تشخيص الذبحة الصدرية: 4 علامات تحذيرية لا يُمكن تجاهلها لصحة قلبك
هل شعرت يومًا بضغط أو شد أو حرقة في صدرك؟ هل امتد هذا الانزعاج أحيانًا إلى ذراعك أو فكك؟ هذه العلامات قد تكون مؤشرًا على الذبحة الصدرية، وهي حالة تستدعي الانتباه، إذ تعتبر من الأمراض الشائعة التي تصيب البالغين، وتحتل مكانة متقدمة كأحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا.
ومع التقدم في العمر، يزداد خطر الإصابة بها بشكل ملحوظ، خاصة لدى الرجال فوق 45 عامًا والنساء فوق 55 عامًا، هذا يؤكد أهمية فهم هذه الحالة وضرورة تشخيص الذبحة الصدرية مبكرًا للحفاظ على صحة القلب.
ما هي الذبحة الصدرية؟
الذبحة الصدرية هي شعور بالألم أو الانزعاج في منطقة الصدر نتيجة عدم تلقي القلب كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين، وهذه الحالة تُعرف بنقص التروية، وغالبًا ما يكون السبب في ذلك انسدادًا جزئيًا أو كليًا في واحد أو أكثر من الشرايين التاجية.
تُوصف الذبحة الصدرية عادةً بأنها شعور بالضغط، أو الانقباض في الصدر، وفي بعض الأحيان، قد يمتد هذا الانزعاج إلى الكتفين، أو الذراعين أو الرقبة أو الفك أو الظهر.
على الرغم من أنها ليست مرضًا بحد ذاتها، إلا أن الذبحة الصدرية تُعتبر علامة مهمة على إمكانية الإصابة بمرض الشريان التاجي، مما يجعل تشخيص الذبحة الصدرية أمرًا بالغ الأهمية، كما أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية مقارنة بالرجال.
أنواع الذبحة الصدرية
قبل التطرق إلى طرق تشخيص الذبحة الصدرية، من المهم أن نعي أن هناك أنواعًا متعددة من هذه الحالة القلبية، تتمثل في:
-
الذبحة الصدرية المستقرة
هذا هو النوع الأكثر انتشارًا من الذبحة الصدرية، يمكن أن يحدث نتيجة للنشاط البدني أو التوتر، وعادةً ما يستمر لبضع دقائق ويختفي مع الراحة ورغم أنه ليس نوبة قلبية، إلا أنه قد يشير إلى زيادة خطر الإصابة بها، ويجب أن تخبر طبيبك إذا شعرت بذلك.
-
الذبحة الصدرية غير المستقرة
يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية غير المستقرة أثناء الراحة، أو عند القيام بنشاط قليل، قد يكون الألم شديدًا ويستمر لفترة طويلة، كما قد يتكرر عدة مرات، ويعد هذا علامة على احتمال تعرضك لنوبة قلبية، لذا ينبغي عليك استشارة طبيب على الفور.
-
الذبحة الصدرية الدقيقة
في حالة الذبحة الصدرية الدقيقة، يشعر الشخص بألم في الصدر دون وجود انسداد في الشرايين التاجية، ويعود السبب إلى أن الشرايين التاجية الصغيرة لا تعمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى عدم حصول القلب على الكمية الكافية من الدم، عادةً ما يستمر الألم لأكثر من 10 دقائق، ويعتبر هذا النوع أكثر شيوعًا بين النساء.
أثناء تشخيص الذبحة الصدرية الدقيقة، قد يتطلب الأمر فحوصات متخصصة لتقييم وظيفة الأوعية الدموية الصغيرة.
-
ذبحة برينزميتال (الذبحة الصدرية المتغيرة)
يُعتبر هذا النوع من الذبحة الصدرية نادر الحدوث، حيث قد يظهر أثناء الليل، أو خلال فترات الراحة، يحدث تضيق مفاجئ في شرايين القلب، مما يسبب ألمًا شديدًا يتطلب العلاج الفوري.
أسباب الذبحة الصدرية
السبب الأكثر شيوعًا لألم الصدر هو مرض القلب التاجي، الذي يحدث نتيجة لتضيق الشرايين المسؤولة عن إمداد عضلة القلب بالدم والأكسجين بسبب تراكم مادة دهنية تُعرف باللويحة. هذا التضيق يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى القلب، مما قد يسبب أعراض الذبحة الصدرية.
هناك عدة محفزات شائعة لآلام الذبحة الصدرية، منها:
- النشاط البدني.
- الضغط العاطفي.
- الطقس البارد.
- تناول وجبة طعام.
عوامل الخطر للذبحة الصدرية
لتشخيص الذبحة الصدرية بدقة، من المهم فهم أن هناك عوامل متعددة تزيد احتمالية حدوث خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، والذبحة الصدرية. وتشمل:
- الضغط.
- التدخين.
- السكري.
- زيادة الوزن.
- ارتفاع الكوليسترول.
- ضغط دم مرتفع.
- التاريخ العائلي لأمراض القلب.
- كبار السن (45+ للرجال و55+ للنساء).
