ما هو مرض الشقيقة أو الصداع النصفي؟

يكاد يكون كل شخص قد عانى من الصداع ولو لمرة واحدة في حياته، ولكن بعض الأشخاص يعانون من نوبات من الصداع تدعى الشقيقة وقد تكون معيقة لحياتهم ومزعجة.

في المقال التالي سنتعرف على مفهوم الشقيقة، أو ما يسمى بالصداع النصفي، ما هي أسبابها؟ ما هي طرق تشخيصها؟ وكيف يمكن علاجها والوقاية منها؟

ما هي الشقيقة (الصداع النصفي)؟

الشقيقة هي مرض عصبي شائع يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض أبرزها الصداع النابض على جانب واحد من الرأس.

من المرجح أن يزداد الصداع النصفي سوءاً مع ممارسة النشاط البدني أو الأضواء أو الأصوات أو الروائح، وقد تستمر أربع ساعات على الأقل أو حتى أيام.

ما هي الهالة (الأورة)؟

الهالة (الأورة) هي مجموعة من الأعراض الحسية والحركية والكلامية التي تعمل عادةً كإشارات تحذيرية بأن الصداع النصفي على وشك البدء.

عادةً ما يتم تفسيرها بشكل خاطئ على أنها نوبة أو سكتة دماغية وعادةً ما تحدث قبل ألم الصداع ولكن يمكن أن تظهر أحياناً أثناءه أو حتى بعده.

يمكن أن تستمر الهالة من 10 إلى 60 دقيقة، وحوالي 15% إلى 20% من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم هالات.

أعراض الهالة قابلة للعلاج مما يعني أنه يمكن إيقافها أو الشفاء منها، تنتج الهالة أعراضاً قد تشمل:

  1. رؤية نقاط وامضة أو بريق أو أضواء ساطعة.
  2. البقع العمياء في الرؤية.
  3. خدر أو وخز في الجلد.
  4. تغييرات الكلام.
  5. طنين الأذن.
  6. فقدان الرؤية المؤقت.
  7. رؤية خطوط متموجة أو خشنة.
  8. تغيرات في الرائحة أو التذوق.

ما هي أنواع الصداع النصفي؟

هناك عدة أنواع من الصداع النصفي وقد يحمل نفس النوع أسماء مختلفة:

  1. الصداع النصفي المصحوب بهالة (الصداع النصفي المعقد): حوالي 15% إلى 20% من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي يعانون من الهالة.
  2. الصداع النصفي بدون هالة (الصداع النصفي الشائع): هذا النوع من الصداع النصفي يبدأ دون التحذير الذي قد تعطيه الهالة.
  3. الصداع النصفي بدون ألم في الرأس: “الصداع النصفي الصامت” أو “الصداع النصفي الرأسي”، يشمل أعراض الهالة ولكن ليس الصداع الذي يتبعه عادةً.
  4. الصداع النصفي الفالجي: يعاني المريض من شلل مؤقت (شلل نصفي) أو تغيرات عصبية أو حسية على جانب واحد من الجسم، قد تترافق بداية الصداع مع خدر مؤقت وضعف شديد في أحد جانبي الجسم وإحساس بالوخز وفقدان الإحساس والدوخة أو تغيرات في الرؤية.
  5. الصداع النصفي الشبكي (الصداع النصفي العيني): قد يحدث فقداناً مؤقتاً أو جزئياً أو كلياً للرؤية في إحدى العينين، بالإضافة إلى ألم خفيف خلف العين قد ينتشر إلى بقية الرأس.
  6. الصداع النصفي المزمن: الصداع النصفي المزمن يحدث عندما يحدث الصداع النصفي لمدة 15 يوماً على الأقل في الشهر.
  7. الصداع النصفي مع هالة جذع الدماغ: يصاب المريض بالدوار أو صعوبة في الكلام أو الرؤية المزدوجة أو فقدان التوازن والتي تحدث قبل الصداع.

ما هي مراحل الشقيقة؟

المراحل الأربع بالترتيب الزمني هي البادرة والهالة والصداع، وما بعد الصداع.

  1. البادرة: تستمر المرحلة الأولى بضع ساعات أو يمكن أن تستمر لأيام، يعرفها البعض بأنها مرحلة “ما قبل الصداع” أو “المنذرة”.
  2. الهالة: يمكن أن تستمر مرحلة الهالة لمدة تصل إلى 60 دقيقة أو أقل من خمس دقائق، معظم الناس لا يعانون من الهالة وبعضهم يعاني من الهالة والصداع في نفس الوقت.
  3. الصداع: قد يستمر الصداع حوالي أربع ساعات إلى 72 ساعة.
  4. مرحلة ما بعد الصداع: تستمر مرحلة ما بعد الصداع لمدة يوم أو يومين ويعاني منها 80٪ من المصابين بالصداع النصفي.

