الوقاية من سرطان الثدي: دليل التوعية الشامل من مختبرات دلتا
يعتقد الكثيرون أن الوقاية من سرطان الثدي، تتمثل في نوعية طعام مُحددة أو ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، ولكن في الحقيقى على الرغم من أهمية ذلك، إلا أنه ليس كافيًا، فالمعرفة والوعي الشامل هما سلاح مواجهة سرطان الثدي.
ونظرًا لتعدد المصادر العلمية والمقالات الطبية التي تتحدث عن سرطان الثدي والوقاية منه، حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن تقدم الدليل الطبي الشامل والمختصر لكل ما تحتاجون إلى معرفته بشأن هذا النوع من السرطان.
كيف نحمي أنفسنا من سرطان الثدي؟
تبدأ أولى خطوات الوقاية من سرطان الثدي، بأن تكون كل سيدة لديها الوعي الكافي بشأن ماهية هذا المرض الذي يتميز بالقدرة على عدم الظهور إلا بعد وصوله للمراحل المتقدمة منه، وهو ما يجعل التعرف على أعراضه وسُبل الكشف عنه من أهم طرق الوقاية.
ومن الضروري أن تكون كل سيدة على علم بطبيعة شكل وملمس الثدي لديها، حتى تستيطع ملاحظة أي تغير غير طبيعي فيه، قد يطرأ عليه، سواء في الشكل أو اللون أو الإحساس.
وفيما يلي نتعرف على الملامح الطبيعية لشكل الثدي التي تساعد المرأة على التفرقة بين ما هو طبيعي وما يستدعي استشارة الطبيب، ولكن لابد أولا من أن نتعرف على تكوين الثدي الطبيعي:
التركيب العام للثدي
يتكون الثدي من مزيج من الأنسجة الليفية والغدية والدهنية، والتي تتشابك لتكون بنية مُتماسكة تشبه الشبكة العنكبوتية، ويختلف ملمس الثدي من منطقة لأخرى، فبعض الأجزاء أكثر ليونة، وأخرى أكثر صلابة قليلًا، وتتمثل علامات الثدي الطبيعي في الأتي:
- التماثل العام بين الثديين: من الطبيعي أن يختلف حجم أو شكل أحد الثديين عن الآخر بشكل طفيف، لكن الفروق الكبيرة أو المفاجئة تستدعي الانتباه.
- ملمس الثدي: عادةً ما يكون نسيج الثدي ناعمًا أو مطاطيًا بعض الشيء، وقد يحتوي على مناطق أكثر صلابة قليلًا، خصوصًا قرب الإبطين أو قبل الدورة الشهرية، وهذا أمر طبيعي.
- لون الجلد: يجب أن يكون لون الجلد متجانسًا ولا يوجد به أي تغيرات واضحة في الملمس.
- منطقة الحلمة والهالة: الحلمتان تكونان عادةً في وضع متشابه، وقد تتجهان إلى الخارج أو الداخل قليلًا، لكن أي تغير مفاجئ في الاتجاه مع ظهور إفرازات يُعد أمرًا غير طبيعيًا.
- عدم وجود تورمات أو انكماش في الجلد: الجلد الطبيعي يكون مفرودًا دون أي انكماش، أو تجعد يشبه قشرة البرتقال.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي
يُعد التعرف على العوامل التالية، أحد طرق الوقاية من سرطان الثدي، فبعضها يُمكن تحسينه وضبطه، والبعض الأخر قد يكون ناتجًا عن جينات وراثية لا يُمكن تغيرها، وفيما يلي نتعرف على كلا منهما:
-
العوامل التي لا يمكن التحكم بها
هناك بعض العوامل التي لا يمكن لأي أنثى أن تقوم بتغييرها، لكنها تلعب دورًا مُهمًا في تحديد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، والوعي بها يُساعد على اتخاذ خطوات وقائية مبكرة:
- العمر: تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في السن، خاصةً بعد سن 55، لذا يُنصح بالفحص الذاتي المنتظم للثدي في هذه المرحلة العمرية.
