ماذا تعرف عن التسمم الغذائي؟ العلامات والأعراض والعلاج
عند الحديث عن التسمم الغذائي، يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأعراض التي قد تصيب أي شخص تناول طعامًا ملوثًا، وتتعدد أسباب الإصابة به، فهو من الأمراض التي تتطلب اهتمامًا صحيًا بالغًا لمنع حدوث مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة الإنسان، وفيما يلي سوف نتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بالتسمم الغذائي.
اسباب التسمم الغذائي
يُعد التسمم الغذائي مشكلة صحية تنتج عادة من تناول طعام ملوث، ويتسبب في اضطرابات معدية تؤدي إلى أعراض مزعجة، وتتعدد أسباب التسمم الغذائي لتشمل الآتي:
- العدوى البكتيرية: تتسبب البكتيريا في حدوث التسمم الغذائي، مثل: (السلمونيلا) التي توجد غالبًا في الدواجن والبيض الغير مطهي، كما أن بكتيريا (الإشريكية القولونية) يُمكن أن تتسبب في التسمم.
- العدوى الفيروسية: بعض الفيروسات، مثل: (النوروفيروس)، ويمكن أن تتواجد في الأطعمة البحرية كالأسماك والمحار والخضروات الورقية، وتسبب أعراضًا حادة للتسمم الغذائي.
- العدوى الطفيلية: قد تحتوي بعض الأطعمة على طفيليات تسبب التسمم، خاصة الأطعمة غير النظيفة أو غير المطهية بشكل كافٍ.
اعراض التسمم الغذائي
يحدث التسمم الغذائي عندما يتناول الإنسان طعامًا أو ماءً ملوثًا، وعادة ما تكون أعراض التسمم مزعجة، وتعرقل النشاط اليومي للإنسان، كما أنها تختلف من شخص إلى آخر، ومعرفة الأعراض الشائعة وتحديد أسباب الإصابة يساعد في تجنب هذه الحالات المزعجة والوقاية منها، وفيما يلي أبرز أعراض التسمم الغذائي:
- التعب العام: يتسبب فقدان العناصر الغذائية والسوائل في شعور المريض بالضعف والإرهاق.
- المغص وآلام البطن: تنتج هذه الأعراض عن تقلصات الأمعاء كرد فعل للجسم على السموم.
- فقدان الشهية: نتيجة للغثيان وآلام المعدة.
- الإسهال: يُعدّ من الأعراض الشائعة التي تساهم في التخلص من السموم من الجهاز الهضمي.
- الغثيان: يحدث بسبب التهيج المعوي.
- التقيؤ: عادةً ما يحدث هذا العرض نتيجة التخلص من المواد الملوثة التي تؤدي للعدوى.
- حمى خفيفة: يُعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم قليلاً كرد فعل مناعي لمحاربة العدوى.
- الصداع: ينتج بسبب الجفاف وفقدان سوائل الجسم من خلال القيء والإسهال.
ما هي اعراض التسمم الغذائي الخطيرة
قد يظهر على الإنسان أعراض خطيرة للتسمم، يُمكن أن تهدد حياته إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وفوري من قبل الرجوع إلى الطبيب المختص أو الذهب لقرب طوارئ، وتتمثل الأعراض الخطيرة فيما يلي:
- الإسهال المستمر لأكثر من 3 أيام: يدل على وجود عدوى قوية.
- الحمى الشديدة: ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 38.9 درجة مئوية.
- اضطرابات في الرؤية أو صعوبة في الكلام.
- اصفرار الجلد: قد يكون علامة على التهاب الكبد أ، وهو جزء من العدوى.
- الجفاف الحاد: يظهر عبر جفاف الفم، وقلة التبول، ويحتاج لتعويض السوائل بسرعة.
- وجود دم في البول أو البراز: يمكن أن يشير إلى تضرر شديد في الجهاز الهضمي.
- ضعف العضلات: يشعر المريض بتعب عضلي نتيجة نقص السوائل أو المعادن.
من أنواع التسمم الغذائي
يعتقد الكثيرون أن التسمم الغذائي نوع واحد، ولكن في الحقيقة هو مجموعة متنوعة من البكتيريا، وتختلف أنواعها باختلاف المسبب، وعادة ما تؤثر على الجهاز الهضمي، وفيما يلي أبرز هذه الأنواع، حيث يساعد الوعي بالمرض من علاجه بشكل صحيح وسريع:
بكتيريا السالمونيلا
يُحتمل أن تتواجد بكتيريًا السالمونيلا بشكل ملحوظ في منتجات الألبان والبيض ولحوم البقر والدواجن، فهي بكتيريا عصوية سالبة لصبغة جرام تعيش في الأوساط اللاهوائية، ويمكنها الحركة والتنقل، وعادةً ما تبدأ أعراض التسمم الناتجة عن السالمونيلا بعد تناول الطعام الملوث بفترة تتراوح بين 12 و72 ساعة، وأحيانًا قد يتأخر ظهورها حتى 6 أيام، ومن أبرز أعراضها:
- أعراض بكتيريا السالمونيلا: (تقلصات المعدة، الحمى، الإسهال، والقيء)، وعادة ما تستمر لمدة تتراوح من 4 إلى 7 أيام.
