باقة الفحص الشامل - عروض يوم التأسيس السعودي

من الأنساب إلى الصحة: ماذا يكشف فحص DNA؟ 

في عصر تتسارع فيه الاكتشافات العلمية، أصبح فحص DNA أداة قوية، تُتيح لنا الغوص في أعماق جيناتنا لفهم أصولنا، والتنبؤ بصحتنا المستقبلية، واكتشاف الروابط العائلية المخفية، فسواء كنت تبحث عن تاريخك الجيني، أو ترغب في معرفة معلومات صحية مهمة، فإن هذا الفحص قد يكون مفتاحك لاكتشاف كل ما ترغب.

ما هو فحص DNA و ANA؟

في عالم الفحصوات الطبية والاختبارات الجينية، قد تتشابه بعض مسميات هذه الفحوصات؛ لكنها تختلف جوهريًا في أهدافها ووظيفتها، ومن بين هذه الفحوصات، يبرز كل من (DNA و ANA) كاختبارين مهمين، يستخدمان في مجالات مختلفة تمامًا، وبينما يرتبط فحص DNA بالجينات والوراثة وتحديد الهوية الجينية، فإن فحص ANA، يُستخدم للكشف عن بعض الأمراض المناعية؛ التي تؤثر على صحة الإنسان، فما هو الفرق الحقيقي بينهما؟ وكيف يؤثر كل منهما على التشخيص الطبي؟ وفيما يلي سوف نُجيب عن كافة الاسئلة المتعلقة بهما.

  • فحص DNA

يُعرف فحص DNA، بأنه (اختبار طبي يتم إجراؤه للكشف عن المادة الوراثية للفرد)، حيث أنه الجزيء الأساسي الذي يحمل المعلومات الوراثية، في جميع الكائنات الحية، ويتواجد هذا الحمض النووي في نواة الخلية، كما يُمكن أن يتواجد في كمية صغير في الميتوكوندريا وهي: (هياكل تتواجد في الخلايا وتعمل على تحويل الطعام إلى طاقة تسخدمها الخلايا).

الجدير بالذكر، يتم إجراء هذا الفحص من خلال وزارة الصحة، داخل المعامل المعتمدة التابعة للوزارة، وفقًا لأعلى معايير الدقة والجودة، لضمان الحصول على نتائج موثوقة، يمكن الاعتماد عليها في الأغراض الطبية والقانونية.

  • فحص ANA

من المعروف أن الجهاز المناعي يقوم بتصنيع الأجسام المضادة، لمهاجمة الفيروسات والبكتيريا والجراثيم؛ مما يساعد في حماية الجسم من العدوى، لكن في بعض الحالات، يخطئ الجهاز المناعي في تحديد العدو الحقيقي، فيتعامل مع بعض أجزاء الجسم، وكأنها أجسام غريبة؛ مما يتسبب في إنتاج أجسامًا مضادة خاصة تُعرف باسم “الأجسام المضادة الذاتية“، والتي تهاجم الخلايا والأنسجة السليمة بدلاً من حماية الجسم.

ويتم الكشف عن وجود هذه الحالات من خلال فحص ANA، وهو اختبار طبي؛ يهدف إلى البحث عن الأجسام المضادة للنواة، التي قد تشير إلى اضطرابات مناعية، مثل: (الذبة الحمامية، التهاب المفاصل الروماتويدي، تصلب الجلد).

فحص DNA ماذا يكشف؟

يُساعد فحص DNA، في اكتشاف أسرار مخفية داخل كل خلية في أجسادنا، حيث يهدف إلى تحقيق مجموعة واسعة من الأهداف، بدءًا من التعرف على الأصول العرقية (النسب)، مرورًا بتحديد الاستعداد الوراثي للأمراض، وصولًا إلى فهم كيفية استجابة الجسم للأدوية، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل تفصيلي عن دوره:

  • التشخيص الطبي: يساعد فحص DNA، الأطباء على تحديد وتشخيص الأمراض، سواء من خلال معرفة سبب الإصابة بمرض معين، أو تحديد نوع المرض بدقة؛ مما يساعد في تقديم رعاية طبية أكثر دقة.
  • اختيار العلاج المناسب: من خلال دراسة التركيبة الجينية للفرد، يمكن للأطباء تحديد العلاج الأنسب لحالة المريض؛ مما يساهم في تحقيق نتائج علاجية أفضل، وتقليل الآثار الجانبية للأدوية.
  • تقييم خطر الإصابة بالأمراض: يساعد الفحص في تحديد احتمالية إصابة الشخص ببعض الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مثل: (سرطان الثدي، والقولون)؛ مما يتيح اتخاذ إجراءات احترازية مبكرة لتقليل المخاطر الصحية.
  • الاضطرابات الوراثية: يكشف عن الاضطرابات، مثل: (التليف الكيسي، ومتلازمة داون، داء الكريات المنجلية، مرض هنتنغتون، بيلة الفينيل كيتون)؛ مما يساعد في التخطيط الصحي للعائلات، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الإنجاب.
  • إثبات النسب (الأبوة): يعد فحص DNA أحد أكثر الطرق دقة في إثبات الأبوة، حيث يتم مقارنة المادة الجينية بين الأفراد لتحديد العلاقات العائلية.
  • المساعدة في التحقيقات الجنائية: يُساعد هذا الفحص، في الكشف عن الجرائم من خلال مقارنة العينات الجينية المأخوذة من مسرح الجريمة مع قواعد البيانات الجينية؛ مما يساعد في التعرف على الجناة وإثبات الأدلة الجنائية.

شروط عمل فحص DNA

  • الحالات القانونية: مثل: (إثبات النسب)، يجب الحصول على موافقة رسمية، من الجهات المختصة أو المحكمة.
  • الموافقة الكتابية: الحصول على موافقة من الشخص قبل إجراء الفحص.
  • تقديم الهوية: يجب إثبات هوية الشخص من خلال جواز سفر أو هوية وطنية.

الجدير بالذكر، تتعدد طريقة أخذ العينة، حيث يُمكن أخذها من خلال: (عينة دم، الشعر، مسحة الخد، اللعاب)، وفحصها في المختبرات المعتمدة.

كم يستغرق فحص DNA؟

تختلف مدة فحص الحمض النووي، حسب نوع الفحص والغرض منه، بالإضافة إلى إجراءات المختبر، وقدرته التحليلية، وعادة ما تتراوح مدة ظهور من أيام إلى أسابيع، وذلك حسب الهدف من إجراؤه، فُيمكن أن يظهر في أي وقت خلال هذه الفترة، وهناك عدة عوامل تؤثر على مدة ظهور النتيجة:

  1. نوع الفحص: الفحوصات البسيطة مثل: (النسب، أسرع من الفحوصات المعقدة)، مثل: (التسلسل الجيني الكامل).
  2. جودة العينة: إذا كانت العينة تالفة أو غير كافية، قد يتطلب الأمر إعادة جمعها.
  3. إجراءات المختبر: بعض المختبرات لديها قدرة تحليلية أسرع من غيرها.
  4. الطلب: في أوقات الذروة، قد تطول المدة بسبب زيادة عدد العينات.

نسبة الخطأ في فحص DNA

على الرغم من أن فحص الحمض النووي يُعتبر من أكثر الفحوصات دقة في العالم، إلا أنه ليس معصومًا من الخطأ، ففي بعض الحالات، قد تحدث أخطاء نادرة نتيجة لعوامل متعددة، مثل: (التلوث، الأخطاء البشرية، أو تقنيات التحليل المستخدمة)، وفيما يلي أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث خطأ:

1. التلوث أو سوء التعامل مع العينة

  • إذا تلوثت العينة أثناء جمعها أو نقلها إلى المختبر، فقد تؤثر المواد الخارجية على دقة النتائج.

2. أخطاء المختبر والتقنيات المستخدمة

  • تعتمد دقة الفحص على جودة المختبر والتقنيات المستخدمة، وقد تحدث أخطاء بسبب خلل في المعدات، أو تحليل غير دقيق للعينة.

3. احتمال حدوث طفرات جينية

  • في بعض الحالات النادرة، قد تؤدي الطفرات الجينية إلى اختلاف طفيف في الحمض النووي بين الأفراد من نفس العائلة؛ مما قد يؤدي إلى تفسير خاطئ للنتائج.

4. أخطاء في تحديد درجة القرابة

  • يمكن لهذا الأختبار أن يكون دقيقًا جدًا في تحديد النسب المباشر مثل: (الأبوة والأمومة)، لكن عند فحص قرابة بعيدة، قد يحدث لبس بين أفراد العائلة، خاصةً إذا كان هناك تشابه جيني كبير.

الجدير بالذكر، بشكل عام، تصل دقة اختبار DNA إلى 99.99%، في حالات إثبات النسب، ومع ذلك، هناك نسبة خطأ ضئيلة جدًا (0.01%) قد تنتج عن العوامل المذكورة فيما سبق، لذا يُفضل دائمًا إجراء الفحص في مختبرات موثوقة، والحرص على اتباع الإجراءات الصحيحة لضمان أعلى دقة.

مصادر

اذهب إلى الأعلى