سرطان الأطفال ، ما هي أنواعه وأعراضه وعلاجاته

مع ازدياد معدل انتشار السرطان في هذه الأيّام ازداد انتشار سرطان الأطفال مثله مثل بقيّة السرطانات، لكن هذا النّوع من السرطان يحمل الكثير من مشاعر الحزن على الأطفال لذا تعمل جميع المنظّمات الصّحّية والعلماء على التّوعية به للوقاية منه، وكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدّول التّي عملت على الموضوع وحدّدت ضمن أيّامها الصّحّيّة من كلّ عامّ يوم عالميّ لسرطان الأطفال يوافق الخامس عشر من شهر فبراير. فما هو سرطان الأطفال عموماً؟ ما هي أنواعه؟ ما هي أهمّ التّحاليل لكشفه؟ وما هي طرق العلاج؟ كل ذلك سنجيب عنه في المقال التالي.

ما هو سرطان الأطفال؟

هو مجموعة من الاضطرابات والأمراض التي تحدث عند الأطفال منذ الولادة وحتّى عمر 14 سنة، ويعدّ من السرطانات النّادرة جدّاً، إذ يختلف عن مرض السرطان عند البالغين في طريقة التّشكّل والنّموّ والانتشار والاستجابة للعلاج. بحسب منظّمة الصّحّة العالميّة يصاب بالسّرطان في كلّ عامّ ما يقدّر بنحو 400000 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 0 و19 عاماً. كما بيّنت وزارة الصّحّة السّعوديّة أنّ معدلات الشفاء للأطفال أعلى بكثير من معظم أنواع السرطان لدى البالغين، حيث تقدّر نسبة الشفاء التام 82٪ (أكثر من 8 من كل 10 مصابين) من جميع الأطفال. إن أكثر أنواع سرطان الأطفال شيوعاً هو اللوكيميا وأورام المخ والحبل الشوكي والأورام اللمفاويّة وورم الخلايا الأروميّة العصبيّة وورم ويلمز وهو أحد أنواع سرطان الكلى، والورم الأروميّ الشّبكيّ وسرطان العظام والأنسجة الرّخوة.

ما هي أسباب الإصابة بسرطان الأطفال؟

إن أسباب معظم سرطانات الأطفال غير معروفة، حيث أنّ حوالي 5% من جميع أنواع السرطان لدى الأطفال ناتجة عن طفرة وراثيّة أو تشوهات كروموسومية يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأطفال. تكون هذه الطفرات الجينية عند البالغين بسبب الآثار التّراكميّة للشيخوخة والتّعرّض طويل الأمد للموادّ المسبّبة للسرطان، لكن من الصّعب تحديد الأسباب البيئيّة المسبّبة للسرطان عند الأطفال. كما أنّه من الصّعب تحديد ما إذا كان الأطفال قد تعرّضوا له في وقت مبكّر من نموّهم وطفولتهم. تعمل الأبحاث على اكتشاف الطّفرات والجينات المسبّبة لسرطان الأطفال، وبحسب آخر الأبحاث تمّ اكتشاف تقنية CRISPR-Cas9 لتحرير الجينات، فشكّلت ثورة في دراسة الجينات التّي تتحكّم في نمو الخلايا السرطانية في كلّ من سرطانات الأطفال والبالغين. كما تمّ العمل على أبحاث حول بروتينات تسمّى الهستونات، وهي بروتينات مرتبطة بالحمض النّوويّ تساعد في التّحكّم بنشاط الجينات. وقد عمل العلماء على التّحقّق في كيفيّة تعديل هذه البروتينات في نواة الخلية، وكان لنتائج هذا البحث دور في نوع من ورم دماغ الأطفال يسمّى بالورم الدّبقيّ الجسيميّ المنتشر (DIPG). ما هو سرطان الدم اللوكيميا؟ يعد اللوكيميا من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند الأطفال، وهو شكل من أشكال سرطان الدم، إذ يبدأ وينتشر في الخلايا التّي تشكّل الدّمّ؛ حيث توجد هذه الخلايا داخل نخاع العظم (المكان المولّد للدمّ). هناك نوعان رئيسيّان من سرطان الدم، الابيضاض اللّمفاويّ والابيضاض النّقويّ، ولكلّ نوع من هذين النّوعين نمط حادّ وآخر مزمن، فتصبح الأنواع الأربعة:
  1. الابيضاض اللّمفاويّ الحادّ ALL: يشكّل حوالي 75٪ من جميع حالات سرطان الدّمّ لدى الأطفال، ويبدأ في خلايا الدّمّ البيضاء التّي تسمّى الخلايا اللّمفاويّة.
  2. الابيضاض اللّمفاويّ المزمن CLL.
  3. الابيضاض النّقويّ الحادّ AML: وهو ثاني أكثر أنواع اللّوكيميا شيوعاً بعد ALL، حيث يبدأ في الخلايا النّخاعيّة.
  4. الابيضاض النّقويّ المزمن CML.
يجدر الإشارة إلى أن الابيضاضات المزمنة نادرة جدّاً عند الأطفال، وتكون بطيئة النّموّ وعلاجها أصعب. تشمل أعراض اللوكيميا ما يلي:
  1. التعب والوهن.
  2. قشعريرة وحمى.
  3. فقدان في الوزن دون سبب.
  4. الدّوخة والدّوار.
  5. ضيق في الّنفس.
  6. الالتهابات والعدوى المتكرّرة.
  7. حدوث كدمات بسهولة.
  8. تضخّم الغدد اللّمفاويّة
  9. نزيف في الأنف أو اللّثّة.
  10. ألم المفاصل.
  11. فرط العرق تحديدا في المساء

يشمل علاج اللوكيميا عند الأطفال:

  1. الجراحة.
  2. العلاج الشّعاعيّ.
  3. العلاج الكيميائيّ.
  4. العلاج الدّوائيّ الهدفيّ.
  5. العلاج المناعيّ.
  6. زرع الخلايا الجذعيّة.

ما هي سرطانات الدماغ والحبل الشّوكي عند الأطفال؟

هي عبارة عن كتل من الخلايا المتضخّمة والتّي تنمو بشكل شاذّ، بعض الأورام حميدة ليست سرطانيّة وغير ضارّة والبعض الآخر خبيث أيّ سرطانيّ، وهذه السّرطانات تشكّل حوالي 26٪ من سرطانات الأطفال.

أعراض سرطان الدماغ والحبل الشّوكيّ:

  1. الصداع.
  2. ألم في الورك نتيجة كبر حجمه.
  3. أقل حساسية للالم والبرودة والحرارة.
  4. فقدان في وظيفة المثانة والأمعاء.
  5. الغثيان والإقياء.
  6. تشوّش في الرّؤية.
  7. مشاكل في التّوازن وصعوبة في المشي.
  8. ألم في الظهر.
  9. نوبات من الحالات الصّرعيّة.

علاج السرطان الدماغي والحبل الشوكي:

  1. الجراحة.
  2. العلاج الشّعاعيّ.
  3. العلاج الكيميائيّ.
  4. العلاج الهدفيّ الموجّه.

ما هو سرطان الخلايا اللمفاويّة (اللمفوما)؟

يوجد نوعان لسرطان الخلايا اللّمفاويّة؛ لمفوما هودجكن وهو الأقلّ شيوعاً عند الأطفال ولمفوما لا هودجكن وهو الأكثر شيوعاً عند الأطفال. حيث يمكن أن يؤدّي ضعف الجهاز المناعيّ وإجراء سابق لزراعة الأعضاء إلى زيادة فرص الإصابة باللمفوما.

ما هي أعراض اللمفوما:

  1. فقدان الوزن.
  2. الحمّى والتّعرّق.
  3. التّعب والوهن.
  4. كتل تحت الجلد في الحلق أو الإبط أو الفخذ على مسار العقد.
  5. اللّمفاويّة متضخمة وغير مؤلمة.
  6. مشاكل في النفس.
  7. سعال مستمر.
  8. تورم في الجزء العلوي أو في الرأس أو في الرقبة.
يشمل علاج اللمفوما:
  1. الجراحة.
  2. العلاج الكيميائيّ.
  3. العلاج الشّعاعيّ.
  4. زرع الخلايا الجذعيّة.

ما هو ورم ويلمز الكلوي؟

يشكّل ورم ويلمز الكلوي حوالي 4٪ من سرطانات الأطفال، حيث لا يوجد سبب محدّد للإصابة بورم ويلمز إلا أنه مثل أنواع السّرطان الأخرى، قد تلعب التّغييرات الجينيّة دوراً بالإصابة، كما قد يكون للعيوب الخلقيّة دورٌ بالإصابة أيضاً.

