مراحل سرطان الثدي: دليلك الشامل من المرحلة صفر حتى الرابعة

تُثير مراحل سرطان الثدي العديد من التساؤلات والمخاوف لدى النساء، فالبعض يتساءل عن الأعراض التي تميز كل مرحلة، وآخرون يبحثون عن أدق وسائل التشخيص للكشف المبكر، بينما يهتم فريق ثالث بمعرفة فرص الشفاء في كل مرحلة ومدى فعالية العلاج المتاح.

وتُدرك مختبرات دلتا الطبية حجم القلق التي تشعر به كل امرأة يتم تشخيصها بسرطان الثدي، لذا؛ حرصنا على أن نقدم لكِ دليل شامل لكل ما تحتاجين معرفته بشأن هذا المرض الشائع، ومراحله، والتعرف على الفروق الجوهرية بين كلً منهما، وغيرها من معلومات هامة.

ما هو سرطان الثدي؟

قبل أن نتعرف على مراحل سرطان الثدي، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية هذا المرض، الذي يُصنف كثاني أنواع السرطان انتشارًا حول العالم، حيث تجاوزت نسبة الإصابة به أكثر من 2 مليون سيدة خلال عام 2022، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ويُعرف سرطان الثدي بأنه أحد أنواع السرطان، التي تحدث نتيجة نمو غير طبيعي في أنسجة وخلايا الثدي، مما يتسبب في تكون كتلة في الثدي أو تحت الإبط يُصاحبها أعراض آخرى، تتطلب المُتابعة الطبية العاجلة، لمنع تفاقمها.

وينقسم سرطان الثدي إلى عدة أنواع من بينها نوعين رئيسيين، يندرج تحت كلً منهما مجموعة من الأنواع، وهما:

وقد تتسأءلين الآن: ما هي مراحل كل نوع منهما؟ والجواب هو أن النوع الحميد لا يوجد خطر منه فعادة ما يظل ثابت ولا يُسبب أي مشاكل صحية، أما النوع الخبيث فهو الذي ينقسم إلى عدة مراحل سوف نتعرف عليها فيما بعد.

كيف أعرف سرطان الثدي في أي مرحلة؟

يُعد تحديد مراحل سرطان الثدي من الخطوات الدقيقة التي تساعد الطبيب على وضع الخطة العلاجية المناسبة، إلا أن التعرف على المرحلة قد يكون صعبًا لدى بعض السيدات، خاصة في المراحل المُبكرة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل تتمثل في الآتي:

    • الأعراض الظاهرة: تختلف حدة الأعراض من مرحلة لأخرى، فقد تكون غير ملحوظة في البداية، ثم تبدأ بالظهور تدريجيًا مثل: (التورم أو تغير شكل الثدي أو الحلمة).
    • الفحص الذاتي للثدي: يساعد الفحص الذاتي المنتظم في ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في وقت مبكر؛ وهوما يُسهل اكتشاف المرض في مراحله الأولى.
    • الفحوصات التصويرية: مثل: (الماموغرام، والموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي)، وهي أدوات أساسية لتحديد حجم الورم وانتشاره بدقة.
  • اختبارات الدم: يُمكن إجراء بعض التحاليل الطبية للتعرف على وجود دلالات لمرض السرطان في الدم أم لا، ومن أبرز هذه التحاليل:
  • ألفا فيتوبروتين (AFP).
  • CA 27.29.

الجدير بالذكر؛ تشترك أعراض سرطان الثدي مع مشاكل صحية أخرى مرتبطة بالثدي غير السرطان، لذا في حالة مُلاحظة أي من الأعراض التي سوف نتعرف عليها فيما يلي، ضرورة مراجعة الطبيب المختص، للتعرف على سبب حدوث ذلك:

    • تورم الغدد الليمفاوية أسفل الإبط: قد يدل على استجابة الجسم لوجود خلايا غير طبيعية.
    • ظهور كتلة أو تصلّب داخل الثدي: غالبًا ما تكون غير مؤلم في البداية.
    • تغيّر في حجم أو شكل الثدي: ملاحظة تضخم، أو تورم غير مبرر، أو اختلاف في الانحناءات الطبيعية لأحد الثديين.
    • إفرازات غير طبيعية من الحلمة: خاصةً إذا كانت شفافة أو مائلة للدم، دون وجود حمل أو رضاعة.
    • احمرار أو حكة مستمرة في الثدي: أو تقشر في جلد الحلمة والهالة المحيطة بها.
  • انكماش الحلمة إلى الداخل أو تغير شكلها الطبيعي.
  • ألم مستمر في الثدي أو الحلمة.

