اضطراب نهم الطعام، الأسباب والأعراض والعلاج
اضطراب نهم الطعام هو أحد أشكال اضطرابات الأكل الشائعة بين الناس، حيث ترتبط عند البعض بقلة تناول الطعام (القهم) والبعض الآخر تتعلق بكثرة تناول الطعام (النهم) وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
ما هو اضطراب نهم الطعام ؟
اضطراب الشراهة عند تناول الطعام (BED) هو اضطراب سلوكي يتميز بالإفراط المزمن والقهري في تناول الطعام. وقد يكون الإفراط في الطعام أمرا طبيعيا، إلا أن حالة اضطراب نهم الطعام هو حالة يعيش معها المريض كل يوم ويعني تناول كميات كبيرة في فترة قصيرة والشعور بعدم القدرة على التوقف.
يعد اضطراب شراهة الأكل هو الأكثر شيوعاً بين جميع اضطرابات الأكل، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف جميع التشخيصات.
ويكثر شيوعه عند النساء مقارنةً بالرجال بنسبة حوالي 3:2، كما أنه يكثر عند المراهقين مقارنة بالبالغين بنسبة حوالي 4:3.
الفرق بين الشره المرضي العصبي واضطراب الشراهة
على عكس الشره المرضي العصبي لا يتضمن اضطراب نهم الأكل التخلص من السعرات الحرارية مثل القيء القسري أو تعاطي المسهلات أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط بعد تناول الطعام. ومن ناحية أخرى، فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب شراهة الأكل هم من يتبعون نظاماً غذائياً مزمناً؛ حيث يحاولون تقييد السعرات الحرارية قبل الوقوع في الشراهة عند تناول الطعام أو قد يحاولون اتباع نظام غذائي بعد الشراهة للتعويض عن ذلك.
أعراض اضطراب نهم الأكل
قد تشمل علامات وأعراض اضطراب الشراهة عند تناول الطعام ما يلي:
- تناول الطعام بعد نقطة الرضا وإلى حد الانزعاج.
- تناول الطعام بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن ملاحظة مقدار ما يتم تناوله.
- تناول كميات كبيرة من الطعام رغم عدم الشعور بالجوع أو بعد الانتهاء من الوجبة مؤخراً.
- تناول الطعام استجابة للضغط العاطفي (الأكل العاطفي).
- تناول الطعام منفرداً وفي الخفاء وتجنب الأكل الاجتماعي.
- تخزين الطعام في أماكن مخفية للوصول إليه لاحقاً.
- إخفاء تناول الطعام عن الآخرين بسبب الشعور بالحرج من كمية الطعام المتناولة.
- التفكير المهووس في الطعام والرغبة الشديدة في تناول طعام محدد.
- اتباع نظام غذائي متكرر والذي قد يسبب تقلبات في الوزن أو عدم فقدان الوزن.
- قضايا الشعور بالذنب والندم والعار واحترام الذات المتعلقة بالإفراط في تناول الطعام.
أسباب شراهة الأكل
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على سلوك الأكل بما في ذلك الضغوط والتوتر والعادات المكتسبة.
إن ما يحفز على الإفراط في الأكل قد يكون مختلفاً بين الأشخاص، حيث يمكن أن يؤدي تناول الطعام إلى إطلاق هرمونات المتعة في الدماغ (السيروتونين والدوبامين) مما قد يشجع الميول الإدمانية.
وقد يكون وسيلة للهروب من المشاعر غير المريحة أو تخديرها أو التعويض عن الاحتياجات غير الملباة.
عوامل الخطر المرتبطة باضطراب نهم الأكل
- تاريخ عائلي من التكيف العاطفي المختل.
- تاريخ شخصي من الصدمة أو سوء المعاملة.
- تاريخ شخصي لانعدام الأمن الغذائي.
- اضطراب المزاج مثل الاكتئاب.
- اضطراب القلق.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
- اضطراب تعاطي المخدرات (SUD).
- اضطراب تشوه الجسم (BDD).
ويجدر الإشارة إلى أنه يمكن لأي اضطراب في الصحة العقلية أن يتصاعد ليسبب أفكاراً ومشاعر وسلوكيات مدمرة بشكل متزايد.
يمكن أن تشمل مضاعفات المرض غير المعالج ما يلي:
- السلوك المعادي للمجتمع بشكل متزايد مثل السرية والتجنب والكذب.
- السلوك غير المنتظم بشكل متزايد مثل سرقة الطعام وتخزينه.
- زيادة الاكتئاب والقلق وتشوه الجسم.