ما هي أعراض الذبحة الصدرية؟
تختلف أعراض الذبحة الصدرية حسب النوع الذي تعاني منه، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة منها:
- ضغط مؤلم تحت عظم القص.
- الشعور بالإغماء أو التعب.
- ضيق في التنفس.
- ألم يمتد إلى مناطق أخرى من الجسم، مثل الظهر والذراعين والرقبة والأذنين.
قد تتفاقم الأعراض أيضًا نتيجة النشاط البدني، لذلك من الضروري أخذ قسط من الراحة، ومحاولة استعادة النفس عند ظهورها، وإجراء تشخيص الذبحة الصدرية تحت إشراف طبي.
أعراض الذبحة الصدرية عند النساء
قد تواجه النساء مجموعة من الأعراض المقلقة بخلاف ألم الصدر، حيث قد يعانين الذبحة الصدرية التي تتضح في صعوبة في التنفس، أو شعور بالغثيان، أو اضطرابات في المعدة، أو إحساس بالتعب والإرهاق.
أعراض الذبحة الصدرية عند الشباب
تتمثل أعراض الذبحة عند الشباب في الأعراض النموذجية التي ذكرناها سابقًا، أما بخصوص كبار السن؛ فإنهم قد يواجهون أعراضًا تشبه تلك الناتجة عن الذبحة الصدرية، ومثل كثير من النساء، قد لا يصيبهم أي ألم في منطقة الصدر، بل إنهم غالبًا ما يتعرضون لصعوبات في التنفس خلال نوبة الذبحة، وقد يشعرون أيضًا بانخفاض ملحوظ في مستوى النشاط أو تعب عام.
مضاعفات الذبحة الصدرية
على الرغم من أن الذبحة الصدرية لا تشكل تهديدًا مباشرًا للحياة، إلا أنها تُعتبر سببًا رئيسيًا للعديد من الأمراض والوفيات بسبب ما قد تسببه من مضاعفات خطيرة. تشمل هذه المضاعفات:
-
عدم انتظام ضربات القلب
يحدث عندما يؤدي نقص إمداد عضلة القلب بالدم إلى تعطيل النشاط الكهربائي للقلب، مما يتسبب في عدم انتظام ضرباته.
-
النوبة القلبية
تحدث نتيجة نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب بسبب تضييق الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى موت أنسجة القلب، وحدوث النوبة القلبية.
-
فشل القلب
تؤدي النوبات المتكررة من الذبحة الصدرية إلى ضعف عضلة القلب، مما يزيد من خطر حدوث النوبات القلبية.
تشخيص الذبحة الصدرية
سوف يقوم طبيبك بإجراء فحص شامل لجسدك، حيث يتناول أسئلتك حول الأعراض التي تعاني منها، بالإضافة إلى استكشاف عوامل الخطر، والتاريخ العائلي المرتبط بأمراض القلب، وفيما يلي سوف نتعرف بالتفصيل على أهم الفحوصات المستخدمة في تشخيص الذبحة الصدرية:
الاختبارات التشخيصية
قد ينصح طبيبك بإجراء بعض الاختبارات التالية:
- تخطيط كهربية القلب (ECG): الذي يسجل النشاط الكهربائي للقلب باستخدام أقطاب كهربائية صغيرة توضع على الجلد.
- تخطيط صدى القلب: الذي يعتمد على الموجات فوق الصوتية لإنتاج صور للقلب.
- اختبار إجهاد التمارين: الذي يتضمن الجري، أو المشي على جهاز المشي لتقييم استجابة القلب أثناء المجهود، ويمكن أن يُدمج مع اختبارات أخرى، مثل تخطيط صدى القلب.
الاختبارات التصويرية
- أشعة سينية: يمكن إجراء فحص بالأشعة السينية على الصدر لاستكشاف وجود حالات أخرى قد تفسر الأعراض التي تعاني منها، وكذلك للكشف عن إمكانية وجود تضخم في القلب.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي: فهو إجراء غير جراحي يستفيد من قوة المغناطيس، والموجات الراديوية لخلق صور دقيقة تنقل تفاصيل قلبك بشكل مدهش.
- تصوير الأوعية التاجية بالتصوير المقطعي المحوسب: هو أحد وسائل تشخيص الذبحة الصدرية وأمراض القلب، وهو فحص غير جراحي يعتمد على صبغة التباين لإنتاج صور غنية ودقيقة لشرايين قلبك.
- تصوير الأوعية التاجية: هو إجراء جراحي يستخدم فيه صبغة التباين والأشعة السينية، حيث يُمكن الأطباء من تتبع سلاسة تدفق الدم عبر شرايين القلب.
التحاليل المطلوبة للذبحة الصدرية
يطلب الطبيب إجراء مجموعة من فحوصات الدم لتقييم صحة القلب ضمن تشخيص الذبحة الصدرية، والعوامل التي قد تعزز من خطر التعرض للذبحة الصدرية، أو النوبة القلبية. تشمل هذه التحاليل:
- إنزيمات القلب (التروبونين): حيث تتسرب بعض بروتينات القلب إلى الدم عقب تعرض القلب للضرر، وارتفاع مستوياتها قد يدل على حدوث نوبة قلبية، وليس مجرد ذبحة صدرية.
