الوقاية من الإجهاض: خطوات بسيطة تحمي حملك وتضمن صحة جنينك
هل تعرفين كيفية الوقاية من الإجهاض، معرفة كيف يمكنني منع الإجهاض يعد خطوة أساسية لحماية الحمل، حيث تساهم العناية بالصحة العامة للمرأة مثل التغذية السليمة، الابتعاد عن التدخين والكحول، ومتابعة الفحوصات الطبية المنتظمة، باتباع هذه الإجراءات، يمكن تقليل المخاطر وتعزيز فرص الحمل الصحي، مما يضمن بداية قوية وآمنة لمراحل نمو الجنين، ويمنح الأم راحة بال وثقة في مسيرتها نحو الأمومة.
ما هو الإجهاض؟
الإجهاض (ويسمى أيضًا الإجهاض التلقائي) هو فقدان الحمل بصورة غير متوقعة خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، ولا يعني مصطلح “إجهاض” بالضرورة وجود خلل أو خطأ في الحمل، إذ أن غالبية حالات الإجهاض تحدث بشكل طبيعي وخارج عن إرادتك بسبب توقف نمو الجنين.
أنواع الإجهاض
تساهم معرفة أنواع الإجهاض في فهم كيفية الوقاية من الإجهاض، حيث قد يحدد الطبيب نوع الإجهاض لديك من بين الأنواع التالية:
الإجهاض الفائت
يحدث فقدان الحمل دون أن تشعري بذلك، إذ لا تظهر أعراض واضحة، لكن الموجات فوق الصوتية تكشف عن توقف نبض الجنين.
الإجهاض الكامل
يتم فقدان الحمل بالكامل ويصبح الرحم فارغًا، مع حدوث نزيف وطرح أنسجة جنينية، ويؤكد الطبيب ذلك بواسطة الموجات فوق الصوتية.
الإجهاض المتكرر
يعرف الإجهاض المتكرر بأنه فقدان الحمل لثلاث مرات متتالية أو أكثر، ويصيب حوالي 1% من الأزواج.
الإجهاض المهدد
يحدث نزيف وتقلصات في الحوض مع بقاء عنق الرحم مغلقًا، وعادةً يستمر الحمل دون مشاكل، مع مراقبة دقيقة من مقدم الرعاية.
الإجهاض الذي لا مفر منه
يشمل نزيفًا وتقلصات مع بداية توسع عنق الرحم، وقد يتسرب السائل الأمينوسي، مما يشير إلى احتمال وقوع إجهاض كامل.
كيف أعرف أنني أعاني من الإجهاض؟
قد لا تدركين أنكِ تعانين من الإجهاض في بعض الحالات مما يجعلك لا تعرفين كيفية الوقاية من الإجهاض، لكن إذا ظهرت عليكِ هذه الأعراض يجب التواصل فورًا مع الطبيب وتشمل:
- نزيف يبدأ خفيفًا ثم يزداد تدريجيًا وقد يصاحب نزول أنسجة رمادية أو جلطات دموية.
- تقلصات وألم في منطقة البطن تكون عادة أشد من آلام الدورة الشهرية.
- ألم في منطقة أسفل الظهر يتفاوت بين الخفيف والشديد.
- انخفاض أو اختفاء أعراض الحمل المعتادة مثل الغثيان وآلام الثدي والتعب.
وفي حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يتم الذهاب فوراً إلى الطبيب حيث قد يطلب منكِ التوجه إلى العيادة أو قسم الطوارئ لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات المناسبة.
ما هي أسباب الإجهاض؟
تتعدد مسببات الإجهاض والتي من خلال تحديها يمكن الوقاية من الإجهاض، ويعد أهم أسباب الإجهاض:
التشوهات الكروموسومية
تسبب التشوهات الكروموسومية نحو 50% من حالات الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتحتوي الكروموسومات داخل خلايا الجسم على جينات وراثية.
تحدد الصفات الجسدية مثل الجنس ولون الشعر والعينين وفصيلة الدم، وعند حدوث الإخصاب، تلتقي البويضة بالحيوان المنوي وتتحد مجموعتان من الكروموسومات، فإذا كانت إحدى المجموعتين تملك عددًا غير طبيعي من الكروموسومات.
يؤدي ذلك إلى خلل في نمو الجنين وانقسام خلاياه، مما يسبب الإجهاض، وعلى الرغم من ذلك تحدث معظم مشاكل الكروموسومات بصورة عشوائية دون سبب معروف.
أسباب أخرى
يوجد أيضًا عدة عوامل أخرى قد تؤدي إلى الإجهاض، و بتحديها بشكل دقيق يمكن الوقاية من الإجهاض منها:
- العدوى.
- عمر الأم.
- تشوهات الرحم.
