سرطان عنق الرحم دليل تعريفي شامل

يُعتبر سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين النساء، حيث أوضحت وزارة الصحة السعودية في دليلها أنه يحتل المرتبة الرابعة عالميًا من حيث شيوعه بين النساء، والمرتبة السابعة بين جميع أنواع السرطانات.

ومع ذلك، فإن معدل الإصابة بهذا السرطان في تراجع مستمر، وذلك بفضل الفحوصات الدورية ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري. تابع معنا في السطور التالية للتعرف على طبيعة هذا السرطان، وطرق تشخيصه، ووسائل علاجه.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

إنه تطور غير طبيعي لخلايا في بطانة عنق الرحم، والتي تقع في الجزء السفلي الضيق من الرحم، المُسمى بعنق الرحم، وغالبًا ما ينشأ هذا المرض نتيجة عدوى مزمنة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي يُعتبر أحد أبرز العوامل المساهمة في هذا التحول الخبيث.

يوجد نوعان رئيسيان لسرطان عنق الرحم، يختلفان حسب نوع الخلايا المتضررة:

  1. سرطان الخلايا الحرشفية: والذي يؤثر في الخلايا المسطحة الموجودة على سطح عنق الرحم، ويشكل حوالي ثلثي حالات سرطان عنق الرحم.
  2. سرطان عنق الرحم الغدي: الذي يصيب الخلايا المسؤولة عن إنتاج المخاط في عنق الرحم، ويشكل حوالي ثلث الحالات.

ما هي مراحل سرطان عنق الرحم؟

يبدأ السرطان في الانتشار ببطء شديد، ويمر بعدة مراحل، منها:

  1. المرحلة الأولى: يوجد السرطان في عنق الرحم فقط، ولم ينتشر وما زال صغيرًا.
  2. المرحلة الثانية: انتشر السرطان خارج عنق الرحم والرحم، ولكنه لم ينتشر بعد إلى جدار الحوض أو المهبل.
  3. المرحلة الثالثة: انتشر السرطان إلى الجزء السفلي من المهبل وقد ينتشر إلى جدار الحوض والحالب (والغدد الليمفاوية القريبة).
  4. المرحلة الرابعة: انتشر السرطان إلى المثانة أو المستقيم، أو أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام أو الرئتين.

ما هي أعراض سرطان عنق الرحم؟

غالبًا ما تكون أعراض سرطان عنق الرحم محددة، وتختلف حسب مرحلة تطور المرض. 

أعراض المرحلة المبكرة

للأسف، لا تظهر عادةً أعراض سرطان عنق الرحم، مما يجعل اكتشافه أمرًا صعبًا. وعندما تظهر الأعراض، قد تشمل:

  • نزيف مهبلي بعد ممارسة الجنس، أو أثناء انقطاع الطمث، أو بين الدورات الشهرية.
  • إفرازات مهبلية مائية، أو دموية قد تكون ثقيلة ذات رائحة قوية.
  • ألم في الحوض، أو أثناء ممارسة الجنس. 

أعراض المرحلة المتأخرة

غالبًا؛ ما تظهر الأعراض بعد أن ينتشر السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، تشمل هذه الأعراض ما قد ذكرناه في المرحلة المبكرة، بالإضافة إلى:

  • الإسهال أو الألم أو النزيف من المستقيم عند التبرز.
  • ألم أثناء التبول وألم وأحيانًا مع وجود دم في البول.
  • ألم خفيف في الظهر.
  • تورم في الساق.
  • ألم في البطن.
  • شعور بالتعب.

أسباب سرطان عنق الرحم

يحدث سرطان عنق الرحم نتيجة تغير خلايا عنق الرحم ونموها بشكل غير متحكم فيه بسبب عامل معين. وأكثر الأسباب شيوعًا هو:

الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

  • تعتبر عدوى فيروس الورم الحليمي البشري السبب الرئيسي في معظم حالات سرطان عنق الرحم، حيث يُصاب حوالي 80% من الأشخاص بنوع واحد على الأقل من هذا الفيروس خلال حياتهم، وينتقل الفيروس غالبًا عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب. 
  • غالبية المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري لا تظهر عليهم أعراض، إذ يقوم جهاز المناعة لديهم بتدميره. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يبقى الفيروس في الجسم، ويسبب تغييرات في عنق الرحم، وتحدث هذه التغيرات ببطء، عادةً على مدى عدة سنوات، وقد تؤدي في النهاية إلى السرطان.

