كل ما يجب معرفته عن التسمم الغذائي وأعراضه

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من التسمم الغذائي سنويًا؛ بسبب تناول أطعمة غير آمنة أو ملوثة، مما يترتب عليه ظهور أعراض مزعجة قد تعيق النشاط اليومي للإنسان، ويُمكن أن تتراوح شدة الأعراض بين بسيطة إلى قوية، وفيما يلي سوف نتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بالتسمم الغذائي  معرفة أسباب التسمم الغذائي، وأهم وسائل العلاج الفعالة التي ُيمكن اتباعها من أجل الحفاظ على الصحة.

اعراض التسمم​

التسمم الغذائي ليس مجرد تجربة صحية عابرة، بل هو مرض مزعج للكثيرين، حيث قد تتسبب أعراضه في تهديد حياة الإنسان في حالة لم يتم التعامل معها بشكل فوري،  ولا يرتبط التسمم بفئة عمرية معينة، بل يمكن أن يُصاب به أي شخص، ولكن معرفة أسباب التسمم تساهم في تجنب ظهور أعراض، وتتمثل أسبابه في الآتي: 

العدوى البكتيريا

تُعد أحد أبرز أسباب التسمم الغذائي، حيث تلعب بعض أنواع البكتيريا مثل: “السالمونيلا والبكتيريا الإشريكية القولونية” في الإصابة بالتسمم، فتمثل الأولى دورًا رئيسيًا في حدوثه نظرًا لتواجدها في الأطعمة الغير مطهية جيدًا، كالدواجن والبيض، أما الثانية فتتسبب في الإصابة أيضًا نتيجة تناول أطعمة ملوثة أو غير مطهية بشكل عام.

العدوى الطفيلية

 تتسبب هذه العدوى في الإصابة بالتسمم نتيجة تواجدها في الأطعمة الغير نظيفة، أو لم يتم طهيها بصورة كافية، حيث تحتوي هذه الأطعمة عادةً على طفيليات تتسبب في الإصابة.

العدوى الفيروسية

 يُمكن أن تتسبب العدوى الفيروسية لفيروسات مثل: “النوروفيروس” التي تتواجد في بعض الأطعمة البحرية، مثل: (الأسماك والمحار)، وكذلك في الخضروات الورقية، في ظهور أعراض شديدة تتعلق بالتسمم الغذائي.

اعراض التسمم الغذائي​

عادة ما تظهر أعراض التسمم خلال ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث، وكثيرون يجهلون هذه الأعراض، ويتجاهلونها على اعتقاد أنها أعراض قد تختفي مع مرور الوقت، ولكن في الحقيقة يُمكن أن تتسبب هذه الأعراض في الكثير من المضاعفات في حالة عدم التعامل معها بشكل عاجل، وتنقسم أعراض التسمم الغذائي إلى بسيطة وخطيرة كالآتي: 

  • الشعور بالإرهاق العام: يؤثر فقدان السوائل والعناصر الغذائية من الجسم على الحالة العامة للإنسان حيث تزايد الإحساس المستمر بالضعف والتعب الشديد. 
  • تشنجات وآلام البطن: تظهر هذه الآلام نتيجة تقلصات الأمعاء، والتي تحدث كرد فعل طبيعي للجسم لمقاومة السموم.
  • فقدان الشهية: يعاني المريض من انخفاض الرغبة في تناول الطعام؛ بسبب الغثيان وآلام المعدة.
  • الإسهال: يُعتبر أحد الأعراض الأكثر شيوعًا، ويعد وسيلة الجسم للتخلص من السموم المتراكمة في الجهاز الهضمي.
  • الغثيان: يحدث نتيجة تهيج الأمعاء والجهاز الهضمي بعد تناول الأطعمة الملوثة.
  • التقيؤ: يُعد من الوسائل التي يستخدمها الجسم للتخلص من المواد الضارة والملوثات التي أدت إلى الإصابة بالعدوى.
  • الحمى الخفيفة: يظهر ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل طفيف كاستجابة مناعية طبيعية لمحاربة العدوى.
  • الصداع: يظهر الصداع نتيجة فقدان الجسم للسوائل عبر التقيؤ والإسهال، مما يؤدي إلى الشعور بالجفاف، ويعزز الشعور بالصداع.

عادة ما يبدأ التسمم الغذائي بهذه الأعراض البسيطة، ومع الوقت تبدأ ظهور أعراض جديدة تُشير إلى الخطر، وتتطلب العودة إلى الطبيب المختص، وتتمثل في الآتي:

  • إسهال المستمر: قد يعاني البعض من استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام؛ مما يدل على وجود عدوى قوية.
  • الحمى الشديدة: ارتفاع حرارة الجسم إلى أكثر من 38.9 درجة مئوية.
  • اضطرابات في الرؤية أو صعوبة في الكلام.
  • اصفرار الجلد: قد يكون علامة على التهاب الكبد أ، وهو جزء من العدوى.
  • الجفاف الحاد: يظهر هذا العرض في صورة جفاف الفم، وقلة التبول، ويحتاج لتعويض السوائل بسرعة.
  • وجود دم في البول أو البراز: يمكن أن يشير إلى تضرر شديد في الجهاز الهضمي.
  • ضعف العضلات: يشعر المريض بتعب عضلي نتيجة نقص السوائل أو المعادن.