البكتيريا الإشريكية القولونية
يُمكن الإصابة بهذا النوع من البكتيريا من خلال تناول الأطعمة الغير مطهية بشكل كامل، ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى مياه الشرب الملوثة وغيرهم، وتبدأ أعراض هذا النوع في الظهور خلال 3 إلى 4 أيام، وفي بعض الحالات قد تظهر بعد أقل من يوم بعد تناول الطعام الملوث، كما يُمكن أن يتأخر ظهورها لتصل إلى 10 أيام، وفيما يلي أبرز أعراض البكتيريا الإشريكية القولونية:
- الإسهال المصحوب بدم.
- قيء وغيثان.
- ألم المعدة.
بكتيريا الليستيريا
تحمل المأكولات البحرية النية واللحوم الباردة والحليب الغير مبستر، بكتيريا الليستيريا بشكل كبيرة في هذه الأطعمة، وعادة ما تبدأ أعراض هذه البكتيريا بالظهور في فترة تتراوح بين أسبوع إلى أربع أسابيع، ويمكن أن يتأخر ظهورها لفترة تمتد إلى 70 يومًا، ومن أبرز الأعراض: (صداع، حمى، قيء وغثيان، الشعور بالإعياء، فقدان التوازن وتصلب الرقبة، والألم في العضلات، وإسهال).
الجدير بالذكر، أن هناك 4 فئات أكثر عرضة للإصابة ببكتيريا الليستيريا وهم: (الحوامل، الأطفال، كبار السن، ومرضى ضعف الجهاز المناعي).
بكتيريا العطيفة
من المحتمل أن يحتوي الحليب الغير مبستر واللحوم النية والمحار والمياه الملوثة، على هذه البكتيريا، حيث تبدأ أعراض الإصابة تظهر في غضون يومين إلى 5 أيام، وعادةً ما تستمر لمدة أسبوع، وأبرز هذه الأعراض: (الإسهال الدموي، تقلصات في المعدة، قيء وغثيان)، ويعد الرضع والرجال أكثر فئة معرضة للإصابة بهذه البكتيريا.
متى تزول أعراض التسمم الغذائي
عادة ما يتم الشفاء من التسمم الغذائي بعد أسبوع من تناول العلاج، حيث يعتمد مدة استمرار أعراض التسمم بشكل أساسي على نوع العدوى المنقولة عبر الغذاء، حيث قد تتراوح فترة ظهور الأعراض بين عدة ساعات وحتى 8 أسابيع.
هل التسمم الغذائي يسبب الوفاة؟
يُعد تسمم الغذاء من الأمور المقلقة لدى الكثيرون، وعادة ما يتسألون عن هل يمكن أن يسبب الوفاة؟، وفي الحقيقة الإجابة: (نعم)، يُمكن أن يُسبب الوفاة بسبب الإسهال، حيث يفقد الجسم السوائل والفيتامينات، لذا يُنصح بالعودة إلى الطبيب المعالج فورًا للتعامل مع التسمم ومنع حدوث أي مضاعفات قد تؤدي بحياة الإنسان.
علاج التسمم الغذائي
عند علاج التسمم الغذائي، يعتمد الطبيب على عدة عوامل تشمل تحديد السبب الرئيسي وشدة الأعراض، حيث إن تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وبناءً على التشخيص، قد يوصي الطبيب عادة باستخدام الآتي:
- أدوية مضادة للقيء والغثيان لتخفيف الأعراض.
- مضادات حيوية: مثل: (الأزيثروميسين أو الميترونيدازول أو السيبروفلوكساسين)، ويتم تحديده حسب نوع العدوى.
- تعويض السوائل المفقودة، يُمكن تعويضها من خلال شرب الكثير من السوائل والماء أو باستخدام المحاليل الوريدية في الحالات الشديدة.
- أدوية للإسهال تساعد في السيطرة على الإسهال الحاد، لمنع حدوث مضاعفات نتيجة خروج السوائل والفيتامينات من الجسم.
- مضادات الطفيليات: مثل: (ألبيندازول أو الميبيندازول)، وذلك عند وجود عدوى طفيلية.
كما يمكن اللجوء إلى العلاجات الطبيعية مثل:
- الزنجبيل: يُعتبر فعالًا في تهدئة اضطرابات الجهاز الهضمي، ويمكن تناوله مع العسل أثناء التسمم.
- الريحان: يعمل كملطف للمعدة بفضل خصائصه المضادة للالتهاب.
- النعناع: يُستخدم بشكل شائع لتخفيف المغص وتهدئة المعدة.
الجدير بالذكر، أن هذه العلاجات سواء كانت طبية أو طبيعية، تهدف إلى تخفيف الأعراض وتسريع التعافي، ولكن لا بد من استشارة الطبيب لضمان استخدام الأنسب للحالة الفردية.