- التاريخ العائلي: إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى، مثل: (الأم أو الأخت)، ترفع من احتمالية الإصابة؛ مما يجعل المتابعة الطبية المنتظمة أمرًا ضروريًا.
- العوامل الوراثية: حوالي 15% من حالات سرطان الثدي ترتبط بطفرات جينية موروثة، أبرزها في جيني BRCA1 وBRCA2، لذلك يُنصح بإجراء الفحوص الجينية في حال وجود تاريخ عائلي قوي للمرض.
العوامل التي يمكن التحكم بها وتغييرها
لا تقل العوامل التالية أي أهمية عن العوامل السابقة التي يُمكن السيطرة عليها من خلال تبني نمط حياة صحي ومتوازن، وتتمثل في الآتي:
- التدخين وتناول الكحول: يُعتبران من أبرز العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، لذا يُنصح بالابتعاد عنهما تمامًا للحفاظ على الصحة العامة.
- السمنة: زيادة الوزن، خصوصًا بعد انقطاع الطمث، ترتبط بارتفاع مستويات الهرمونات التي قد تُحفّز نمو الخلايا السرطانية.
- العلاج بالهرمونات البديلة (HRT): الاستخدام الطويل للعلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث قد يزيد من خطر الإصابة.
أهمية الفحص الذاتي لسرطان الثدي
يلعب الفحص الذاتي لسرطان الثدي دورًا بارزًأ في الوقاية من السرطان، حيث يُساعد في الكشف المُبكر عن أي كتلة أو تغير في الثدي، لذا قمنا أولاً بتعريف طبيعة الثدي، ففي هذه المرحلة يسهل اكتشاف أي تغير.
وعلى الرغم من أهمية الفحص الذاتي للثدي، إلا أنه لا يزال أمرًا مجهولاً لدى الكثير من النساء، لذا حرصنا في مختبرات دلتا على توضيح طريقة إجراؤه بشكل صحيح:
أمام المرآة:
- الخطوة الأولى: قومي بالوقوف أمام المرآة وضعي ذراعاكِ في وضعٍ مريح إلى جانبيك.
- الخطوة الثانية: انظري جيدًا إلى شكل الثديين ولاحظي أي اختلاف في اللون أو الحجم أو مظهر الجلد أو الحلمة.
- الخطوة الثالثة: ارفعي ذراعيكِ إلى الأعلى، وتأكدي من أن شكل الثديين طبيعي، ولا توجد أي تغيرات غير معتادة.
أثناء الاستحمام:
- الخطوة الأولى: يُعد وقت الاستحمام من أنسب الأوقات لإجراء الفحص الذاتي، لأن الماء يُساعد على سهولة انزلاق الأصابع فوق الجلد.
- الخطوة الثانية: قومي بتمرير أطراف أصابعكِ بلطف بحركات دائرية صغيرة، وابدئي من الأطراف الخارجية للثدي متجهة نحو الحلمة.
- الخطوة الثالثة: غيري ضغط الأصابع بين الخفيف والمتوسط، لتتمكني من ملاحظة أي كتلة صغيرة أو منطقة صلبة غير مألوفة.
أثناء الاستلقاء:
- الخطوة الأولى: استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن عند فحص الثدي الأيمن (ثم بدّلي الجهة للفحص الآخر).
- الخطوة الثانية: باستخدام يدكِ المقابلة، حرّكي أصابعكِ برفق من عظمة الترقوة حتى منطقة الإبط، لتتأكدي من فحص كامل الثدي بدقة.
- الخطوة الثالثة: كرري الخطوات نفسها للثدي الآخر، ولاحظي أي تغيّر أو كتلة غير طبيعية.
هل يكفي الفحص الذاتي للكشف والوقاية من سرطان الثدي؟
على الرغم من أهمية الفحص الذاتي ودوره الاستكشافي، إلا أنه لا يكفي للكشف والوقاية من سرطان الثدي، فهو طريقة أولية للفحص، ولكن يجب إجراء المزيد من الفحوصات التصويرية، ومن أبرزها أشعة الماموجرام.
