سرطان الثدي أثناء الرضاعة: حقيقة أم خرافة؟ 

سرطان الثدي أثناء الرضاعة، يُعد من أكثر المواضيع الطبية التي تُثير مخاوف الأمهات الجدد، فمع كل تغيير يطرأ على الثدي خلال فترة الرضاعة، تُفسره الأم بأنه مؤشر للإصابة بالسرطان، لتبدأ رحلة من المخاوف والقلق المُستمرة.

وتُدرك مختبرات دلتا الطبية أهمية هذه المرحلة في حياة الأمهات، كما أنها تشعر بمخاوفهن، لذا حرصت في هذا المقال أن تُجيب بشكل تفصيلي على أهم سؤال يدور في أذهانهن: هل سرطان الثدي أثناء الرضاعة حقيقة أم خرافة؟ كما سنوضح مجموعة كبيرة من المعلومات الطبية؛ التي تُساعد في تعزيز وعيك تجاه هذا المرض.

ما هو سرطان الثدي أثناء الرضاعة؟

أطلقت بعض الأمهات مصطلح سرطان الثدي أثناء الرضاعة، على أي تغيير يطرأ على الثدي خلال سنوات الرضاعة أو حتى أثناء الحمل، على الرغم من أن هذه التغييرات نادرًا ما تُشير إلى سرطان الثدي، حيث تبلغ نسبة حدوثه 3%.

فمن الطبيعي أن تُلاحظي بعض التغيرات في مظهر وحجم وملمس الثدي أثناء الرضاعة، وهذا لا يعني بالضرورة أن سرطان فهُناك العديد من العوامل التي تتسبب في حدوث ذلك، وسوف نتعرف عليها فيما بعد.

لذا من الضروري، أن تكون كل أم على دراية كاملة بشكل الثدي الطبيعي، حتى تتمكن من ملاحظة ظهور أي علامات غير طبيعية، فكما أكدنا أنه نادرًا ما تدل التغيرات على الإصابة بالسرطان.

هل طبيعي وجود كتلة في الثدي أثناء الرضاعة؟

نعم، فكثير من الأمهات تُلاحظ وجود كتلة واحدة أو أكثر في ثدي واحد أو كلاهما، وهو ما يُثير القلق والمخاوف، ولكن هُناك عوامل كثير تزيد من إمكانية تكون كتلة في الثدي، وعادة ما تكون حميدة ومؤقتة مثل: 

انسداد قنوات الحليب

تُعاني كثير من النساء من مشكلة انسداد قنوات الحليب أثناء الرضاعة؛ والتي ينتج عنها ظهور مجموعة من العقد الصغيرة والصلبة، وعادةً ما تظهر بشكل مُفاجئ، يُرافقها بعض الأعراض المزعجة مثل: 

  • ألم الثدي.
  • الاحمرار.
  • السخونية.

الجدير بالذكر؛ هُناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الانسداد، مثل: (ارتداء حمالات الصدر الضيقة، عدم الالتزام بالرضاعة بشكل منتظم).

كيسات الثدي

هي أحد أسباب الشعور بكتلة في الثدي، فهي عبارة عن أكياس مملؤة بالسوائل في نسيج الثدي، وتحدث هذه الحالة نتيجة التغيرات الهرمونية، وعادةً ما يُصاب بها النساء التي تتراوح أعمارهن بين 30 إلى 50 عامًا..

الورم الغدي الليفي

يُعد الورم الغدي الليفي من أبرز أنواع الكتل الحميدة شيوعًا بين الإناث من سن 14 إلى 35 عامًا، ويحدث نتيجة نمو مفرط في الأنسجة الغدية والضامة داخل الثدي، ويزيد الأمر خلال فترة الرضاعة.

وتتسم الكتلة الدالة على الورم الغدي الليفي، بكونها ناعمة وسهلة الحركة، كما أنها غير مؤلمة، وعادةً ما يقل حجمها وتختفي بشكل تلقائي دون تناول أي علاجات، ولكنها تتطلب المُتابعة الطبية المستمرة.

التهاب الثدي

يُعرف التهاب الثدي بأنه أحد الاسباب الشائعة التي تؤدي إلى ظهور كتلة في الثدي، حيث يحدث نتيجة انتقال بكتيريا من أنف أو حلق الرضيع إلى الأم أثناء الرضاعة، فعادةً ما تُعاني المرضعة من جروح وشقوق جلدية؛ مما يسهل إصابتها بأي عدوى. 

