ما هي أعراض الاكتئاب؟ 7 علامات يجب أن تعرفها لتبدأ رحلة التعافي
هل تشعر بثقل لا ينتهي، يتجاوز مجرد الحزن العادي؟ قد تتساءل: هل هو مجرد تعب أم أن جسمك يُظهر علامات لمشكلة أعمق؟ هل شعورك المستمر بالذنب، أو الغضب الشديد الذي لا يمكنك السيطرة عليه هو في الحقيقة شكل آخر من الاكتئاب؟ وماذا عن الصداع المزمن أو آلام الظهر التي لا يستطيع الأطباء تفسيرها؟
الاكتئاب ليس مجرد شعور واحد؛ إنه حالة معقدة تظهر بأشكال مختلفة، تؤثر على النساء بشكل مختلف عن الرجال، وتظهر عند المراهقين بطرق قد تكون غير متوقعة، إذا كنت تبحث عن إجابات لهذه الأسئلة، فهذا الدليل الشامل سوف يساعدك على فهم أعراض الاكتئاب المختلفة، ويفسر لك الرسائل التي يرسلها لك عقلك وجسدك.
أعراض الاكتئاب عند النساء
فهم علامات الاكتئاب عند النساء مهم جدًا للكشف عنه مبكرًا، وتقديم المساعدة المناسبة، وفيما يلي نعرض 7 علامات رئيسية للاكتئاب عند النساء:
1. الحزن المستمر أو القلق
تشير الأبحاث إلى أن الأعراض المرتبطة بالحالة المزاجية هي من أكثر علامات الاكتئاب شيوعًا لدى النساء، فالنساء اللواتي يعانين من الاكتئاب يشعرن غالبًا بالحزن، الذي يكون شاملاً، بالإضافة إلى فقدان المتعة في الأنشطة والشعور بالفراغ، يمكن أن يرتبط الحزن أيضًا بالقلق لدى الجميع.
2. الشعور بعدم القيمة أو الذنب
بجانب الحزن وعدم الاكتراث، قد يشعر الشخص أيضًا بالعجز، أو بعدم الفائدة أو عدم القيمة، هذه المشاعر السلبية قد تكون مرتبطة بشعور قوي بالذنب وانخفاض في احترام الذات.
3. التعب وانخفاض الطاقة
قد تظهر أعراض الاكتئاب لدى النساء من خلال أعراض جسدية، ونفسية أكثر شيوعًا وشدة، مثل انخفاض الطاقة والتعب والخمول، كما يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الرغبة الجنسية، خاصةً لدى النساء.
4. تغيرات في الشهية ووزن الجسم
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى زيادة، أو نقصان في الشهية ووزن الجسم، النساء قد يشعرن بالجوع العاطفي، الذي يساعد على تخفيف مشاعر الحزن والقلق والتوتر.
5. اضطرابات النوم
أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط بين الاكتئاب والنوم، حيث يمكن أن يؤثر الاكتئاب على النوم، وكذلك قلة النوم قد تزيد من أعراض الاكتئاب، الأشخاص الذين لا ينامون بشكل كافٍ، أو لديهم نوم غير جيد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب، إذ يُعد الأرق من أعراض الاكتئاب الرئيسية، وهو أكثر شيوعًا بين النساء.
6. صعوبة في التركيز
غالبًا ما يتم تجاهل المشاكل المتعلقة بالتفكير كعلامات على الاكتئاب، تشمل هذه العلامات صعوبة التركيز، مشاكل في الذاكرة، وصعوبة في التعلم، يمكن علاج هذه الأعراض، لكنها قد تستمر أحيانًا بشكل أخف حتى بعد انتهاء نوبة الاكتئاب. لذلك، من المهم جدًا تشخيص الحالة والتدخل مبكرًا.
7. أمراض جسدية دون أسباب واضحة
يمكن أن تكون الأعراض الجسدية الأخرى التي تبدو غير مرتبطة بمؤشر على وجود مشكلة، خاصة إذا كانت مرتبطة بانخفاض المزاج أو علامات أخرى، مثل الصداع المتكرر، مشاكل في الجهاز الهضمي، توتر في العضلات، والألم المزمن، كلها قد تشير إلى وجود ضغوط نفسية.
