ما هي اليوريا؟ فوائدها واستخداماتها في حياتنا اليومية
هل سمعت عن اليوريا من قبل؟ فهي إحدى الفضلات الطبيعية التي ينتجها جسم الإنسان نتيجة هضم الطعام، حيث يقوم الكبد بتحليل البروتينات الموجودة في الطعام، مما يؤدي إلى تكوينها، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل تفصيلي عن هذه المادة وفوائدها وكيفية علاج ارتفاعها في الجسم.
ما هو اليوريا في الجسم؟
يجهل الكثيرون معرفة مادة اليوريا، بالرغم من أن لها وظيفة هامة، داخل جسم الإنسان، حيث أنها تقوم على تخليص الجسم من النيتروجين الناتج عن تكسير الأحماض الأمينية، ويتم خروجها من الجسم من خلال مرورها في الكلى ثم طردها عبر البول، وبالرغم من ذلك تبقى كميات قليلة منها في الدم.
ما معنى اليوريا في تحليل الدم؟
عادة ما يطلب الطبيب المعالج من المريض، إجراء عدة فحوصات طبية من ضمنها (تحليل اليوريا)، حيث يكشف هذا التحليل بالإضافة للفحوصات الأخرى مدى عمل الكلى بشكل طبيعي، وهل هناك أي خلل في عملها أم لا؟.
ويعرف تحليل مادة اليوريا باسم (تحليل نيتروجين يوريا الدم) (BUN)، ويقوم هذه التحليل بقياس مستوى النيتروجين الموجود من هذه المادة، كما يعكس وجودها في الدم، وتُعد وحدة ملليغرام\ ديسيلتر هي الوحدة المستخدمة في القياس.
الجدير بالذكر، تتأثر النسبة الطبيعية لليوريا في الدم، بعدة عوامل مثل: (الفئة العمرية، النوع)، وعادة ما يحدث اختلاف أيضًا في النسبة الطبيعية حسب كل مختبر، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن مختبرات دلتا الطبية تتميز بدقة نتائجها المعملية، نظرًا لوجود أحدث الأجهزة المستخدمة في فحص التحاليل.
ما هي النسبة الطبيعية لليوريا في الدم؟
تُعد النسبة الطبيعية لليوريا في الدم مرآة لصحة الكلى والكبد، في معالجة وإخراج الفضلات من الجسم، فهي ليست مجرد رقم يظهر في فحوصات الدم، ويدل أي اختلال في هذه النسبة على وجود مشكلة طبية، تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة، وفيما يلي سوف نتعرف على النسب الطبيعية:
- النسبة الطبيعية عند الرجال: 8 – 24 ملليغرام/ ديسيلتر
- النسبة الطبيعية عند النساء: 6 – 21 ملليغرام/ ديسيلتر.
- النسبة الطبيعية عن الأطفال من عمر عام حتى 17 عامًا: 7 – 20 ملليغرام/ ديسيلتر
- النسبة الطبيعية عند كبار السن فوق 60 عامًا: تكون النسبة أعلى قليلاً من الأطفال تحت العامين.
فوائد اليوريا للبشرة
تعتبر اليوريا من المكونات الهامة والمفيدة للبشرة، حيث تجمع بين قدرتها على (الترطيب والتقشير اللطيف) في وقت واحد؛ مما يجعلها مميزة مقارنة بغيرها من المركبات، ومع التقدم في العمر، يقل مستوياتها في البشرة؛ مما يزيد من احتمالية تعرض الجلد للجفاف وظهور التجاعيد.
- هذا المركب الطبيعي يُعد جزءًا أساسيًا من المرطبات الطبيعية التي تحافظ على صحة الجلد وترطيبه، ويتمثل دوره في الآتي:
- تنشيط الجينات المسؤولة عن تكوين الخلايا القرنية؛ مما يعزز تجديد خلايا البشرة.
- تنظيم توازن البكتيريا على الجلد؛ مما يساعد في منع تكاثر البكتيريا الضارة التي قد تسهم في ظهور حب الشباب.
- دورها الفعال في القضاء على الميكروبات التي قد تؤثر سلبًا على صحة البشرة.
أسباب ارتفاع اليوريا
يُشير ارتفاع نسبة اليوريا في الدم، إلى عدة مشكلات صحية، تتطلب الرجوع إلى الطبيب، لمنع تفاقم الحالة وحدوث مضاعفات، وعادة ما ترتبط أسبابه بشكل رئيسي، بعمل الكلى والتمثيل الغذائي للبروتينات، وفيما يلي أبرز أسباب الارتفاع:
- نقص كفاءة الكلى: يُعد قصور وظائف الكلى، السبب الرئيسي لارتفاع نسبة اليوريا، سواء بسبب أمراض الكلى الحادة مثل: (التهابات الكلى) أو الحالات المزمنة مثل: (تكيس الكلى أو الفشل الكلوي المزمن).
