علاج هشاشة العظام بالأكل: كل ما تحتاج أن تعرفه
شجعت الدراسات الطبية الحديثة على علاج هشاشة العظام بالأكل، حيث يُساهم الالتزام بنظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن من تخفيف هذه المشكلة الشائعة، التي يُعاني منها الكثيرين، خاصةً كبار السن والنساء في سن انقطاع الطمث.
وأكدت الدراسات على أن التغذية تلعب دورًا بارزًا، لا يقتصر فقط على العلاج، بل يُساعد في تقوية البنية العظمية، وإبطاء تدهور العظام مع مرور الوقت، مما يجعل النظام الغذائي أحد المحاور الأساسية في أي خطة علاجية متكاملة لهشاشة العظام، وفي هذا المقال سوف نُقدم لكم دليل شامل لكل ما تحتاجون إلى معرفته بشأن هشاشة العظام.
ما هي هشاشة العظام؟
قبل أن نتعرف على علاج هشاشة العظام بالأكل، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية هذه الحالة الصحية المُزعجة، التي يحدث فيها ترقق في العظام، نتيجة انخفاض كثافته ونوعيته؛ مما يجعله أكثر هشاشة وقابلية للكسر السريع، وعادةً ما يُصيب العمود الفقري وعظام المعصم والورك.
وتُعرف هشاشة العظام باسم: (المرض الصامت)، نظرًا لعدم ظهور أعراضه بشكل واضح في البداية، ولكن يُمكن أن تُلاحظ بعض التغيرات التي قد يكون أحد أسبابها هو الإصابة بالهشاشة؛ مثل:
- الشعور بآلام في الظهر، وقد يكون ناتجًا عن كسور دقيقة، أو انزلاق في إحدى فقرات العمود الفقري.
- نقصان تدريجي في الطول بمرور الوقت.
- تغيّر في شكل القامة، ويظهر غالبًا في صورة انحناء أو تقوّس في الظهر.
- زيادة قابلية العظام للكسر حتى مع الإصابات البسيطة.
الفئات الأكثر عرضة لهشاشة العظام
يُعد علاج هشاشة العظام بالأكل خطوة أولى فعّالة في الوقاية من الإصابة، خاصةً لدى الفئات الأكثر عرضة لهذا المرض، إذ تساهم التغذية المتوازنة في تعزيز كثافة العظام، ودعم صحتها، وتقوية الجسم بشكل عام؛ مما يقلل من احتمالية الإصابة مع مرور الوقت، ومن أبرز هذه الفئات:
-
عوامل العمر والجنس والبنية الجسدية
- الأشخاص فوق سن الخمسين: تبدأ كثافة العظام في هذا السن بالانخفاض بشكل طبيعي مع التقدم في العمر.
- النساء بعد انقطاع الطمث: نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تسارع فقدان الكتلة العظمية.
- الأشخاص النحيفة أو ذوو البنية الصغيرة: لأن الكتلة العظمية لديهم أقل من الطبيعي، ما يجعل أي فقدان إضافي أكثر تأثيرًا.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة: تزداد احتمالية الإصابة إذا كان أحد الأقارب البيولوجيين يعاني من هشاشة العظام.
- المدخنون ومستخدمو منتجات التبغ: حيث تؤثر مكونات التبغ سلبًا على امتصاص الكالسيوم، وصحة العظام عمومًا.
-
أمراض مزمنة تؤثر على صحة العظام
- اضطرابات الغدد الصماء: مثل: (أمراض الغدة الدرقية، والسكري)، إذ تؤثر على توازن الهرمونات المرتبطة بتكوين العظام.
- أمراض الجهاز الهضمي: مثل: (السيلياك ومرض التهاب الأمعاء)، تتسبب في إعاقة امتصاص العناصر الغذائية الضرورية.
- اضطرابات المناعة الذاتية: كالتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تهاجم المناعة أنسجة الجسم، بما في ذلك العظام.
- بعض أمراض الدم أو السرطانات: مثل: (الورم النقوي المتعدد)، الذي يؤثر على نخاع العظم، ويُضعف بنيته.
-
أدوية وإجراءات قد تزيد من الخطر
- الكورتيكوستيرويدات: استخدامها لفترات طويلة قد يضعف العظام ويؤثر على توازن الكالسيوم.
- مدرات البول: خاصةً تلك التي تزيد من فقدان الكالسيوم عبر البول.
- أدوية علاج النوبات: قد تؤثر على امتصاص فيتامين د وتوازن المعادن.
- جراحات السمنة: تؤدي إلى تقليل امتصاص بعض العناصر الغذائية الأساسية للعظام.
- العلاج الهرموني لبعض أنواع السرطان: مثل: (سرطان الثدي أو البروستاتا)، يؤثر على الهرمونات التي تدعم كثافة العظام.
