هل بكتيريا الدم خطيرة ؟ كل ما تحتاج معرفته
يُعد مصطلح “بكتيريا الدم“، غريبًا أو غير مألوف لدى الكثيرين، لكنه يُشير إلى حالة صحية خطيرة، قد تُهدد الحياة، إذا لم يتم التعامل معها بسرعة، فدخول البكتيريا إلى مجرى الدم، يتسبب في حدوث مضاعفات كثيرة، مثل: (الالتهابات حادة)؛ مما يجعل التشخيص المُبكر ضروريًا، لتجنب المخاطر، وفي هذا المقال، سنتعرف على أسباب هذه الحالة، وأعراضها، وطرق الوقاية منها.
ما هي بكتيريا الدم؟ وهل تعد خطيرة؟
هي حالة مرضية تُهدد مجرى الدم، بالرغم من أنه بيئة معقمة وخالية من الميكروبات، إلا أن هناك عدة عوامل تتسبب في دخول البكتيريا أو الفيروسات إلى الدم؛ مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وتزداد خطورة الإصابة بها لدى (مرضى ضعف المناعة، أو السكري)، حيث يكون جهازهم المناعي أقل قدرة على مقاومة العدوى؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للمضاعفات.
وعن سؤال “هل بكتيريا الدم مرض خطير؟” الإجابة هي (نعم)، فهي قد تُشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان، إذا لم يتم علاجها بسرعة، ففي حال تفاقمها؛ قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل: (تعفن الدم، واضطرابات وظائف الأعضاء الحيوية، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وغيرها)؛ مما يجعل التشخيص والعلاج الفوري، أمرًا ضروريًا لتجنب المخاطر.
ما هو سبب البكتيريا في الدم ؟
تتعدد أسباب بكتيريا الدم، فقد تحدث هذه المشكلة الصحية، بسبب الإصابة بنوع من أنواع البكتيريا الضارة، مثل: (السالمونيلا، الإشراكية القولونية، العصية الشمعية، وغيرهم)، كما يُمكن أن تنتُج بسبب عوامل أخرى، مثل:
- الجروح والخدوش: بالرغم من أنها قد تكون بسيطة، إلا أنها تُشكل مدخلًا للبكتيريا، إذا لم يتم تنظيفها، وتعقيمها بشكل صحيح.
- بعض أنواع الالتهابات: قد تُساعد في دخول البكتيريا، إلى الدم، مثل: (الالتهاب الرئوي، التهاب المسالك البولية).
- الجروح العميقة والحروق: تتسبب الإصابات الكبيرة، في ضعف الحاجز الواقي للجلد؛ مما يُساعد على تسلل البكتيريا إلى الدم.
- استخدام فرشاة الأسنان أو خيط الأسنان بقوة: الإفراط في تنظيف الأسنان أو استخدام الخيط بطريقة عنيفة قد يسبب نزيف اللثة؛ مما يتيح للبكتيريا فرصة للدخول إلى مجرى الدم.
- إجراءات الأسنان الطبية: مثل: (تنظيف الأسنان العميق، وخلع الأسنان، أو الجراحة)، قد تتسبب هذه الإجراءات في انتقال البكتيريا إلى الدورة الدموية.
- التدخلات الطبية والجراحية: بعض العمليات الطبية، مثل: (الجراحات الكبرى، تركيب القسطرة الوريدية، إدخال أنابيب التنفس، أو التبرع بالدم في بيئة غير معقمة)؛ قد تؤدي إلى تسلل البكتيريا إلى الدم.
- الإبر غير المعقمة أو مشاركتها: إعادة استخدامها، أو مشاركتها مع الآخرين، يُعد مصدرًا رئيسيًا لنقل البكتيريا والفيروسات إلى الدم.
