ما هوالعصب السابع؟: كل ما تحتاج معرفته عنه
يُعد العصب السابع، أحد أهم أعمدة جهازنا العصبي، فهو من أبرز الأعصاب التي تتحكم في عضلات الوجه، فمع كل إبتسامة وغمزة، يعمل هذا العصب خلف الكواليس، ولكن ماذا إذا تعرض للالتهاب أو التلف؟، فيُمكن أن يُسبب شللًا مفاجئًا أو ضعفًا في حركة الوجه، وقد يكون الأمر مجهولاً لدى الكثيرون، لذا فإننا فيما يلي سوف نتعرف على أهم أسبابه، وأعراضه؟ وسُبل علاجه.
التهاب العصب السابع
يُعرف بأنه حالة مرضية، تُسمي “شلل بيل”، تُصيب العصب الوجهي المسؤول عن التحكم في عضلات الوجه؛ مما ينتج عنها ضعف أو شلل مؤقت في أحد جانبي الوجه، وعادةً ما تحدث هذه الحالة بشكل مفاجئ، ويعاني منها سنويًا ما بين 13 إلى 43 شخصًا من بين كل 100 ألف، كما تؤثر بشكل شائع على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 60 عامًا.
وتتراوح نسبة أصابة مرضى السكر بالعصب، ما بين 5% إلى 10%، كما أن النساء الحوامل، هن أكثر عرضة للإصابة به بنسبة 3 مرات عن الأشخاص العادية، وخصوصًا في الأشهر الأخيرة أو الأولى من الحمل.
اسباب العصب السابع
هل سبق لك أن استيقظت لتجد نصف وجهك غير قادر على الحركة بشكل طبيعي؟ قد يُسبب الأمر قلقًا وتوترًا بشأن الاسباب الكامنة وراء حدوثها، ويبقى السؤال هُنا “ما الذي يسبب هذا الخلل؟ هل هو ناتج عن عدوى؟ أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في حدوثه؟”، وفيما يلي سوف نُجيب عن هذه الأسئلة، ونوضح أسباب التهاب العصب السابع:
-
العدوى
تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب العصب السابع، حيث يمكن لبعض الفيروسات والبكتريا، أن تؤدي إلى التهاب أو تورم في العصب؛ فعند دخول الفيروس إلى الجسم، يبدأ الجهاز المناعي في محاربته؛ مما يؤدي إلى استجابة التهابية قد تؤثر على جميع الأعصاب؛ ومن أبرز هذه الفيروسات:
- فيروس الهربس: يعتقد الأطباء أنه من أبرز الأسباب الرئيسية للإصابة بالتهاب العصب.
- الفيروس المضخم للخلايا (CMV): هوأحد الفيروسات التي قد تسبب مشكلات عصبية، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
- فيروسات الجهاز التنفسي العلوي: بعض الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، مثل: (فيروسات البرد الشائعة)، قد تكون سببًا غير مباشرًا في اعتلال العصب.
- فيروس الحصبة الألمانية: يمكن أن يؤثر على الأعصاب، خاصة لدى الأشخاص غير الملقحين.
- فيروس النكاف: الذي يسبب تضخم الغدد اللعابية، وقد يؤدي أيضًا إلى التهاب الأعصاب.
- فيروس الإنفلونزا من النوع B: أحد أنواع فيروسات الإنفلونزا، التي قد تسبب التهاب الأعصاب كأحد المضاعفات.
- فيروس كوكساكي: هو جزء من مجموعة الفيروسات المعوية، مثل: (فيروس التهاب الكبد A)، وعادة ما يُصاب به الأطفال، وهو من ضمن اسباب اعتلال العصب
- فيروس جدري الماء والحزام الناري.
- مرض لايم.
الجدير بالذكر، هُناك عدة أمراض ومشكلات صحية، تؤثر على العصب السابع وتزيد من احتمالية تعرضه للالتهاب أو التلف، فمنها ما يرتبط بالأمراض المزمنة وأمراض المناعة، وفيما يلي سوف نتعرف على كلً منهما:
- الصداع النصفي: يُمكن أن يتسبب الصداع في حدوث التهاب هذا العصب، ويرجع ذلك بسبب تغيرات الأوعية الدموية المغذية للأعصاب؛ مما ينتج عنه نقص في التروية الدموية، التي تصل إلى العصب في الوجه، والتي يترتب عليها زيادة احتمالية التهابه.