- مضادات التخثر: قد تؤثر على فيتامين K الضروري لصحة العظام.
- مثبطات مضخة البروتون: استخدامها المزمن قد يعيق امتصاص الكالسيوم.
-
نمط الحياة والعادات اليومية
- نقص الكالسيوم أو فيتامين د في النظام الغذائي: وهما عنصران أساسيان في بناء العظام والحفاظ عليها.
- قلة النشاط البدني: عدم ممارسة التمارين، خاصة تمارين المقاومة، يؤدي إلى ضعف العظام مع الوقت.
- تناول الكحول بكثرة: شرب أكثر من مشروبين يوميًا، قد يتداخل مع امتصاص العناصر الغذائية ويُضعف العظام.
ما هي أهمية علاج هشاشة العظام بالأكل؟
تلعب التغذية دورًا محوريًا في دعم صحة العظام، حيث تحتوي الأطعمة والمشروبات المختلفة، على نسب متباينة من الفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على الكثافة العظمية، مثل: (الكالسيوم، فيتامين د، المغنيسيوم، والبوتاسيوم).
لذلك، يُوصي العديد من الأطباء بالبدء بعلاج هشاشة العظام بالأكل، خاصة في الحالات البسيطة أو عند بداية التشخيص، باعتباره خطوة آمنة وطبيعية لدعم العظام.
ومع ذلك، فإن الاكتفاء بالتغذية وحدها قد لا يكون كافيًا في جميع الحالات، خصوصًا إذا كانت الحالة متقدمة، أو مصحوبة بنقص حاد في بعض العناصر، وفي مثل هذه الحالات، غالبًا ما يوصي الأطباء باستخدام المكملات الغذائية المناسبة، والتي تُسهم في تنظيم مستويات المعادن والفيتامينات في الجسم، وضمان حصول المريض على الاحتياج الكامل لدعم العظام بشكل فعال.
الجدير بالذكر، على الرغم من أهمية الأطعمة الطبيعية، إلا أن المُكملات الغذائية تُعد أسرع في الحصول على النتائج العلاجية، نظرًا إلى أنها أكثر فاعلية في مثل هذه الحالات.
أهم العناصر الغذائية لعلاج هشاشة العظام
تتعلق هشاشة العظام بنقص الكالسيوم ومجموعة من الفيتامنيات والمعادن الأخرى، التي تدعم صحة العظام، وتعزز من كثافته؛ وعند الاشتباه بالإصابه به، عادةً ما يوصي الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية المخبرية، للتعرف على نسب هذه العناصر، ومن ثم بدء الخطة العلاجية، التي تتمثل في:
-
الكالسيوم
يأتي الكالسيوم على رأس قائمة أهم العناصر الغذائية، نظرًا لدوره في تكوين العظام وإمدادها بالصلبة والقوة، وفي حالة نقصانه عادةً ما تبدأ العظام بالتدهور والضعف، وفي المراحل الأولى، يوصي الأطباء بالحرص على تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، لتعزيز مستوياته طبيعيًأ، والتي تتمثل في الآتي:
- الألبان ومشتقاتها.
-
- الأسماك: مثل (السلمون، والسردين).
- الخضروات الورقية: مثل (السبانخ، الكرنب، البروكلي).
- البقوليات: مثل (العدس، الفصولياء).
- المكسرات: مثل (اللوز، البندق، وغيرهم).
ومن أجل الحفاظ على صحة وسلامة العظام، يوصي الأطباء بتناول 700 ملليجرام يوميًا من الكالسيوم، أما في حالة كنت تستخدم أحدى أدوية الهشاشة، فعليك زيادة الكمية إلى 1000 ملليغرام، وقد تختلف النسب حسب توصيات الطبيب المختص، نظرًا لاختلاف كل حالة عن الأخرى.
-
الأطعمة الغنية بالبروتين
يلعب البروتين دورًا هامة في صحة العظام، حيث يعمل على تقويتها، مما يحد من فرص التعرض للهشاشة والكسور، ومن أهم أنواعه التي يجب أن تتناولها:
- اللحوم البيضاء: مثل ( الدواجن، البط، الأوز، الديك الرومي)
- البيض.
- الأسماك والمأكولات البحرية: (التونة، بلح البحر، المحار، وغيرهم).
- اللحوم الحمراء الخالية من الدهون: (لحم البقر، والعجل، وغيرهم).
- البقوليات: (الحمص، العدس، الفاصولياء).
- المكسرات: (الجوز، اللوز، الفستق، الكاجو، وغيرهم).
-
فيتامين د
يُعرف فيتامين د باسم (فيتامين الشمس)، ويعد ضروريًا للحفاظ على العظام، والأسنان وتقوية المناعة، وعادًة ما يتم تناوله من خلال المُكملات الغذائية إلى جانب الأطعمة التي تحتوي عليه، والتي تتمثل في:
- حبوب الإفطار المدعمة.
