ما هي أورام الغدة النخامية؟ أعراضها وسُبل علاجها
تُشكل أورام الغدة النخامية، تحديًا طبيًا، حيث تسبب هذه الأورام اختلالا في توازن الهرمونات في الجسم؛ مما يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في وظائف الجسم المتعددة، وتتنوع أعراضها بين ما هو ظاهر وما هو خفي، ويكمن التحدي في التشخيص المبكر، والعلاج المناسب لهذه الأورام، وفيما يلي سوف نتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الأورام، وهل تُشكل تهديدًا على الصحة العامة؟.
هل ورم الغدة النخامية خطير؟
تعتمد خطورة أورم الغدة النخامية على نوعه وحجمه وتأثيره على الغدة والأنسجة المحيطة، ففي كثير من الحالات، تكون الأورام حميدة وغير سرطانية، ومع ذلك قد تُحدث اضطرابات هرمونية، أو ضغطًا على الأعصاب المجاورة، مثل: (العصب البصري)؛ مما يؤدي إلى أعراض قد تؤثر على نوعية الحياة، لذا تنصح مختبرات دلتا الطبية، بالمتابعة الدورية، لمنع حدوث مضاعفات خطيرة تهدد صحة الفرد.
أعراض أورام الغدة النخامية
تُعتبر الغدة النخامية جزءًا مهمًا من نظام الغدد الصماء في الجسم، حيث تقع في قاعدة الدماغ، ضمن منطقة يُطلق عليها “المهاد”، وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في تنظيم وظائف الجسم، من خلال إفراز مجموعة من الهرمونات الأساسية التي تُطلق مباشرة في مجرى الدم، والتي تُقسم إلى قسمين رئيسيين، وهما: (الأمامي والخلفي)، حيث يتميز كل قسم بوظائف محددة تسهم في الحفاظ على التوازن الهرموني.
وتُعد أورام الغدة النخامية، أحد أبرز الأمراض التي تُصيب هذه الغدة، كما أنها تُحتل المرتبة الرابعة لأكثر الأورام شيوعًا داخل الجمجمة، وعادةً ما تبدو أعراض أورام الغدة النخامية، غير محددة وتتطلب انتباهاً خاصاً لتحديدها، نظرًا لتشابها مع مشاكل صحية كثيرة، وتتنوع هذه الأعراض تبعًا للهرمون المتأثر بالورم، وفيما يلي سوف نتعرف على الأعراض بشكل تفصيلي:
- مشاكل في الرؤية: قد يُعاني مرضى الأورام، من (تشوش الرؤية، أو رؤية مزدوجة، وتدلي الجفن)؛ حيث ينتج ذلك عن الضغط الذي يمارسه الورم على العصب البصري، أو الأنسجة المحيطة.
- صداع: يشعر المرضى بصداع قوى، يظهر في المنطقة الأمامية من الدماغ؛ ويحدث ذلك نتيجة لزيادة الضغط داخل الجمجمة؛ مما يسبب صداعًا مستمرًا وشديدًا.
- اضطرابات الدورة الشهرية: تُعد ضمن أحدى العلامات التي تُشير إلى وجود خلل في الهرمونات الجنسية لدى النساء؛ مما يتسبب في انقطاعها أو تسارع موعدها.
- إدرار لبن الثدي: يُلاحظ إفراز غير طبيعي لحليب الثدي رغم عدم وجود حمل أو رضاعة، وهو مؤشر على اضطراب في هرمون البرولاكتين التي تُفرزه الغدة النخامية.
- الشعور بالغثيان أو القيء: يُمكن أن يظهر ذلك؛ نتيجة لتأثير الورم على مراكز التحكم في القيء داخل الدماغ.
- ضعف حاسة الشم: يُعد ذلك من أبرز العلامات المحتملة، لتأثير الورم على الأعصاب المسؤولة عن هذه الحاسة.
- الضغف الجنسي: يُلاحظ هذا العرض نتيجة للاختلال في إفراز الهرمونات المنظمة للجهاز التناسلي، وهي (الهرمون اللوتيني، والمنشط للحويصلات).
- الاكتئاب والإرهاق: تأتي هذه الأعراض نتيجة للتغيرات الهرمونية؛ التي تُؤثر على الحالة المزاجية، ومستويات الطاقة.
- صعوبة الإنجاب: تتأثر عملية الإنجاب، نتيجة نقص إفراز الهرمون اللوتيني (LH)، والذي يُعد مُحفزًا لإنتاج الهرمونات الجنسية عند كلا الجنسين، والتي تتمثل في (الاستروجين عند النساء، والتستوستيرون عند الرجال)، كما أن نقص الهرمون المنبه للحويصلات (FSH) يؤثر في الإنجاب، نظرًا لقيامه بتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية، في الخصيتين عند الرجال، باللإضافة إلى قيامه بتنشيط نمو وإنتاج البويضات في المبيضين لدى النساء.
