبي طويل المفعول): تجمع بين تأثير الستيرويدات المضاد للالتهاب، وتأثير موسع الشعب الهوائية الذي يستمر لفترة طويلة.
  • مضادات المسكارين طويلة المفعول: تُستخدم كعلاج إضافي للأطفال الذين لا تُعالج أعراضهم بشكل كافٍ بالأدوية الأساسية، حيث تستهدف مستقبلات أخرى للمساعدة في فتح المجاري الهوائية.
  • مضادات الليكوترينات: هي أدوية مضادة للالتهابات تُستخدم عادةً عن طريق الفم، وتركز على مسار معين مرتبط بالربو.
  • أدوية الربو البيولوجية: هي تستهدف جزيئات أو مسارات التهابية محددة مرتبطة بالربو لتقوم بتعطيلها، وغالبًا ما تُعطى عن طريق الحقن للأطفال الذين يعانون الربو الشديد.
  • العلاج المناعي المُوجه ضد حساسية معينة :(مثل حبوب اللقاح أو عث الغبار المنزلي) مفيدًا لبعض الأطفال الذين لديهم حساسية مرتبطة بالربو.

الوقاية من الربو عند الأطفال

لا يمكن القضاء على الربو بصورة نهائية، غير أن هناك تدابير يمكن اعتمادها لتقليل فرص إصابة طفلك بهذه الحالة. تشمل هذه التدابير ما يلي:

  • الابتعاد عن التدخين السلبي.
  • تجنب التعرض لتلوث الهواء.

يُمكن التحكم في نوبات الربو لدى معظم الأطفال من خلال:

  • تجنب المحفزات المعروفة.
  • إدارة الأعراض بعناية واهتمام.
  • الالتزام بتناول الأدوية وفقًا للتعليمات المحددة.

أسئلة شائعة

خائفًا على طفلك، ولديك تساؤلات عديدة حول مرض الربو عند الاطفال، وترغب في معرفة الإجابة، إليك ذلك:

هل يختفي الربو عند الأطفال؟

الربو هو حالة مزمنة لا يوجد لها علاج نهائي حتى الآن. ومع ذلك، يمكن أن تشهد أعراض الربو تحسنًا ملحوظًا، أو اختفاءً عند العديد من الأطفال مع تقدم العمر، خصوصًا قبل بلوغهم سن السادسة. ويُلاحظ هذا بشكل خاص لدى الأطفال الذين يظهر لديهم صفير متقطع مرتبط بالالتهابات الفيروسية في سنواتهم الأولى، والذين قد لا يكون لديهم عوامل خطر قوية، مثل التاريخ العائلي أو الحساسية.

ومع ذلك، من الضروري أن نفهم أن التهاب الشعب الهوائية قد لا يختفي تمامًا، وقد تعود الأعراض في وقت لاحق من الحياة، خصوصًا خلال فترة البلوغ، أو عند التعرض لمحفزات جديدة.

بعض الأطفال، وخصوصًا الذين لديهم تاريخ من الحساسية، أو لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالربو، وأعراض مستمرة في سن مبكرة، هم أكثر عرضة للإصابة بالربو المستمر.

ما الفرق بين الحساسية والربو عند الأطفال؟

هناك اختلافات أساسية بين الحساسية ومرض الربو عند الاطفال، تتمثل في:

  • الربو (Asthma): هو حالة مزمنة تؤثر في التنفس، حيث يحدث التهاب وتضيق في الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى أعراض، مثل الصفير والسعال وضيق الصدر وصعوبة التنفس.

قد تتسبب نوبات الربو الحادة في خطورة بالغة، ويمكن أن تُحفز بواسطة مسببات الحساسية، الالتهابات الفيروسية، التمارين الرياضية، الهواء البارد، ومهيجات أخرى.

  • الحساسية (Allergy): هي رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي تجاه مواد عادةً ما تعتبر غير ضارة، مثل حبوب اللقاح وعث الغبار وبر الحيوانات وبعض الأطعمة. يمكن أن تظهر أعراض الحساسية في مناطق مختلفة من الجسم، بما في ذلك:
    • الجهاز التنفسي العلوي: مثل سيلان الأنف والعطس واحتقان الأنف وحكة الأنف والعينين، ويُعرف ذلك بالتهاب الأنف التحسسي أو حمى القش.
    • الجلد: مثل الأكزيما أو الشرى (خلايا النحل).
    • الجهاز الهضمي: في الحالات المتعلقة بحساسية الطعام.

الخلاصة

لضمان أفضل رعاية لطفلك المصاب بالربو، تنصح مختبرات دلتا الطبية بإجراء الفحوصات الدورية ومتابعة الخطة العلاجية بدقة، مع التركيز على الكشف المبكر لإدارة المرض بفعالية، وضمان جودة حياة أفضل لطفلك.

المصادر

اذهب إلى الأعلى