تعريف الامراض المعدية: دليلك الشامل من التعريف إلى الوقاية والعلاج
تعريف الامراض المعدية، هي التي تنتقل بين البشر، وتفتك بالملايين سنويًا، وتتسبب في مأساة عالمية، فوفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة لانسيت، يلقى ثلاثة ملايين طفل ومراهق حتفهم كل عام بسبب هذه الأمراض، أي ما يعادل وفاة واحدة كل 10 ثوان.
كي تعرف المزيد عن الأمراض المعدية، تابع معنا السطور التالية، واكتشف أسرار طرق انتقال العدوى، وتعرف على أبرز أساليب الوقاية منها، وكيفية التعامل بذكاء مع هذه الأمراض.
ما هي الأمراض المعدية؟
هل سمعت يومًا عبارة “الضحك مُعدٍ”؟ تعني أنك قد تجد نفسك مع شخص يضحك، مما يجعلك تضحك أيضًا. يستمر الضحك في الانتقال من شخص لآخر حتى يبدأ الجميع في الضحك، مثلما يحدث مع الضحك، تنتشر الأمراض المعدية بطرق قد تكون أشد خطورة.
تعريف الامراض المعدية هي أمراض يمكن أن تنتقل بين الناس، تُسببها كائنات صغيرة تُعرف بمسببات الأمراض، أو ما نسميه عادةً الجراثيم. والأمراض التي تسببها الفيروسات والبكتيريا هي الأكثر شيوعًا بين هذه الأمراض، ولكن، يمكن أن تلعب الفطريات وكائنات وحيدة الخلية التي تُسمى الأوليات أيضًا دورًا في حدوث هذه الأمراض.
طرق انتقال الأمراض المعدية
لفهم تعريف الامراض المعدية بشكل كامل، من الضروري معرفة كيف تنتشر هذه الأمراض، حيث تتعدد الأسباب وراء انتقال العدوى، وتكمن في الأساس في دخول الميكروبات المسببة للأمراض إلى الجسم البشري. إليك أبرز طرق انتقال الأمراض:
-
الاتصال المباشر
تنتشر العديد من أنواع العدوى من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب، أو سوائله الجسدية. يتضمن ذلك:
- ملامسة الجلد للجلد: كما يحدث في حالات جدري الماء، أو الجرب.
- الاتصال الجنسي: مثل الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، أو الزهري.
- الرذاذ التنفسي: الناتج عن السعال، أو العطس عند وجود مسافة قريبة بين الأشخاص.
- من الأم للجنين: انتقال العدوى من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الحمل، الولادة، أو الرضاعة الطبيعية.
-
الاتصال غير المباشر
تنتقل بعض مسببات الأمراض عبر أسطح ملوثة، أو من خلال الهواء أو حتى الطعام والماء، هذا يُوضح جانبًا مهمًا من تعريف الامراض المعدية، وكيفية انتشارها، ومن أمثلة ذلك:
- لمس الأشياء الملوثة: كالمقابض، الهواتف، أو الألعاب التي تحمل الميكروبات.
- الانتقال عبر الهواء: عندما تبقى جزيئات الميكروب معلقة في الهواء لفترات طويلة بعد السعال أو العطس، مثل الحصبة.
- الأغذية والمياه الملوثة: مثل الأمراض المنقولة بالغذاء كالسالمونيلا، أو الكوليرا المنتقلة عبر الماء الملوث.
-
انتقال العدوى عن طريق النواقل
تنتشر بعض الأمراض عن طريق كائنات حية أخرى تُعرف بالنواقل، وغالبًا ما تكون حشرات أو حيوانات. من الأمثلة الشائعة:
- البعوض: ينقل أمراضًا، مثل الملاريا وحمى الضنك.
- القراد: يسبب أمراضًا، مثل مرض لايم.
-
الأمراض الحيوانية المنشأ
وهي الأمراض التي تنتقل بشكل طبيعي من الحيوانات إلى البشر، هذا النوع من الانتقال يؤكد على العلاقة الوثيقة بين صحة الحيوان والإنسان، مثل:
- داء الكلب: ينتقل عادةً عن طريق عضات الحيوانات المصابة.
- فيروس هانتا: ينتقل عبر مخلفات القوارض.
