في يوم الإعاقة العالمي، ماذا تعرف عن ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
تمثل الإعاقة تحدياً من التحديات التي تواجهها المجتمعات على الصعيد الصحي والاجتماعي، حيث ما يزال هنالك حالة من عدم الفهم والتقدير لوضع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بسبب جهلهم لواقع الإعاقة وأسبابها وطرق التعامل مع المصابين بها.
ففي كل المجتمعات يوجد بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة، يحتاجون لرعاية خاصة بهم، إلا أن بعضهم لا يتلقى الاهتمام المناسب، وقد يتعدى الحال إلى تلقيهم إلى معاملة سيئة قد تصل إلى إلحاق الضرر الجسدي والنفسي بهم.
وحرصاً من وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية على نشر الوعي الصحي في المجتمع السعودي، دأبت في الثالث من ديسمبر من كل عام على المشاركة باليوم العالمي لذوي الإعاقة تحت مسمى “يوم الجميع”، وذلك للتنويه إلى ضرورة الاهتمام بهم، فهم مثلهم مثل باقي فئات المجتمع، يحق لهم التمتع بحياة كريمة.
وبحسب وزارة الصحة السعودية يُقدَّر أن 1.3 مليار شخص أو 1 من كل 6 أشخاص في جميع أنحاء العالم يعانون من إعاقة كبيرة، ويموت بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة حتى 20 عاماً قبل غيرهم من الأشخاص غير المعاقين.
ما هي الإعاقة الذهنية؟
تحدث الإعاقة الذهنية عندما تؤثر قيود أو عوائق ما في القدرات العقلية على الذكاء والتعلم ومهارات الحياة اليومية. وتختلف الآثار الناتجة عن تلك المعوقات على الأشخاص، فقد حيث قد يعاني البعض من تأثيرات طفيفة لا تؤثر على حياتهم ويكون بإمكانهم العيش في حياة مستقلة؛ وقد يكون لدى البعض الآخر آثارا شديدة تمنعهم من الاستقلال بأنفسهم، فيحتاجون إلى مساعدة الآخرين والدعم مدى الحياة.
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الإعاقة الذهنية هي مجرد عائق يحدّ من مستوى الذكاء لدى الشخص، إلا أن أولاء الأشخاص قد يتمتعون بمعدل ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط، ولكن تكمن مشكلتهم في القدرات الأخرى الضرورية لتابعة تفاصيل الحياة اليومية.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للإعاقة الذهنية غير معروف بالنسبة للعديد من الأفراد، إلا أن العديد من حالات الإعاقة الذهنية تحدث بسبب الاختلافات في نمو الدماغ، وفي حالات أقل شيوعاً، يمكن أن تتطور بسبب تلف الدماغ الناتج عن مرض أو إصابة أو أحداث أخرى عندما يكون عمر الشخص أقل من 18 عاماً.
إن الإعاقة الذهنية غير شائعة، ولكنها منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، حيث يؤثر هذا المرض على 1% إلى 3% من الأطفال.
ما هي أعراض الإعاقة الذهنية؟
تدور أعراض الإعاقة الذهنية حول الصعوبات في المهارات المختلفة بما في ذلك المهارات الأكاديمية والمهارات الاجتماعية والمهارات المنزلية حيث تؤثر الإعاقة الذهنية على:
الأعراض المرتبطة بالذكاء
الذكاء هو المصطلح الشامل للقدرة على فهم العالم المحيط والتفاعل معه، فهو يتجاوز مهارات اللغة والرياضيات التقليدية التي يقيسها اختبار الذكاء، لذا يمكن أن تعني أعراض الإعاقة الذهنية المرتبطة بالذكاء أياً مما يلي:
- تأخر أو تباطؤ التعلم من أي نوع (كما هو الحال في المدرسة أو من تجارب الحياة الواقعية).
- تباطؤ سرعة القراءة.
- صعوبات في التفكير والمنطق.
- مشاكل في الحكم والتفكير النقدي.
- صعوبة في استخدام قدرات حل المشكلات والتخطيط.
- التشتت وصعوبة التركيز.
الأعراض المرتبطة بالسلوكيات التكيّفية
تدور السلوكيات التكيفية حول القدرات والمهارات المكتسبة التي يحتاجها الإنسان ليعيش بشكل مستقل، لذا يمكن أن تعني أعراض الإعاقة المرتبطة بهذه السلوكيات أياً مما يلي:
- بطء تعلم التدريب على استخدام المرحاض وأنشطة الرعاية الذاتية (الاستحمام وارتداء الملابس وما إلى ذلك).