- مرض السكري: يُعد الأشخاص المصابون بالسكري، هم أكثر عُرضة للإصابة بشلل بيل؛ بسبب ضعف وصول الدم إلى الأعصاب، وزيادة الالتهابات نتيجة ضعف الجهاز المناعي، والتي يتسبب فيها ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: يتسبب ارتفاع ضغط الدم في ضعف الأوعية الدموية الصغيرة، التي تُغذي العصب؛ مما قد ينتج عنها نقص الأكسجين، والمواد المغذية اللازمة لعمل العصب بكفاءة، وبالتالي يزيد من خطر التهاب أو تلفه.
- متلازمة غيلان باريه: هي حالة مرضية نادرة، يقوم الجهاز المناعي فيها بمهاجمة الأعصاب، ويُعد شلل بيل، من أبرز أعراضها المبكرة.
- مرض الساركويد: هومرض التهابي، يُسبب تكوين كتل التهابية، في مختلف أعضاء الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي، فعندما تتشكل هذه التكتلات في الدماغ أو الأعصاب القحفية، يُمكن أن تؤدي إلى التهاب وشلل الوجه.
- الوهن العضلي الوبيل: هو مرض مناعي ذاتي، يُسبب ضعفًا في العضلات؛ نتيجة خلل في الاتصال بين الأعصاب والعضلات، وقد يؤثر على عضلات الوجه.
- التصلب اللويحي:هو مرض مناعي ذاتي، يُهاجم المايلين “الطبقة العازلة التي تحيط بالأعصاب”؛ مما قد يؤدي إلى ضعف الإشارات العصبية، وقد ينتج عنه الإصابة بشلل بيل.
أعراض العصب السابع
تظهر هذه الأعراض؛ نتيجة ضعف أو شلل في عضلات الوجه؛ بسبب التهاب أو تلف العصب؛ مما يؤثر على تعابير الوجه، والرؤية، وغيرهم، التذوق، لذا من الضروري استشارة الطبيب المختص في حالة ظهور أحدى الأعراض التالية:
- تشنجات عضلات الوجه: يحدث تقلص لا إرادي، أو ارتعاش في عضلات الوجه؛ بسبب عدم انتظام الإشارات العصبية المتجهة إلى العضلات؛ مما قد يسبب شعورًا بعدم الراحة، أو انقباض مفاجئ في الوجه.
- تدلي الحاجب أو الجفن: يؤدي ضعف العصب، إلى فقدان التحكم في عضلات الوجه؛ مما يجعل الجفن أو الحاجب يتدليان بشكل ملحوظ؛ ويؤثر ذلك على المظهر، وقد يسبب صعوبة في فتح العين بالكامل.
- صعوبة في إغلاق العين: ينتج ذلك بسبب ضعف عضلات الجفن، وقد يُصبح من الصعب إغلاق العين بشكل كامل، أو الرمش بشكل طبيعي؛ مما يزيد من خطر جفاف العين وتهيجها.
- جفاف العين: يتحكم العصب السابع في إفراز الدموع، فعندما يُصاب بالالتهاب، يترتب عليه نقص إنتاج الدموع؛ مما يجعل العين أكثر عرضة للجفاف والالتهابات.
- حساسية زائدة للصوت: يؤثر هذا العصب على عضلة الركابة داخل الأذن، والتي تلعب دورًا في ضبط شدة الأصوات، وعند إصابته، قد لا تعمل العضلة بشكل صحيح؛ مما يؤدي إلى زيادة حساسية السمع للأصوات العالية.
- عدم تناسق مظهر الوجه أو الابتسامة: قد يبدو الوجه غير متناسق، حيث يكون جانب واحد مرتخيًا، أو غير قادر على الحركة الطبيعية؛ مما يؤثر على الابتسامة ويجعلها غير متوازنة.
- كلام غير واضح: نظرًا لأن عضلات الفم تتأثر بشلل بيل، فقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في نطق بعض الحروف أو التحدث بوضوح، خاصةً إذا كانت الشفاه لا تتحرك بشكل طبيعي.