ما هي أعراض ورم ويلمز الكلوي؟

  1. انتفاخ البطن أو آلام أو تورّم أو ظهور كتلة في البطن.
  2. الحمّى والغثيان.
  3. فقدان الشّهية.
  4. ارتفاع ضغط الدم
  5. الإمساك أو ظهور دمّ في البول.
تشمل العلاجات الجراحة والعلاج الكيميائيّ والعلاج الشّعاعيّ.

كيف يتمّ تشخيص سرطان الأطفال؟

  • التحاليل الدموية:
  • تعداد الدّمّ الكامل CBC: حيث يقيس عدد الكريّات البيضاء وكشف الاضطرابات الدّمويّة.
  • سرعة التّثفّل ESR: ترتفع في السّرطانات وأهمّها الدّمويّة.
  • الواسمات الورميّة: هي موادّ تطلقها الخلايا السرطانية أو تطلقها الخلايا الطّبيعيّة استجابةً للخلايا السرطانية.
  • الغلوبولينات المناعيّة: تتمّ معايرتها عبر عملية تسمّى الرّحلان الكهربائي، حيث يتفاعل الجهاز المناعيّ مع بعض أنواع السرطان عن طريق إفراز الغلوبولين المناعيّ.
  • الصور الشعاعية:
  • التّصوير المقطعيّ المحوسب (CT): يتحقّق من موقع الأورام وتأثيرها على الجسم.
  • الأشعّة السّينيّة: تستخدم كمّيّات آمنة من الإشعاع لتكوين صور للعظام والأنسجة الرّخوة.
  • التّصوير المقطعيّ بالإصدار البوزيترونيّ (PET): تنتج صوراً للأعضاء والأنسجة، كما يفيد هذا الاختبار بالكشف عن السرطان في بدايته.
  • الأمواج فوق الصوتية (التصوير بالصدى): تستخدم موجات صوتيّة عالية الكثافة.
  • التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ (MRI): يستخدم مغناطيساً كبيراً وموجات الرّاديو وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور لأعضاء الجسم كافّة.
  • التّصوير النّوويّ باليود meta-iodobenzylguanidine (MIGB): يساعد هذا الاختبار في الكشف عن السرطان بما في ذلك الورم الأروميّ العصبيّ.
الخزعات: الخزعة هي إجراء يقوم به الطّبيب للحصول على الخلايا أو الأنسجة أو السّوائل من الجسم للكشف عن الخلايا السرطانية ويتمّ فحصها تحت المجهر، هناك عدّة أنواع من الخزعات:
  1. خزعة الإبرة: اختبار الرّشف بالإبرة الدّقيقة، وتستخدم لاستخراج الخلايا أو السّوائل أو الأنسجة من الكتل المشبوهة، وتفيد في المساعدة في تشخيص سرطان الثّدي أو الغدّة الدّرقيّة أو سرطان العقد اللّمفاويّة.
  2. خزعة الجلد: يتمّ أخذ عيّنة من الجلد لتشخيص سرطان الجلد.
  3. خزعة نقي العظم: يتمّ إزالة عيّنة صغيرة من نقي العظام ويتمّ فحص العيّنة بحثاً عن علامات السرطان.
  4. الخزعة بالمنظار أو التّنظير البطنيّ: تستخدم هذه الطّريقة منظار داخليّ أو منظار البطن ويتمّ أخذ عيّنة صغيرة من العضو المشكوك بإصابته بالسرطان.
  5. الخزعة الاستئصاليّة أو الاقتطاعيّة: يقوم الجرّاح بأخذ خزعة بطريقة جراحيّة بجرح قاطع (الخزعة الاقتطاعيّة)، أو يقوم بإزالة الورم بالكامل (الخزعة الاستئصاليّة).
  6. الخزعة أثناء الجراحة: قد يُطلق على هذا الاختبار خزعة مقطعيّة مجمّدة، يتمّ إجراء هذه الخزعة أثناء الخضوع للجراحة، ويتمّ اختبارها على الفور أثناء الجراحة.
  7. التحاليل الجينية:
يرث الأطفال جينات من آبائهم قد تؤهّلهم لحدوث السّرطان، لذا تعمل الأبحاث اليوم على كشف هذه الجينات للكشف عن الأشخاص المعرّضين للإصابة واتّخاذ الإجراءات الوقائيّة، كما تفيد في تقديم العلاج المناسب المُستهدف للجينات المُسبّبة للسرطان. من أهمّ الجينات المتعلقة، هو صبغي فيلادلفيا المرتبط بحدوث الابيضاض النّقويّ المزمن.