- زيادة الضيق وكراهية الذات وخطر إيذاء النفس.
يمكن أن تشمل مضاعفات السمنة ما يلي:
- داء السكري من النوع 2.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- حصوات المرارة.
- مرض الكبد الدهني.
- مرض كلوي.
- هشاشة العظام.
التشخيص
يشخص مقدمو الرعاية الصحية اضطرابات الأكل عبر طرح أسئلة تفصيلية حول السلوكيات والأفكار والمشاعر، ويحلل إجابات المريض وفقاً لمعايير التشخيص المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5). وتشمل ما يلي:
- تناول كمية من الطعام أكبر مما يفعل معظم الناس خلال فترة محدودة (ساعة إلى ساعتين).
- الشعور بالإكراه أو عدم السيطرة على الأكل المرتبط بتناول الطعام.
- تحدث نوبات الشراهة عند تناول الطعام مرة واحدة على الأقل في الأسبوع وتستمر لعدة أشهر.
- مشاعر الضيق و/أو كراهية الذات بشأن الشراهة عند تناول الطعام.
وعند ملاحظة تطور المضاعفات إلى آثار مرتبطة بالسمنة، يمكن إجراء تحاليل طبية مثل تحليل سكر الدم والكولسترول والدهون الثلاثية ووظائف الكبد وتحاليل وظائف الكلى.
علاج اضطراب نهم الأكل
لا يوجد حل سريع ولكن يمكن التعافي في ظل وجود خطة علاج متسقة وطويلة الأمد.
عادةً ما يكون العلاج النفسي هو أساس خطة العلاج، وقد أثبت فعاليته لمعظم الأشخاص، بالإضافة لتضمنها لأدوية أو نصائح غذائية بناء على حالة كل شخص.
هناك أنواع عديدة من العلاج النفسي، والطرق الأكثر دراسة وثباتاً لعلاج اضطراب الأكل القهري هي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد العلاج السلوكي المعرفي على فحص السلوكيات والأفكار والمشاعر الكامنة وراءها. ثم يعمل المعالج على إيجاد طرق بناءة أكثر للاستجابة لتلك الأفكار والمشاعر.
- العلاج بين الأشخاص (IPT): هو نوع قصير المدى ومركّز من العلاج الفردي الذي يعالج الصراعات الحالية وعوامل التوتر التي تؤثر على الحياة.
تشمل الخيارات الدوائية لعلاج اضطراب نهم الأكل:
أصبح دواء Lisdexamfetamine مؤخراً أول دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج اضطراب نهم الطعام، وهو دواء لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث أظهرت الأبحاث أنه يمكن أن يساعد في التحكم في الانفعالات في كلتا الحالتين.
كما قد تفيد مضادات الاكتئاب أو أدوية القلق في علاج اضطرابات الأكل، حيث يمكن أن يساعد علاج حالات الصحة العقلية الأساسية في التخلص منها.
بالإضافة إلى ذلك قد يصف بعض مقدمي الخدمة مثبطات الشهية لبعض الأشخاص، حيث أظهرت هذه الأدوية فوائد قصيرة المدى للأشخاص الذين يخضعون لعلاج اضطراب الأكل القهري.
يجدر الإشارة إلى أن معظم حالات الصحة العقلية مزمنة، مما يعني أنه حتى بعد العلاج الناجح تبقى نسبة التنكس والعودة إلى المرض ممكنة، ولكن يمكن أن يتحول الاضطراب إلى حالة مستقرة دون زيادة أو نقصان.
تحاليل تشخيص آثار شراهة الأكل في مختبرات دلتا الطبية
تتوفر في مختبرات دلتا الطبية العديد من التحاليل الطبية التي تساهم في تشخيص الآثار الجانبية لمضاعفات الإصابة باضطراب نهم الطعام، مثل تحاليل الدم الكاملة وتحاليل الدهون الثلاثية والكوليسترول ووظائف الكبد ووظائف الكلى وغيرها من التحاليل التي تساهم في تشخيص الحالة المرضية التي وصل إليها المريض. يمكن الحصول على التحاليل من خلال زيارة أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي المجانية مع ضمان الحصول على نتائج دقيقة وسريعة وذات جودة عالية.
المراجع
Australian National Eating Disorders Collaboration. Binge eating disorder (BED)
Eating Disorder Hope. What is Binge Eating Disorder: Symptoms, Risks, & Causes
Merck Manual Professional Version. Binge Eating Disorder
U.S. Department of Health & Human Services Office on Women’s Health. Binge eating disorder.
U.S. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. Binge Eating Disorder