- صعوبة تناول الأطعمة والمشروبات: يمكن أن تؤدي ضعف عضلات الفم والخد إلى تسرب الطعام، أو السوائل أثناء الأكل والشرب؛ مما يجعل من الصعب التحكم في تناول الطعام.
- ضعف التذوق وجفاف الفم: يتحكم العصب السابع في بعض أجزاء اللسان والغدد اللعابية، لذا قد يعاني المصاب من ضعف الإحساس بالتذوق، خاصةً في مقدمة اللسان، بالإضافة إلى جفاف الفم؛ بسبب نقص إنتاج اللعاب.
هل العصب السابع خطير؟
عادةً لا يُمثل خطورة، لكنه قد يُعد مصدر للإزعاج، نظرًا لتأثيره على تعابير الوجه والحركة الطبيعية، ولكن يُمكن ملاحظة تحسن الأعراض خلال أسابيع إلى أشهر، ويتوقف ذلك حسب شدة الأعراض التي يُعاني منها كل شخص.
علاج العصب السابع
يُعد التعامل مع التهاب العصب السابع، أمرًا غير سهل، خاصة بسبب تأثيره على تعابير الوجه وحركته الطبيعية، ولكن بالرغم من ذلك فإن معظم الحالات تتحسن تدريجيًا مع العلاج المناسب، وتختلف طرق العلاج، تبعًا لشدة الأعراض، حيث تشمل عدة سُبل، وفيما يلي سوف نتعرف على أسرع علاج للعصب السابع:
الأدوية
عادةً ما يكون العلاج الدوائي من أهم الخطوات التي تساعد في تقليل الالتهاب، وتخفيف الأعراض، وتسريع عملية الشفاء، وذلك من خلال اعتماد الأطباء على مجموعة من الأدوية، تتمثل في الآتي:
- المسكنات: تُعد من أدوية التهاب العصب السابع، ومن أشهرها: (الإيبوروفين، الباراستامول، وغيرهم).
- الستيرويدات: هي أدوية تعمل على منع الالتهابات، وتقليل التورمات، ومن أشهرها: “بريدنيزون”.
- مرطبات العين: استخدمات المراهم والقطرات المرطبة للعين، من ضمن سُبل العلاج الضرورية، لمنع حدوث الجفاف، الناتج عن عدم القدرة في إغلاق العين وإنتاج الدموع.
- مضادات الفيروسات: يُمكن استخدام هذه الأدوية إذا كان السبب في شلل بيل، هو عدوى فيروسية، وقد يستخدمه الأطباء لدواعي أخرى، ومن أمثلتها: “الأسيكلوفير”.
العلاج الطبيعي
يلعب العلاج الطبيعي دورًا مهمًا في تسريع علمية الشفاء، حيث يساعد على استعادة قوة عضلات الوجه وتحسين وظائفه، وذلك من خلال قيامه بالآتي:
- تسريع التعافي: يُساعد العلاج الطبيعي في تنشيط وتحفيز العصب المتضرر، من خلال القيام بعدد من التمارين الحركية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات علاجية معينة؛ مما يُعزز عملية التعافي ويمنع حدوث مضاعفات.
- منع التشنجات: يعمل العلاج الطبيعي على تحسين مرونة العضلات، ومنع حدوث تقلصات وتشنجات به، خلال الالتهاب وبعد الشفاء منه.
- تناسق حركات الوجه: يتسبب التهاب العصب، بجعل تعبيرات الوش غير متناسقة، لذا فإن العلاج الطبيعي، يعمل على إعادة التناسف الطبيعي للوجه، من خلال عدد من التمارين.
- تقليل الألم والتورم: مع التطورات العلمية الحديثة في مجال الطب، يُمكن استخدام بعض التقنيات في العلاج، من خلال: ( التدليك اللطيف والكمادات الدافئة)؛ مما يُساعد في تنشيط الدورة الدموية،، وتقليل التورم والألم في المنطقة المصابة.
- تحسين القدرة على غلق العين والفم: تُساعد تمارين العلاج الطبيعي، على استعادة الوضع الطبيعي لكلً من العين والفم، من خلال إرتخاء عضلاتهم؛ مما يساعد في التخلص من مشكلات تسرب الطعام من الفم أثناء الأكل، وجفاف العين.