حيث تتمكن أشعة الماموجرام من تصوير الثدي صورًا ثنائية وثلاثية الأبعاد، مما يُساعد في اكتشاف الورم قبل ظهور أعراضه بمدة لا تقل عن 3 سنوات، مما يعني أنه إجراءًا طبيًا مُمتازًا.
كما تاتي الموجات فوق الصوتية كأداة تصويرية، تُساعد في الوقاية من سرطان الثدي، عند القيام بها بشكل دوري، وقد يتساءل البعض ما الفرق بين الموجات والماموجرام؟
والجواب هو أن الماموجرام يُعد أكثر دقة ويتميز بقدرته على فحص الثدي بشكل كامل، بينما لا تقلق الموجات أهمية عن الأخيرة، ولكنها تستخدم كإجراء تكميلي، كما يوصى بها لدى النساء اللاتي يمتلكن كثافة ثدي عالية.
الجدير بالذكر؛ ينصح بإجراء الفحص الذاتي للثدي بشكل شهري، بينما يوصى بإجراء الفحوصات التصويرية مرة سنويًا إذا كنتِ تمتلكين عوامل خطر، وإذا كنتِ ليس كذلك فيُفضل إجراءه كل عامين.
طرق الوقاية من سرطان الثدي
تُُعد المقولة الشهيرة الوقاية خيرًا من العلاج هي أساسًا صحيًا يجب أن يسعى إليه كل إنسان من الصغر حتى الكبر، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية أن تقدم عدد من النصائح الطبية التي تُساعدة في الوقاية من سرطان الثدي، وتتمثل في الآتي:
-
- الالتزام بالفحص الدوري: احرصي على إجراء الفحص الذاتي للثدي شهريًا، بالإضافة إلى الفحوصات التصويرية سنويًا.
- إجراء الفحوصات الجينية عند وجود تاريخ عائلي: إذا كان هناك إصابات سابقة في العائلة بسرطان الثدي، يُفضل إجراء الفحوصات الجينية للكشف عن الطفرات في جينات مثل: (BRCA1 وBRCA2) لتقييم مستوى الخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
- اتباع نظام غذائي صحي: يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف والخضروات والفواكه، مع تقليل الدهون المشبعة والسكريات.
- المحافظة على وزن صحي: السمنة تُعد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً بعد سن اليأس.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: يجب القيام بالمشي أو أي نشاط بدني لمدة 30 دقيقة، حيث يُساعد ذلك في تحسين الدورة الدموية، وتقليل مستويات الهرمونات التي قد تساهم في تطور السرطان.
- الامتناع عن التدخين.
- الحد من تناول الكحول: تشير الدراسات إلى أن الكحول قد يرفع من مستوى بعض الهرمونات المرتبطة بنمو خلايا الثدي، لذا يُفضل تجنبه تمامًا للحفاظ على الصحة.
- الرضاعة الطبيعية: لا تفيد الطفل فقط، بل تساعد أيضًا في تقليل خطر إصابة الأم بسرطان الثدي بفضل تنظيم الهرمونات الطبيعية للجسم.
- تجنب التوتر والإجهاد المستمر: كلاهما يؤثر على المناعة، ويُضعف قدرة الجسم على مقاومة التغيرات الخلوية، لذلك يُنصح بممارسة التأمل أو اليوغا أو الأنشطة المريحة للنفس.
- التحكم في استخدام الهرمونات: في حال استخدام العلاج الهرموني أو موانع الحمل لفترات طويلة، يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي دقيق لتجنب أي تأثيرات جانبية قد تزيد من احتمالية الإصابة.
في الختام؛ في الختام؛ تذكري أن الوقاية من سرطان الثدي ليست رفاهية، بل مسؤولية تجاه نفسك ومن تحبين، لذا، احرصي على الفحص المنتظم واتباع نمط حياة متوازن، فالكشف المبكر هو سر العلاج الناجح.
المصادر
الوقاية من سرطان الثدي: كيف تقللين خطر الإصابة