- التعرض للإشعاع.
- سوء التغذية الحاد.
- أمراض TORCH.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- اختلال التوازن الهرموني.
- اضطرابات المناعة مثل الذئبة.
- زرع خاطئ للبويضة في بطانة الرحم.
- التدخين، شرب الكحول، تعاطي المخدرات.
- ضعف عنق الرحم (فتح مبكر خلال الحمل).
- تناول بعض الأدوية مثل دواء حب الشباب أيزوتريتينوين (Accutane®).
- الإصابة بأمراض مثل الكلى، أمراض القلب الخلقية، مرض السكري غير المسيطر عليه.
بينما لا يوجد دليل علمي يثبت أن التوتر، ممارسة الرياضة، النشاط الجنسي، أو استخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة يسبب الإجهاض.
كيفية الوقاية من الإجهاض
في كثير من الحالات، لا يمكن معرفة سبب الإجهاض، وبالتالي يصعب منعه بشكل كامل، ورغم ذلك هناك عدة طرق فعالة في تقليل خطر حدوث الإجهاض يمكن اتباعها قبل وأثناء الحمل وتشمل:
الإقلاع عن التدخين
يؤثر التدخين سلبًا على صحة الحمل، لذلك يجب التوقف نهائيًا عن التدخين وتجنب التدخين السلبي.
تجنب الكحول والمخدرات
الامتناع عن شرب الكحول واستخدام المخدرات أثناء الحمل، يحمي الجنين من المخاطر الكبيرة.
اتباع نظام غذائي صحي
تناول الطعام المتوازن الذي يحتوي على خمس حصص يوميًا من الفواكه والخضروات، يساعد في توفير الغذاء الضروري لصحة الأم والجنين.
الحفاظ على وزن صحي
السمنة تزيد من خطر الإجهاض، لذلك يمكن الوقاية من الإجهاض من خلال الوصول لوزن صحي قبل الحمل، عن طريق نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.
تجنب العدوى
الوقاية من بعض الأمراض والالتهابات أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية، تقلل من خطر الإجهاض.
ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة
ممارسة التمارين مثل المشي والسباحة لتحسين الدورة الدموية ودعم صحة الحمل، مع استشارة الطبيب قبل بدء أي نشاط جديد.
تناول حمض الفوليك
يفضل البدء بتناوله قبل الحمل أو في بدايته بكمية 400 ميكروغرام يوميًا، للحفاظ على صحة الجنين.
استشارة الطبيب بخصوص الأدوية
ينبغي عدم تناول أي دواء دون إشراف طبي لتجنب تأثيرات سلبية على الحمل، كما يفضل الوقاية من الإجهاض عن طريق الحصول على الفحوصات الطبية الدورية، للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية قد تؤثر على الحمل.
معالجة متلازمة أضداد الفوسفوليبيد
تعد متلازمة أضداد الفوسفوليبيد حالة تسبب جلطات دموية، ويمكن علاجها بالأسبرين والهيبارين لتحسين فرص الحمل.
معالجة ضعف عنق الرحم
يمكن علاج ضعف عنق الرحم جراحيًا بغرز تكون هذه القطب حول عنق الرحم، لإبقائه مغلقًا خاصة بعد الأسبوع 12 من الحمل.
كيف يتم تشخيص الإجهاض؟
يتم تشخيص الإجهاض عادةً باستخدام مجموعة من الفحوصات تشمل:
فحص الموجات فوق الصوتية
يجرى فحص الموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) للتحقق من وجود نبض قلب الجنين أو عدمه، وكذلك لفحص وجود كيس المحي (المسؤول عن تغذية الجنين في مراحله الأولى).
ويمكن أيضاً التشخيص من أجل الوقاية من الإجهاض، عبر إجراء الفحص عبر المهبل باستخدام مسبار صغير للحصول على صورة أوضح، خاصة في بداية الحمل، ويكرر هذا الفحص أحيانًا بعد فترة أسبوع لمتابعة التطورات وتأكيد التشخيص.
تحاليل الدم
يتم قياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG) في الدم، وهو هرمون تنتجه المشيمة، وبالتالي انخفاض مستوياته بشكل ملحوظ يمكن أن يشير إلى فقدان الحمل، ويكرر هذا الفحص بعد 48 ساعة لملاحظة التغيرات في مستواه.
فحص الحوض
يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم لمعرفة إذا كان قد بدأ بالفتح، وبالتالي فتح عنق الرحم قد يشير إلى حدوث إجهاض.
فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص
يتم أيضاً عمل بعض الفحوصات الإضافية كي يسهل التشخيص وبالتالي الوقاية من الإجهاض مثل:
- قد ترسل عينة من الأنسجة المتساقطة إلى المختبر، للتحقق من حدوث الإجهاض والتأكد من عدم وجود أسباب أخرى للأعراض.
