نظام مايند الغذائي: هل يحمي من الزهايمر؟

حثت العديد من الدراسات الطبية على اتباع نظام مايند الغذائي (MIND Diet)، حيث أشارت إلى ارتباطه بتحسين كفاءة الوظائف الإدراكية، وتعزيز صحة الدماغ؛ مما يجعله من الوسائل الوقائية الموصى بها للتقليل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

هذه الدعوة تسببت في إثارة العديد من تساؤلات حول فاعليته، ومدى مُلائمته لكل فرد، والفرق بينه وبين الأنظمة الغذائية الأخرى، وغيرها من تساؤلات هامة، سوف تُجيب عنها مختبرات دلتا الطبية خلال هذا المقال.

نظام مايند الغذائي وعلاقته بالزهايمر

يُستخدم نظام مايند الغذائي في إطار الوقاية من الإصابة مرض الزهايمر، الذي يُعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بالخرف، حيث بلغ عدد الإصابات به نحو 24 مليون شخص في مختلف البلدان، وعادةً ما يُصيب الجهاز العصبي لدى كبار السن؛ مما يؤثر على الخلايا الدماغية والتسبب في إضعافها مع مرور الوقت.

ويُعرف نظام مايند الغذائي باسم حمية العقل، وهو أحد الأنظمة الغذائية المُبتكرة التي تجمع بين أشهر نظامين غذائيين، وهما: (حمية البحر المتوسط، وحمية داش الغذائية)، وتم تصميمهم خصيصًا لدعم صحة الدماغ، والوقاية من الأمراض العصبية، وعلى رأسها الزهايمر.

وجاء اختيار الجمع بين نظامي البحر الأبيض المتوسط ونظام داش، ما يُقدمه كل منهما من فوائد صحية متعددة، تشمل دعم صحة القلب، وتنظيم ضغط الدم، وتحسين وظائف الجسم الحيوية، وقد ساعد هذا الدمج في تصميم نظام غذائي أكثر تخصّصًا يُركز على حماية الدماغ، وتعزيز الوظائف الإدراكية، من خلال تحديد أطعمة بعينها ثبت ارتباطها بصحة الدماغ في الدراسات الحديثة.

فبدلًا من التركيز العام على الصحة الجسدية فقط، جاء نظام مايند الغذائي ليكون موجّهًا بشكل مباشر نحو الوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر، خاصةً مرض الزهايمر.

كيف يُساهم نظام مايند الغذائي في الوقاية من الزهايمر؟

ومن هذا المُنطلق، صُمم نظام مايند الغذائي، الذي يعمل على الاهتمام بمجموعة من الأطعمة، التي تُساعد في الحد من الإصابة بهذا المرض، مثل: (الأطعمة التي تُساعد في تقليل الالتهابات، وتحسين الدورة الدموية في الدماغ، ومكافحة الإجهاد التأكسدي)، وجميعها عوامل تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بالزهايمر.

واوضحت الدراسات العلمية إلى أن الالتزام بحمية مايند (MIND Diet) قد يُسهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف، بنسبة تصل إلى 53% لدى الأشخاص الذين التزموا بها بشكل كامل، كما أن الالتزام الجزئي بالنظام أظهر انخفاضًا في معدلات الإصابة بنسبة تقارب 35%.

هل يُناسب نظام مايند الغذائي جميع الفئات؟

(نعم) يُناسب الجميع، حيث يُعد من الأنظمة الصحية الآمنة، التي تُناسب معظم الفئات العمرية، خاصةً البالغين وكبار السن، نظرًا لدوره الفعّال في دعم صحة الدماغ، وتعزيز الوظائف الإدراكية، والوقاية من الزهايمر والخرف المرتبطين بتقدّم العمر؛ ومع ذلك، يجب مراعاة بعض النقاط قبل اتباع النظام، منها:

  • احتياجات الفئات العمرية المختلفة: يحتاج المراهقين والأطفال إلى سعرات، واحتياجات غذائية خاصة.
  • وجود حالات صحية مزمنة: قد يتطلب تعديل بعض مكونات النظام، لدى مرضى الكلى أو الاضطرابات الهضمية.

لذا، يُنصح دائمًا باستشارة أخصائي تغذية أو الطبيب المختص قبل بدء النظام، لضمان توافقه مع الحالة الصحية، والاحتياجات الفردية لكل شخص.