أعراض بكتيريا الدم
عادةً لا تظهر أعراض الإصابة بالعدوى البكتيريا في الدم، إذا كان الشخص يتمتع بمناعة قوية، حيث يقوم الجهاز المناعي على مهاجمة هذه البكتيريا، والتخلص منها، والعكس صحيح؛ مما ينتج عنها عدة أعراض تتفاوت في شدتها، بين شخص وآخر، مثل:
القشعريرة
عند دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، يقوم الجسم بإطلاق مواد كيميائية، تعمل على تحفيز الجهاز المناعي؛ لمهاجمة هذه البكتيريا؛ مما ينتج عنه الشعور بالإرتجاف، وعادةً ما يُصاحبه ارتفاع درجة حرارة الجسم.
تسارع ضربات القلب
يُعد هذا العرض، رد فعل طبيعي، حيث يقوم القلب بضخ الكثير من الدم، للمساعدة في التخلص من هذه العدوى، كما يُمكن أن يحدث ضعف في معدل ضربات القلب؛ مما يُشير إلى تأثير العدوى البكتيريا في الدم، على الأوعية الدموية.
انخفاض ضغط الدم
قد يؤدي انتشار البكتيريا إلى انخفاض حاد في ضغط الدم؛ مما قد يُسبب الشعور بـ(الدوخة، أو الضعف العام، أو حتى الإغماء في بعض الحالات)، ويُعد هذا العرض، من العلامات الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي العاجل.
فرط التنفس
قدُ يعاني المريض من زيادة ملحوظة في معدل التنفس، أو صعوبة في التنفس بشكل طبيعي، وعادة ما يحدث ذلك بسبب تأثير العدوى على الأكسجين في الدم؛ مما يدفع الجسم إلى محاولة لتعويض هذا النقص، من خلال التنفس السريع.
اضطرابات الجهاز الهضمي
يُمكن أن تؤثر بكتيريا الدم على الجهاز الهضمي، مُسببة عدة أعراض، مثل:
- الغثيان والتقيؤ: يحدث نتيجة استجابة الجسم للعدوى، ومحاولة التخلص من السموم.
- الإسهال: يحدث بسبب تأثير الالتهاب على الأمعاء.
- آلام في البطن: والتي قد تكون ناتجة عن التهابات داخلية، أو تأثير العدوى على الجهاز الهضمي.
بكتيريا الدم عند الأطفال
يُمكن أن يُصاب الأطفال ببكتيريا الدم، مثل البالغين، حيث أن أسباب الإصابة تتشابه بينهم، ولكن قد تكون الأعراض لديهم أكثر حدة من الكبار، نظرًا لعدم اكتمال تطور جهازهم المناعي؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للمضاعفات، وفيما يلي نتعرف على أبزر هذه الأعراض:
ارتفاع درجة الحرارة: تُعد الحمى، من أولى علامات الإصابة بالعدوى البكتيريا في الدم، حيث يحاول الجسم محاربة العدوى عن طريق رفع درجة حرارته لقتل البكتيريا، وقد تكون شديدة ومستمرة، ولكنها تتطلب مراجعة الطبيب المختص بشكل فوري، نظرًا لاشتراك هذا العرض مع أمراض أخرى.
الشعور بالقشعريرة: هو رد فعل طبيعي بسبب استجابة الجسم للعدوى، ومحاولته تنظيم درجة الحرارة الداخلية، ويحدث هذا عادةً عند ارتفاع الحرارة بسرعة؛ مما يسبب شعورًا واضحًا بالبرد رغم سخونة الجسم.
فقدان الشهية: يحدث عادةً بسبب تأثير العدوى على الجهاز الهضمي؛ والتي ينتج عنه الشعور بالإعياء، والغثيان، وقد يصل إلى القيء.
اضطرابات التنفس: قد يحدث صعوبة في التنفس، أو زيادة معدله؛ وذلك بسبب التأثير على الجهاز الجهاز التنفسي والرئتين، وقد تترافق معه أعراض أخرى، مثل: (ازرقاق الشفتين، والجلد)؛ وهو مؤشر خطير على نقص الأكسجين.
زيادة في سرعة ضربات القلب:عندما يحاول الجسم مواجهة العدوى، يعمل القلب بشكل أسرع لضخ الدم إلى الأعضاء، مما يؤدي إلى زيادة الضربات.
