فحص الكولسترول في الدم: اختبار بسيط قد ينقذ حياتك

في ظل نمط الحياة العصري، وانتشار العادات غير الصحية، أصبح فحص الكولسترول ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية؛ حيث تساعدك معرفة مستويات الكوليسترول لديك على اتخاذ قرارات صحية مناسبة، من خلال المقال التالي سوف نعطيك دليلًا شاملًا حول فحص الكوليسترول: أهميته، أنواعه، كيفية تفسير النتائج، وأهم الاستعدادات قبل للفحص؛ لضمان أدق النتائج. 

ما هو فحص الكولسترول؟

‏يُعرف فحص الكولسترول طبيًا بـ(Lipid profile) أو فحص الدهون الكامل، وهو اختبار يكشف عن كمية الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، حيث يساعد هذا الفحص في تقييم خطر ترسب الدهون في الشرايين؛ مما يؤدي إلى تضيقها أو انسدادها

‏يقيس الفحص كمية 3 أنواع رئيسية من الكولسترول، بالإضافة إلى نوع واحد من الدهون يُعرف بالدهون الثلاثية؛ لتقديم رؤية شاملة عن صحة القلب والأوعية الدموية. 

ما هو الفحص الذي يكشف الكوليسترول؟

يكشف فحص الدهون عن مستوى 5 أنواع مختلفة من الدهون لكلًا منها تأثير مختلف على جسم الإنسان، وتُقاس تلك الكميات من خلال عينة دم بسيطة، فيما يلي شرحًا مفصلًا لكل مكون من مكونات الفحص:

الكوليسترول مرتفع الكثافة (HDL)

يُسمى أيضًا بـ(الكوليسترول الجيد) وذلك نظرًا لدوره في إزالة الكوليستيرول الضار من مجرى الدم، وإعادته إلى الكبد مرة أخرى؛ من أجل التخلص منه. 

تُساعد المستويات المرتفعة من الكوليستيرول الجيد على التقليل من خطر تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية، مما يقلل من فرص الإصابة من تصلب الشرايين؛ لذا من المُفضل أن تكون مستوياته مرتفعة؛ لحماية القلب. 

الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)

تشير ارتفاع مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب بالشرايين؛ بسبب تراكم هذا النوع على جدران الأوعية الدموية مسببًا تصلبها تضيقها. 

بناءً على الأسباب السابقة، فقد أُطلق عليه (الكوليسترول الضار)، ومن الضروري الكشف عنه ضمن فحص الكولسترول، كما يوصى بالحفاظ على مستوياته ضمن النطاق الطبيعي خاصةً في الفئات ‏الأكثر عرضة لمشاكل القلب. 

الدهون الثلاثية (TGs)

‏تُعد الدهون الثلاثية ‏ المصدر الرئيسي للدهون المخزنة في الجسم؛ حيث تتراكم نتيجة تحول السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم إلى دهون، فعند تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة والسكريات، ترتفع مستويات الدهون الثلاثية في الدم؛ مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب خاصةً إذا كان ذلك مصحوبًا بارتفاع في الكوليستيرول الضار (LDL)، وانخفاض في الكوليستيرول الجيد (HDL). 

الكوليستيرول منخفض الكثافة جدًا (VLDL)

‏يعتبر الكوليسترول المنخفض الكثافة جدا (VLDL) هو أحد أنواع الكوليسترول الضار؛ حيث يحمل الدهون الثلاثية ويسبح بها في تيار الدم؛ مما يزيد من خطر ترسبها على جدران الأوعية الدموية. 

غالبًا ما تُحسب مستويات VLDL بشكل غير مباشر في فحص الكولسترول؛ نظرًا لارتباط ارتفاع مستوياته بارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم، كما ينصح بالحفاظ على مستويات VLDL  عند الحد الأدنى؛ لتقليل خطر الإصابة بتصلب الشرايين. 

الكوليستيرول الكلي (Total cholesterol)

‏يشمل الكوليسترول الكلي مجموع أنواع الكوليستيرول التي ذكرناها سابقًا بالإضافة إلى جزء من الدهون الثلاثية، وتعد قيمته مؤشرًا أوليًا على صحة القلب، فيشير ارتفاع مستوياته إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. 