- تباطؤ التنمية الاجتماعية.
- القليل من الخوف أو الخوف من الأشخاص الجدد أو عدم وجود الخوف على الإطلاق (الافتقار إلى سلوكيات “الخطر الغريب”).
- الحاجة إلى مساعدة من الوالدين أو غيرهم من مقدمي الرعاية في الأنشطة اليومية الأساسية (الاستحمام واستخدام الحمام وما إلى ذلك) بعد العمر المتوقع.
- صعوبة في تعلم كيفية القيام بالأعمال المنزلية أو غيرها من المهام الشائعة.
- صعوبة في فهم مفاهيم مثل إدارة الوقت أو المال.
- الحاجة إلى مساعدة في إدارة مواعيد الرعاية الصحية أو الأدوية.
- صعوبة في فهم الحدود الاجتماعية.
- صعوبة أو فهم محدود للتفاعلات الاجتماعية بما في ذلك الصداقات والعلاقات الرومانسية.
ما هي الإعاقة الحركية؟
الإعاقة الحركية (عسر الأداء) المعروفة أيضاً باسم اضطراب التنسيق التنموي (DCD) هو حالة مزمنة تبدأ في مرحلة الطفولة وتسبب صعوبات في المهارات الحركية والتنسيق.
يمكن أن يسبب عسر الحركة مجموعة واسعة من المشكلات المتعلقة بالحركة والتنسيق؛ قد تكون بعض هذه الأعراض ملحوظة في سن مبكرة بينما قد يصبح بعضها الآخر واضحاً فقط عندما يكبر الطفل.
يمكن أن تؤثر الإعاقة الحركية على مهارات التنسيق لدى الطفل مما قد يجعل ركوب الدراجة أو ممارسة الرياضة أمراً صعباً ويمكن أن يؤثر أيضاً على مهاراتهم الحركية الدقيقة مثل الكتابة أو تثبيت الأزرار.
العلامات الأولى للإعاقة الحركية (اضطراب التنسيق التنموي) تبدأ في مرحلة الطفولة خلال فترة النمو ونظراً لأنها حالة مزمنة يمكن أن تتمر حتى مرحلة البلوغ أيضاً.
قد يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالإعاقة الحركية إذا كان:
- ولد قبل أوان الأسبوع الـ 37 من الحمل خاصة إذا ولد قبل الأسبوع الـ 32 من الحمل
- ولد بوزن منخفض جداً عند الولادة (أقل من 4 أرطال).
- يوجد تاريخ عائلي من اضطراب التنسيق التنموي.
ما مدى شيوع الإعاقة الحركية؟
عسر الأداء (اضطراب التنسيق التنموي) شائع نسبياً ويصيب حوالي 6% من الأطفال في سن المدرسة.
ما هي علامات وأعراض عسر الأداء (اضطراب التنسيق التنموي)؟
يمكن أن يسبب عسر الأداء (اضطراب التنسيق التنموي) مجموعة واسعة من المشكلات المتعلقة بالتنسيق والمهارات الحركية.
في حين أن معظم الأشخاص تظهر عليهم علامات المرض بحلول الوقت الذي يبدؤون فيه المدرسة، فإن بعض الأشخاص يعانون من أشكال خفيفة من الحالة يصعب اكتشافها.
علامات عسر الأداء عند الرضع والأطفال الصغار
يمكن أن يكون التأخير في الوصول إلى المعالم التنموية المتوقعة علامة مبكرة على عسر الأداء عند الرضع والأطفال الصغار، على سبيل المثال قد يستغرق الطفل وقتاً أطول من المتوقع في التدحرج أو الجلوس أو الزحف أو المشي وقد يواجه صعوبة في اللعب بالألعاب التي تتطلب تنسيقاً جيداً مثل تكديس الأكواب كما يكون لديه بعض الصعوبة في تعلم تناول الطعام بالملاعق والشوك.
علامات عسر الأداء عند الأطفال الأكبر سناً
- صعوبة في صعود ونزول السلالم.
- صعوبة في التوازن فقد يصطدمون بالأشياء أو يسقطون بشكل متكرر.
- صعوبة في ممارسة الرياضة والأنشطة مثل ركوب الدراجة والقفز والتقاط الكرة أو رميها أو ركلها، وقد يتجنبون المشاركة في الأنشطة بسبب افتقارهم إلى التنسيق.
