ارتفاع الهيموجلوبين: هل يشكل خطرًا على صحتك؟

يُعتبر ارتفاع الهيموجلوبين من المشكلات الصحية، التي قد لا ينتبه إليها البعض، إلا عند إجراء الفحوصات الطبية، فإذا كنت تتساءل عن أسباب هذا الارتفاع، وكيف يمكن التعامل معه؟، فأنت في المكان الصحيح، وفيما يلي سنقدم لك دليلًا مفصلًا لفهم كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الارتفاع، وكيفية الحفاظ على صحتك.

ما هو الهيموجلوبين؟

هو بروتين هام وضروري يقوم على حمل الحديد داخل الدم، ويوجد بشكل رئيسي في كريات الدم الحمراء لدى (الفقاريات)، حيث يشكل حوالي 94% من مكونات هذه الكريات في حالتها الجافة، وعادةً ما تكون كريات الدم الحمراء مستديرة الشكل، ولكن إذا طرأت تغييرات غير طبيعية على بنية الهيموجلوبين، فإن ذلك يؤثر على شكل الكريات وأدائها لوظيفتها بشكل طبيعي.

ويتكون الهيموجلوبين من 4 وحدات بروتينية، تُعرف باسم (سلاسل الجلوبيولين) (Globulin)، وترتبط كل واحدة منها بمركب البورفيرين، والذي يحتوي على الحديد، الذي يُعرف باسم (الهيم) (Heme)، وهذا المركب يتصل بجزيء من الأكسجين، وهو ما يمنح الدم لونه الأحمر المميز، إلى جانب دوره الحيوي في نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم.

ما هي نسبة الهيموجلوبين الطبيعية في الدم؟

تختلف مستويات الهيموجلوبين في الدم، بين الأفراد، بشكل طبيعي، حيث تتأثر هذه النسب بعدة عوامل، أبرزها: (الفئة العمرية، والنوع)، ففي مرحلة الطفولة تكون النسب متقاربة، ولكن مع الوصول إلى سن المراهقة تصبح الفروق بين الذكور والإناث واضحة، وعادةً ما تكون مستويات الهيموجلوبين لدى الرجال أعلى مقارنة بالنساء، وهو ما يُعزى إلى التغيرات الفسيولوجية.

    • الرجال البالغون: تتراوح مستويات الهيموجلوبين الطبيعية بين 14 إلى 17 جرامًا /ديسيليتر.
    • النساء البالغات: تكون النسبة ما بين 12 إلى 15 جرامًا/ ديسيليتر.
    • الرجال بعد منتصف العمر: تنخفض النسبة قليلًا لتتراوح بين 12.4 إلى 14.9 جرامًا /ديسيليتر.
    • الحوامل: تنخفض النسبة بشكل طبيعي إلى ما بين 11 إلى 12 جرامًا /ديسيليتر؛ نظرًا للتغيرات المرتبطة بالحمل.
  • الأطفال: تختلف النسبة الطبيعية حسب كل مرحلة عمرية لتكون كالآتي:
    • من سن 6 أشهر حتى 5 أعوام: تكون النسبة الطبيعية 11 جرامًا /ديسيليتر.
    • من سن 5 أعوام حتى 12 عام: تكون النسبة أكبر من 11.5 جرامًا /ديسيليتر.
    • من سن 12 فيما فوق: تكون النسبة الطبيعية هي أكبر من 12 جرامًا /ديسيليتر.

متى يكون ارتفاع الهيموجلوبين خطير؟

يبدو ارتفاع الهيموجلوبين للوهلة الأولى أمرًا إيجابيًا، حيث يشير إلى زيادة قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم، بالإضافة إلى قدرته في الحفاظ على درجة حموضة الدم، لكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون هذا الارتفاع مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى الرجوع إلى الطبيب المختص بشكل فوري.

ويكون ارتفاع الهيموجلوبين خطيرًا، عندما يرتفع عن الحد الطبيعي بشكل كبير؛ مما يزيد ذلك من كثافة الدم، وقد يؤدي إلى مخاطر مثل: (تجلط الدم أو مشاكل في الدورة الدموية، وغيرها من مشكلات صحية). 

أسباب ارتفاع الهيموجلوبين

تتعدد أسباب ارتفاع الهيموجلوبين في الدم، وهي مرتبطة في الغالب بمحاولة الجسم للتكيف مع ظروف معينة أو نتيجة لحالات مرضية، ومن أبرز هذه الأسباب:

  • التدخين: يزيد التدخين من مستويات أول أكسيد الكربون في الدم؛ مما يقلل من كفاءة نقل الأكسجين، ويحدث ذلك كرد فعل، حيث يقوم الجسم بإنتاج المزيد من كريات الدم الحمراء لتعويض هذا النقص.
  • العيش في المناطق المرتفعة: في المناطق ذات الأكسجين المنخفض مثل: (المرتفعات الجبلية)، يتكيف الجسم عن طريق إنتاج كميات أكبر من كريات الدم الحمراء لتعويض نقص الأكسجين في الهواء.

  • أمراض القلب: تؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، مما يدفع الجسم لإنتاج كميات أكبر من كريات الدم الحمراء كمحاولة لتعويض هذا النقص.

  • اضطرابات نخاع العظم: بعض الحالات التي تؤثر على نخاع العظم، قد تؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم الحمراء، مما يؤدي إلى زيادة مستوى الهيموجلوبين.