لماذا يُطلب فحص الكوليستيرول؟ 

‏يلجأ مقدمو الرعاية الصحية إلى فحص الكولسترول؛ من أجل مساعدتهم في تقييم صحة القلب والأوعية الدموية، حيث تساعدهم نتائج الفحص في تشخيص بعض الحالات، وقد يطلب الطبيب فحص الدهون والكولسترول لأحد الأسباب الآتية:

جزء من الفحص الدوري

‏يُجرى فحص الدهون كجزء أساسي من روتين الفحص الدوري؛ من أجل الاطمئنان على حالة الجسم بشكل عام، والكشف المبكر عن حدوث أي اضطرابات. 

‏متابعة استجابة الجسم لبعض الأدوية

‏إذا أظهرت نتائج لفحوصات سابقة ارتفاعًا في معدلات الكولسترول، وقد أوصى الطبيب ببعض الأدوية؛ فإنه من الضروري إجراء الفحص مرة أخرى بعد عدة أشهر؛ من أجل متابعة مدى استجابة الجسم للعلاج الدوائي، وتعديل الجرعة إذا لزم الأمر. 

‏الوقاية من أمراض القلب

يجب إجراء الفحص على فترات زمنية متساوية الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، تلك الفئات تتمثل في:

  • ‏مرضى السكري. 
  • ‏من لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض القلب. 
  • ‏ مرضى قصور الكبد. 
  • ‏المدخنون.

‏تشخيص بعض الأمراض

‏ يمكن للطبيب من خلال فحص الكولسترول أن يحصل على معلومات مهمة تساعده في تشخيص أمراض مثل: (أمراض الكبد، وخلل الآيض). 

ما هو المعدل الطبيعي لفحص الكولسترول؟

من الضروري مراقبة مستويات الدهون، والحفاظ عليها ضمن القيم الطبيعية، وذلك للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وفيما يلي القيم المثالية لكل مكون من مكونات الفحص:

الكلسترول الكلي: ‏يجب ألا تتعدى نسبة أكثر من 200 ملجرام/ ديسيلتر. 

الكولسترول عالي الكثافة (الكولسترول الجيد): يجب أن تكون نسبته أعلى من 60 ملجرام/ ديسيلتر. 

الكوليسترول منخفض الكثافة (الكلسترول الضار): يجب أن تكون مستوياته أقل من 100 ملجرام/ ديسيلتر في الأشخاص الطبيعيين، وأقل من 70 من ملجرام/ ديسيلتر لمرضى القلب والسكري. 

الدهون الثلاثية: يجب أن تظل مستوياتها أقل من 150 ملجم/ ديسيلتر. 

متى تكون نسبة الكولسترول خطرة؟

‏يعد ارتفاع الكولسترول من الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهنا يأتي السؤال: متى تصبح نسبة الكولسترول مقلقة وتستدعي التدخل الطبي؟ في الواقع، تُقسم درجات الخطورة إلى ثلاثة مستويات: (المستوى الخطر، المستوى المعرض للخطر، والمستوى الآمن). 

المستوى الخطر (dangerous level)
  • ارتفاع مستوى الكولسترول الكلي عن 240 مليجرام/ ديسيلتر. 
  • انخفاض مستويات الكولسترول الجيد عن 40 مليجرام/ ديسيلتر. 
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار عن 160 مليجرام/ ديسيلتر.
‏المستوى المعرض للخطر (At risk)
  • ‏تتراوح مستويات الكوليسترول الكلي بين 200 إلى 239 مليجرام/ ديسيلتر. 
  • ‏تتراوح مستويات الكوليسترول الجيد بين 59 إلى 40 مليجرام/ ديسيلتر. 
  • ‏ تتراوح مستويات الكولسترول الدار بين 100 إلى 159 مليجرام/ ديسيلتر. 

طريقة فحص الكولسترول

إذا كنت تتساءل عن كيفية فحص الكوليسترول، إليك الخطوات التالية:

  • ‏يتطلب فحص كولسترول الدم الانقطاع عن الطعام، قبل إجراء الفحص. 
  • ‏بعد الذهاب للمختبر، يقوم أحد المختصين بسحب عينة من أحد أو أولاده الزراع
  • ‏بعد تجميع العينة، يقوم بوضعها في أنبوب صغيرة ويبدأ المختبر في تحليلها. 
  • ‏تظهر النتائج في خلال مدة تتراوح بين 1 إلى 3 أيام على أقصى تقدير. 