- مستويات الكوليسترول والدهون في الدم: إذ إن ارتفاع الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية يزيد خطر تصلب الشرايين، وهو المسبب الرئيسي للذبحة الصدرية.
- مستويات السكر في الدم: للتحقق من وجود السكري أو مقدماته، حيث يُعتبر السكري عاملاً مهددًا لصحة القلب.
- البروتينات الأخرى: قد يتم فحص بعض البروتينات التي يمكن أن ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
علاج الذبحة الصدرية
توجد عدة خيارات علاجية بعد تشخيص الذبحة الصدرية الحادة، تشمل العلاج قصير المدى، والعلاج طويل المدى.
-
العلاج الدوائي
في حالة حدوث نوبة ذبحة صدرية، من الضروري توسيع الشرايين التاجية المتضيقة بسرعة لضمان وصول الدم والأكسجين بكميات كافية إلى القلب. هناك أدوية متعددة تُستخدم لهذا الغرض:
- يُستخدم عادةً النيتروجليسرين، وهو المادة الفعالة، على شكل بخاخ نيترو أو كبسولات نيترو، حيث يعمل على تخفيف أعراض الذبحة الصدرية بسرعة بفضل تأثيره الفوري في توسيع الأوعية التاجية.
- يمكن أن يُستخدم المورفين لتخفيف الألم الشديد، مما يساعد المريض على الاسترخاء وتقليل القلق.
- تساعد حاصرات بيتا في منع نوبات الذبحة من خلال خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- تعمل مضادات الكالسيوم على توسيع الأوعية الدموية.
-
التدخلات الجراحية
عندما تكون الشرايين التاجية ضيقة بشكل كبير، يُمكن علاج هذه الحالة عبر الجراحة، مثل:
- توسيع البالون وتركيب الدعامة: يتم توسيع الأوعية الدموية المتضيّقة من خلال استخدام قسطرة بالونية، يتضمن ذلك إدخال بالون صغير عبر أنبوب رفيع (قسطرة) إلى منطقة الانقباض ثم نفخه هناك، يُعرف هذا الإجراء بتوسيع البالون، غالبًا ما يتم إدخال دعامة في موضع التوسيع بعد إجراء عملية التوسيع، حيث تبقى هذه الشبكة المعدنية في الوعاء الدموي لتمنع عودة التضيّق.
- جراحة مجازة الشريان التاجي: في هذا الإجراء، يتم توصيل الجزء الضيق من الأوعية الدموية بشريان آخر في الجسم، مما يتيح تدفق الدم إلى عضلة القلب مرة أخرى.
الوقاية من الذبحة الصدرية
تشمل الوقاية من الذبحة الصدرية تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب من خلال اتباع تغييرات في نمط الحياة الصحية. تتضمن هذه التغييرات ما يلي:
- تعديل النظام الغذائي: يجب اتباع نظام غذائي غني بالألياف مع الحرص على تناول الفواكه والخضراوات، وتقليل استهلاك الكحول، وتجنب الأطعمة العالية بالدهون.
- ممارسة الرياضة: ينبغي ممارسة النشاط البدني بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل.
- الحفاظ على الوزن المثالي: إذا كنت تعاني زيادة الوزن أو السمنة، يصبح من الضروري العمل على إنقاص الوزن.
- الإقلاع عن التدخين: يجب تجنب التدخين، أو تقليل استهلاك الكحول بشكل تدريجي.
- إدارة التوتر: من الضروري تجنب المواقف التي تسبب التوتر.
- عادات النوم الصحية: يساهم الحصول على نوم كافٍ في إصلاح عضلات القلب.
- الالتزام بالأدوية: من المهم الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب للسيطرة على الأعراض.
- علاج الحالات الطبية الكامنة: تعتبر الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وخلل دهون الدم من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالذبحة الصدرية. لذلك، من الضروري إدارتها وعلاجها بفعالية للحفاظ على صحة القلب، لذلك يُعد إجراء تحاليل صحة القلب بشكل دوري خطوة أساسية في هذا السياق.
ومن الجدير بالذكر؛ أن مختبرات دلتا الطبية تقدم مجموعة شاملة من التحاليل الدقيقة والموثوقة المتعلقة بصحة القلب، ومن خلال فحوصات متخصصة، تساعد مختبرات دلتا في:
- الكشف المبكر: تحديد أي مؤشرات، أو عوامل خطر قد تزيد احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية، أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
- المتابعة الدورية: مراقبة فعالية خطتك العلاجية لحالات، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، والتأكد من أنها تساهم في حماية قلبك.
- توجيه القرارات العلاجية: تزويد طبيبك بالمعلومات اللازمة لاتخاذ أفضل القرارات العلاجية، وتعديل نمط حياتك وفقًا لاحتياجاتك الصحية.
مع مختبرات دلتا الطبية، أنت لا تقوم بإجراء تحاليل فحسب، بل تتخذ خطوة استباقية نحو فهم أفضل لصحة قلبك، والوقاية من المخاطر المحتملة.