- زيادة تكسير البروتينات: قد تنجم هذه الزيادة نتيجة تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالبروتين، أو نتيجة أمراض تسبب تكسير بروتينات الجسم مثل: (الحروق الشديدة أو إصابات العضلات).
- نزيف الجهاز الهضمي: يؤدي فقدان الدم داخل الجهاز الهضمي، إلى زيادة عملية تكسير البروتينات، وإنتاج كميات كبيرة من اليوريا.
- الحمى الشديدة: تؤدي حالات الحمى الحادة إلى تزايد عملية التمثيل الغذائي للبروتينات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات اليوريا.
- إخفاق القلب: ضعف أداء القلب في ضخ الدم يؤثر على تروية الكلى، وقد يؤدي إلى ارتفاع اليوريا نتيجة ضعف عملية تصفيتها.
أعراض ارتفاع اليوريا
عادة ما يتسبب ارتفاع اليوريا في ظهور الكثير من الأعراض، التي تدل على وجود مشكلة صحية لا بد من الكشف عنها وعلاجها، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز الأعراض:
- فقدان الشهية: يؤثر ارتفاع اليوريا على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان وضعف الشهية، بالإضافة إلى تراكم الفضلات في الدم، مما قد يسبب اضطرابًا في حاسة التذوق، مما يجعل تناول الطعام أقل جاذبية.
- الغثيان والقيء: زيادة هذه المادة في الدم؛ تؤدي إلى تراكم السموم في الجسم، مما يحفز مركز القيء في الدماغ، ويُعتبر هذا العرض من الأعراض المبكرة لتحذير الجسم من مشكلات كلوية محتملة.
- التشنجات العضلية: اضطراب مستويات الكهارل (الإلكتروليتات) مثل: (البوتاسيوم والكالسيوم) نتيجة ضعف وظائف الكلى يمكن أن يسبب تقلصات عضلية مفاجئة أو ألم مستمرًا في العضلات.
- اصفرار الجلد: تراكم السموم في الدم قد يؤدي إلى تغيرات في لون الجلد، مما يجعله يبدو شاحبًا أو مصفرًا، ويعزى ذلك أيضًا إلى نقص خلايا الدم الحمراء أو الأنيميا المرتبطة بالقصور الكلوي.
- رائحة البول الكريهة والقوية: نتيجة تراكم اليوريا في الدم وخروجها عن طريق الجلد أو التنفس أحيانًا، قد تكون هناك رائحة شبيهة بالأمونيا تنبعث من الجسم أو البول.
- دخول المريض في غيبوبة: في الحالات المتقدمة، يمكن أن تؤدي زيادة مستويات السموم إلى تأثيرات خطيرة على الدماغ مثل: (الغيبوبة)، والتي تعرف بـ”اعتلال الدماغ الناتج عن اليوريميا”.
- الاضطرابات العقلية: تشمل هذه الأعراض: (الارتباك، صعوبة التركيز، أو حتى الهلوسة)، وترتبط هذه الحالات بزيادة مستويات السموم وتأثيرها على وظائف الدماغ.
- احتباس الماء والسوائل في الجسم: ضعف الكلى في التخلص من السوائل يؤدي إلى تراكمها، مما يسبب وذمات (تورم) في (الأطراف، الوجه، أو حتى الرئتين) في الحالات الشديدة.
- الأنيميا واختلال هرمونات الجسم: تتسبب أمراض الكلى المزمنة في انخفاض إنتاج هرمون الإريثروبويتين (EPO)، مما يؤدي إلى فقر الدم، كما قد يحدث خلل في توازن هرمونات الغدة الجار درقية المرتبطة بالكالسيوم.
علاج ارتفاع اليوريا في الدم
يتطلب علاج ارتفاع نسبة اليوريا في الدم، نهجًا متكاملاً، يشمل إجراء تغييرات في نمط الحياة، بالإضافة إلى العلاج الطبي عند الحاجة، ومن أبرز هذه الأساليب:
- الأعشاب المفيدة للكلى: بعض الأعشاب قد تساعد في تحسين وظائف الكلى وتنشيطها، مثل: (البصل، البقدونس، الكرفس، القرفة، وقصب السكر)، ولكن يُنصح استشارة الطبيب، قبل استخدام هذه الأعشاب كجزء من خطة العلاج.
- زراعة الكلى: في الحالات الشديدة، مثل: (الفشل الكلوي المتقدم)، قد يكون الحل الوحيد هو زراعة كلى سليمة لتحل محل الكلى المصابة، مما يساعد في استعادة وظائف الجسم الطبيعية.
- تناول كميات كافية من الماء: شرب كمية كافية من الماء يوميًا (حوالي 2 لتر)، يُساعد في تحسين عملية التخلص من الفضلات، وتقليل تركيز اليوريا في الدم.
- السيطرة على ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى، وزيادة مستويات اليوريا، لذا من المهم متابعة ضغط الدم وتجنبه قدر الإمكان.
- تقليل استهلاك الأطعمة المالحة: تقليل هذه الأطعمة يساعد على تخفيف العبء على الكلى ويحسن وظائفها.