أعراض الاكتئاب الحاد عند الرجال
بينما تميل النساء إلى التعبير عن الحزن والشعور بالذنب، ظهر أعراض الاكتئاب عند الرجال غالبًا في صورة انفعالات، مثل الغضب والإحباط، كما أن الأدوار الاجتماعية التي تتيح للنساء التعبير عن اكتئابهن بحرية، غالبًا ما تجعل الرجال يشعرون بالضغط لإخفاء أعراض الاكتئاب.
الرجال الذين يعانون من الاكتئاب قد يظهرون أعراضًا مثل:
- التعب.
- صعوبة النوم.
- فقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة.
لأن الرجل قد يعتبر الاكتئاب علامة على الضعف، فقد يلجأ إلى أساليب تأقلم سلبية لمواجهة مشاكله، مما يزيد من ميوله لتناول الكحول والمخدرات الأخرى، مع زيادة تعاطي المخدرات، يسعى الرجال إلى تخدير أو تجنب المشاعر السلبية.
أعراض الاكتئاب الجسدية: أشهر 6 علامات
توجد أعراض جسدية متعددة للاكتئاب، ومن أبرزها آلام الظهر والأطراف والمفاصل، والصداع أو الشقيقة، بالإضافة إلى اضطرابات النوم، وتغيرات في الشهية، وبطء في التفكير، ومشاكل في الجهاز الهضمي، يمكنك معرفة المزيد عن كل من هذه الأعراض، فيما يلي:
-
ألم في الظهر أو الأطراف أو المفاصل:
تشير دراسة من المكتبة الوطنية الأمريكية للطب إلى أن الألم الجسدي شائع بين الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، حيث يتأثر كل من الألم والمزاج بنفس الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والنورإبينفرين، لذا، عندما تظهر أي مشكلة، قد يتزامن الاكتئاب مع أعراض الألم الجسدي.
-
الصداع أو الصداع النصفي:
وجدت دراسة نشرت في عدد عام 2009 من مجلة General Hospital Psychiatry علاقة بين الصداع النصفي، بما في ذلك النوع المزمن، وبعض الاضطرابات العقلية.
-
أنماط النوم غير الصحية:
يعاني الأفراد المصابون بالاكتئاب من مشاكل في النوم، مثل الأرق أو النوم المفرط. وعلى الرغم من محاولاتهم النوم، يشعرون بالإرهاق والتعب الشديد. حتى مع النوم لفترات طويلة، قد يظل الشعور بالتعب يلازمهم، مما يؤثر على قدرتهم على التركيز، واتخاذ القرارات، وتذكر الأمور.
-
تغييرات في الشهية:
يمكن أن يعاني الأفراد المصابون بالاكتئاب من انخفاض في الشهية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، أو بالعكس، قد تزيد رغبتهم في الطعام مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
-
بطء في التفكير أو الكلام أو الحركة:
تزداد مشاكل النشاط النفسي والحركي مع تفاقم الاكتئاب، تعتمد أنشطة مثل الكتابة، وطي الملابس، والطهي، وممارسة الرياضة على مستوى النشاط النفسي الحركي، وبالتالي قد تتأثر سلبًا بالاكتئاب، كما تشكل تحديات النشاط النفسي الحركي أحد الآثار السلبية للاكتئاب، وقد تؤثر بشكل كبير على أداء الأفراد في المدرسة أو العمل.
-
مشكلات في الجهاز الهضمي:
تتضمن التأثيرات الجسدية للاكتئاب مجموعة من الأعراض الهضمية، كالشعور بالانتفاخ، والإمساك، وآلام المعدة، والغثيان، والإسهال.
ومن الجدير بالذكر أن الاكتئاب قد يزيد من حدة الأعراض المتعلقة باضطرابات الجهاز الهضمي التي كانت موجودة مسبقًا، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، وذلك نظرًا للعلاقة الوثيقة بين الدماغ والأمعاء، والمعروفة بمحور الدماغ-الأمعاء.