- صعوبة في الكتابة والرسم والتلوين واستخدام المقص مقارنة بالأطفال الآخرين في نفس عمرهم.
- صعوبة في ارتداء الملابس وربط الأزرار وتنظيف الأسنان وربط أربطة الحذاء.
ما هي التحاليل والفحوص الروتينية التي يمكن إجراؤها للأشخاص ذوي الإعاقة؟
الأشخاص ذوي الإعاقة معرضون للعديد من الأمراض، بسبب قلة حركتهم وما يرافقها من سمنة وزيادة وزن واضطرابات استقلابية، كما أن الإعاقة المرتبطة بضعف في الأداء الذهني قد تجعل الشخص معرضاً للكثير من الأمراض والأوبئة دون دراية منه لذا يمكن إجراء مجموعة من التحاليل الروتينية لمراقبة حالتهم الصحية وتشمل:
- تحليل صورة الدم CBC:
من أشيع التحاليل التي يتم إجراؤها في المخابر، يقيس كميات عناصر الدم (الكريات الحمراء والبيضاء والصفيحات) وقيمة الهيموغلوبين.
يعطي فكرة عن حالة المريض الصحية ويوجه لوجود التهاب في الجسم أو نقص تغذية مرتبط بنقص الحديد وانخفاض الخضاب.
- البروتين الالتهابي الارتكاسي CRP:
وهو بروتين موجود في الجسم يرتفع في الحالات الالتهابية، وهو ارتكاس من الجسم على وجود التهاب.
تبلغ القيمة الطبيعية حوالي 10 مللي غرام / لتر أو أقل.
- تحاليل الكولسترول والدهون الثلاثية:
يجب معايرة الدهون الثلاثية TG والكولسترول الكلي والكولسترول الضار LDL والكولسترول المفيد HDL عند الأشخاص ذوي الإعاقة حيث تزداد السمنة عند هؤلاء الأشخاص بسبب قلة الحركة وترتفع معها هذه القيم.
- تحاليل الفيتامينات:
قد يتعرض هؤلاء الأشخاص لسوء تغذية بسبب قلة الاهتمام بهم، وعدم قدرتهم على الاعتماد الكامل على أنفسهم، لذا يمكن إجراء تحاليل لمعايرة نسبة الفيتامينات في الجسم وتعويض النقص.
ما هي الصعوبات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع؟
يتعرض الأشخاص ذوي الإعاقة لمجموعة من الصعوبات بسبب قلة وعي المحيط بهم بطرق رعايتهم، أو بسبب الإهمال والأفكار الخاطئة في المجتمع حول هؤلاء الأشخاص، ومن الصعوبات التي يتعرضون لها:
- صعوبة في الوصول للمرافق العامة واستخدام المرحاض بسبب عدم وجود أماكن مخصصة لهم.
- صعوبة في الوصول إلى وسائل النقل العامة وعدم وجود أماكن مخصصة لهم على الأرصفة للمشي.
- صعوبة في متابعة تعليمهم بسبب عدم توفر كافة الوسائل المساعدة لهم.
- عدم توفر فرص عمل مناسبة لحالتهم.
- نظرة بعض الأشخاص السيئة لهم وما يرافقها من الشعور بالعار أو الاكتئاب.
- عدم وجود برامج توعية كافية للتعامل مع هؤلاء الأشخاص.
ختاماً، علينا أن نعلم أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم فئة من المجتمع مثل البقية، ويحق لهم أن يتمتعوا بكافة سبل الحياة للحصول على حياة جيدة وكريمة، وعلينا جميعاً أن نتعاون معهم لمساعدتهم وتحسين نمط حياتهم.
وفي هذا السياق، تساهم مختبرات دلتا الطبية من خلال توفير باقات التحاليل الطبية المختلفة، في تسهيل القدرة على تشخيص حالات الإعاقة لا سيما لدى الأم الحامل، مثل تحاليل nipt التي تساهم في كشف التشوهات والأمراض الجينية التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى وجود إعاقة دائمة أو مؤقتة.
للحصول على تلك التحاليل، يمكن زيارة أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية، أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي التي تقدمها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول في كل الحالات على أفضل النتائج وأكثرها دقة.
المراجع
National Health Service. Developmental Co-ordination Disorder (Dyspraxia) in Children