ما هو تحليل غازات الدم الشرياني؟
تحليل غازات الدم الشرياني ABG هو أحد أهم التحاليل التي تفسر اضطرابات الجهاز التنفسي والدورة الدموية من خلال قياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وغيرها.
فما هو تحليل غازات الدم الشرياني، وما الذي يقيسه وكيف يُجرى وما هي الأمراض المتعلقة به وكيف تقرأ نتائجه، كل ذلك وأكثر سنوضحه في المقال التالي.
ما هو تحليل غازات الدم الشرياني (ABG)؟
تحليل غازات الدم الشرياني (ABG) هو اختبار دم يتطلّب عيّنة من شريان المريض لقياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم. كما يتحقّق التحليل من توازن الأحماض والقواعد المعروفة باسم توازن الرقم الهيدروجيني في الدم. ينظّم الجسم عادةً كمّية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، وذلك لأنّ انخفاض مستويات الأكسجين في الدم (نقص أكسجين الدم) يمكن أن يؤدّي إلى العديد من الحالات الخطيرة وإلحاق الضّرر بأجهزة الأعضاء الفرديّة وخاصّةً الدّماغ والقلب. لذلك، تساعد تحاليل غازات الدم الشرياني مقدّمو الرّعاية الصّحّية على تفسير الحالات التّي تؤثّر على الجهاز التّنفسيّ والدّورة الدّمويّة وعمليّات التّمثيل الغذائيّ (كيف يحوّل الجسم الطّعام الذّي يتناوله إلى طاقة) خاصّةً في حالات الطّوارئ.ما الذّي يتمّ قياسه في تحليل غازات الدم الشرياني؟
عادةً ما يتضمّن تحليل غازات الدم الشرياني القياسات التالية:- محتوى الأكسجين (O2CT): ويقيس كمّيّة الأكسجين في الدم.
- الهيموجلوبين: ويقيس كمّيّة الهيموجلوبين، وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين إلى الخلايا في الدم.
- تشبّع الأكسجين (O2Sat): يقيس مقدار الهيموجلوبين في الدم الذي يحمل الأكسجين.
- الضّغط الجزئيّ للأكسجين (PaO2): ويقيس ضغط الأكسجين المذاب في الدم، ويساعد في إظهار مدى انتقال الأكسجين جيّداً من الرّئتين إلى مجرى الدم.
- الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون (PaCO2): يقيس كمّيّة ثاني أكسيد الكربون في الدم ومدى قدرة ثاني أكسيد الكربون على الخروج من الجسم.
- الرّقم الهيدروجينيّ: يقيس توازن الأحماض والقواعد في الدم والمعروفة بمستوى درجة الحموضة في الدم، يتراوح الرقم الهيدروجيني للدم عادة بين 7.35 و7.45، وإذا كان أقلّ من ذلك فإنّ الدم يعتبر حمضيّاً جدّاَ، وإذا كان أعلى من هذا النّطاق فإنّ الدم يعتبر قاعديّاً جدّاً (قلوي).
- البيكربونات (HCO3): يتمّ حساب ذلك باستخدام القيم المقاسة للأس الهيدروجيني وPaCO2 لتحديد كمّيّة المركّب الأساسيّ المصنوع من ثاني أكسيد الكربون (CO2).
متى يتمّ إجراء تحليل غازات الدم الشرياني (ABG)؟
يطلب مقدّمو الرّعاية الصّحّية في كثير من الأحيان اختبارات غازات الدم الشرياني (ABG) للإعدادات أو مجالات الطب التالية:- طبّ الطوارئ: طبّ الطوارئ هو مجال الطّبّ الذّي يهتمّ برعاية الأمراض أو الإصابات التّي تتطلّب عناية طبّية فوريّة.لذلك فان تحليل غازات الدم الشرياني يساعد بشكل كبير للتعامل مع الحالات الطارئة.
- التّخدير: يطلب طبيب التخدير اجراء التحليل قبل وأثناء وبعد الجراحة.
- أمراض الرّئة: هنالك قسم من أقسام التخصص الطبي يدعى بطبّ الرّئة، وهو مجال يتعامل مع الأمراض التّي تصيب الجهاز التّنفّسيّ، لذلك يشكل هذا الفحص مقياسا مهما في تشخيص الحالات الرئوية ومتابعة التحسن والاستجابة للعلاجات والتدخلات الطبية.
- متلازمة الضّائقة التّنفّسيّة الحادّة (ARDS): هي إصابة رئويّة تهدّد الحياة وتتسبّب في انخفاض مستويات الأكسجين في الدم بشكل خطير، بسبب تعفّن الدم وCOVID-19 وحالات أخرى.
- الإنتان الشّديد: الإنتان هو حالة طبّيّة طارئة ناتجة عن استجابة الجسم للعدوى ويمكن أن تكون مهدّدة للحياة، ينتج الإنتان عن التهاب منتشر في الجسم.
- الصّدمة الإنتانيّة: الصّدمة الإنتانيّة هي حالة تهدّد الحياة تحدث عندما ينخفض ضغط الدم إلى مستوى منخفض بشكل خطير بعد الإصابة.
- صدمة نقص حجم الدم: صدمة نقص حجم الدم هي حالة طارئة يؤدّي فيها فقدان الدم الشّديد أو فقدان السّوائل إلى جعل القلب غير قادر على ضخّ الدم الكافي للجسم.
- الحماض الكيتونيّ المرتبط بمرض السّكّريّ (DKA): يعدّ هذا من المضاعفات الخطيرة التّي تهدّد الحياة وتؤثّر على مرضى السكري (داء السكري من النّوع الأوّل بشكل رئيسيّ) وأولئك الذّين يعانون من مرض السكري من النّوع الأوّل غير المشخّص، يتسبّب في أن يصبح الدم حامضيّاً.
- الحماض الأنبوبيّ الكلويّ (RTA): تحدث هذه الحالة عندما لا تزيل الكليتين الأحماض من الدم إلى البول كما ينبغي، ممّا يتسبّب في أن يصبح الدم حامضيّاً.
- فشل الجهاز التّنفّسيّ الحادّ: يحدث هذا عندما يتراكم السّائل في الأكياس الهوائيّة في الرئتين ممّا يجعل من الصّعب على الرئتين إطلاق الأكسجين في الدم.
- قصور القلب الحادّ: وهو ضعف مفاجئ في القلب يحدّ من وظيفته، يتطلّب علاجاً طارئاً للمساعدة في إدارة الأعراض وتخفيفها.
- السّكتة القلبيّة: يحدث هذا عندما يتوقّف القلب فجأةً عن النّبض، يمكن أن يحدث للأفراد الذّين قد يعانون أو لا يعانون من أمراض القلب ويتطلّبون عناية طبّيّة فوريّة.
- نوبة الرّبو: هي تفاقم مفاجئ في أعراض الرّبو بسبب شدّ العضلات حول الممرّات الهوائيّة.
- الأخطاء الوراثيّة في عملية التّمثيل الغذائيّ: هذه حالات وراثيّة (موروثة) نادرة لا يستطيع فيها الجسم تحويل الطّعام إلى طاقة بشكل صحيح، تحدث هذه الحالات عادةً بسبب مشاكل أو نقص في بروتينات معيّنة (إنزيمات) تساعد في تكسير أجزاء من الطّعام.
من يقوم بإجراء تحليل غازات الدم الشرياني (ABG)؟
عادةً ما يقوم مقدّم رعاية صحّيّة يسمّى معالج الجهاز التّنفّسيّ بسحب الدم لاختبارات غازات الدم الشرياني من شريان في المعصم أو الذّراع أو الفخذ.ماذا يحدث قبل تحليل غازات الدم الشرياني (ABG)؟
قد يقوم معالج الجهاز التّنفّسيّ بإجراء اختبار للدورة الدّمويّة يسمّى اختبار ألين Allen’s test قبل أخذ عيّنة لاختبار غازات الدم الشرياني من المعصم. يتضمّن اختبار Allen رفع اليد عالياً بقبضة مشدودة، سيضغط معالج الجهاز التنفسي بعد ذلك على شرايين المعصم لعدّة ثوانٍ، يتأكّد هذا الاختبار البسيط من أنّ شرايين المعصم مفتوحة وتعمل بشكل صحيح. إذا كان المريض يخضع للعلاج بالأكسجين التّكميليّ فقد يقوم معالج الجهاز التنفسي بإيقاف تشغيل الأكسجين لحوالي 20 دقيقة قبل سحب الدم، وهذا ما يسمّى اختبار هواء الغرفة. إذا كان المريض غير قادر على التّنفّس بدون أكسجين إضافي فلن يقوموا باجراء هذا الاختبار.ما هو الفرق بين التّحاليل الدّمويّة العاديّة وتحليل غازات الدم الشرياني؟
عادةً التّحاليل الدموية العادية تؤخذ عيّنة دم وريديّة، بينما في تحليل غازات الدم الشرياني يتمّ أخذ عيّنة من شريان المريض. لسوء الحظ عادةً ما يكون الحصول على عينة دم من الشريان أكثر إيلاماً من الحصول على عينة من الوريد، وذلك لأنّ الشّرايين أعمق في الجسم من الأوردة ومحاطة بالأعصاب، قد يشعر المريض بالدّوخة أو الدّوار أو الغثيان أثناء قيام مقدّم الخدمة بسحب الدم من الشريان. قد يواجه المريض بعض الكدمات أو الألم في موقع حقن الإبرة، قد يوصي الطّبيب بتجنّب رفع الأشياء الثّقيلة لمدّة 24 ساعة بعد سحب الدم.هل هناك أيّ مخاطر على اختبار غازات الدم الشرياني؟
هناك مخاطر قليلة مرتبطة بإجراء تحليل غازات الدم الشرياني عندما ينفذ معالج الجهاز التنفسي الإجراء بشكل صحيح، تختلف أحجام الشرايين من شخص لآخر ومن جانب إلى آخر في الجسم لذلك قد يكون سحب الدم من بعض الأشخاص أكثر صعوبة من الآخرين. المخاطر المرتبطة بسحب غازات الدم الشرياني نادرة، ولكنّها قد تشمل:- الإغماء أو الشّعور بالدّوار.
- ثقوب متعدّدة لتحديد مكان الشّريان.
- ورم دمويّ (تراكم الدّمّ تحت الجلد).
- نزيف شديد.
- العدوى (خطر طفيف في أيّ وقت يتمّ فيه ثقب الجلد أو قطعه).
متى تتوفّر نتائج اختبار غازات الدم الشرياني (ABG)؟
عادةً ما توفر هذه التحاليل نتائج سريعة جدّاً، حيث يستخدم المعالجون التنفسيون ومختصو المختبرات الطبية أجهزة تحليل غازات الدم الآليّة والتّي توفّر النّتائج في غضون 10 إلى 15 دقيقة.ماذا تعني نتائج فحص غازات الدم الشرياني؟
توفر تقارير فحص الدم المعلومات التالية:- اسم فحص الدم أو ما تم قياسه في الدم.
- عدد أو قياس نتيجة فحص الدم.
- نطاق القياس الطّبيعيّ لهذا الاختبار.
- المعلومات التّي تشير إلى ما إذا كانت النّتيجة طبيعيّة أم غير طبيعية أو مرتفعة أو منخفضة.
- لا يأخذ كمّيّة كافية من الأكسجين.
- لا يتخلّص من كمّيّة كافية من ثاني أكسيد الكربون.
- لديه خلل في درجة الحموضة في الدم (الحمضيّة أو القاعديّة).
- يمكن أن يساعد اختبار غازات الدم الشرياني في تشخيص حالات معيّنة.
ما هي القيم الطبيعية لتحليل غازات الدم الشرياني؟
- الرّقم الهيدروجينيّ: 7.35- 7.45 .
- الضّغط الجزئيّ للأكسجين (PaO2): 75 إلى 100 ملم زئبق.
- الضّغط الجزئيّ لثاني أكسيد الكربون (PaCO2): 35 إلى 45 ملم زئبق.
- بيكربونات (HCO3): 22 إلى 26 ملم مكافئ لكل لتر (ملي مكافئ / لتر).
- تشبّع الأكسجين (O2Sat أو SaO2): 95 إلى 100٪.
المراجع
MedlinePlus. Blood Gases. Castro D, Patil SM, Keenaghan M. Arterial Blood Gas.أحدث المقالات