فحص ما بعد عملية التكميم: دليلك للمتابعة والتعافي السليم

يُعد فحص ما بعد عملية التكميم خطوة أساسية لضمان نجاح العملية واستمراريتها، فهو ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو عامل مهم للكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة، وللتأكد من أن الجسم يعمل بشكل طبيعي دون أي خلل، فعلى الرغم من أن التكميم يُعتبر الحل المثالي للتخلص من السمنة، إلا أن الحفاظ على نتائجه يحتاج إلى متابعة دقيقة، وفيما يلي سوف نتعرف على كل ما يتعلق بهذه الفحوصات وأهميتها في رحلتك الصحية.

عملية تكميم المعدة

تُمثل عملية التكميم بداية رحلة جديدة، نحو حياة أكثر صحة ورشاقة، فهي من أشهر عمليات الجراحة حول العالم، ويلجأ إليها الكثيرون لإنقاص وزنهم بشكل سريع، حيث أنها تعمل على تقليل حجم المعدة بنسبة تصل إلى 70 إلى 80%، وذلك من خلال قص ثلثي المعدة بشكل طولي، لتصبح المعدة على شكل أنبوب رفيع، يشبه حجم الموزة، وتنقسم طريقة عملية التكميم إلى نوعين وهما: 

  • تكميم المعدة بالجراحة: تتم العملية تحت تأثير التخدير العام.
  • تكميم المعدة بدون جراحة: يتم إجراؤها بواسطة المنظار ودون التدخل الجراحي، وذلك للمرضى الممنوعين من التخدير العام مثل: (مرضى القلب والرئتين).

ما هي فحوصات التكميم؟

تُعد فحوصات عملية التكميم  خطوة أساسية لا غنى عنها لضمان نجاح العملية، وسلامة المريض، كما أن فحص ما بعد عملية التكميم لا يقل أهمية عن فحوصات ما قبل إجراءها، فقبل اتخاذ قرار الخضوع لهذه الجراحة، يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة، التي تهدف إلى تقييم حالته الصحية بشكل شامل، والتأكد من استعداده التام للعملية، وفيما يلي نتعرف عليها:

1. الفحوصات المخبرية لعملية التكميم

  • تحليل صورة الدم الكاملة (CBC): يُستخدم لتقييم عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية؛ مما يُساعد في اكتشاف أي علامات لـ(فقر الدم أو الالتهابات المحتملة).
  • تحليل البول: للكشف عن وجود أي اضطرابات مثل (الالتهابات أو اضطرابات في وظائف الكلى)، التي قد تؤثر على التخدير أو التعافي بعد العملية.
  • قياس مستوى اليوريا والنيتروجين بالدم: يهدف إلى تقييم كفاءة الكلى، في التخلص من الفضلات، والتأكد من عدم وجود أي خلل بوظائفها.
  • قياس مستوى الكورتيزول والكرياتينين بالدم: يساعد في تقييم وظيفة الغدة الكظرية والكلى، والتي قد تؤثر على استجابة الجسم للجراحة.
  • قياس هرمونات الغدة النخامية المحفزة للغدة الدرقية (TSH): تهدف للتحقق من صحة الغدة الدرقية، حيث يمكن أن تؤثر اضطراباتها على الوزن، وعملية التمثيل الغذائي.
  • فحص وظائف الكبد: لتقييم صحة الكبد وقدرته على معالجة الأدوية بعد العملية.
  • فحص وظائف الكلى: لتقييم كفاءة الكلى في تصفية الدم والتخلص من الفضلات؛ مما يساعد في اختيار الجرعات المناسبة من الأدوية المستخدمة بعد العملية.

2. الفحوصات التصويرية والتنظيرية

  • فحص القولون بالمنظار: للكشف عن أي مشكلات هضمية، قد تعيق نجاح العملية، أو تحتاج إلى علاج مسبق.
  • منظار المعدة: للتأكد من خلو المعدة من الالتهابات، أو التقرحات؛ التي قد تؤثر على التئام الجروح بعد العملية.
  • الأشعة السينية على الصدر: لفحص سلامة الرئتين، والكشف عن أي مشكلات تنفسية محتملة.
  • الأشعة فوق المقطعية على الحوض: تُستخدم لتقييم تراكم الدهون الداخلية، والتأكد من عدم وجود مشكلات هيكلية، تؤثر على نجاح الجراحة.