ظهور طفح جلدي: قد يُلون الجلد بلون أحمر أو أرجواني، وذلك نتيجة حدوث مضاعفات، مثل: (تسمم الدم)، حيث تؤدي العدوى إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة تحت الجلد.
فقدان الوعي: قد يصبح الطفل مشوشًا، قليل الاستجابة، أو فاقدًا للوعي، حيث يدل ذلك على تأثر وظائف الدماغ؛ بسبب انخفاض تدفق الأكسجين إلى الجهاز العصبي.
النوبات التشنجية: في بعض الحالات الشديدة، قد تؤدي بكتيريا الدم إلى نوبات تشنجية، خاصة إذا انتقلت العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي، أو سببت التهابات في الدماغ؛ مثل: (التهاب السحايا).
الجدير بالذكر، إذا ظهر على الطفل واحدة من الأعراض السابقة، فلابد من استشارة الطبيب المختص، للتعامل مع هذه الحالة، ومنع تفاقمها.
هل البكتيريا تظهر في تحليل الدم؟
نعم، يُمكن الكشف عن البكتيريا، من خلال إجراء عدة فحوصات طبية، كما يلي:
تحليل صورة الدم الكاملة (CBC)
يُعد فحص CBC، أحد الاختبارات الطبية الهامة، حيث يُساعد في الكشف عن وجود اضطرابات في كريات الدم الحمراء أو البيضاء، أو الصفائح الدموية، كما يُساعد في الكشف عن وجود التهاب في الجسم، لذا فإنه أداة طبية شاملة، يعتمد عليها الأطباء، لتشخيص الأمراض.
تحليل بروتين سي التفاعلي (CRP)
- يُساعد هذا التحليل في الكشف عن وجود التهاب في الجسم، كما يستخدم للكشف عن الإصابة بالسرطان.
فحص زراعة الدم
هو اختبار طبي، يُستخدم للكشف عن وجود البكتيريا أو الفطريات، في مجرى الدم، ويُعد أساسيًا في تشخيص بكتيريا الدم أو تسمم الدم.
الجدير بالذكر، يمكن إجراء جميع التحاليل السابقة، من خلال مختبرات دلتا الطبية، التي تتوافر فروعها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بدقة وسرعة نتائجها، وفق نخبة متخصصة من الأطباء.
وتوفر “دلتا”، عددًا من الباقات الهامة، التي تتضمن هذا الفحص وفحوصات أخرى، لتُعطي نظرة عامة على الصحة، مثل: (باقة الصحة الشاملة، باقة دلتا ماكس، باقة VIP الشاملة، وغيرهم)، وتهدف جميع الباقات إلى تقييم الصحة العامة، والكشف عن أي اضطرابات قد تضر بالصحة، كما توفر “دلتا” خدمة السحب المنزلي مجانًا.
علاج بكتيريا الدم
يعتمد علاج البكتيريا، على مدى انتشاره وحدة أعراضها، كما يلي:
المضادات الحيوية
تُستخدم المضادات الحيوية، واسعة المدي، لعلاج بكتيريا الدم، حيث تُعد خط العلاج الأول والأساسي لمكافحتها، حيث تعمل على قتل البكتيريا، أو منع نموها داخل مجرى الدم؛ مما يُساعد على السيطرة على العدوى، ومنع المضاعفات.
الجدير بالذكر، في الحالات المتطورة من بكتيريا الدم، يُمكن اللجوء إلى (غسيل الكلى، وأدوية رفع ضغط الدم)، وذلك لمحاولة تخفيف وعلاج حدة الأعراض.
هل يمكن الشفاء من بكتيريا الدم ؟
(نعم)، يُمكن الشفاء من بكتيريا الدم، ولكن قد يستغرق الأمر وقت ليس بكثير، حيث تتوقف مدة استشعار الشفاء، على مرحلة انتشار البكتيريا، ومدى استجابتها للأدوية العلاجية، كما أن السن والحالة الصحية العامة، يتحكمان في مدة التعافي.