أعراض الأمراض المعدية
تعريف الامراض المعدية يبدأ بفهم كيفية تطورها، إذ تبدأ الأمراض المُعدية في كثير من الأحيان بأعراض طفيفة، لكنها سرعان ما تتصاعد لتصبح أكثر حدة، ولهذا، يتوجب على الشخص الذي يعاني مرضًا مُعدًا أن يسعى للحصول على الرعاية الطبية الفورية دون تأخير. وفيما يلي أبرز 5 أعراض للأمراض المعدية:
-
الحمى
الحمى هي علامة على وجود العديد من الأمراض المعدية، وأعراضها تختلف. إذ يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بالحمى إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم، أو كان الجلد ساخنًا عند اللمس، أو إذا كان يرتجف رغم ارتدائه ملابس دافئة. كما يمكن أن تجعل الحمى الأشخاص يشعرون بالنعاس أو الخمول، وقد تظهر عليهم بشرة شاحبة أو مرقطة. قد يكون من الصعب معرفة الحمى لدى الرضع، لأنهم غالبًا لا يظهرون علامات واضحة، بل يبدو عليهم المرض بشكل شديد.
-
طفح جلدي مع أعراض البرد
يُعتبر الطفح الجلدي الذي يظهر عند إصابة الفرد بالحمى، أو سيلان الأنف، أو التهاب الحلق، أو تورم الرقبة مع ما يصاحبه من آلام، أو حتى صداع شديد، أو بعد فترة قصيرة من تلك الأعراض، مؤشرًا هامًا على وجود مجموعة من الأمراض المعدية الخطيرة، التي تستدعي الانتباه والرعاية الفائقة، هذا ما يدخل في صميم تعريف الامراض المعدية من حيث ظهورها.
-
فقدان الشهية، القيء، الإسهال، الخمول
يتعرض الأفراد غير المُلقَّحين لخطر الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي العَجَلي، الذي يُعتبر من أسوأ أنواع هذه الالتهابات. إن الجاسترو، كما يُطلق عليه، قد يؤدي إلى حالات من الجفاف المقلق لبعض الأشخاص.
لذا، من الضروري الإسراع بأخذ هؤلاء الأفراد إلى الطبيب إذا ما كانت لديهم مشكلات في تناول الطعام أو الشراب، أو إذا أصابهم القيء، أو الإسهال، أو شعروا بكسل شديد أو نعاس مفرط، أو صعوبة في الاستيقاظ.
-
نوبات السعال الطويلة
في بعض الأحيان، يعاني المرضى المصابون بالأمراض المعدية من نوبات سعال طويلة تؤدي إلى التهابات رئوية خطيرة، مثل السعال الديكي أو الالتهاب الرئوي.
هذه النوبات قد تتسبب في صعوبة التنفس، وإذا ما عجزوا عن التنفس بشكل سليم في أثناء السعال، فقد تتحول شفاههم إلى لون أزرق قاتم، أما بالنسبة للرضع، فقد يعقب نوبة السعال تقيؤ، وفي بعض الحالات، يمكن أن يصدروا أصوات اختناق، أو يظهر عليهم السعال بصمت.
هذه الأعراض تشير إلى التهابات رئوية، مثل الالتهاب الرئوي، وقد تكون نتيجة للإصابة بمرض السعال الديكي، أو عدوى المستدمية النزلية من النوع باء، أو داء المكورات الرئوية.
-
آلام الجسم والعضلات
يعاني العديد من الأشخاص من شعور مرهق بالتعب والإعياء العميق، إلى جانب انعدام الحيوية، وأوجاع متفرقة تسري في جميع أنحاء الجسم.
متى يجب استشارة الطبيب؟
تعريف الامراض المعدية يصبح ذا أهمية قصوى عند ظهور الأعراض، لذلك، عليك أن تسارع في استشارة الطبيب بأسرع ما يمكن إذا شعرت بأي أعراض بعد تعرضك لأي من الحالات التالية:
- لدغة من حيوان أو حشرة.
- التواصل مع شخص مصاب.
- وجود علاقة جسدية حميمة مع شخص، بما في ذلك التقبيل، أو الجنس الفموي، أو الشرجي أو المهبلي.
- حضور فعاليات عامة، أو المشاركة في أنشطة مزدحمة.
- تناول أو شرب أطعمة، أو مشروبات ملوثة، أو غير مُعدة بشكل صحي، أو فاسدة.
- لمس أدوات ملوثة، أو غرف، أو أغطية أسرّة، وغيرها.
- الخضوع لعمليات جراحية، أو زراعة أو نقل دم.
- التعرض لإصابات جسدية.
- الاحتكاك بحادث أدى إلى إصابات جسدية.
طرق الوقاية من الأمراض المعدية
تُعتبر الإجراءات المتبعة للوقاية من العدوى، بمثابة الدرع الواقي الأبرز في مواجهة انتشار تعريف الامراض المُعدية، ومن بين أبرز هذه الوسائل، التي تساهم في حماية الأفراد والمجتمعات:
-
نظافة اليدين
يُعتبر غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، أو استخدام معقم كحولي، سلاحًا فعالًا في القضاء على الجراثيم والبكتيريا والفيروسات، مما يضمن حماية الجلد من الملوثات الضارة.
