ما هي تحاليل تخثر الدم ؟

تخثر الدم هو تغير في طبيعة الدم، حيث تكمن أهميته في كونه يمنع النّزيف عند حدوث جرح، إلا أن تشكل تلك الخثرات في الأوعية الدموية قد يؤدي لنوبات قلبية أو دماغية. سنتعرّف معاً في هذا المقال على تحاليل تخثر الدم، ما هي؟ وكيف يتمّ إجراؤها؟ وما هي القيم الطّبيعيّة والمرضيّة لها؟

ما هي تحاليل تخثر الدم؟

تحاليل تخثر الدم هي تحاليل تقيس قدرة الدم على التجلط والمدّة التّي يستغرقها التجلط، يمكن أن يساعد الاختبار الطبيب في تقييم خطر النّزيف المفرط أو الإصابة بجلطات (تجلط) في مكان ما في الأوعية الدّمويّة. تشبه اختبارات تخثر أو تجلط الدم معظم اختبارات الدم، حيث يأخذ أخصّائيّ طبّيّ عيّنة دم ويرسلها إلى المختبر لفحصها وتحليلها، وتعد الآثار الجانبيّة والمخاطر لهذا الإجراء الطبي ضئيلة.

ما هو الغرض من تحليل تخثر الدم؟

لا ينبغي للدم الذّي يتحرّك عبر الأوعية الدّمويّة أن يتخثّر، لأن تشكيل مثل هذه التخثرات داخل الأوعية التي تسمى بالجلطات، يمكن أن تنتقل عبر مجرى الدم إلى القلب أو الرّئتين أو الدّماغ؛ وهذا يمكن أن يسبّب نوبة قلبيّة أو سكتة دماغيّة أو حتى الموت. ونظرا لاضطرابات التخثر التي تسبب قدرا خطيراً من النزيف أو التجلط، يلجأ الطبيب إذا اشتبه بوجود حالة من الاضطراب في التخثر إلى إجراء واحد أو أكثر من تحاليل التخثر، حيث تقيس هذه الاختبارات البروتينات المختلفة وكيفيّة عملها.

لماذا يطلب الطّبيب تحاليل التخثر للمريض؟

يوجد العديد من الأسباب لطلب تحاليل تخثر الدم للمريض ومن الأسباب:
  1. حدوث نزف عند المريض غير متوقّف.
  2. حدوث رعاف متكرّر عند المريض.
  3. حدوث خثار وريديّ عميق DVT.
  4. حدوث نزوف دماغيّة.
  5. الاحتشاءات القلبيّة.
  6. قبل إجراء العمليّات الجراحيّة وذلك للتأكّد من أنّ المريض لن ينزف دون توقّف أثناء إجراء العمل الجراحيّ (تتوفّر جميع تحاليل ما قبل العمل الجراحيّ في مختبرات دلتا).
  7. عند وجود أمراض مناعيّة تؤثّر على عوامل التخثر في الجسم.
  8. عند الحوامل والإجهاضات المتكرّرة (تتوفّر باقة تحاليل الإجهاض المتكرر في مختبرات دلتا).
أثناء مراقبة العلاج بمميّعات الدم (مثل الوارفارين- الهيبارين- الانوكسابرين- الكلوبيدوجريل- الريفاروكسيبان والأسبرين بالجرعات العالية). تشمل الحالات التّي يمكن أن تسبّب مشاكل التخثر ما يلي:
  1. أمراض الكبد.
  2. فرط التخثر وهي التخثر المفرط.
  3. الهيموفيليا وهي عدم قدرة الدم على التجلط بشكل طبيعيّ.
تُعد اختبارات التخثر مفيدة في مراقبة الأشخاص الذّين يتناولون الأدوية التّي تؤثّر على قدرة التخثر، ويُنصح بإجراء اختبارات التخثر قبل الجراحة.