ما هو فحص HDL وLDL؟ وما الفرق بينهما؟

ينقسم الكولسترول إلى نوعيين رئيسيين: (الكولسترول الضار LDL، والكولسترول النافع HDL)، حيث يُعتبر كلًا منهما مؤشر ضروري لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية، وإليك توضيح للفارق بينهما:

ما هو LDL  في فحص الدم؟

يرمز الاختصار إلى (Low Density Lipoprotein)، وهو أحد أنواع الكولسترول التي تساهم في ترسب الدهون على جدران الشرايين؛ مما يزيد من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض. 

‏تشير ارتفاع مؤشرات LDL إلى ضرورة مراجعة الطبيب؛ من أجل تعديل نمط الحياة، أو استخدام بعض الأدوية للتقليل من معدلاته. 

ما هو HDL في فحص الدم؟

يرمز الاختصار إلى (High Density Lipoprotein)، كما يُعرف أيضًا بـ(الكوليسترول الجيد)؛ وذلك نظرا لدوره في جمع الدهون الزائدة من من الدم وأعادتها مرة أخرى إلى الكبد؛ حتى يتخلص منها، فهو بذلك يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. 

‏يعتبر ارتفاع مستويات HDL علامة جيدة على صحة القلب والأوعية الدموية، فيجب أن تزيد مستوياته عن 40 مليجرام/ ديسيلتر. 

كم ساعة صيام قبل فحص الكوليسترول؟

يُنصح بالصيام لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 ساعة قبل إجراء فحص الدهون، حيث يتطلب ذلك الامتناع عن تناول أي طعام أو شراب باستثناء الماء. ومع ذلك، فإن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى عدم وجود ضرورة إلى الصيام؛ لذا يجب اتباع أوامر الطبيب فيما يتعلق بذلك 

أبرز طرق علاج الكوليسترول المرتفع

إن التحكم في مستويات الكولسترول أمرًا ضروريًا؛ للحفاظ على صحة القلب، ويُعد الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة أول خطوات العلاج التي يبدأ بها الطبيب، ولكن إذا لم تكن تلك العادات الصحية كافية لتقليل مستويات الكولسترول؛ فإن العلاج الدوائي هو الحل. 

‏تتعدد الخيارات العلاجية، ويتم الاختيار بينها تبعًا لعدة عوامل منها: (‏العمر، الحالة الصحية، الآثار الجانبية… وغيرها)، فمثلًا: تعتبر الأستاتينات من أشهر الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع الكوليسترول، ولكن تظهر منها آثارًا جانبية متعددة؛ لذا يجب المراقبة الطبية بشكل دوري في بداية استخدامك لها. 

فحص الكولسترول والدهون الثلاثية: هل هناك فرق؟

تنقسم دهون الدم إلى عدة أنواع من بينها: (الكولسترول، والدهون الثلاثية)، ويختلف كلًا منهما في:

  • الوظيفة. 
  • التركيب. 
  • ‏ النسبة الطبيعية.  

أولًا: فحص الكولسترول

‏يقيس هذا الفحص عدة قيم غالبا ما تشمل: (الكولسترول الكلي، الكلسترول الجيد، الكلسترول الضار، بالإضافة إلى الكولسترول الضار جدًا). 

يُعتبر الكولسترول أحد المواد الهامة التي يستخدمها الجسم في العديد من العمليات الحيوية، ‏وتساهم في بناء الخلايا، وإنتاج الهرمونات. 

ثانيًا: فحص الدهون الثلاثية

‏يقيس هذا الفحص كمية الدهون المتراكمة في الجسم؛ نتيجة تجاوز عدد السعرات الحرارية المطلوبة، حيث يخزن الجسم الجدود لاستخدامها كمصدر للطاقة عند الاحتياج إليها، كما يشير ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مثل: تصلب الشرايين.

‏غالبًا ما يجرى فحص الكولسترول بالإضافة إلى فحص الدهون الثلاثية من خلال فحص الدهون (Lipid profile)؛ للحصول على تقييم شامل، والمساعدة في وضع الخطة العلاجية. 

هل يتوفر فحص الكولسترول في مختبرات دلتا؟

نعم… يتوفر فحص الكوليسترول في مختبرات دلتا، فيُمكنك الاستفادة من الفحوصات المنفردة، أو الباقات الصحية المتعددة التي تشمل اختبارات شاملة؛ لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية، كما توفر مختبرات دلتا خدمة الفحص المنزلي مجانًا، مما يتيح لك إجراء التحليل بكل راحة ودون الحاجة إلى زيارة الفرع، مع ضمان الدقة وسرعة الحصول على النتائج.

مصادر

اذهب إلى الأعلى