ما أهمية تحديد مراحل سرطان الثدي؟

يُعد تحديد مرحلة سرطان الثدي هو الخط الفاصل بين المرض والعلاج، فهو لا يقتصر على معرفة مدى انتشار الورم فحسب، بل يُساعد الطبيب والمريضة على رسم خريطة دقيقة للعلاج. 

فكل مرحلة من مراحل سرطان الثدي، تختلف عن الأخرى من حيث: (حجم الورم، ومدى وصوله إلى الغدد الليمفاوية أو الأعضاء المجاورة)؛ فكل هذا يؤثر بشكل مُباشر على خطة العلاج ونسبة الشفاء المتوقعة.

ولا يقتصر دور التصنيف على ما سبق بلا يتجاوزه، حيث يُساعد في الآتي:

  • اختيار البروتوكول العلاجي المناسب: سواء كان جراحيًا، إشعاعيًا، أو كيميائيًا.
  • توقع نسب الشفاء والاستجابة للعلاج: بناءً على شدة الحالة.
  • تقييم تطور المرض بمرور الوقت: ومتابعة نتائج العلاج بدقة.
  • طمأنة المريضة وإعطاؤها رؤية واضحة: حول حالتها وفرص التحسن.

وبالتالي، فإن فهم مراحل سرطان الثدي لا يفيد الأطباء فقط، بل يمنح المريضة وعيًا أكبر بطبيعة مرضها، ويزيد من قدرتها على اتخاذ قرارات علاجية صحيحة بثقة وطمأنينة.

مراحل سرطان الثدي بالتفصيل

يعتقد البعض أن مراحل سرطان الثدي، ما هي سوى أرقام ومصطلحات طبية، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، حيث أن التعرف على كل مرحلة يُساعد في تكوين صورة واضحة عن المرض، ويؤكد على ان الأمل لا زال قائمًا، وفرصة الشفاء ليس مستحيل، وفيما يلي نتعرف على كل مرحلة بالتفصيل:

المرحلة صفر (Stage 0):

  • حجم الورم: صغير جدًا ومحصور داخل الغدد اللبنية.
  • العقد اللمفاوية: غير مصابة بالسرطان.
  • الانتشار: يقتصر على أنسجة الثدي فقط، دون أي انتشار خارجي.
  • معدل النجاة خلال خمس سنوات: يقارب 100% وذلك نتيجة سهولة الاستجابة للعلاج.

المرحلة الأولى (Stage I):

  • حجم الورم: أقل من 2 سم.
  • العقد اللمفاوية: غير مصابة بالسرطان.
  • الانتشار: يظل الورم محصورًا داخل الثدي.
  • معدل النجاة خلال خمس سنوات: حوالي 98% عند الالتزام بالعلاج والمتابعة المنتظمة.

المرحلة الثانية (Stage II):

  • حجم الورم: يتراوح بين 2 و5 سم.
  • العقد اللمفاوية: تظهر عليها علامات الإصابة بالسرطان.
  • الانتشار: ما زال الورم داخل منطقة الثدي ولم ينتقل إلى أعضاء أخرى.
  • معدل النجاة خلال خمس سنوات: يصل إلى نحو 87%.

المرحلة الثالثة (Stage III):

  • حجم الورم: يتجاوز 5 سم في الغالب.
  • العقد اللمفاوية: مُصابة بالسرطان، وقد يمتد الورم إلى الجلد أو عضلات الصدر.
  • الانتشار: ما زال ضمن نطاق الثدي والمنطقة المحيطة به.
  • معدل النجاة خلال خمس سنوات: حوالي 61%.