  • تناول أدوية أو هرمونات معينة: بعض الأدوية مثل:(إريثروبويتين) تُستخدم لتحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهيموجلوبين في الدم.

وهناك عدة الأمراض مرتبطة بارتفاع الهيموجلوبين، ومن أبرزها:

  • أمراض القلب الخلقية لدى البالغين: هذه الحالات تؤثر على تدفق الدم ومستويات الأكسجين؛ مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الهيموجلوبين.
  • مرض النفاخ الرئوي: يؤدي إلى تقليل كفاءة الرئتين في تزويد الدم بالأكسجين؛ وبالتالي يزيد إنتاج كريات الدم الحمراء.
  • انسداد الشعب الهوائية المزمن: يتسبب في نقص مزمن للأكسجين؛ مما يدفع الجسم لإنتاج المزيد من الهيموجلوبين.
  • فشل القلب: يؤدي إلى ضعف ضخ الدم وانخفاض مستويات الأكسجين، مما يحفز إنتاج الهيموجلوبين.
  • سرطان الكلى: قد يزيد من إنتاج هرمون (إريثروبويتين) الذي يحفز نخاع العظم، على إنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء.
  • متلازمة الأمعاء المتهيجة: قد تتسبب في زيادة مستويات الهيموجلوبين، بشكل غير مباشر؛ بسبب تأثيرها على امتصاص الأكسجين والدم.

ارتفاع الهيموجلوبين على ماذا يدل؟

يدل ارتفاع الهيموجلوبين في الدم على وجود مشكلة صحية، تتطلب الرجوع إلى الطبيب المختص، للوقف على أسباب هذا الارتفاع، حيث يسهم العلاج المبكر في منع حدوث أي مضاعفات، قد تتسبب في إلحاق الضرر بأعضاء الجسم.

متى يكون ارتفاع الهيموجلوبين خطير للرجال؟

  • يُعد ارتفاع الهيموجلوبين خطيرًا عند الرجال، عندما يتجاوز النسبة الطبيعية، والتي تتراوح بين 14 إلى 17 جرامًا /ديسيليتر، وينصح بمتابعة نسبة الهيموجلوبين بشكل دوري لمنع حدوث أي مضاعفات.

علاج ارتفاع الهيموجلوبين

عادة ما يتزامن ارتفاع الهيموجلوبين مع زيادة في مستويات كريات الدم الحمراء ومعدل الرسابة الدموية، وهي حالة تُعرف أيضًا باحمرار الدم، ويمكن أن يظهر احمرار الدم بثلاثة أنماط رئيسية، تختلف حسب الأسباب والعلاج المناسب لكل منها:

  • احمرار الدم الحقيقي: هذا النمط هو اضطراب تكاثري خبيث، يُصيب نخاع العظم، مما يؤدي إلى إنتاج زائد وغير طبيعي لكريات الدم الحمراء، ويعتمد علاجه على استخدام (العلاج الكيميائي)؛ بالإضافة إلى معالجة الأعراض مثل: (الحكة) باستخدام (مضادات خاصة)، وتناول (الأسبرين) لمنع التجلطات، كما يُنصح بشرب كميات كافية من السوائل للحفاظ على توازن الجسم.

  • احمرار الدم الثانوي: يحدث نتيجة نقص مستويات الأكسجين في الدم؛ بسبب أمراض رئوية أو قلبية، مثل: (الربو، والتهاب الرئة، أو التدخين) كما أن العيش في مناطق مرتفعة قد يكون من أسباب ارتفاع الهيموجلوبين كما ذكرنا سابقًا، لذا؛ يُركز العلاج في هذه الحالة على التعامل مع السبب الأساسي لتحسين مستويات الأكسجين في الدم.

  • احمرار الدم الناتج عن نقص حجم البلازما: هذا النمط يظهر بسبب انخفاض حجم البلازما في الدورة الدموية، وغالبًا ما يكون نتيجة الجفاف الناتج عن الإسهال أو القيء الشديد، وتُعد هذه الحالة بسيطة في طريقة علاجها، حيث يعتمد على تعويض الجسم بكمية كافية من السوائل لإعادة التوازن.

علاج ارتفاع الهيموجلوبين عند المدخنين

يعتمد علاج ارتفاع الهيموجلوبين عند المدخنين، على التعامل مع السبب الأساسي وهو (التدخين) بجانب الخطوات الطبية لتحسين الحالة، كما يلي:

الإقلاع عن التدخين

يُزيد التدخين من مستويات أول أكسيد الكربون في الدم؛ مما يؤدي إلى نقص الأكسجين الذي يعوضه الجسم بزيادة إنتاج الهيموجلوبين، لذا؛ فإن الإقلاع عنه يُعد ضروريًا لتقليل مستويات الهيموجلوبين بشكل طبيعي.

زيادة استهلاك السوائل

يؤدي تناول كميات كافية من الماء على المساعدة في تحسين تدفق الدم وتقليل كثافته، ويُنصح بتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول؛ حيث أنها تتسبب في الجفاف.

العلاج الطبي

يوصف الطبيب العلاج المناسب حسب نسبة ارتفاع الهيموجلوبين عند كل شخص، ومن أبرز الأدوية المستخدمة في ذلك هي: (الأسبرين).

المصادر

اذهب إلى الأعلى