3. الفحوصات القلبية والتنفسية

  • رسم القلب بالمجهود: لتقييم كفاءة القلب أثناء أداء المجهود، وتحديد مدى تحمله للتخدير والجراحة.
  • التخطيط الكهربي للقلب (ECG): للكشف عن أي اضطرابات في نظم القلب، أو قصور في أداء القلب.
  • فحص وظائف الرئة: لضمان كفاءة الجهاز التنفسي، ومدى تحمل المريض للتخدير، والتعامل مع ضيق التنفس المحتمل بعد العملية.

يذكر أن؛ هذه الفحوصات تلعب دورًا محوريًا في تقليل المخاطر المحتملة، وتعزيز فرص نجاح العملية؛ مما يساعد الفريق الطبي في تقديم رعاية مخصصة لكل مريض، وفقًا لحالته الصحية الفردية.

هل فحص ما بعد عملية التكميم ضروريًا؟

  تُحدث عملية التكميم تغييرًا كبيرًا في نمط حياتك، لكن لضمان نجاح هذا التغيير، لا بد من الاهتمام بمرحلة المتابعة، وإجراء فحص ما بعد عملية التكميم“، الذي يُعتبر المفتاح الأساسي لتجنب أي مضاعفات والتأكد من أن كل شيء يسير بالشكل المطلوب، ويتمثل هذا الفحص في التحاليل التالية:

  • تحليل التعداد الكامل للدم: يُعد تحليلًا ضروريًا، لمراقبة مستويات خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية، ويساعد في الكشف عن فقر الدم أو أي التهابات محتملة بعد العملية.
  • إنزيمات الكبد: يتم قياس عدد من الإنزيمات مثل: (AST، ALT)، فالأول وهو إنزيم يوجد بشكل أساسي في الكبد، ويساعد في الكشف عن أي تلف، أو التهاب في خلايا الكبد، قد يحدث بعد العملية نتيجة لتغييرات في التمثيل الغذائي أو استخدام الأدوية، والثاني يعمل على تقييم صحة الكبد، والكشف عن أي مشكلات، قد تحدث نتيجة فقدان الوزن السريع، أو تغييرات نمط الحياة بعد الجراحة.
  • وظائف الكلى: يُستخدم هذا التحليل لتقييم الكلى ومدى كفاءتها في التخلص من الفضلات الناتجة عن عمليات الأيض، ويُعد ارتفاع مستوى الكرياتينين، مُؤشرًا على احتمال وجود خلل في وظائف الكلى بعد التكميم.
  • مستوى الكالسيوم: قد يعاني المرضى من نقص امتصاص الكالسيوم؛ بسبب التغيرات في القناة الهضمية، ويُجرى هذا التحليل بشكل دوري للتأكد من الحفاظ على مستويات الكالسيوم، ضمن الحدود الطبيعية.
  • هرمون الغدة الجار درقية: تتحكم هذه الغدة في مستوى الكالسيوم بالجسم، وأي اضطراب في مستوياتها قد يُشير إلى خلل في امتصاص الكالسيوم.
  • فيتامين د: يلعب دورًا هامًا في امتصاص الكالسيوم وصحة العظام، وعادةً ما يكون هناك خطر لنقص مستوياته بعد التكميم؛ بسبب التغير في امتصاص الدهون؛ مما يستدعي المتابعة المستمرة لتعويض النقص عند الحاجة.
  • فيتامين ب12: عادة ما يكون عرضة للنقصان بعد التكميم؛ مما ينتج عنه الشعور بالتعب وضعف التركيز ومشكلات عصبية.
  • مخزون الحديد: يُعطي هذا التحليل صورة دقيقة عن احتياطي الحديد في الجسم، ويُستخدم لتقييم مخزون الحديد بدقة أكبر من تحليل الحديد في الدم.
  • مستوى الصوديوم: يُراقب هذا التحليل توازن السوائل في الجسم، ووظائف الأعصاب والعضلات؛ وقد يؤدي فقدان الوزن السريع، وتغير النظام الغذائي، إلى اضطرابات في مستويات الصوديوم.
  • مستوى البوتاسيوم: يلعب البوتاسيوم دورًا مهمًا في وظائف العضلات والقلب، وقد تنخفض مستوياته نتيجة التقيؤ أو سوء الامتصاص بعد العملية؛ مما يستوجب المتابعة المستمرة.
  • مستوى الكلوريد: يساعد في الحفاظ على توازن السوائل ومستوى الحموضة في الجسم، وأي خلل في مستوياته قد يشير إلى اضطرابات في التوازن الأيوني.
  • تحليل حمض اليوريك: يُستخدم لتقييم مستويات الحمض، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات الغذائية بعد التكميم إلى اضطرابات قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنقرس، أو مشكلات الكلى.
  • تحليل اليوريا: يُساعد هذا التحليل في تقييم وظائف الكلى، والتوازن البروتيني في الجسم.