ما هي طرق علاج سرطان الأطفال؟

يتحدد نوع العلاج المناسب حسب نوع السرطان ومرحلته وعمر الطّفل وحالته الصّحّيّة، حيث توجد العديد من خيارات العلاج وتشمل ما يلي:
  1. العلاج الكيميائيّ: هو أحد أكثر علاجات السرطان شيوعاً، حيث يستخدم أدوية قوية لتدمير الخلايا السرطانية والسّليمة، ويكون عن طريق حبوب أو حقن وريديّ.
  2. العلاج الإشعاعيّ: يقتل هذا العلاج الخلايا السرطانية بجرعات عالية من الإشعاع، وقد يتمّ الجمع بينه وبين العلاج الكيميائيّ.
  3. الجراحة: يمكن إزالة الأورام السرطانية التي لم تنتشر بعد من خلال الجراحة، قد يتمّ الجمع بين هذا العلاج والعلاج الكيميائيّ أو الإشعاعيّ لتقليص حجم الورم قبل الجراحة أو لقتل الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد الجراحة.
  4. علاج تعديل الاستجابة البيولوجيّة: يحفّز هذا العلاج جهاز المناعة ويساعده على الأداء بشكل أكثر فعاليّة.
  5. العلاج الهدفيّ للسرطان: هو علاج للسرطان يستهدف التّغيّرات الجينيّة أو الطّفرات التّي تحوّل الخلايا السّليمة إلى خلايا سرطانية.
  6. زرع نقي العظام: يسمّى أيضاً بزرع الخلايا الجذعيّة، حيث يستبدل هذا العلاج الخلايا الجذعيّة المريضة بالخلايا السّليمة.

ما هي أحدث الطرق العلاجية التّي يتم تطويرها لعلاج سرطان الأطفال؟

يتمّ العمل على تطوير العلاجات المناعية التي تستعيد أو تعزّز قدرة الجهاز المناعي على محاربة السرطان. وقد أنتج مجال أبحاث العلاج المناعي للسرطان عدّة طرق جديدة لعلاج السرطان، منها العلاج بالخلايا التّائيّة بمستقبل المستضدّ الخيمريّ (CAR) والذّي يستخدم الآن لعلاج بعض الأطفال المصابين بابيضاض الدم اللّمفاوي الحادّ.

هل يمكن الوقاية من سرطان الأطفال؟

سرطان الأطفال لا يتشابه مع سرطان البالغين من حيث عوامل الخطر البيئيّة مثل التّدخين والتّلوّث، حيث أنّ الطّفل عند إصابته يكون غير متعرض لهذه العوامل بعد، لكن هنالك بعض العوامل البيئيّة المرتبطة بسرطان الأطفال مثل التّعرّض للإشعاع. وفي حالات نادرة جدّاً، قد يرث الطّفل تغييرات جينيّة تجعله أكثر عرضة للإصابة بنوع معيّن من السرطان. في مثل هذه الحالات قد يوصي الأطبّاء أحياناً بإجراء جراحة وقائيّة لإزالة العضو قبل أن تتطوّر فيه فرصة الإصابة بالسرطان.

كيف تتم مراقبة الأطفال بعد الانتهاء من علاج سرطان الأطفال؟

بعد الانتهاء من العلاج تتمّ مراقبته بشكل دوريّ ومتكرّر، عادةً كلّ 4-6 أسابيع خلال أوّل عامّ من الشّفاء، ثمّ تزداد المدّة بين الزّيارات إلى كلّ ثلاثة أشهر خلال السّنة الثّانية حتّى مرور خمس سنوات، ثمّ يتابع الطّفل بزيارة سنويّة دائماً.

ما هي أهداف اليوم العالميّ لسرطان الأطفال؟

  1. التّوعية بطرق العلاج والوقاية والكشف المبكّر.
  2. التّوعية بحقّ الأطفال بتلقّي التّشخيص والعلاج الصّحيحين.
  3. التّوعية بحقّ الأطفال في الحصول على الأدوية.
  4. التّوعية بحقّ الأطفال بتلقّي خدمات الرّعاية والدّعم وفرص العيش المستدامة للناجين.

المراجع

World child cancer American Health Organization. American Cancer Society. National Cancer Institut.

اذهب إلى الأعلى