وقد تتساءلين ما علاقة الالتهاب بظهور كتلة؟ وفي الحقيقة هو أن الالتهاب قد لا يُمكن مُلاحظته في البداية، ومن ثم تبدأ البكتيريا في الانتشار في أنسجة الثدي وقنوات الحليب، مكونة كتلة مؤلمة، وقد يرافقها:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الغثيان والتعب العام.
  • احمرار الثدي.

 الورم الحليمي داخل قنوات الثدي

هو أحد أنواع الأورام الحميدة في الثدي، والتي تظهر داخل قنوات الحليب وعادةً ما تكون قريبة من منطقة الحلمة، ويُعرف بأنه نموًا لحميًا صغير الحجم، قد ينتج عنه خروج إفرازات مختلفة في لونها من الثدي، مثل: (الشفافة والداكنة أو المائلة للاحمرار).

وعلى الرغم من أنه لا يُعد خطرًا في أغلب الحالات، إلا أنه يتطلب استشارة الطبيب المختص للتأكد من طبيعته واستبعاد أي احتمالات مرضية أخرى.

النخر الدهني

يحدث النخر الدهني عندما ينخفض تدفق الأكسجين إلى الأنسجة الدهنية داخل الثدي،؛ وهو ما يؤدي إلى تلف الخلايا أو موتها وتكوّن كتلة صلبة تحت الجلد.

عادةً ما تكون هذه الكتلة غير مؤلمة، وقد تظهر بعد التعرض لإصابة مباشرة في الثدي، أو عقب إجراء جراحة أو أخذ خزعة، وفي بعض الحالات، قد يُشبه ملمسها الورم الخبيث، لذلك يُوصى دائمًا بإجراء فحوصات شعاعية دقيقة للتأكد من طبيعتها الحميدة.

الورم الشحمي

يُعرف بأنه كتلة دهنية بطيئة النمو، تقع تحت الجلد مُباشرةً، ويتميز ملمسه بكونه لين وسهل التحرك وغير مؤلم، وعادةً لا يُمثل أي ألم أو خطورة ولا يحتاج أي علاج، إذا لم يتسبب لكِ في الشعور بأي انزعاج.

 

وبعد أن تعرفنا على الأسباب الشائعة لظهور كتلة في الثدي، قد يتبادر إلى ذهنك سؤال: هل الرضاعة الطبيعية تحمي من السرطان؟ والجواب هو نعم؛ حيث أثبتت الدراسات الطبية أن الرضاعة الطبيعية تخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وذلك من خلال تنظيم الهرمونات التي تُساعد في نمو السرطان، مثل الاستروجين والبروجستيرون.

أعراض سرطان الثدي عند المرأة المرضعة

قبل أن نتعرف على أعراض سرطان الثدي أثناء الرضاعة، لابد أولا من أن تكوني على معرفة بطبيعة الثدي، حتى تتمكني من ملاحظة أي تغيير غير معتاد، وفيما يلي نتعرف على مكونات الثدي الطبيعية:

  • يتكون الثدي من عدة أنواع من الأنسجة: يحتوي على أنسجة ليفية تمنحه التماسك، وأنسجة دهنية تُحدد شكله ومرونته، بالإضافة إلى أنسجة غُدّية مسؤولة عن إنتاج الحليب أثناء الرضاعة.
  • تتداخل الأنسجة مع بعضها بصورة طبيعية: تمتزج الأنسجة الليفية والدهنية والغُدية معًا بشكل متشابك؛ مما يجعل ملمس الثدي غير متجانس تمامًا عند اللمس.
  • اختلاف الملمس بين مناطق الثدي أمر طبيعي: قد تكون بعض المناطق أكثر ليونة لاحتوائها على نسبة أكبر من الدهون، بينما مناطق أخرى أكثر صلابة؛ نتيجة زيادة الأنسجة الليفية أو الغُدّية.
  • عدم التماثل بين الثديين: من الطبيعي وجود اختلاف بسيط في الشكل أو الحجم أو الملمس بين الثديين، ولا يُعد ذلك علامة مرضية ما لم تظهر أعراض غير معتادة مثل: (الألم أو التورم أو الإفرازات).

