معلومات شاملة عن الكوليرا: أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية

يُعد الكوليرا من الأمراض الوبائية الخطيرة التي يمكن أن تنتشر بسرعة في ظل ظروف غير صحية، مثل: (افتقار المياه النظيفة وغياب وسائل الصرف الصحي الملائمة)، وتنتقل بكتيريا مرض الكوليرا عادةً عبر الماء أو الطعام الملوث، وتتسبب في حدوث أعراض حادة قد تؤدي بحياة الأشخاص، إذا لم يتم معالجته بشكل فوري وسريع، وفيما يلي سوف نتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بالكوليرا.

ما هو مرض الكوليرا؟

الكوليرا هو مرض بكتيري معدٍ، يُمكن أن يُصيب الإنسان نتيجة التعامل مع أشياء ملوثة مثل الماء وسائل الصرف الصحي الغير ملائمة والأطعمة الملوثة، وتم اكتشافه على يد عالم الأحياء كوخ عام 1883، وعادة ما يتواجد هذا المرض في مناطق الحروب والأوبئة والمجاعات.

من أين تأتي الكوليرا؟

بدأ انتشار الكوليرا عالميًا خلال القرن التاسع عشر، حيث انطلقت من موطنها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند، مُتسببة في إحداث 6 جوائح تفشي أودت بحياة الملايين في مختلف القارات،  وفي عام 1961 بدأت الجائحة السابعة في جنوب آسيا، لتصل إلى قارة إفريقيا عام 1971، ثم تتجه إلى الأمريكيتين عام 1991، وحتى الآن ما زال هناك عدة دول تعاني من الكوليرا مثل: (الهند، وجنوب إفريقيا).

وتنتسب الكوليرا إلى عائلة تسمى الضمات الكثيرة، والتي تنقسم إلى مجموعتين وهما: (الضمات الغير ممرضة والضمات الممرضة)، ويرجع سبب تسميتها باسم الضمات؛ لأنها تشبه شكل الضمة في اللغة العربية تحت المجهر.

مراحل تفشي الكوليرا

يُعد تفشي هذا المرض من الأمور السريعة، التي تتطلب ملاحظة سريعة وتعامل فوريًا معها، وتُقسم مراحل تفشي الكوليرا عادةً إلى مرحلتين، وهما: 

المرحلة الأولى من الكوليرا

تُعد الأمعاء الدقيقة بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، فعند وصول الكوليرا إلى الأمعاء، سرعان ما تبدأ في التأثير على الجهاز الهضمي، مُتسببًا في حدوث التهاب حاد وضرر في الغشاء المخاطي للأمعاء، مما يؤدي إلى ظهور أعراض بسيطة قد تشبه مرض التيفوئيد نتيجة تكاثر الجراثيم في الدم.

المرحلة الثانية من الكوليرا

تتميز المرحلة الثانية من الكوليرا بتنوع شدة الأعراض، والتي قد تتراوح بين الأعراض الحادة والمعتدلة، وقد يصبح المصاب معديًا خلال الأيام الأخيرة من فترة حضانة الكوليرا، أو قد تبدأ البكتيريا بالخروج من الجسم بعد أسبوع من بداية الأعراض، لدى بعض المرضى، وقد تستمر البكتيريا في الجسم لفترة أطول، حيث يظل 5% منهم حاملين للبكتيريا لعدة أسابيع، ما قد يمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتترك الإصابة في العادة مناعة طويلة ضد المرض.

أسباب مرض الكوليرا

تتنوع أسباب مرض الكوليرا حيث يتضمن عوامل بيئية وعوامل أخرى، وهي كالآتي:

العوامل البيئية

  • الخضروات والفواكه الملوثة، والتي تم ريها بمياه حاملة للكوليرا.
  • اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
  • الأسماك الملوثة، والتي تم استخرجها من مياه حاملة للكوليرا.

عوامل أخرى

  • ضعف المناعة.
  • الأشخاص الذين  تكون فصيلة دمهم o
  • سوء التغذية.

اعراض الكوليرا​

عادة ما تظهر أعراض الكوليرا بشكل مفاجئ بعد فترة حضانة قصيرة، وقد تكون خفيفة لدى بعض المصابين، لكنها عادة تكون شديدة، وخاصة إذا لم يتم العلاج السريع، ومن أبرز هذه الأعراض: 