مكونات نظام مايند الغذائي

يعتمد نظام مايند الغذائي على مجموعة محددة من الأطعمة، التي أثبتت الدراسات ارتباطها بتحسين صحة الدماغ، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية، وخاصةً الزهايمر، ومن أهم هذه المكونات:

  • التركيز على الأطعمة النباتية: يُشجّع النظام على الإكثار من تناول الخضروات، خصوصًا الخضروات الورقية، إلى جانب الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة.
  • إدراج الدهون الصحية: يُوصى باستخدام زيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون، نظرًا لاحتوائه على مضادات أكسدة، وخصائص مضادة للالتهاب.
  • الاعتماد على مصادر البروتين الخالية من الدهون: مثل: (الدواجن، والأسماك)، خاصة تلك الغنية بالأوميغا-3.
  • الحد من الأطعمة الضارة: يتم تقليل استهلاك الأطعمة المُصنعة، والدهون المشبعة، والسكريات المكررة، والحلويات، لما لها من تأثير سلبي على صحة الدماغ.

الأطعمة التي ينصح بها نظام مايند الغذائي

إذا كنت تبحث عن غذاء لعقلك قبل جسدك، فهذه الأطعمة ليست مجرد مكونات على مائدة الطعام، بل عناصر مدروسة ثبت ارتباطها بصحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالزهايمر، وفيما يلي سوف نتعرف عليها: 

  • الخضروات الورقية: تُعد من الركائز الأساسية في نظام مايند، نظرًا لدورها في دعم الوظائف الإدراكية وتقليل الالتهاب، ومن أبرز أنواعها: (السبانخ، والكرنب (الكايل)، والبروكلي) فجميعهم أطعمة غنية بحمض الفوليك، وفيتامين K، ومضادات الأكسدة. 
  • الفواكه: وخاصةً التوت بجميع أنواعه والفراولة، فهو غني بمضادات الأكسدة القوية، التي تُساهم في حماية خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي المرتبط بالتقدّم في العمر.
  • المكسرات: يُعتقد أن له دورًا في تقليل تدهور الوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر، مثل: (الجوز، اللوز، والكاجو)، وتوفر مصادر جيدة من الدهون الصحية، وفيتامين E.
  • الحبوب الكاملة: وتشمل (الشوفان، الكينوا، والأرز البني)، وهي تُوفر طاقة مستدامة، وتُساعد في استقرار مستويات السكر في الدم؛ مما ينعكس إيجابيًا على التركيز والذاكرة.
  • البقوليات: مثل: (العدس، الحمص، والفاصوليا السوداء)، وتُعتبر من المصادر النباتية الغنية بالألياف والبروتين، وتُساهم في تحسين الأداء المعرفي بفضل استقرار الطاقة.
  • الأسماك الدهنية: تشمل (السلمون، الماكريل، والسردين)، وهي مصادر غنية بأحماض أوميغا-3، التي تُعزز صحة الدماغ، وتُساهم في تحسين الذاكرة وصفاء الذهن.
  • البروتينات الخالية من الدهون: مثل: (الدجاج، والديك الرومي)، والتي تُوفر بروتينًا مهمًا لإنتاج النواقل العصبية التي تدعم الصحة العقلية.
  • زيت الزيتون: يُستخدم كمصدر أساسي للدهون الصحية في نظام مايند، وقد ثبتت فعاليته في تقليل الالتهابات، وتعزيز صحة الدماغ، خاصةً عند استخدامه بدلًا من الزيوت المشبعة.

ما هي الأطعمة الممنوعة في نظام مايند الغذائي؟

يتسم نظام مايند بالبساطة واليُسر، إلا أنه يُحدد مجموعة من الأطعمة التي يفضل تجنبها، نظرًا لتأثيرتها على صحة الدماغ بشكل خاص، والصحة العامة بشكل عام، ومن أبرز هذه الأطعمة:

  • المُعجنات والحلويات.
  • اللحوم الحمراء.
  • الزبدة والسمنة النباتي.
  • الوجبات السريعة والمقليات.

هل يُغني نظام مايند عن التحاليل الطبية للزهايمر؟

(لا) فعلى الرغم من أن التغذية السليمة تُعد ركيزة وقائية مهمة، لكنها لا تُغني عن الفحوصات المتخصصة، التي تُساعد على الكشف المبكر عن مرض الزهايمر، خاصةً في مراحله الأولى التي قد لا تكون أعراضها واضحة.