أعراض الاكتئاب عند البنات المراهقين
يواجه المراهقون مجموعة من التحديات التي تؤثر بشكل كبير على مشاعرهم، حيث إن التغيرات الاجتماعية والبيولوجية والبيئية الكبيرة خلال مرحلة المراهقة تساهم في ظهور اكتئاب جديد ومتزايد، يُعتقد أن أكثر من ثلاثة ملايين مراهق يعانون من أعراض الاكتئاب، والتي تتمثل في:
- الشعور المستمر بالحزن أو الفراغ أو اليأس: هي من السمات المميزة للاكتئاب، وهي أكثر من مجرد الشعور بالحزن؛ بل هي شعور عميق ومستمر باليأس.
- الانفعال أو الإحباط، حتى بشأن الأمور الصغيرة: قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب من انخفاض كبير في قدرتهم على تحمل التوتر، مما يؤدي إلى الانفعال بشأن قضايا تبدو بسيطة.
- فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو كلها: الأنشطة التي كانت تجلب السعادة في السابق، مثل الهوايات، أو التفاعلات الاجتماعية، أو ممارسة الجنس، لم تعد جذابة، مما يساهم في الشعور بالانفصال عن الحياة.
- الشعور بعدم القيمة أو الذنب، والتركيز على الإخفاقات الماضية: قد يركز الأفراد على الندم أو يرون أنفسهم غير أكفاء، مما يؤدي إلى تفاقم مشاعر الذنب وعدم القيمة.
- صعوبة التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات أو تذكر الأشياء: يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الوظائف الإدراكية، مما يجعل من الصعب التركيز، أو اتخاذ القرارات أو تذكر المعلومات.
- أفكار الموت أو الأفكار الانتحارية أو حتى محاولات الانتحار: في حالات الاكتئاب الشديدة، قد تظهر أفكار حول الموت أو الانتحار، مما يستدعي ضرورة التدخل الطبي الفوري.
- أما بالنسبة للتعبير عن القلق الجسدي، فإن الفتيات المراهقات غالبًا ما يُظهرن الاكتئاب من خلال أعراض جسدية، مثل الصداع وآلام البطن غير المبررة، أو من خلال قضايا تتعلق بصورة الجسم واضطرابات الأكل.
اعراض الاكتئاب المزمن
تشترك أعراض الاكتئاب الشامل مع أعراض أنواع أخرى من الاكتئاب، لكنها تتسم بالاستمرار لفترة أطول وغالبًا ما تكون أقل حدة.
تشمل الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب، والتي قد تستمر لمدة عامين على الأقل، ما يلي:
- مشاكل في النوم.
- شعور بالتعب.
- انخفاض احترام الذات.
- صعوبة في التركيز.
- تردد في اتخاذ القرارات.
- انفعالات حادة.
- شعور باليأس.
- تغيرات في الشهية، إما بانخفاضها أو بزيادة تناول الطعام.
كما يمكن أن يعاني الشخص من أعراض اضطراب الاكتئاب الشامل، وأعراض اضطراب الاكتئاب المزمن في الوقت نفسه.
اعراض الاكتئاب الموسمي
تتنوع أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) بين الأفراد، ولكنها غالبًا ما تشمل ما يلي:
- شعور دائم بالحزن أو اليأس أو انخفاض المزاج.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا.
- شعور بالتعب أو انخفاض الطاقة.
- تغييرات في الشهية، مثل الرغبة المتزايدة في تناول الكربوهيدرات وزيادة الوزن.
- صعوبات في النوم أو النوم لفترات طويلة.
- الشعور بالتهيج، الأرق، أو الانفعالات.
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية والرغبة في العزلة.
- شعور بعدم القيمة أو الذنب.
- أفكار حول الموت أو الانتحار (في الحالات الخطيرة، يجب طلب المساعدة الفورية).
من المهم أن نلاحظ أن هذه الأعراض عادة ما تظهر خلال فصلي الخريف والشتاء وتختفي في الربيع والصيف لدى الأشخاص الذين يعانون من أنماط موسمية لهذا الاضطراب.