الجدير بالذكر، يُمكن إجراء فحص ما بعد عملية التكميم، من خلال مختبرات دلتا الطبية، التي تتوافر فروعها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بدقة وسرعة نتائجها، وفق نخبة متخصصة من الأطباء، وتوفر مختبرات دلتا، عدد من الباقات الهامة التي تتضمن تحاليل هذا الفحص بالإضافة إلى العديد من الفحوصات الأخرى، لتُعطي نظرة عامة على الصحة، مثل: (باقة فحوصات ما بعد التكميم)، وتهدف جميع الباقات إلى تقييم الصحة العامة، والكشف عن أي اضطرابات قد تضر بالصحة، كما توفر “دلتا” خدمة السحب المنزلي مجانًا.

متى تنتهي مرحلة الخطر بعد التكميم؟

بعد الإنتهاء من إجراء فحص ما بعد عملية التكميم، يظل هُناك سؤال يشغل أذهان الكثيرين وهو “متى تزول مرحلة الخطر؟”، عادةً ما تبدأ مرحلة الخطر بالزوال بعد مرور شهر من العملية، وتنتهي تمامًا بعد مرور سنة، وقد تشمل مرحلة الخطر ما يلي:

  • انسداد المعدة:  قد يحدوث انسداد يمنع مرور الطعام بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى الشعور بالألم والغثيان والتقيؤ.
  • نزيف من المعدة: يمكن أن يحدث نزيف؛ نتيجة تضرر الأنسجة أو الأوعية الدموية في منطقة المعدة، وقد يتطلب تدخلًا طبيًا لإيقاف النزيف، خاصة إذا كان شديدًا.
  • التسريب: يحدث بسبب تسرب محتويات المعدة من خلال الغرز، وهو من المضاعفات الخطيرة، التي تتطلب التدخل الطبي العاجل، لمنع حدوث التهابات شديدة في تجويف البطن.
  • التهاب المنطقة حول الغرز، وتكون خراج في البطن: قد يحدث التهاب في منطقة الغرز الجراحية نتيجة لتعرضها للعدوى، وفي بعض الحالات يمكن أن يتكون خراج داخل البطن. 
  • تجلط الدم: يُمكن أن يحدث التجلط بعد عملية التكميم، ولكن يُمكن أن يحدث في أي عملية جراحية، حيث يمكن أن تتكون جلطات دموية خاصة في الساقين (تجلط الأوردة العميقة)، وقد تنتقل إلى الرئتين مسببة الانسداد الرئوي.
  • صعوبة التنفس.
  • التقيؤ المستمر.

كيف أعرف أن عملية التكميم ناجحة؟

تُعتبر عملية تكميم المعدة من أكثر جراحات السمنة فعالية، ولكن نجاحها لا يقتصر فقط على فقدان الوزن، بل يعتمد على عدة عوامل تشمل التحسن العام في الصحة ونمط الحياة، ومن أبرز علامات نجاح العملية، ما يلي:

  • نقصان الوزن بشكل فعال.
  • نقص معدل الكوليسترول.
  • تحسّن القدرة على أداء النشاط اليومي.
  • التعافي من مرض السكري (النوع الثاني).
  • السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.

مصادر

اذهب إلى الأعلى