المرحلة الرابعة (Stage IV):

  • حجم الورم: قد يختلف من حالة لأخرى.
  • العقد اللمفاوية: مصابة بالسرطان.
  • الانتشار: ينتشر الورم خارج منطقة الثدي إلى أعضاء أخرى مثل: (العظام أو الكبد أو الرئتين).
  • معدل النجاة خلال خمس سنوات: يقارب 20%.

الجدير بالذكر، أن معدلات النجاة ليس ثابتة، فالأمر يختلف من حالة إلى آخرى وفقًا لعدة عوامل مثل: (السن والحالة الصحية العامة، ومدى الاستجابة العلاجية للسرطان)، مما يعني أن المعدلات المنخفضة قد تزيد لدى البعض.

ما الفرق بين المراحل المبكرة والمتقدمة من سرطان الثدي؟

لا يكمن الفرق بين المراحل المبكرة والمتقدمة من سرطان الثدي في حجم الورم، بل في مدى انتشاره داخل الجسم وتأثيره على الأنسجة المحيطة.

ففي المراحل المبكرة (المرحلتان صفر والأولى)، يكون الورم صغيرًا ومحصورًا داخل أنسجة الثدي، ولا تصل الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية؛ مما يعني أن فرص الشفاء مرتفعة جدًا، خاصةً مع التشخيص والعلاج المبكرين.

أما في المراحل المتقدمة (الثالثة والرابعة)، فيبدأ الورم بالانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو إلى أعضاء أخرى؛ مما يجعل العلاج أكثر تعقيدًا، ويحتاج إلى خطط شاملة تجمع بين العلاج الجراحي والكيميائي والإشعاعي.

كيفية الكشف المُبكر عن سرطان الثدي؟

سواء كنتِ مًصابة بسرطان الثدي أو لا، فيجب على كل أنثي أن تقوم بالفحص الذاتي للثدي بشكل شهري، ابتداءًا من سن البلوغ، وذلك للتعرف على اي تغيير في أنسجة الثدي، وهو ما يُساعد في إتخاذ القرارات اللازمة ومنع تفاقم الحالة.

وقد تتساءلين: كيف يُمكنني القيام بالفحص الذاتي للثدي؟ والجواب يكمن في الخطوات التالية:

أمام المرآة:

  • ابدئي الفحص بالوقوف أمام المرآة وذراعاكِ في وضعٍ مريح إلى جانبيك.
  •  انظري جيدًا إلى شكل الثديين ولاحظي أي اختلاف في اللون أو الحجم أو مظهر الجلد أو الحلمة.
  •  بعد ذلك، ارفعي ذراعيكِ إلى الأعلى وتأكدي من أن شكل الثديين طبيعي، ولا توجد أي تغيّرات غير معتادة.

 أثناء الاستحمام:

  • يُعد وقت الاستحمام من أنسب الأوقات لإجراء الفحص الذاتي، لأن الماء يُساعد على سهولة انزلاق الأصابع فوق الجلد.
  • مرري أطراف أصابعكِ بلطف بحركات دائرية صغيرة، وابدئي من الأطراف الخارجية للثدي متجهة نحو الحلمة.
  • غيري ضغط الأصابع بين الخفيف والمتوسط، لتتمكّني من ملاحظة أي كتلة صغيرة أو منطقة صلبة غير مألوفة.

 أثناء الاستلقاء:

  • استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن عند فحص الثدي الأيمن (ثم بدّلي الجهة للفحص الآخر).
  •  باستخدام يدكِ المقابلة، حرّكي أصابعكِ برفق من عظمة الترقوة حتى منطقة الإبط، لتتأكدي من فحص كامل الثدي بدقة.
  • كرري الخطوات نفسها للثدي الآخر، ولاحظي أي تغيّر أو كتلة غير طبيعية.

هل يكفي الفحص الذاتي للكشف عن مراحل سرطان الثدي؟

والجواب هو (لا)، حيث أن الفحص الذاتي يُستخدم للكشف عن أي تغيير في الثدي، لكن التعرف على مراحل سرطان الثدي يحتاج إجراء المزيد من الفحوصات الطبية التي تُعد أكثر دقة مثل الفحوصات التصويرية وخاصة الماموجرام، والموجات فوق الصوتية.

المصادر

اذهب إلى الأعلى