متى تزول أعراض التسمم الغذائي​

يُمكن أن تزول أعراض التسمم من الأكل ​عادةً بعد أسبوع من بدء العلاج، حيث تتوقف مدة استمرار الأعراض بشكل كبير على نوع العدوى التي انتقلت عن طريق الطعام، وقد تظهر الأعراض خلال ساعات، وتستمر لبضعة أيام، وفي بعض الحالات، يمكن أن تستمر حتى 8 أسابيع.

تنظيف البطن من التسمم​

يُعد تنظيف البطن من التسمم الغذائي، أحد طرق علاج التسمم، حيث يُعتبر خطوة أساسية لضمان التعافي والراحة بعد الإصابة، الناتجة عن تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات، والتي تتسبب في ظهور الأعراض التي ذكرناها سابقًا، فهي محاولة تهدف إلى تخلص الجسم من السموم.

ويهدف تنظيف البطن إلى تعزيز الجهاز المناعي وتقليل مدة وشدة الأعراض؛ مما يوفر للجسم الراحة اللازمة للتعافي والتخلص من أي آثار جانبية، وينصح بإجراء التنظيف من خلال زيادة المستشفى لإجراء اللازم، ويمكن أن يتم ذلك في المنزل، ولكن بعد استشارة الطبيب المختص من خلال الآتي:

  • الزنجبيل: يعزز عملية الهضم، ويمد الجسم بالراحة من خلال تخفيف الغثيان والقيء، مما يجعله من العلاجات الطبيعية المهدئة للمعدة.
  • خل التفاح: يقوم خل التفاح بتهدئة بطانة المعدة، ويقضي على الميكروبات المسؤولة عن التسمم الغذائي، وذلك بالرغم من طبيعته الحمضية، ويمكن تناوله من خلال مزج ملعقتين من خل التفاح مع كوب ماء دافئ وتناوله قبل الطعام.
  • الريحان: يعد الريحان عشبًا مميزًا لتخفيف مغص البطن الناتج عن التسمم الغذائي.
  • بذور الكمون: تمتلك خصائص مضادة للميكروبات وتساعد في تخفيف ألم البطن وتهدئة التهاب المعدة، وذلك من خلال إضافة ملعقة صغيرة من بذور الكمون إلى الماء المغلي لتهدئة المعدة.
  • العسل: يحتوي العسل على مركبات مضادة للفطريات والبكتيريا التي تساعد في معالجة التسمم الغذائي والتخلص من عسر الهضم، يمكنك إضافة العسل إلى كافة المشروبات. 
  • الثوم: يعد الثوم فعالًا في مكافحة التسمم الغذائي، ويمكنك تناول فصوص الثوم الطازجة مع الزبادي للحصول على أفضل النتائج.
  • الزبادي وبذور الحلبة: كلاهما يمتلك خصائص مهدئة للمعدة، حيث يمكن مزج ملعقة صغيرة من بذور الحلبة مع ملعقة كبيرة من الزبادي للتخلص من ألم البطن وتقليل مسببات التسمم.

علاج التسمم الغذائي​

يعتمد علاج التسمم الغذائي على تحديد السبب الرئيسي للإصابة بالتسمم بالإضافة لتحديد شدة الأعراض، وعمر المريض وحالته الصحية العامة، ثم يبدأ الطبيب باختيار طريقة العلاج المناسبة بعد تحديد ما سبق وإجراء عدة فحوصات طبية للتأكد من ذلك، وعادة ما يوصي الطبيب بالآتي: 

  • الأدوية المضادة للغثيان والقيء: تستخدم لتقليل الإحساس بالغثيان وتخفيف الأعراض المصاحبة.
  • المضادات الحيوية: مثل: (الأزيثروميسين، الميترونيدازول، والسيبروفلوكساسين)، ويحدد نوع المضاد الحيوي المناسب حسب نوع العدوى المسببة للتسمم.
  • الأدوية المضادة للطفيليات: مثل: (ألبيندازول أو الميبيندازول)، وتستخدم عند وجود عدوى ناتجة عن الطفيليات لضمان التخلص من مسببات العدوى بشكل كامل.
  • تعويض السوائل المفقودة: وذلك من خلال تناول كميات كافية من الماء والسوائل، وفي حالات الجفاف الشديدة يمكن استخدام المحاليل الوريدية لاستعادة التوازن في الجسم.
  • أدوية للإسهال: تساهم في التحكم بالإسهال الشديد، مما يقلل من فقد السوائل والعناصر الغذائية، ويمنع حدوث المضاعفات الناتجة عن فقدانها.

الجدير بالذكر، تهدف العلاجات سواء كانت طبية أو طبيعية، إلى تخفيف الأعراض وتسريع التعافي، ولكن لابد من استشارة الطبيب لضمان استخدام الأنسب للحالة الفردية.

مصادر

اذهب إلى الأعلى