ما هي أنواع تحاليل تخثر الدم ؟

هناك أنواع عديدة من تحاليل تخثر الدم، منها:
  • صورة الدم (CBC):
قد يطلب الطّبيب تحليل صورة الدم (CBC) كجزء من الفحص الرّوتينيّ، حيث يمكن أن توضح نتائج الاختبار فيما إذا كان المريض يعاني من فقر الدم أو انخفاض عدد الصّفائح الدّمويّة، ممّا قد يقلل القدرة على تجلط الدم. يتراوح تعداد الصّفائح الدموية الطّبيعيّ بين 150.000 إلى 400.000 صفيحة لكلّ ميكرولتر من الدم.
  • قياس العامل الخامس:
يقيس هذا الاختبار العامل الخامس وهو مادّة تشارك في التخثر، وقد يشير المستوى المنخفض بشكل غير طبيعيّ إلى مرض الكبد أو انحلال الفبرين الأوّليّ أو تخثر الدم داخل الأوعية (DIC). في اختبار عوامل التخثر غالباً ما يتمّ إعطاء النّتائج كنسبة مئويّة، لذلك إذا كانت النّتيجة 100٪ فهذا يعني أنّ العامل الخامس عند المريض هو 100٪ من قيمته الطّبيعيّة، أما إن كانت المستويات ما بين 20٪ و 70٪ فهي تشير إلى نقص بسيط في العامل الخامس، وهذا عادةً لا يسبّب أيّة أعراض.
  • مستوى الفبرينوجين:
يسمى هذ التحليل العامل الأوّل أو اختبار نقص الفيبرينوجينيميا، والفيبرينوجين هو بروتين يصنعه الكبد، ومن خلال هذا التحليل يمكن قياس كمّيّة الفيبرينوجين في الدم الذي تبلغ قيمته الطّبيعيّة ما بين 200-400 مغ/دل. قد تكون النّتائج غير الطّبيعيّة علامة على نزيف مفرط، أو نزيف أو انحلال الفبرين أو انفصال المشيمة (وهو فصل المشيمة عن جدار الرّحم).
  • زمن البروثرومبين (PT أو PT-INR):
البروثرومبين هو بروتين آخر ينتجه الكبد، ويقيس اختبار زمن البروثرومبين (PT) مدى الجودة والوقت اللازم لتجلط الدم، حيث تستغرق عادةً ما بين 25 إلى 30 ثانية، وقد يستغرق الأمر وقتاً أطول إذا كان المريض يتناول مميّعات الدم. تشمل الأسباب الأخرى للنتائج غير الطّبيعيّة؛ الإصابة بالهيموفيليا وأمراض الكبد وسوء الامتصاص، كما أنّه يستخدم من أجل مراقبة الأشخاص الذّين يتناولون الأدوية التّي تؤثّر على التخثر مثل الوارفارين (الكومادين). يتمّ إعطاء النّتائج بعدد الثّواني التّي يستغرقها الدم للتجلط، وفي بعض الأحيان يستخدم اختبار PT – وهي عمليّة حسابيّة تسمّى النّسبة الدّوليّة الموحّدة (INR) – لمقارنة نتائج المختبرات المختلفة. يطلب الطّبيب عادةً اختبار PT مع اختبار تخثر آخر يسمّى وقت الثرومبوبلاستين الجزئيّ المنشّط (aPTT). عادة ما يكون المدى المرجعيّ لزمن البروثرومبين ما بين 11-16 ثانية؛ والمعدّل الطبيعي للنسبة المعياريّة الدولية INR هو مابين 0.8-1.2.
  • عدد الصّفائح الدّمويّة:
الصّفائح الدّمويّة هي خلايا في الدّم تساعد على تجلط الدم، وقد يكون لدى المريض رقم منخفض بشكل غير طبيعيّ إذا كان يتناول العلاج الكيميائيّ أو يتناول أدوية معيّنة، أو إذا كان قد أجرى عمليّة نقل دم كبيرة. الأسباب الأخرى لانخفاض عدد الصفائح الدموية هي أمراض الاضطرابات الهضميّة ونقص فيتامين K وسرطان الدم. كما قد يتسبّب فقر الدم أو كثرة الصفيحات الأوّليّة أو اللوكيميا ( ابيضاض الدم النّقويّ المزمن) (CML) في ارتفاع عدد الصفائح الدموية بشكل غير طبيعيّ.
  • زمن الثرومبين:
يقيس زمن الثرومبين مدى جودة عمل الفيبرينوجين، فقد تكون النّتائج غير الطّبيعيّة ناتجة عن اضطرابات الفيبرينوجين الموروثة وأمراض الكبد وبعض أنواع السّرطان والأدوية التّي تؤثّر على التخثر.
  • زمن النّزف:
يحلّل هذا الاختبار مدى سرعة إغلاق الأوعية الدّموية الصّغيرة في الجلد وإيقاف النّزيف. ويتم إجراؤه بشكل مختلف عن اختبارات الدم الأخرى. أما عن آليته، فتوضع كفّة ضغط الدم على الجزء العلويّ من الذّراع وتنفخ للحد الأقصى، بعدها سيقوم مقدّم الرّعاية الصّحيّة بإجراء بضع جروح صغيرة في الجزء السّفليّ من الذّراع، ثمّ سيقوم بإزالة الكفّة عند تفريغها ووضع ورق نشّاف على الجروح لفترة وجيزة كلّ 30 ثانية حتّى يتوقّف النّزيف. عادةً ما يستمرّ النّزيف من دقيقة إلى تسع دقائق، ويعتبر هذا الاختبار آمناً وآثاره الجانبية قليلة جداً.

ما هي اختبارات البروتين C والبروتين S؟

البروتين C والبروتين S عبارة عن بروتينات في الدم يعملان على منع الدم من التخثر أكثر من اللّازم. تستخدم اختبارات البروتين C و S عيّنة من الدم لقياس كمّيّة هذه البروتينات في الجسم ومدى فعاليّتها في منع تخثر الدم الزّائد. يصنع الجسم البروتين C والبروتين S عندما يحدث جرح ما لتشكيل خثرة ووقف النّزيف، لكن عند وجود اضطراب في هذين البروتينين يتخثر الدم داخل الأوعية حتّى عند عدم وجود إصابة. عادةً ما تتكوّن هذه الخثرات في أوردة السّاقين أو الحوض وتسمّى هذه الحالة بالخثار الوريديّ العميق (DVT)، وقد يتحرّر جزء من هذه الخثرة وينتقل إلى الرّئتين مسبّبةً انسداداً رئويّاً. كما قد تحدث اضطرابات البروتين C والبروتين S بسبب:
  1. العلاج الكيميائيّ للسرطان.
  2. أمراض الكبد والكلى.
  3. الالتهابات والإنتانات.
  4. نقص فيتامين ك.
  5. بعض الأدوية بما في ذلك حبوب منع الحمل والوارفارين.
  6. الحمل.
  7. اعتلال التخثر المنتشر داخل الأوعية (DIC) وهي حالة نادرة تسبب تخثر الدم في جميع أنحاء الجسم يليه نزيف.
  8. في حالات نادرة يكون اضطراب البروتين C والبروتين S بسبب المورّثات.
تبلغ القيمة الطّبيعيّة للبروتين C ما بين 0.72-1.23 وحدة دوليّة / مل. تبلغ القيمة الطّبيعيّة للبروتين S ما بين 0.60-1.60 وحدة دوليّة / مل.

كيف يتمّ إجراء تحاليل تخثر الدم؟

يتمّ إجراء اختبارات تجلط الدم بنفس طريقة معظم اختبارات الدم، إذ يتطلب من المريض التّوقّف عن تناول بعض الأدوية قبل الاختبار. ويجرى التحليل من خلال تعقيم بقعة ما على ظهر اليد أو المرفق، ثمّ إدخال إبرة في الوريد وسحب كمية معينة من الدم.

ما هي الآثار الجانبيّة لتحاليل تخثر الدم؟

الآثار الجانبيّة لتحاليل تخثر الدم طفيفة بشكل عامّ، وقد تكون عبارة عن ألم خفيف أو كدمات في الموقع، كما قد تشمل المخاطر الدّوار والألم والعدوى، وإذا كان المريض يعاني من نزيف مفرط فحينها يتطلب الأمر زيادة المراقبة بعناية.

ما هي أعراض اضطرابات النّزف في الجسم؟

تشمل أعراض اضطراب النّزيف ما يلي:
  1. كدمات .
  2. نزيف لا يتوقّف حتّى بعد الضّغط على الجرح.
  3. فترات الحيض الثّقيلة.
  4. دمّ في البول.
  5. تورّم أو ألم في المفاصل.
  6. نزيف في الأنف.