وتنصح مُختبرات دلتا الطبية، في حالة الاشتباه في ظهور مرض الزهايمر، بضرورة استشارة الطبيب المختص، لكي يُساعدك في اختيار فحص الزهايمر الذي يُساعد في: 

  • رصد العلامات البيولوجية المبكرة: المرتبطة بتلف الخلايا العصبية.
  • استبعاد الأسباب الأخرى: قد تؤدي مجموعة من العوامل  إلى ضعف الذاكرة أو اضطرابات التفكير، مثل: (نقص الفيتامينات أو اضطرابات الغدة الدرقية).
  • تحديد مرحلة المرض: يُساعد ذلك الطبيب في وضع خطة علاجية فعالة تُحافظ على الوظائف الإدراكية لأطول فترة ممكنة.

ما هي اختبارات الزهايمر؟

تُعد اختبارات الزهايمر من الخطوات التشخيصية الأساسية، والتي تشمل مجموعة متنوعة من التحاليل المخبرية، والتصوير الإشعاعي، والتقييمات الإدراكية؛ مما يُساعد في رسم صورة واضحة عن حالة الدماغ، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم هذه الاختبارات:

  •  تحليل بروتين بيتا أميلويد

يُعتبر هذا التحليل من الأدوات الأساسية، التي تُستخدم لتقييم احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر، فتراكم بروتين بيتا أميلويد داخل الخلايا العصبية بشكل غير طبيعي؛ يؤدي إلى إضعاف وظيفتها تدريجيًا، وهو ما يُعد من أبرز سمات الزهايمر.

  •  تحليل البول

يُستخدم كوسيلة مبدئية لرصد بعض المؤشرات الحيوية المرتبطة بتلف الخلايا العصبية أو التغيرات الكيميائية المرتبطة بالزهايمر،
ورغم أنه ليس تحليلًا تشخيصيًا مباشرًا، إلا أنه يُفيد في دعم التشخيص بجانب اختبارات أخرى، مثل: (تقييم الذاكرة، التصوير الدماغي، وتحاليل الدم المتخصصة).

  •  اختبار السائل النخاعي (البزل القطني)

يُعد من الفحوصات المتقدمة، حيث يتم أخذ عينة من السائل الدماغي النخاعي عبر إبرة دقيقة أسفل الظهر، تحت إشراف طبي متخصص، وتُظهر هذه العينة مستويات بروتينات مرتبطة مباشرة بالزهايمر، مثل: (بيتا أميلويد وتاو)، ما يجعلها مفيدة في تشخيص المراحل المبكرة.

  •  تحاليل الاستبعاد

غالبًا ما يطلب الطبيب إجراء مجموعة من التحاليل لاستبعاد أمراض أخرى قد تُسبب أعراضًا مشابهة للزهايمر، مثل:

  • هل تتوفر تحاليل الزهايمر في مختبرات دلتا؟

(نعم)، تتوفر ويمكن إجراؤه بسهولة في أي من فروع مختبرات دلتا المنتشرة بالمملكة، كما تتوفر خدمة السحب المنزلي المجانية لتسهيل الفحص دون الحاجة للذهاب إلى الفرع.

الفحوصات التصويرية المرتبطة بالزهايمر

لا تقتصر وسائل التشخيص على التحاليل فقط، بل تُستخدم تقنيات التصوير الطبي للكشف عن التغيرات الهيكلية والوظيفية في الدماغ، ومنها:

  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET): يُستخدم لرصد نشاط الدماغ باستخدام مادة مشعة آمنة، تُظهر المناطق المصابة أو التي تعاني من ضعف الوظيفة الدماغية بدقة عالية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يساعد في تصوير الأنسجة والخلايا العصبية والأوعية الدموية داخل الدماغ، مما يُساهم في كشف التغيرات الهيكلية الدقيقة أو الأورام أو أي خلل عصبي.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): من الفحوصات التي تُستخدم لتقييم شكل الدماغ والعظام المحيطة به، ويمكن إجراؤه بدون الحاجة للحقن، ويُفضل الصيام قبل الخضوع له حسب تعليمات الطبيب.

في الختام، يُعد نظام مايند الغذائي أحد أبرز الأنظمة الوقائية التي أثبتت الدراسات فاعليتها في دعم صحة الدماغ، وتقليل فرص الإصابة بمرض الزهايمر، فهو ليس مجرد نظام غذائي، بل نمط حياة يُشجع على اختيار الأطعمة الذكية التي تُغذي العقل وتُعزز الوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر.

المصادر

اذهب إلى الأعلى