- في حالات الإجهاض المتكرر، قد يوصي الطبيب بإجراء تحاليل جينية للكشف عن أي تشوهات في تركيب الكروموسومات لدى الزوجين.
ما هي علاجات الإجهاض؟
بعد حدوث الإجهاض، من الضروري إخراج أنسجة الجنين من رحمك لتجنب الإصابة بالنزيف، العدوى، أو مضاعفات صحية أخرى، ويتم ذلك من خلال طرق العلاج التالية:
الإجهاض المكتمل
إذا طرد رحمك جميع أنسجة الحمل من تلقاء نفسه، فلا حاجة عادة لعلاج إضافي، وسوف يجري الطبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية للتأكد من خلو الرحم من بقايا الأنسجة.
العلاج غير الجراحي
يتم العلاج غير الجراحي من خلال الطرق التالية وذلك في حال فشل الوقاية من الإجهاض:
المراقبة والانتظار
في بعض حالات الإجهاض، مثل الإجهاض الفائت، يمكن أن يوصي مقدم الرعاية بالانتظار لمعرفة ما إذا كان الجسم سيطرد الأنسجة بشكل طبيعي، وقد يستغرق ذلك عدة أيام.
العلاج الدوائي
إذا لم يبدأ الجسم بطرد الأنسجة أو لم يكن الانتظار آمنًا، يعطي الطبيب أدوية تساعد على تحفيز انقباضات الرحم لطرد أنسجة الحمل، وعادة ما يستخدم هذا العلاج لحالات الإجهاض التي تكون قبل 10 أسابيع من الحمل.
الرعاية في المستشفى
إذا ظهرت أعراض الإجهاض لكن لم يتأكد حدوثه، قد يطلب منك الراحة في الفراش أو المراقبة بالمستشفى لفترة قصيرة، وإذا كان عنق الرحم مفتوحًا، قد يخضع لعملية ربط عنق الرحم لإبقائه مغلقًا لمنع الإجهاض.
العلاج الجراحي
يعد العلاج الجراحي في حالة عدم الوقاية من الإجهاض حل فعال، وهي عملية توسيع وكحت (D&C) أو توسيع وإفراغ (D&E)، ويتم اللجوء لهذه العمليات إذا لم يخرج الرحم أنسجة الحمل أو إذا حدث نزيف حاد.
وتجرى هذه العمليات في المستشفى تحت تأثير التخدير، حيث يوسع الطبيب عنق الرحم، ويكشط أو يشفط بلطف أي أنسجة متبقية، وغالبًا ما يستخدم العلاج الجراحي في حالات الحمل بعد 10 أسابيع أو في حالات النزيف الشديد.
كم عدد النساء اللاتي تعرضن للإجهاض؟
تتراوح نسبة حالات الإجهاض بين 10% و20% من حالات الحمل المعروفة، وحوالي 80% من هذه الحالات تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (حتى الأسبوع الثالث عشر) مما يصعب من الوقاية من الإجهاض.
بينما أقل من 5% من حالات الإجهاض تحدث بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقد يكون معدل الإجهاض أعلى إذا احتسبنا حالات الإجهاض التي تحدث في وقت قريب جدًا من انغراس البويضة المخصبة.
والتي تسمى بـ”الحمل الكيميائي”، حيث قد لا تكتشف المرأة أنها حامل بسبب تقارب النزيف مع موعد دورتها الشهرية.
ما هو خطر الإجهاض بالنسبة لكل أسبوع من الحمل؟
مع مرور كل أسبوع من الحمل، ينخفض خطر الإجهاض بشكل تدريجي، ويبلغ خطر الإجهاض الإجمالي حوالي 15% من حالات الحمل، أما في الثلث الثاني من الحمل (من الأسبوع 13 حتى الأسبوع 19) يتراوح خطر الإجهاض بين 1% و5%.
ولهذا هناك عوامل مثل عمر الأم وحالتها الصحية تؤثر على خطر الإجهاض، ولكن إذا لم تكن هناك مشاكل صحية إضافية، ينخفض الخطر تدريجيًا مع تقدم الحمل، مما يسهل من الوقاية من الإجهاض.
هذه النسب تعكس الواقع الإحصائي لمعظم حالات الحمل، وتساعد في فهم فرص استمرار الحمل بشكل صحي.
المحافظة والوقاية دائمًا خير من العلاج، ولهذا معرفة طرق الوقاية من الإجهاض كان أمرًا ضروريًا لكل إمرأة حامل، وهو ما حرصت مختبرات دلتا على توضيحه خلال هذه المقالة تحت إشراف نخبة من الأطباء والخبراء.