- صعوبة النمو وهشاشة العظام: يعمل هرمون النمو (HGH)، على تنظيم عملية النمو والتمثيل الغذائي، فهو يساعد الأطفال على نمو أجسامهم بشكل طبيعي، بينما يعمل لدى البالغين على الحفاظ على قوة العضلات وكثافة العظام.
- والنمو الطبيعي بسبب خلل في التوازن الهرموني.
- تغيرات مفاجئة في الوزن: يُشير انخفاض أو زيادة الوزن، إلى وجود اضطرابًا في عملية الأيض؛ نتيجة لتأثير الأورام على الهرمونات المنظمة للوزن، والتي تتمثل في (هرمون الموجه لقشرة الكظر).
- متلازمة النفق الرسغي: تظهر نتيجة للضغط على الأعصاب الطرفية.
الجدير بالذكر، يُطلق على الأعراض السابقة أسم: “أعراض ورم الغدة النخامية الحميد”، ويأتي هذا الاسم نظرًا لتصنيف بأنه ورم غير سرطاني، أي يسهل تشخيصه ومن ثم علاجه، ويُمكن أن تتحول أورام الغدة النخامية، إلى خبيثة في حالة إهمالها وعدم متابعة الطبيب المختص.
كيف يكون صداع ورم الغدة النخامية؟
يُعد الصداع أحد أبرز العلامات التي تُشير إلى ورم الغدة النخامية، حيث ينتج بسبب الضغط الذي يمارسه الورم على الأنسجة المجاورة،
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الصداع يُعرف بأنه من الأعراض الشائعة لكثير من الأمراض، وللتأكد من ارتباطه بالغدة أم لا، يتطلب الأمر إجراء فحوصات طبية للكشف عنه.
هل يمكن الشفاء من أورام الغدة النخامية؟
(نعم) يمكن الشفاء، حيث يتوقف علاج أورام الغدة النخامية، على عدة عوامل، تشمل: (نوع وحجم الورم، وسرعة نموه، والحالة المرضية)، وتتعدد سُبل العلاج، حسب ما سوف يتوافق مع كل حالة، وفيما يلي سنستعرض كيفية علاج ورم الغدة النخامية:
-
علاج ورم الغدة النخامية بالأدوية
في حالات الأورام النخامية الوظيفية، والتي تتميز بفرط إفراز هرمون معين، يُعتمد العلاج الدوائي كخيار أولي، حيث يتواجد عدد من الأدوية، التي تُساهم في تقليص حجم الورم، وتُحقق الأدوية العلاجية معدل شفاء يصل إلى 80%؛ مما يؤدي إلى زوال الأعراض المزعجة، مثل: (الصداع، وتشوش الرؤية، ومشكلات الخصوبة والإنجاب، وغيرها).
وتستهدف هذه الأدوية تقليل إفراز الهرمونات الزائدة، من خلايا الورم، أو تقليص حجم الورم نفسه، حيث تُستخدم بشكل خاص لعلاج الأورام التي تُفرز إما هرمون النمو أو البرولاكتين.
-
علاج أورام الغدة النخامية الإشعاعي
يُعد العلاج الإشعاعي، إحدى سُبل علاج أورام الغدة، وعادةً ما يتم اللجوء إليه من بعد إجراء الجراحة، وذلك بهدف تقليل مستوى الإصابة بالورم مجددًا، ويعتمد هذا النوع من العلاج على تسليط اشعة سينية عالية الطاقة، أو أنواع أخرى من الإشعاعات على الورم، وذلك لقتل الخلايا السرطانية أو الحد من نموها.
-
علاج أورام الغدة النخامية الكميائي
يهدف العلاج الكيميائي إلى علاج ورم الغدة النخامية، وقتل الخلايا السرطانية، عن طريق تناول أقراص، أو حقن مخصصة للأورام، ويعتمد نوعه على حسب نوع الورم المستهدف.
-
علاج الغدة النخامية بالجراحة
يعتمد اللجوء إلى الجراحة، لاستئصال أورام الغدة النخامية، على حجم الورم، ففي حالة أنه كبير ومستمر في النمو، يلجأ الأطباء إلى هذا الحل، من خلال إزالة الورم بالكامل أو من خلال جزء منه، وتنقسم الجراحة إلى نوعين وهما:
- جراحة عبر الجمجمة: يتم استئصال ورم الغدة من خلال القيام بفتح في الجمجمة.
- جراحة عبر الوتدي: يتم استئصال الورم من خلال تجويف الأنف، من خلال تقنية المنظار، وتنخفض بشكل كبير إمكانية حدوث مضاعفات في هذه الجراحة.