قد يستغرق الأمر من ثماني إلى 72 ساعة تقريباً للمرور بالمراحل الأربع.

ما مدى شيوع الشقيقة ؟

يقدر الخبراء أن ما يقرب من نصف السكان البالغين يعانون من الصداع، وأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من الرجال بحوالي ثلاث مرات.

ما هي عوامل خطر الإصابة بالشقيقة؟

من الصعب التنبؤ بمن قد يصاب بالصداع النصفي ومن لا قد يصاب به، ولكن هناك عوامل خطر قد تجعل الشخص أكثر عرضة للخطر، تشمل عوامل الخطر هذه ما يلي:

  1. الوراثة: ما يصل إلى 80% من الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض.
  2. الجنس: يحدث الصداع النصفي للنساء أكثر من الرجال وخاصةً النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاماً، ومن المحتمل أن يكون أكثر شيوعاً لدى النساء بسبب تأثير الهرمونات.
  3. التوتر: الإجهاد والتوتر يمكن أن يؤديا إلى الصداع النصفي.
  4. التدخين.

هل يمكن أن يصاب الأطفال بالصداع النصفي؟

نعم، لكن الصداع النصفي لدى الأطفال غالباً ما يكون أقصر وتكون الأعراض المعدية أكثر شيوعاً.

ما هي أعراض الصداع النصفي؟

العرض الأساسي للصداع النصفي هو الصداع؛ يوصف الألم أحياناً بأنه قصف أو خفقان.

يمكن أن يبدأ كألم خفيف يتطور إلى ألم نابض خفيف أو متوسط ​​أو شديد، يشعر بعض الأشخاص بألم حول أعينهم أو صدغهم وأحياناً في الوجه أو الجيوب الأنفية أو الفك أو الرقبة.

تشمل الأعراض الأخرى للصداع النصفي ما يلي:

  1. الحساسية للضوء والضوضاء والروائح.
  2. الغثيان والقيء واضطراب في المعدة وآلام في البطن.
  3. فقدان الشهية.
  4. الشعور بالدفء الشديد (التعرق) أو البرد (قشعريرة).
  5. لون البشرة شاحب (شحوب).
  6. الشعور بالتعب.
  7. الدوخة وعدم وضوح الرؤية.
  8. رقة فروة الرأس.
  9. الإسهال (نادر).
  10. الحمى (نادرة).

تستمر معظم حالات الصداع النصفي حوالي أربع ساعات، على الرغم من أن الحالات الشديدة يمكن أن تستمر لفترة أطول بكثير.

يمكن أن تأتي كل مرحلة من نوبة الصداع النصفي بأعراض مختلفة:

  • أعراض البادرة:
  • مشاكل في التركيز.
  • التهيج و/أو الاكتئاب.
  • صعوبة في التحدث والقراءة.
  • صعوبة النوم (التثاؤب).
  • غثيان.
  • تعب.
  • الحساسية للضوء والصوت.
  • الرغبة الشديدة في الطعام.
  • زيادة التبول.
  • تصلب العضلات.
  • أعراض الهالة:
  1. خدر ووخز.
  2. اضطرابات بصرية.
  3. فقدان مؤقت للبصر.
  4. ضعف في جانب واحد من الجسم.
  5. تغييرات الكلام.
  6. أعراض الصداع:
  7. آلام الرقبة وتيبسها.
  8. الاكتئاب والدوار و/أو القلق.
  9. الحساسية للضوء والرائحة والصوت.
  10. احتقان الأنف.
  11. أرق.
  12. استفراغ وغثيان.
  13. أعراض ما بعد الصداع:
  14. عدم القدرة على التركيز.
  15. اكتئاب.
  16. تعب.

ما هي أسباب الشقيقة ؟

سبب الصداع النصفي معقد وغير مفهوم تماماً، تحدث الشقيقة لأن أعصاباً معينة في الأوعية الدموية ترسل إشارات الألم إلى الدماغ؛ يؤدي ذلك إلى إطلاق مواد التهابية في الأعصاب والأوعية الدموية في الرأس.

يمكن أن تنجم نوبات الصداع النصفي عن مجموعة متنوعة من العوامل، تشمل المحفزات الشائعة ما يلي:

  • الضغط العاطفي:

يعد الإجهاد العاطفي أحد أكثر مسببات الصداع النصفي شيوعاً، يتم إطلاق مواد كيميائية معينة في الدماغ لمكافحة الضغط ويمكن أن يؤدي إطلاق هذه المواد الكيميائية إلى الإصابة بالصداع النصفي.

  • تفويت وجبة:

قد يؤدي تأخير الوجبة أيضاً إلى تحفيز الصداع النصفي.

  • الحساسية تجاه مواد كيميائية معينة ومواد حافظة في الأطعمة:

قد تكون بعض الأطعمة والمشروبات مثل الجبن المعتق والمشروبات التي تحتوي على الكحول والشوكولاتة والمضافات الغذائية مثل النترات والأطعمة المخمرة أو المخللة مسؤولة عن إثارة ما يصل إلى 30% من حالات الصداع النصفي.