عوامل خطر أخرى  

على الرغم من أن فيروس الورم الحليمي البشري هو العامل الأساسي المسبب لسرطان عنق الرحم، إلا أن هناك عوامل أخرى قد ترفع من احتمالية الإصابة، منها:

  • التدخين أو التعرض للأشخاص المدخنين.
  • الاستخدام المستمر لحبوب منع الحمل.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • التعرض لمادة كيميائية تُعرف باسم DES (التي كانت تستخدم في الخمسينيات للحد من الإجهاض).
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان عنق الرحم.
  • تجاوز عمر 35 سنة.

تشخيص سرطان عنق الرحم

يتقدم سرطان عنق الرحم بخطى بطيئة على مدى سنوات طويلة، حيث تخضع خلايا عنق الرحم لسلسلة من التحولات قبل أن تصل إلى مرحلة السرطان. تتشكل الخلايا غير الطبيعية في البداية بشكل غير منتظم، وقد تتلاشى هذه الخلايا، أو تبقى على حالها، أو تتطور إلى خلايا سرطانية. 

يُعتبر الكشف المبكر مسألة حيوية، إذ يمكن للفحوصات النسائية المنتظمة أن تكشف عن معظم الحالات في مراحلها الأولية. وتشمل الوسائل الأساسية للتشخيص ما يلي:

  • اختبار مسحة عنق الرحم (Pap Test)

يقوم هذا الاختبار بجمع عينات من خلايا عنق الرحم لفحصها تحت المجهر بحثًا عن أي تغييرات غير طبيعية، أو علامات تشير إلى وجود خلايا ما قبل السرطان، وفي مختبرات دلتا الطبية، يتم تنفيذ هذا الفحص بدقة، للكشف عن أي تأثيرات للفيروس على تلك الخلايا.

يُعتبر هذا الاختبار أداة حيوية لتحديد وجود عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في خلايا عنق الرحم، كما أنه الفحص الأكثر تقدمًا ودقة.

تتميز مختبرات دلتا الطبية بقدرتها الفائقة على إجراء هذا الاختبار بدقة متناهية، مستفيدة من أحدث الأجهزة الطبية المتطورة التي تملكها، مما يسهم في الكشف عن وجود الفيروس عالي الخطورة بكفاءة. 

في حال أظهرت الفحوصات الأولية وجود خلايا غير طبيعية، أو فيروس HPV عالي الخطورة، فقد يُنصح بإجراء خزعة للحصول على عينة صغيرة من الأنسجة، وفحصها تحت المجهر لتأكيد التشخيص بدقة. تُجرى الخزعة غالبًا باستخدام المنظار لتأكيد دقة العينة وجودتها.

  • اختبارات أخرى

إذا أثبتت الخزعة وجود السرطان، فسيتم إجراء اختبارات إضافية لتحديد ما إذا كان المرض قد اجتاز الحدود إلى مناطق أخرى من الجسم، قد تشمل هذه الفحوصات ما يلي:

  • فحوصات لوظائف الكبد والكلى.
  • اختبارات شاملة للدم والبول.
  • أشعة سينية على المثانة والمستقيم والأمعاء وتجويف البطن.

علاج سرطان عنق الرحم

هناك علاجات مختلفة لسرطان عنق الرحم، وذلك حسب مرحلة تقدمه، وقد تحتاجين إلى أكثر من علاج، وتتمثل في:

  • العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي حزم الطاقة لقتل الخلايا السرطانية الموجودة في عنق الرحم.

  • العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي (الكيماوي) الأدوية، التي يتم حقنها عبر الأوردة، أو تؤخذ عن طريق الفم لقتل الخلايا السرطانية.

  • العلاج الجراحي

يتم استخدام أنواع مختلفة من الجراحة لعلاج سرطان عنق الرحم، تشمل بعض أنواع الجراحة الأكثر شيوعًا لسرطان عنق الرحم ما يلي:

  • جراحة الليزر: تستخدم هذه الجراحة شعاع الليزر لحرق الخلايا السرطانية.
  • جراحة التجميد: تعمل هذه الجراحة على تجميد الخلايا السرطانية.
  • الخزعة المخروطية: عملية جراحية تتم فيها إزالة قطعة من الأنسجة مخروطية الشكل من عنق الرحم.
  • استئصال الرحم البسيط: تتضمن هذه الجراحة إزالة الرحم، وليس الأنسجة المجاورة للرحم حيث لا تتم إزالة الغدد الليمفاوية المهبلية والحوضية.
  • استئصال الرحم الجذري مع تشريح العقدة الليمفاوية الحوضية: في هذه الجراحة يتم إزالة الرحم والأنسجة المحيطة، التي تسمى البارامتريوم، وعنق الرحم، وجزء صغير من الجزء العلوي من المهبل والعقد الليمفاوية من الحوض.
  • استئصال محتويات الحوض: هذا هو نفس استئصال الرحم الجذري، ولكنه يشمل المثانة والمهبل والمستقيم، وجزء من القولون اعتمادًا على مكان انتشار السرطان.
  • العلاج الموجه

العلاج الدوائي الموجه يدمر خلايا سرطانية محددة دون الإضرار بالخلايا السليمة، وهو يعمل عن طريق استهداف البروتينات، التي تتحكم في كيفية نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.

  • العلاج المناعي

يستخدم العلاج المناعي الدواء لتحفيز الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها.

كيفية الوقاية من سرطان عنق الرحم

مفتاح الحماية من سرطان عنق الرحم الغازي يكمن في الاكتشاف المبكر للتغييرات الخلوية قبل أن تتطور إلى سرطان.

تُعتبر الفحوصات الدورية للحوض، واختبارات عنق الرحم من أفضل الوسائل لتحقيق هذا الهدف، كما ينصح الأطباء باتباع التالي:

  1. إذا كنت تتراوح في العمر بين 25 و65 عامًا، فإنه يتوجب عليكِ إجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري بانتظام بعد بلوغ هذا العمر، حيث إن هذا الاختبار يكتشف الفيروس المسبب للسرطان بشكل مباشر، وبدرجة عالية من الدقة.
  2. ينبغي إجراء فحص مسحة عنق الرحم لرصد أي تغييرات قد تطرأ على خلايا عنق الرحم.
  3. إذا كنت نشطة جنسيًا، وتواجهين خطرًا أكبر من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، فعليكِ الخضوع لفحوصات الكلاميديا والسيلان والزهري سنويًا، ولا تنسِ إجراء فحص فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) مرة واحدة على الأقل، أو أكثر إذا كنتِ معرضة لمخاطر الإصابة.
  4. من الضروري أيضًا توخي الحذر لتجنب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. تشتمل خطوات الوقاية على ما يلي:
  • استخدم وسيلة حماية، مثل الواقي الذكري، عند ممارسة الجنس.
  • احصل على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على لقاح جارداسيل-9 المخصص للذكور والإناث، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و45 عامًا.

هذا اللقاح يوفر الحماية من عدة سلالات من فيروس الورم الحليمي البشري، التي تؤدي إلى ظهور غالبية الثآليل التناسلية، بالإضافة إلى الوقاية من سرطان عنق الرحم، وأنواع السرطان الأخرى التي يسببها.

  1. الإقلاع عن تدخين السجائر، إذ إنه يزيد احتمالية الإصابة بهذا السرطان، لذا فإن ترك هذه العادة يمكن أن يساهم في تقليل المخاطر.

هل يتوفر تحليل الكشف عن سرطان عنق الرحم في مختبرات دلتا؟

في مختبرات دلتا الطبية، نضع راحة وحماية عملائنا على رأس أولوياتنا، ونسعى جاهدين لحمايتهم من خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة. لذا، نوفر أحدث التقنيات المتقدمة لإجراء فحوصات سرطان عنق الرحم، والتي تتمثل بشكل أساسي في: 

  • اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): يهدف هذا الاختبار إلى الكشف المبكر عن الفيروس المسبب للمرض، مما يتيح التدخل الوقائي في الوقت المناسب.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم مختبرات دلتا باقات فحص متكاملة مثل باقة فحص الأمراض المعدية، أو باقة “تطمن“، التي تجمع بين الكشف عن العديد من الأمراض المعدية والمنقولة جنسيًا، لتوفير فحص شامل يطمئن عملاءنا.

تُجرى جميع هذه الفحوصات تحت إشراف كادر طبي متميز لضمان أعلى مستويات الدقة والجودة في النتائج، ولتسهيل الوصول إلى خدماتنا، يمكنكم زيارة أقرب فرع من فروعنا المنتشرة في جميع أنحاء السعودية، أو طلب خدمة السحب المنزلي المجانية.

إذا كان لديكم أي استفسارات قبل إجراء الفحص، فلا تترددوا في الاتصال بخدمة الاستشارات الطبية المتاحة لدينا.

المراجع

اذهب إلى الأعلى