كل ما تحتاج أن تعرفه عن الحمى المالطية من حيث الأعراض والعلاج

الحمى المالطية أو داء البروسيلات هو عبارة عن مرض بكتيري ينتقل من الحيوانات المصابة بـالبروسيلا إلى الإنسان عن طريق استنشاق هواء ملوث بالبكتيريا، أو نتيجة تناول مواد غذائية حيوانية مصابة، أو بسبب اتصال الإنسان بالحيوان المريض مباشرة.

كما أن ذلك المرض معروف منذ قديم الأزمنة وبأسماء مختلفة مثل: حمى مالطا، وحمى البحر الأبيض المتوسط، والحمى المعدية المتقطعة، والحمى المتموجة.

وقد أوضحت الإحصائيات أن : داء البروسيلات يتسبب في حدوث أكثر من 500,000 حالة إصابة سنويًا في جميع أنحاء العالم. لذلك؛ نبهت منظمة الصحة العالمية بضرورة التبليغ عن المرض فور ظهوره، لمنع انتشاره وسهولة السيطرة عليه.

اعراض الحمى المالطية​

هناك فئة معينة من الأشخاص هم الأكثر عرضة للإصابة باعراض الحمى المالطية دونًا عن غيرهم وهؤلاء هم: عمال المسالخ، الصيادون، الأطباء البيطريين، الموظفين البيطريين، مربي الحيوانات، عمال المختبرات. لذلك؛ يجب عليهم أخذ كافة التدابير الوقائية والمحافظة على صحتهم.

كما كشفت الدراسات عن العلامات التي تنتج من الإصابة بحمى البحر المتوسط في فترة بين 3-4 أسابيع من دخول البكتيريا للجسم، وتكون الأعراض

متمثلة في:

  • الحمى

وتعني في حالة الحمى المالطية ارتفاعًا غير منتظم في درجات الحرارة.

  • الضيق

هو الشعور بعدم الراحة، والسوء بشكل عام، والتعب والإرهاق أكثر من الطبيعي، أو الاكتئاب.

  • التهاب المفاصل 

وجود آلام في العضلات والمفاصل والظهر.

  • فقدان الشهية

عدم الرغبة في تناول الوجبات، والتعرق، والصداع.

  • الارتباك والانفعال

قد يحدث فقدان ذاكرة لدى الإنسان المصاب، أو ارتباك، أو الغضب نتيجة وصول بكتيريا البروسيلا إلى الجهاز العصبي المركزي.

  • مشكلات خاصة بالرجال

تبدأ بحدوث تورم في الخصيتين، والصفن، وقد يتطور الأمر لحدوث عقم مؤقت حتى يتم العلاج.

  • تورم في بعض الأعضاء

من الممكن حدوث ورم في الكبد أو الطحال أو عدوى في القلب، وتورم في طبقة القلب الداخلية 

  • البروسيلا والمرأة الحامل

قد تبدأ اعراض الحمى المالطية طفيفة، وإذا تأكدت المرأة من إصابتها يجب على الفور استشارة طبيب النساء وتلقي العلاج سريعًا لمنع حدوث أي مضاعفات أو إجهاض للجنين.

نسبة الحمى المالطية في الدم

في الوقت الحديث صار تشخيص الحمى المالطية أكثر سهولة عن ذي قبل، وذلك بسبب التطور الطبي والمعملي الهائل ومن الاختبارات المعملية التي تُوضح نسبة تلك الحمى ما يلي:

صورة الدم الكامل CBC

هو تحليل مبدئي لتأكيد حالات العدوى أم لا، وفي أغلب الحالات تكون نسبة عدد كريات الدم البيضاء قليلة وتم الإبلاغ عن فقر الدم في 75٪ من المرضى، وأيضًا يقل عدد الصفائح الدموية بسبب تضخم الطحال أو الكبد.

اختبار التراص الدقيق للبروسيلا

 Tube agglutination test هو أشهر اختبار صريح يكشف عن نسبة الحمى المالطية في الدم، وهو تحليل بسيط يُجرى عن طريق سحب عينة من دم المصاب فقط.

وإذا كانت النتيجة 1/80 دل ذلك على وجود عدوى حالية. وكلما زادت النتيجة أكد على وجود بكتيريا البروسيلا في الدم.

وظائف الكبد

في حالة الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط ترتفع نسبة إنزيمات وظائف الكبد عن المعدلات الطبيعية.

مزرعة الدم

إجراء مزرعة دم أو نخاع عظمي أو اختبار مزرعة لأي سائل في جسم المصاب، وهذا بناءًا على ما يُحدده الطبيب حسب مكان تواجد البكتيريا.

فعلى سبيل المثال: إذا كانت الأعراض لها علاقة بالجهاز البولي فإن الخيار الأفضل هو إجراء اختبار مزرعة البول.

تحليل PCR

أدق وأسرع اختبار يكشف عن نسبة البروسيلا في الدم.

فحوصات أخرى 

تشتمل على التالي: الأشعة السينية وذلك إذا كانت أعراض المريض أغلبها لها علاقة بالجهاز التنفسي، والموجات فوق الصوتية في حالة اعراض الحمى المالطية لها علاقة بالكبد والطحال.

هل الحمى المالطية خطيرة؟

في الواقع الحمى المتموجة مثل أي مرض له أعراض ومضاعفات إذا لم تُعالج نهائيًا، كما أوضحت الإحصائيات بأن أقل من 2% فقط من مصابي العالم قد تكون حالتهم خطيرة وتُؤدي إلى الوفاة.

ولكن في أغلب الحالات لا تُعد الإصابة بمرض البروسيلا خطيرًا طالما توجه الشخص إلى الطبيب، وشُخص بطريقة صحيحة، واتبع كل خطوات العلاج لحل تلك المشكلة.

أما إذا ترك الإنسان الأعراض دون علاج فإنها تُعد خطيرة، وتكمن خطورتها في أنها أصبحت مرض مزمن. 

كما أن مرض البروسيلا له أعراض موضعية شديدة، نتيجة تمركز البكتيريا في جزء أو منطقة معينة من الجسم.

هل الحمى المالطية معدية؟ 

من النادر جدًا أن ينتقل داء البروسيلا أو الحمى المالطية من إنسان مصاب إلى آخر سليم، ولكنه مُعدي وينتقل من الحيوانات المصابة مثل: الأبقار والماعز والماشية والكلاب إلى الإنسان الذي يُخالطهم.

ومن أهم طرق انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ما يلي:

  • أكل لحوم الحيوانات المصابة دون طهي جيد مثل: لحوم الماعز والأبقار والغنم والإبل.
  • شرب الحليب غير المبستر، أو تناول منتجات الألبان من حليب ملوث.
  • العمل في المختبر مع عينات البروسيلا.
  • دخول سوائل وإفرازات الحيوانات المصابة إلى العين أو الأنف أو الفم.
  • استنشاق البكتيريا التي تُسبب الحمى المالطية.

علاج الحمى المالطية​

وفي الغالب تستغرق فترة التماثل والشفاء حوالي من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر وذلك؛ اعتمادًا على سرعة تلقي المصاب العلاج ومدى الإصابة بالمرض.

وقد بين الأطباء أنواع الأدوية الفعالة في علاج الحمى المالطية وتشمل ما يلي:

  • المضادات الحيوية 

تُعد المضادات الحيوية هي العلاج الأفضل لمرض البروسيلا، وفي الغالب تكون مزيجًا من  الدوكسيسيكلين والستربتوميسين. وعادي ما تُستخدم تلك الأدوية لمدة لا تقل عن 6 أسابيع تقريبًا.

أما دواء الريفامبين: يُستخدم بديلًا لدواء الستربتوميسين، ولكنه أقل فاعلية منه.

وقد أوضحت الدراسات أن حوالي 10% من المصابين قد يحدث لهم انتكاسًا بعد تناول الجرعة كاملة من المضادات الحيوية.

  • الأدوية الستيرويدية

تعمل تلك الأدوية على تسكين الآلام، فهي تُستخدم في إدارة الحالات الشديدة، وخاصة في إذا حدث تسمم في الدم نتيجة بكتيريا البروسيلا.

  • النظام الغذائي والتمارين

لا يتطلب لعلاج البروسيلا نظامًا خاصًا سوى التأكد من بسترة الألبان وطهي اللحوم جيدًا.

  • العلاج الجراحي

يلجأ إليه الطبيب في حالة وجود ورم في الأغشية الداخلية للقلب فقط، أما إذا كانت الأعراض خفيفة فلا يلزم تدخلًا جراحيًا ابدًا.

الخلاصة 

داء البروسيلات هو عبارة عن مرض بكتيري ينتقل من الحيوانات المصابة بـالبروسيلا إلى الإنسان عن طريق استنشاق هواء ملوث بالبكتيريا، أو نتيجة تناول مواد غذائية حيوانية مصابة، أو بسبب اتصال الإنسان بالحيوان المريض مباشرة.

وتظهر أعراض داء البروسيلا بعد دخول البكتيريا للجسم بحوالي 3-4 أسابيع وتتمثل في:

  • الحمى.
  • التعب.
  • الضيق.
  • الاكتئاب.
  • ألم المفاصل.
  • فقدان الشهية.
  • تورم الخصيتين.

ومن أسهل وأدق طرق التشخيص هو إجراء اختبار:

  • التراص الدقيق للبروسيلا.
  • صورة الدم الكامل.
  • PCR.

كما أنه لا ينتقل من إنسان لآخر، بينما ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الإنسان، ويشمل علاج الحمى المالطية على تناول المضادات الحيوية.

المصادر 

 

اذهب إلى الأعلى