  • مادة الكافيين:

إن تناول الكثير من الكافيين أو الانسحاب منه يمكن أن يسبب الصداع.

  • الاستخدام اليومي للأدوية المسكنة للألم:

بعض الأدوية قد تؤدي إلى حدوث صداع مرتد.

  • التغيرات الهرمونية عند النساء:

ويكثر عند النساء في وقت الدورة الشهرية، حيث الانخفاض المفاجئ في هرمون الاستروجين الذي يسبب الدورة الشهرية يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الصداع النصفي.

  • الضوء:

يمكن للأضواء الوامضة وأضواء الفلورسنت وضوء التلفزيون أو الكمبيوتر وأشعة الشمس أن تثير نوبة شقيقة.

كيف يتم تشخيص الصداع النصفي؟

يحتاج مقدم الرعاية الصحية تاريخ طبي شامل للمريض، ليس فقط تاريخ الصداع ولكن التاريخ الطبي العائلي أيضاً.

قد يطلب مقدم الرعاية الصحية أيضاً:

  • اختبارات الدم:

يتم إجراء تحاليل طبية شاملة للمريض ومنها تحاليل الدم، لنفي الحالات الالتهابية في الجسم أو الحالات الاستقلابية التي قد تكون مرتبطة بالصداع.

  • اختبارات التصوير: مثل التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى للصداع.
  • قد يُطلب إجراء مخطط كهربية الدماغ (EEG) لاستبعاد النوبات.

كيف يتم علاج الصداع النصفي؟

الصداع النصفي مرض مزمن لا يمكن علاجه، ولكن يمكن إدارة النوبات وربما تخفيفها.

هناك طريقتان للعلاج الرئيسيتان تستخدمان الأدوية (المسكنة والوقائية)، تكون الأدوية المسكنة أكثر فعالية عند استخدامها عند ظهور أول علامة له .

يمكن وصف الأدوية الوقائية عندما يكون الصداع شديداً ويحدث أكثر من أربع مرات في الشهر ويتداخل بشكل كبير مع الأنشطة الطبيعية، حيث تقلل الأدوية الوقائية من تكرار وشدة الصداع.

ما هي الأدوية المستخدمة لتخفيف آلام الصداع النصفي؟

تعتبر الأدوية المتاحة دون وصفة طبية فعالة بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع الخفيف إلى المتوسط.

أدوية تخفيف الألم الرئيسية هي الأيبوبروفين والأسبرين والأسيتامينوفين والنابروكسين والكافيين.

الأدوية الأخرى التي يمكن وصفها:

  1. حاصرات قنوات الكالسيوم مثل الفيراباميل.
  2. الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المرتبطة بجينات الكالسيتونين (CGRP).
  3. حاصرات بيتا مثل الأتينولول والبروبرانولول والنادولول.
  4. مضادات الاكتئاب مثل الأميتريبتيلين والنورتريبتيلين.
  5. الأدوية المضادة للصرع مثل حمض الفالبوريك.

تشمل الطرق البديلة لإدارة الصداع النصفي والمعروفة أيضاً بالعلاجات المنزلية، ما يلي:

  1. الراحة في غرفة مظلمة وهادئة وباردة.
  2. وضع كمادة باردة أو منشفة على الجبهة أو خلف الرقبة.
  3. تدليك فروة الرأس.
  4. اليوغا.
  5. الضغط على الصدغين بحركة دائرية.
  6. التأمل.

ما هي خيارات علاج الصداع النصفي أثناء الحمل؟

يجب تجنب أدوية الصداع النصفي عند الحامل حيث يمكن أن تؤثر سلباً على الطفل، وبعد الحصول على إذن مقدم الرعاية الصحية يمكن تناول مسكن خفيف للألم مثل الأسيتامينوفين.

هل يمكن الوقاية من الصداع النصفي؟

لا يوجد علاج نهائي، ولكن يمكن إدارته وربما تقليل عدد مرات الإصابة به وربما التحكم في مدى خطورته باتباع النصائح التالية:

  1. الحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلاً.
  2. تناول الطعام على فترات منتظمة.
  3. شرب الكثير من الماء.
  4. ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي.
  5. تعلم تقنيات التحكم في التوتر مثل التأمل أو اليوجا أو التدريب على الاسترخاء أو التنفس اليقظ.
  6. تناول الأدوية الوقائية حسب توجيهات مقدم الرعاية الصحية.

المراجع:

Migraine Research Foundation. About Migraine

National Headache Foundation. Migraines.

American Migraine Foundation. Commonly Used Acute Migraine Treatments.

American Academy of Family Physicians. Migraines.

ational Institute of Neurological Disorders and Stroke. Migraine Information Page.

American Headache Society. Migraine and Brain Lesions

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى