تحليل البروتين الدهني أ: دليل شامل لكل ما تحتاج أن تعرفه
أصبح تحليل البروتين الدهني أ (LP(A أحد أشهر أدوات التشخيص الحديثة المستخدمة في تقييم صحة القلب، من خلال الكشف عن بعض أنواع البروتينات الدهنية الموجودة في الدم، والتي يتسبب ارتفاعها في حدوث مجموعة من المضاعفات الخطيرة.
وعلى الرغم من شهرته وأهميته، إلا أنه قد لا يكون مألوفً لدى الكثيرين، لذا، حرصت مختبرات دلتا الطبية في هذا المقال، على تقديم دليل شامل عن كافة المعلومات المُتعلقة بهذا التحليل بدءًا من التعرف على ماهيته وأسباب ارتفاعه وطريقة إجراءه ووصولاً إلى التعرف على المستويات الطبيعية والخطيرة ودلالة كلاً منها.
ما هي البروتينات الدهنية؟
قبل أن نتعرف على ماهية تحليل البروتين الدهني أ، لابد أولاً من التعرف على بدايته حتى نتمكن من فهم الهدف من إجراء هذا التحليل، وكيف تُساعد نتائجه في حماية الصحة من المخاطر.
وتعرف البروتينات الدهنية بأنها مجموعة من الجزيئات التي تتخذ شكل دائري، وتتكون من الدهون والبروتينات، وتعمل الأخيرة على مساعدة الدهون في التحرك عبر مجرى الدم والوصول إلى الخلايا، ويُمكننا توضيح ذلك بشكل أبسط من خلال الآتي:
- الدهون (الليبيدات): وهي مواد دهنية لا تستطيع الذوبان في الدم بمفردها، مثل: (الكوليسترول والدهون الثلاثية).
- البروتينات: تُعد غُلافًا يُحيط بهذه الدهون، حتى تتمكن من الانتقال بسهولة داخل مجرى الدم دون أن تترسب على جدران الأوعية الدموية.
- الشكل الدائري: يُساعد على حماية الدهون خلال انتقالها، ويجعلها قادرة على الوصول إلى الخلايا التي تحتاجها.
ومن ثم، يمكننا وصف البروتينات الدهنية بأنها “وسيلة النقل الأساسية” التي تساعد على تحرّك الكوليسترول داخل الدم، والذي ينقسم بدوره إلى عدة أنواع رئيسية، هي:
البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL):
يُعرف باسم الكوليسترول الجيد، حيث يعمل على جمع الكوليسترول الزائد في الدم والأنسجة المختلفة، ونقل كل ذلك إلى الكبد للتخلص منه؛ مما يُساعد في منع تراكمه في الجسم وبشكل خاص في جدران الشرايين؛ والذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
البروتين الدهني متوسط الكثافة (IDL):
يعرف علميًا بأنه “مرحلة انتقالية” بين البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا (VLDL)، وبين البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، ويلعب دورًا محوريًا من خلال القيام بتوزيع الدهون اللازمة إلى خلايا الجسم؛ مما يُساعد في منع بقائها في الدم، وتحولها إلى الكوليسترول الضار LDL.
البروتين الدهني منخفض الكثافة جدا (VLDL):
يُعرف بأنه أحد أنواع الكوليسترول الضار، حيث يقوم الكبد بإنتاجه لنقل الدهون الثلاثية بشكل أساسي، بالإضافة نسبة قليلة من الكوليسترول، إلى أنسجة وخلايا الجسم المختلفة.
ومع مرور الوقت يفقد جزء من محتوى الدهون الثلاثية، ومن ثم تتحوّل هذه البروتينات تدريجيًا إلى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)، والتي تزيد بدورها خطر تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية، والإصابة بتصلب الشرايين.
البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)
يُعرف باسم الكوليسترول الضار، ويُعد من أهم أنواع البروتينات الدهنية، نظرًا لدوره الخطير في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، في حالة تراكمه داخل الأوعية الدموية؛ مما يُسبب لها ضيقًا، ويُعرقل عملية سير الدم إلى كافة أنحاء الجسم.
ويُعد البروتين الدهني أ، هو أحد أنواع الكوليسترول الضار، على الرغم أنه جزءًا منه، إلا أنه أشد خطورة، نظرًا لإمتلاكه مجموعة من العوامل سوف نتعرف عليها فيما يلي.
ما هو تحليل البروتين الدهني أ؟
بدأ الأطباء في استخدام تحليل البروتين الدهني أ (LP(A، باعتباره أحد أدوات التشخيص الدقيقة، مقارنةً بالأدوات التقليدية، حيث يُساعد ذلك في تقييم خطر الإصابة بالأمراض القلبية ومضاعفاتها بشكل دقيق، نظرًا لان هذا البروتين يمتلك نسبة خطورة مرتفعة عن البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، نظرًا للأسباب التالية:
- حجم صغير: يتميز هذا النوع من البروتينات الدهنية بأن جزيئاته أقل حجمًا مقارنة بالكوليسترول الضار التقليدي؛ مما يزيد من سهولة ترسبه داخل الأوعية الدموية.
- وجود بروتين إضافي: يحتوي على مكوّن إضافي يُعرف باسم ApoA،، فضلًا عن بروتين ApoB الشائع وجوده في جزيئات LDL العادية.
- زيادة قابلية التجلط: يُساهم هذا التكوين المميز في تعزيز قدرة البروتين الدهني أ، على تسريع تجلط الدم وتكوّن الجلطات بشكل مفاجئ، وهو ما يجعله أشد خطورة على صحة القلب والشرايين.
ويُوصي العديد من الخبراء حاليًا بإدراج تحليل البروتين الدهني أ ضمن الفحوصات الوقائية الأولية، حتى في حال عدم ظهور أعراض أو وجود تاريخ مرضي مُسبق، وذلك بهدف الاكتشاف المبكر لعوامل الخطورة المحتملة.
متى يجب إجراء تحليل البروتين الدهني أ؟
على الرغم من أهمية تحليل البروتين الدهني أ في المجال الطبي حاليًا، وتوصيات الأطباء بضرورة إجراؤه، إلا أنه لا يُعد ضمن الفحوصات الطبية الروتينية، بل يوصى بإجرائه في عدد من الفئات، التي تتمثل في الآتي:
- وجود تاريخ عائلي مع أمراض القلب: إذا كان أحد أقاربك خاصةً من الدرجة الأولى مثل: (الأب والأم)، يعاني من مشاكل في القلب أو الأوعية الدموية، فقد يكون لديك احتمال أعلى لارتفاع مستويات البروتين الدهني (أ).
- الإصابة بفرط كوليسترول الدم العائلي: هذه حالة وراثية تتسبب في زيادة كبيرة في معدلات الكوليسترول في الدم، وتشير التقديرات إلى أن حوالي ثلث المرضى المصابين بها، لديهم أيضًا ارتفاع في مستوى البروتين الدهني (أ).
- ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL): في حال أظهرت تحاليل الدهون الأخيرة لديك معدلات مرتفعة من LDL، فقد ينصح الطبيب بإجراء تحليل البروتين الدهني (أ) لتقييم مخاطر الإصابة بمشاكل القلب بشكل أدق.
- الإصابة المبكرة بمرض الشريان التاجي: إذا تعرضت أنت أو أحد أفراد أسرتك للإصابة بمرض الشريان التاجي في سن مُبكر، فهذا مؤشر مهم قد يدفع الطبيب لطلب هذا التحليل.
- تكرار الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية: تكرار هذه المشكلات الصحية الخطيرة من الأسباب التي تستدعي تقييم مستوى البروتين الدهني (أ).
قراءة تحليل البروتين الدهني أ
يُساعد التعرف على كيفية قراءة نتائج تحليل (LP(A، على اتخاذ القرارات الصحية المصيرية، وهذا لا يمنع من عرض هذه النتائج على الطبيب المُعالج للتأكد منها، حيث تلعب عدة عوامل دورًا في التأثير على النسبة الطبيعية، مثل: (النوع، والحالة الصحية العامة، والسن)، بالإضافة إلى اختلاف أجهزة الفحص المستخدمة من مختبر إلى مختبر.
- النسبة الطبيعية لتحليل (LP(A: يجب أن تكون أقل من 30 مليجرام لكل ديسيلتر (مجم/ديسيلتر) من الدم.
ماذا يعني وجود البروتين الدهني أ في جسمك؟
قد تظهر نتيجة تحليل البروتين الدهني أ ارتفاع النسبة عن المعدل الطبيعي الذي ذكرناه فيما سبق، ليكون كالآتي:
- المستوى عالي الخطورة: تكون النسبة أكبر من 31 وحتى أقل من 50 ملغ/ديسيلتر.
- المستوى الأعلى خطورة: تزيد القراءة عن 50 ملغ/ديسيلتر.
مما يجعل المرضي يتسألون على دلالة هذا الارتفاع، وأسبابه، وفيما يلي نتعرف على الجزئين:
-
اسباب ارتفاع البروتين الدهني أ ودلالتها:
يُعد السبب الأبرز في ارتفاع مستوى البروتين الدهني أ في الدم، هو ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار LDL، الذي يعد البروتين أ نوع من أنواع؛ ويتطلب هذا الارتفاع التدخل الطبي الفوري، لمنع حدوث المُضاعفات الصحية المختلفة، حيث يُعد ذلك دلالة على زيادة خطر الإصابة بالآتي:
- أمراض القلب: مثل: (مرض القلب التاجي، وتضيق الصمام الأبهري).
- النوبات القلبية: زيادة احتمالية التعرض للنوبة القلبية؛ نتيجة انسداد الشرايين.
- السكتة الدماغية: ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب الجلطات.
- السكتة القلبية: توقف مفاجئ لوظيفة القلب.
- مرض الشرايين الطرفية (PAD): تضيق أو انسداد الشرايين في الأطراف، خاصة الساقين.
هل يوجد علاج لارتفاع (LP(A؟
حديثًا، تم التوصل إلى علاج جديد للبروتين الدهني (أ)، حيث يعتمد هذا الدواء على آلية جينية مبتكرة، إذ يعمل على تعطيل الجين المسؤول عن إنتاج هذا البروتين، وقد بدأ استخدامه بالفعل في بعض الدول مثل إنجلترا.
كيفية إجراء تحليل (LP(A؟
قبل الخضوع لتحليل البروتين الدهني أ، من الضروري التعرف على مجموعة من الإجراءات الأساسية التي يُراعى اتباعها لضمان دقة النتائج وسهولة إجراء الفحص، وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- يُجرى من خلال سحب عينة دم من وريد المريض.
- يحتاج إلى الصيام لعدة ساعات تتراوح من 7 إلى 10 ساعات.
- يجب إخبار الطبيب المختص بكافة الادوية العلاجية التي تتناولها، حرصًا على دقة النتيجة.
هل يتوفر تحليل البروتين الدهني أ (LP(A في مختبرات دلتا الطبية؟
تحرص مختبرات دلتا الطبية على توفير أفضل رعاية طبية شاملة للمواطنين في المملكة العربية السعودية، ومن هذا المنطلق، يُجري العمل حاليًا على دراسة إمكانية توفير تحليل البروتين الدهني أ ضمن خدمات المختبر في الفترة المقبلة، لضمان إتاحة أحدث وسائل التشخيص لعملائنا الكرام، وسوف يتم الإعلان عن ذلك قريبًا.
أسئلة شائعة عن تحليل البروتين الدهني أ
يطرح الكثيرون العديد من التساؤلات المتنوعة حول تحليل البروتين الدهني (أ)، سواء عن أهميته، أو طريقة إجرائه، أو دلالات نتائجه. وفيما يلي، نستعرض معًا أبرز الأسئلة التي يتكرر طرحها حول هذا الفحص، مع تقديم إجابات مبسطة تساعد على تكوين صورة واضحة قبل اتخاذ قرار إجراء التحليل.
لماذا يُوصى بتحليل البروتين الدهني أ للنساء في سن اليأس؟
خلال مرحلة سن اليأس تتغير جميع الوظائف الحيوية في جسم المرأة؛ مما يجعلها أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المختلفة مثل: (أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، و أمراض الأوعية الدموية، أو السكري).
هل البروتين الدهني (أ) وراثي؟
(نعم)، إذ تلعب العوامل الوراثية والجينات التي تنتقل إليك من والديك دورًا أساسيًا في تحديد مستوى البروتين الدهني (أ) في الدم، وعادةً ما تظل هذه المستويات ثابتة نسبيًا منذ مرحلة الطفولة وحتى مراحل متقدمة من العمر.
في الختام، يظل تحليل البروتين الدهني (أ) خطوة مهمة، للكشف المبكر عن عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي أو تاريخ عائلي للإصابة، لذا لا تتردد في مناقشة أمر إجراءه مع طبيبك المعالج.