  •  إسهال مائي شديد ومستمر: يظهر الإسهال على شكل سائل مائي يميل إلى اللون الأبيض، وغالبًا ما يوصف برائحة مميزة تشبه رائحة السمك، وقد يحتوي أحيانًا على بعض الدم، ويتسبب هذا النوع من الإسهال إلى فقدان سريع للسوائل، ما يزيد من احتمالية حدوث الجفاف.
  • قيء شديد ومستمر: يكون القيء غالبًا شديدًا ومستمرًا، وقد يستمر لساعات طويلة، مما يزيد من فقدان السوائل، ويعزز احتمالية حدوث الجفاف.
  • هبوط عام: يشعر المريض بالضعف والتعب نتيجة فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح، ما يؤدي إلى ضعف الجسم بالكامل.
  • الجفاف: تتسبب الكوليرا في إحداث جفاف في الفم والأنف، بالإضافة إلى تسارع ضربات القلب وتشنجات العضلات، والشعور بالعطش، وعادة ما يؤدي هذا الجفاف الحاد إلى نقص الأملاح الأساسية في الجسم التي تساعد في توازن السوائل، مما يسبب مضاعفات خطيرة في جسم الإنسان.
  • تقلصات عضلية مؤلمة: نتيجة لفقدان الأملاح والسوائل، يعاني المريض من تقلصات عضلية مؤلمة يصعب السيطرة عليها.
  • قلة التبول: مع فقدان الجسم للسوائل وتعرضه للجفاف، ينخفض معدل التبول بشكل ملحوظ.

الجدير بالذكر، تستمر هذه الأعراض عادةً من ساعتين إلى 12 ساعة، وفي حال عدم التدخل السريع بالعلاج، قد تؤدي هذه الأعراض إلى تفاقم الجفاف واحتمالية الوفاة.

مضاعفات مرض الكوليرا

انخفاض السكر في الدم: يسبب الإعياء الشديد في منع المصابين من تناول الطعام، بسبب عدم احتفاظ المعدة بهذه الأطعمة، ويمكن أن ينتج عن هذه الحالة فقدان الوعي، وقد يصل إلى الوفاة.

انخفاض مستويات البوتاسيوم: يتسبب الإسهال من إخراج كمية كبيرة من البوتاسيوم خلال البراز، مما ينتج عنه التأثير السلبي على وظائف الجسم كالقلب والأعصاب.

الفشل الكلوي: في حالة عدم قدرة الكلى على الترشيح ينتج عنه تراكم عدد كبير من السوائل الزائدة والفضلات في الجسم، مما قد يتسبب في الوفاة، حيث يصاحب الفشل الكلوي هبوط حاد في الدورة الدموية. 

علاج الكوليرا​

يُنصح بضرورة الرجوع إلى الطبيب المختص في حالة ظهور أية أعراض للإصابة بالكوليرا أو الاشتباه في الإصابة، حيث يسهم ذلك في سهولة معالجة الأمر بشكل طبي سليم ومنع تطور الحالة وحدوث مضاعفات، وعادة ما يصف الطبيب الأدوية التالية لعلاج الكوليرا، وهي كالآتي: 

المحاليل

يأمر الطبيب بإعطاء مريض الكوليرا الكثير من السوائل لعلاج حالة الجفاف، وقد تكون عن طريق الفم أو عن طريق محاليل يتم تركيبها في وريد المريض.

المضادات الحيوية

 عادة ما يتجه الطبيب إلى العلاج بالمضادات الحيوية، التي تعمل على علاج البكتيريا ومنع انتشارها، ومن أبرز أدوية المضادات التي تستعمل في هذه الحالة: 

  • دوكسيسيكلين Doxycycline 300 
  • سيبروفلوكساسين Ciprofloxacin 1 

مكملات الزنك

يُمكن استخدام الزنك خلال فترة الإسهال حيث يسهم في تقليله، ويُمكن استخدامه للأطفال.

سبل الوقاية من مرض الكوليرا

بعد التعرف على كافة المعلومات المتعلقة بمرض الكوليرا، تجدر الإشارة إلى ضرورة معرفة سُبل الوقاية، والتي تتمثل في الآتي: 

غسل اليدين بالماء والصابون بشكلٍ متكرر

يُعد غسل اليدين بانتظام خاصة قبل تناول الطعام، وبعد استخدام دورة المياه، من أكثر الأساليب فاعلية للوقاية من الكوليرا، ويجب التأكد من فرك اليدين جيدًا بالصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، حيث يقلل ذلك من احتمالية انتشار البكتيريا التي تسبب الكوليرا.

غلي وتعقيم المياه

يُنصح بغلي وتعقيم المياه لمدة دقيقة قبل شربها من أجل قتل البكتيريا والطفيليات المحتمل وجودها في المياه، ويتم إجراء ذلك في المناطق التي تتواجد بها مرض الكوليرا.

طهي الأطعمة بشكل كامل

يُنصح بطهي الخضروات والمأكولات البحرية جيدًا قبل تناولها، حيث يمكن أن تكون هذه الأطعمة ملوثة ببكتيريا الكوليرا، خاصة في المناطق التي تستخدم مياه ملوثة لري المحاصيل أو تنظيف الأسماك. الطهي الجيد يقضي على البكتيريا، ويضمن سلامة الطعام.

 أخذ لقاح الكوليرا

يتواجد هذا اللقاح في الكثير من الدول التي يتواجد بها المرض، ولكن يُنصح بالرجوع للطبيب المختص واستشارته بشأن أخذ لقاح الكوليرا من عدمه، بالإضافة لمعرفة سُبل الوقاية منه خاصة للأشخاص الذين يعيشون أو يسافرون إلى مناطق عالية الخطورة، حيث يمكن أن يقلل اللقاح من فرص الإصابة بشكل كبير.

المصادر

اذهب إلى الأعلى