-
تلقي التطعيمات
تُعتبر اللقاحات درع الحماية القوي، حيث تقي الأفراد والمجتمعات من الأمراض الفتاكة مثل الحصبة، الإنفلونزا، والتهاب الكبد الوبائي B، بفضل تعزيزها لجهاز المناعة.
-
تجنب الاتصال المباشر
يُسهم تجنب الاقتراب من الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات العدوى (مثل السعال أو العطس)، خصوصًا في حالات الأمراض التنفسية الفيروسية، في تقليل خطر انتقال الجراثيم.
-
ممارسات الغذاء والماء الآمنة
احرص على طهي الطعام بشكل صحيح، وغسل الفواكه والخضروات بعناية، واستخدام الماء النظيف والمعالج، لتفادي العدوى الناتجة عن الغذاء والماء.
-
استخدام معدات الحماية الشخصية (PPE)
يُسهم ارتداء الأقنعة والقفازات وغيرها من وسائل الحماية المناسبة، بشكل كبير وخصوصًا في أماكن الرعاية الصحية، أو التجمعات الكبيرة، في تقليل مخاطر التعرض للعدوى وانتقالها.
-
تطهير الأسطح
احرص على تنظيف وتطهير الأسطح التي تُلمس بشكل متكرر، مثل مقابض الأبواب والهواتف وأسطح العمل، بشكل دوري، خصوصًا أثناء مواسم انتشار البرد والإنفلونزا.
-
نشر الوعي الصحي
يُعزز الوعي الصحي البقاء على اطلاع بأحدث الإرشادات الصحية من المصادر الموثوقة، وفهم كيفية انتشار الأمراض القدرة على اتخاذ قرارات وقائية مدروسة، لحماية النفس والمجتمع.
كيفية التعامل مع الأمراض المعدية
بعد ذكر تعريف الأمراض المعدية وطرق انتقالها، يبرز السؤال الأكثر أهمية: كيف يمكننا مواجهتها؟، يختلف العلاج تبعًا لنوع العدوى التي تؤدي إلى المرض، ومن الوسائل الشائعة، والفعّالة للتعامل معها ما يلي:
-
المضادات الحيوية
تُعد هذه الأدوية ضرورية لعلاج العدوى البكتيرية، مثل التهاب الحلق العقدي، أو الالتهاب الرئوي البكتيري، ومن المهم اتباع تعليمات الطبيب بدقة عند استخدامها، والابتعاد عن الإفراط فيها، لتفادي ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية، التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
-
مضادات الفيروسات
تُعتبر هذه الأدوية مصممة بمهارة لمواجهة العدوى الفيروسية، حيث تسهم في تخفيف حدة الأعراض وتقليل مدة المرض، ومن بين أمثلتها الأدوية، التي تُستخدم لمواجهة الإنفلونزا، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
-
مضادات الفطريات
تُستخدم هذه الأدوية بفاعلية لعلاج الالتهابات الفطرية، سواء كانت سطحية كقدم الرياضي والقلاع (عدوى الخميرة الفموية)، أو تلك الأكثر تعقيدًا، والتي تؤثر في الأعضاء الداخلية.
-
مضادات الطفيليات
تستهدف هذه الأدوية الأمراض الناجمة عن الطفيليات، مثل الملاريا أو الجيارديا، حيث تسعى للقضاء على تلك الطفيليات المزعجة داخل الجسم.
-
الرعاية الداعمة
تعتبر الرعاية الداعمة، خاصةً للعدوى الفيروسية التي تفتقر إلى علاج محدد، بمثابة العمود الفقري لعملية التعافي، تتضمن هذه الرعاية توفير الترطيب الكافي، وتهيئة بيئة مريحة، وخفض الحرارة للتخفيف من الأعراض، مما يعزز من قدرة الجسم على مقاومة العدوى بطرق طبيعية.
كما قد يوصي الأطباء باستخدام مسكنات الألم، ومثبطات السعال، وأدوية أخرى، لتسهيل إدارة الأعراض، مما يسهم بشكل فاعل في دفع عجلة الشفاء.
الخلاصة
تعريف الامراض المعدية يتلخص في أنها تلك الأمراض التي تنتقل من شخص لآخر، وذلك بعدة طرق مختلفة، ومن أجل الحفاظ على صحتك وصحة من حولك، قامت مختبرات دلتا الطبية بتقديم مجموعة شاملة لفحص الأمراض المعدية، حيث يمكنك حجزها من هنا.