كيف تؤثّر الأجسام المناعيّة على تخثر الدم؟

في حالات معيّنة من اضطرابات جهاز المناعة يهاجم جهاز المناعة الجسم، ويطلق أجساماً مضادّة ضدّ عوامل التخثر في الجسم، وتظهر هذه الأضداد بشكل عفويّ دون سبب واضح، وتؤدّي لخلل في عمل عوامل التخثر في الجسم، ممّا يؤدّي لنزوف شديدة في أماكن متعدّدة من الجسم أخطرها الدّماغ. كما وقد يحدث جلطات (خثرات) في أماكن محدّدة من الجسم بدلاً من النّزف؛ مثل الخثار الوريديّ العميق في أوردة السّاقين DVT.

ما علاقة الإجهاضات المتكرّرة عند الحامل باضطرابات عوامل تخثر الدم؟

قد تؤدّي اضطرابات عوامل التخثر إلى التأثير على المشيمة وحدوث الإجهاضات المتكرّرة، حيث أنّ هذه الخثرات الصّغيرة يمكن أن تؤثّر على المشيمة وتسدّ الأوعية فتؤدّي إلى نقص الأوكسجين الواصل للجنين ممّا يؤدّي للإجهاض ووفاة الجنين. أحد أهمّ الأمراض المرتبطة بعوامل التخثر والإجهاضات المتكرّرة عند الحامل هي متلازمة أضداد الفوسفوليبيد، وهي حالة مرضيّة ينتج فيها جهاز المناعة أجساماً مضادّة لأنسجة الجسم وعوامل التّخثر فتحدث خثرات دمويّة (جلطات) في أوردة وشرايين الحامل ومن ضمنها المشيمة ممّا يؤدّي للإجهاض وموت الجنين. يتمّ تشخيص هذه المتلازمة بمعايرة الأجسام المضادّة في الدّمّ لمرّتين متتاليتين خلال 12 أسبوع، كما تتمّ معايرة جميع التّحاليل المرتبطة بالتخثر التّي سبق ذكرها، وتتوفر جميع هذه التحاليل في مختبرات دلتا الطبية.

هل تؤثر الجينات على تشكل الخثرات في الجسم؟

في الحقيقة نعم، إذ توجد جينات معيّنة قد يمتلكها الشّخص، ويكون لها تأثير على تجلط الدم وجميع اضطرابات التّخثّر، ومن هذه الجينات جين العامل الخامس لايدن والجين المسؤول عن العامل الثّاني للتخثر. طفرة عامل لايدن هي طفرة في الجينات تؤدّي لاضطراب في عوامل التخثر، ممّا يؤدّي لتشكّل خثرات في الأوعية الدّمويّة في الجسم أكثرها بالسّاقين والرّئتين. يتمّ كشف هذا الاضطراب الجينيّ عبر تحليل دمّ يتمّ من خلاله تحليل الجينات وكشف اضطراب عامل لايدن الخامس أو اضطرابات العامل الثّاني للتخثّر.  

هل يتوفر تحليل تخثر الدم في مختبرات دلتا الطبية؟

بكل تأكيد. توفر مختبرات دلتا الطبية تحليل تخثر الدم والذي يسمى أحيانا تحليل زمن البروثرومبين ضمن باقة تسمى باقة اضطراب التخثر بالإضافة لتحاليل ما قبل العمليات، إلى جانب العديد من التحاليل الطبية الأخرى. كما تحرص مختبرات دلتا الطبية في السعودية على توفير أفضل خدمات التحاليل الطبية، فهي حريصة على تقديم أفضل النتائج وأكثرها دقة، وذلك من خلال توفير أحدث الأجهزة وأكفأ الكوادر الطبية، بالإضافة إلى التزامها بالمعايير الدولية لخدمات التحاليل الطبية والفحوصات المخبرية والمتمثلة في جميع فروعها في السعودية، أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً. يجدر الإشارة إلى أن إجراء التّحاليل الطبية دورياً مفيد للغاية في تشخيص الأمراض ووضع العلاج المناسب ومراقبة تطوّر المرض وفعاليّة العلاج عند المريض.

المراجع

Merck Manual. Overview of Blood Clotting Disorders. Merck Manual. Excessive Bleeding. Yang R, Moosavi L. Prothrombin Time.

اذهب إلى الأعلى