اعراض الاكتئاب الخفي
الاكتئاب الخفي، أو المقنّع، هو حالة تظهر فيها مشاعر الحزن واليأس بصورة غير مباشرة، حيث لا يظهر الشخص معاناته بشكل واضح. بل إن أعراض الاكتئاب تظهر في أبعاد سلوكية أو جسدية، مثل:
- الغضب والانفعال المستمر: يُلاحظ ذلك بشكل خاص لدى الرجال والمراهقين، حيث يتم تحويل الحزن المستكن إلى عدوانية، أو هياج خارجي يتسم بالحدة.
- الشكاوى الجسدية المزمنة: كآلام الظهر المستمرة أو الصداع النصفي أو مشكلات في الجهاز الهضمي، والتي تفشل في الاستجابة للعلاجات الطبية التقليدية، وغالبًا ما تتزامن مع فترات الضغوط النفسية.
- الإفراط في العمل أو الانخراط في أنشطة خطرة: حيث يلجأ الفرد إلى أساليب قسرية أو محفوفة بالمخاطر (مثل الإدمان أو المقامرة) كوسيلة للهروب من أو تخدير المشاعر السلبية المتراكمة.
أفضل 7 نصائح صحية لتقليل أعراض الاكتئاب
يمكن لكل فرد تحسين أعراض الاكتئاب، أو تفاقمها من خلال تغيير أفكاره وسلوكياته، بالطبع قد لا يستطيع التخلص من الأعراض تمامًا، لكن يمكن للشخص الذي يعاني من الاكتئاب تحسين نوعية حياته، وفيما يلي بعض الطرق الصحية لتخفيف أعراض الاكتئاب:
- فهم الاكتئاب: يُعتبر الاكتئاب حالة معقدة وصعبة، لذا يجب على أي شخص يعاني من أعراضه أن يستثمر بعض الوقت في التعرف عليه.
- الالتزام بخطة العلاج: ينصح أخصائيو الصحة النفسية بشأن الأدوية والعلاج، والمتابعة المنتظمة ستعزز فرص النجاح.
- الاهتمام بالصحة الجسدية: يمكن للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أن يستفيدوا من تحسين عاداتهم الغذائية، وزيادة مستويات نشاطهم البدني، وتخصيص وقت كافٍ للنوم الجيد.
- فكر في العلاج بالوخز بالإبر: يُمكن للوخز بالإبر أن يُساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب من خلال تحسين جودة النوم، تقليل مستويات التوتر، وتعزيز تنظيم المزاج.
- ابحث عن الدعم المناسب: قد يُبعد الاكتئاب الأشخاص عن أصدقائهم وأحبائهم، ولكن بما أن العزلة تؤدي إلى تفاقم الأعراض، يُنصح للذين يعانون من الاكتئاب بالتواصل مع أشخاص يثقون بهم للتحدث عن مشاعرهم، أو للابتعاد مؤقتًا عن أعراضهم.
- خصص وقتًا للاستمتاع: يمكنك الانغماس في أنشطة مبهجة، مثل قراءة كتاب جيد، أو الاستحمام لفترة طويلة، أو الاستمتاع بوجبة لذيذة، هذه الأنشطة يمكن أن تساعد في صرف الانتباه عن مشاعر الحزن المرتبطة بالاكتئاب.
- حافظ على تفاؤلك: يُعتبر الأمل عنصرًا مهمًا في مواجهة الاكتئاب، طالما أن التفاؤل موجود، يمكن للفرد أن يبقى مُلهمًا لمواصلة معالجة أعراضه.
الخلاصة
الاكتئاب هو حالة معقدة تتجلى في أشكال متعددة تتراوح بين العواطف القاسية، الأعراض الجسدية، والسلوكيات المتغيرة، يعد التعرف على تلك العلامات المتنوعة – سواء كانت حزنًا مكشوفًا، غضبًا مستترًا، أو آلامًا جسدية متكررة – أمرَا بالغ الأهمية للسعي نحو الدعم والمساعدة.
إن العلاج المستمر، والالتزام بأسلوب حياة صحي، يمكن أن يحدث فرقًا جوهريًا في تحسين جودة حياة الفرد المتأثر.