-
- زيت كبد السمك.
- حليب البقر.
-
- زيت كبد الحوت.
- صفار البيض.
- الكبد البقري.
- الفطر (المشروم).
- حليب الصويا.
- عصير البرتقال.
- دقيق الشوفان.
- التونة المُعلبة.
وجاءت تسميته بهذا الاسم، نظرًا إلى أن الجسم يقوم بإفرازه عند التعرض إلى الشمس، ولكن في بعض حالات النقصان الشديدة، يحتاج المرضى إلى تناول جرعات تبلغ نحو 600 إلى 800 وحدة دولية يوميًا بحد أدنى، وتختلف الجرعات حسب شدة النقص والفئة العمرية والحالة الصحية العامة.
-
فيتامين ك
يلعب فيتامين ك دورًا مُهمًا في إنتاج البروتينات اللازمة لربط الكالسيوم ببنية العظام، ويتواجد في المُكملات الغذائية، و الأطعمة التالية:
-
- الخضروات الورقية: (السبانخ، البروكلي، والكرنب).
- الفواكه: مثل (الكيوي، العنب، الأفوكادو، التوت، والمشمش).
- الزيوت النباتية: (زيت الزيتون، زيت الصويا، وزيت بذور العنب).
- البروتين: (البيض، اللحوم الحمراء والبيضاء).
- الأسماك.
-
البوتاسيوم
يلعب دورًا لا غني في صحة الجسم، وتنظيم الوظائف الحيوية، إلى جانب دوره في تحفيز احتباس الكالسيوم في الكلى؛ مما يدعم صحة العظام، ومن أبرز الأطعمة التي تحتوي عليه:
- الفواكه: الموز، الأفوكادو، البطيخ، البرتقال.
- الخضروات: البطاطا الحلوة، السبانخ، الطماطم (خاصة المجففة).
- البقوليات: الفاصولياء البيضاء، العدس.
- المأكولات البحرية: سمك السلمون.
-
المغنسيوم
يُعد من العناصر الضرورية لعملية الأيض السليمة للكالسيوم، ويتواجد المغنسيوم في الأطعمة التالية:
- المكسرات والبذور: اللوز، الكاجو، الجوز، بذور اليقطين، بذور دوار الشمس.
- الحبوب الكاملة: الشوفان، الأرز البني، القمح الكامل.
- البقوليات: العدس، الفاصولياء السوداء، الحمص.
- الخضروات الورقية: السبانخ، السلق، الكرنب.
- المأكولات البحرية: السلمون، الماكريل، التونة.
- الشوكولاتة الداكنة: خاصة التي تحتوي على نسبة كاكاو عالية (70% أو أكثر).
أهم النصائح لمرضى هشاشة العظام
اتباع بعض الإرشادات اليومية يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في السيطرة على هشاشة العظام، والحدّ من تطورها، وفيما يلي توضح مختبرات دلتا الطبية أبرز النصائح التي يُوصى بها للمرضى:
- اتباع نظام غذائي متوازن: يشمل مصادر غنية بالكالسيوم، فيتامين د، والبروتين، مع التركيز على الخضروات الورقية، منتجات الألبان، الأسماك، والمكسرات.
- التعرض لأشعة الشمس بانتظام: للمساعدة في تحفيز إنتاج فيتامين د بشكل طبيعي، ما يدعم امتصاص الكالسيوم.
- ممارسة التمارين الرياضية المناسبة: خاصة تمارين المقاومة والمشي، لدعم قوة العضلات والعظام، وتحسين التوازن لتقليل خطر السقوط.
- تجنب التدخين والكحول: لأن كلاهما يؤثر سلبًا على صحة العظام، وامتصاص العناصر الغذائية الأساسية.
- مراقبة الأدوية والمكملات: مع الالتزام بإرشادات الطبيب بشأن الجرعات والتوقيت المناسب، لتجنب التداخلات أو الآثار الجانبية.
- الوقاية من السقوط: من خلال تعديل البيئة المنزلية، مثل: (إزالة العوائق، واستخدام وسائل الدعم المناسبة)، خاصةً لكبار السن.
- المتابعة الطبية المنتظمة: لإجراء فحوصات كثافة العظام، وتقييم مدى الاستجابة للعلاج الغذائي أو الدوائي.
في الختام؛ يمثل علاج هشاشة العظام بالأكل خطوة أساسية وفعالة للحفاظ على صحة العظام، والوقاية من مضاعفات المرض، خاصةً عند الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم، فيتامين د، والبوتاسيوم، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام.
ورغم أهمية التغذية، إلا أنها قد تحتاج في بعض الحالات إلى دعم بالمكملات الغذائية، وفق استشارة الطبيب، لضمان حصول الجسم على احتياجاته الكاملة، وتعزيز كثافة العظام على المدى الطويل.