ما هي علامات سرطان الثدي أثناء الرضاعة؟

كما ذكرنا سابقًا، فإن سرطان الثدي أثناء الرضاعة يُعد من الحالات النادرة جدًا، وغالبية التغيرات التي تطرأ على الثدي خلال هذه الفترة تكون نتيجة عوامل طبيعية تتعلق بالرضاعة، أو التغيرات الهرمونية.

ورغم التقدم الطبي وزيادة الوعي الصحي، ما زالت بعض الأمهات يعتقدن أن أي ألم أو كتلة أو تغير في الثدي، هو علامة على السرطان، وهو اعتقاد خاطئ يحتاج إلى تصحيحه.

ومن الضروري أن تستطعين التمييز بين التغيرات الطبيعية أثناء الرضاعة والأعراض التي تستدعي القلق، والتي تتمثل في الآتي:

  • مراقبة أي تغير غير معتاد في شكل أو حجم الثدي.
  • في حال ظهور تكتلات لا تختفي خلال أسبوع واحد.
  • ملاحظة زيادة حجم أو عدد هذه التكتلات بصورة غير طبيعية.

أعراض تكتل الحليب في الثدي

يُعد تكتل الحليب في الثدي من المشاكل الشائعة التي تتعرض لها الكثير من النساء، خلال سنوات الرضاعة، ويُساعد التعرف عليها في اكتشافها مبكرًا، وتجنب تطور الحالة إلى التهابات أو خراجات مؤلمة، ومن أبرز أعراضها:

  • ملمس الثدي: صلبًا ومتحجرًا ومؤلمًا عند اللمس.
  • مظهر الثدي: متورم ودافئ، وقد يظهر الجلد مشدودًا أو لامعًا نتيجة الاحتقان.
  • الإحساس العام: شعور بالثقل في الثدي المصاب يمتد أحيانًا إلى الإبط.
  • الحلمة: قد تصبح مسطحة أو صعبة الإمساك أثناء الرضاعة؛ مما يزيد من تراكم الحليب.
  • علامات مرافقة: ارتفاع طفيف في درجة الحرارة مع شعور بالإرهاق أو التعب العام.

ويبقى السؤال الأهم: هل تكتل الحليب في الثدي؟ والجواب هو لا، فالتكتل يتسبب فقط في الشعور بكتلة في الثدي وهو مختلفة تمامًا عن الخلايا السرطانية التي تنمو وتتطور في الثدي. 

ما الذي يجب فعله عند اكتشاف كتلة في الثدي أثناء الرضاعة؟

يجب أن لا يسيطر عليكِ القلق والمخاوف، فكثير من الأمهات يتعرضن لهذه الكتل، فقط كل ما هو مطلوب أن تقومي بزيارة الطبيب المختص، للتعرف على سبب ظهور هذه الكتلة، حيث يبدأ الطبيب بإجراء فحص سريري أولاً، وعادة ما يتعرف خلالها على السبب.

وفي بعض الحالات قد يوصي بإجراء بعض الفحوصات الطبية، التي تُساعد في إلقاء نظرة شاملة الثدي من خلال:

  • الفحوصات التصويرية: مثل (الماموجرام، الرنين المغناطيسي، الموجات فوق الصوتية).
  • اختبارات الدم: مثل: (CYFRA 21-1، DCP (دي-جاما كاربوكسي بروثرومبين)، ألفا فيتوبروتين (AFP).
  • الخزعة.

في الختام؛ يمكن القول إن سرطان الثدي أثناء الرضاعة أمر نادر الحدوث، وغالبية التغيرات أو التكتلات التي تلاحظها الأم خلال هذه المرحلة تكون ناتجة عن أسباب طبيعية، ومع ذلك، تبقى المتابعة الطبية هي السبيل الأهم للاطمئنان وتجنّب أي مضاعفات محتملة، فلا تتردي في استشارة الطبيب المختص إذا لاحظتي اي تغير غير معتاد في الثدي.

المصادر

أورام الثدي والرضاعة: معلومات تهمك

سرطان الثدي اثناء الرضاعة

كيفية التخلص من الحليب المتحجر في الثدي وما هي أسبابه؟

اذهب إلى الأعلى