لماذا يحدث صداع الدورة الشهرية؟ إليكِ الأسباب والعلاج
تعاني العديد من النساء، بمختلف الأعمار، من صداع الدورة الشهرية، وهو أحد الأعراض الشائعة التي تسبق نزول الحيض أو ترافقه؛ مما يُسبب إزعاجًا، وإرهاقًا شديدًا خلال هذه الفترة، ولكن ما هي أسباب هذا الصداع؟ وكيف يمكن التمييز بين صداع الطمث وصداع الحمل؟ في هذا المقال، سنتعرف على كل ما يخص صداع الدوره وأفضل الطرق للتعامل معه.
صداع الدورة الشهرية
تشهد مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، حالة من التذبذب والتغير، خلال الفترة التي تسبق الدورة الشهرية أو أثناءها، ونظرًا لأنهما من الهرمونات الأساسية في جسم المرأة، واللذان يلعبان دورًا مهمًا في الوظائف الحيوية للأعضاء، مثل: (التحكم في مدى استجابة الجسم للألم)، وعند حدوث اضطراب في مستوياتهما الطبيعية، قد تتأثر وظائف الدماغ؛ مما يؤدي إلى الشعور بالصداع وأعراض أخرى مصاحبة.
أسباب صداع الدورة الشهرية
تُعد التغيرات الهرمونية، في الفترة التي تسبق بدأ الدورة، والتي تُعرف باسم “متلازمة ما قبل الحيض PMS”، هي السبب الرئيسي في حدوث صداع الدورة الشهرية، الذي يبدأ عادةً قبل 3 أيام من بداية الحيض، ويستمر حتى اليوم الأول أو الثاني من نزولها، كما أن ارتفاع وانخفاض الاستروجين والبروجستيرون، يُساهم في زيادة أحتمالية الإصابة بالصداع أثناء الدورة.
يُذكر أن، هذا النوع من الصداع، يُعد أمرًا طبيعيًا وشائعًا بين النساء حول العالم، وعادةً ما تقل حدة الأعراض عند انتظام مستويات الهرمونات في الجسم، لذلك، لا داعي للقلق إذا كان الصداع مؤقتًا وينتهي بزوال السبب، أما إذا استمر لفترة طويلة أو كان شديدًا، فمن الأفضل استشارة الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى تستدعي العلاج.
ما سبب الصداع الشديد أثناء الدورة الشهرية
يكون جسم المرأة أكثر حساسية للألم في هذه الفترة، كما أن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، تُعد العامل الأساسي للشعور بالصداع أثناء الدورة، كما أن هُناك عوامل أخرى، ذات تأثير قوي على الأصابه به، وتتمثل في الآتي:
الجفاف
فقدان السوائل بسبب النزيف أوالتعرق؛ يؤدي إلى انخفاض حجم الدم؛ مما يقلل من تدفق الأكسجين إلى الدماغ، والذي يترتب عليه انكماش الدماغ بشكل طفيف؛ مما يثير مستقبلات الألم ويؤدي إلى الصداع، لذا يُنصح بشرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا، وتجنب المشروبات المدرة للبول مثل الكافيين.
الإرهاق والتوتر
يتسبب التوتر في إفراز هرمون الكورتيزول؛ مما يسبب توتر العضلات في الرأس والعنق، والذي ينتج عنه صداع الدورة الشهرية، كما أن الإجهاد وممارسة نشاط بدني حادة؛ يزيد من تحفيز الجهاز العصبي؛ مما يجعل الدماغ أكثر حساسية للألم، لذا فأن ممارسة تمارين التنفس العميق، التأمل، والمشي تعمل على تخفيف التوتر.
انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم
- انخفاض ضغط الدم: يتسبب في صعوبة وصول الدم إلى الدماغ، مما ينتج عنه الشعور بالصداع والدوخة، وغيرها من أعراض.
- ارتفاع ضغط الدم يؤدي زيادة ضخ الدم عبر الأوعية الدموية؛ إلى الشعور بالصداع النابض، في جانبي الرأس.
التهاب الجيوب الأنفية
تؤثر أمراض الجيوب الأنفية، على الرأس، وتتسبب في ظهور أعراض مختلفة تشمل جميع أجزاء الجسم، لذا فمن الممكن أن تكون سبب من أسباب الشعور بالصداع أثناء الدورة الشهرية، ويُمكن التأكد من ذلك من خلال الضغط على منطقة الجبهة، وأعلي العينين، وقد يُصاحب الصداع، ألم في الوجه، وإفرازات أنفية.
عدم النوم الكافي
قلة النوم تؤدي إلى اضطراب في إفراز الميلاتونين، مما يزيد من حساسية الدماغ للألم، كما أنها تتسبب في إفراز الكورتيزول؛ الذي يُسبب تشنجات الأوعية الدموية في الدماغ.
كثرة تناول الكافيين
يؤدي الكافيين إلى تمدّد الأوعية الدموية؛ مما يسبب الشعور بالصداع، كما أن التوقف المفاجئ؛ عن الكافيين يسبب صداع انسحابي نتيجة نقص تدفق الدم إلى الدماغ؛ لذا يُنصح بتناول كوب واحد من الكافيين.
الإفراط في تناول المشروبات الكحولية
- الكحول يؤدي إلى تمدّد الأوعية الدموية؛ مما يسبب الصداع النابض.
- يسبب الجفاف الشديد مما يزيد من حدة الصداع.
- يؤدي إلى اضطراب مستويات السكر في الدم؛ مما يحفز نوبات الصداع.
ما هو الفرق بين صداع الدورة وصداع الحمل؟
يتشابه النوعان مع بعضهم البعض، حيث أنهما ناتجان عن التغييرات الهرمونية، لكن يُمكن الفصل بينهما من خلال الأعراض المصاحبة لهم، والتي تتمثل في الآتي:
أعراض صداع الحمل
- غياب الدورة الشهرية.
- الشعور بالغثيان.
- الشعور بالتعب والإعياء المستمر.
- الحساسية ضد أي روائح.
- كثرة الشعور بالجوع والعطش، أو فقدان الشهية.
أعراض صداع الدورة الشهرية
- الرغبة في تناول السكريات.
- فقدان الشهية الرغبة في تناول الطعام.
- الشعور بهبات ساخنة.
- الإجهاد.
- الرغبة في النوم.
- اضطرابات المزاج.
- اضطرابات هضمية مثل: (الانتفاخ، الحموضة، التقلصات، الغثيان، وغيرها).
- الشعور بالصداع في جنب واحد من الرأس.
علاج صداع الدورة الشهرية
تتعد سُبل علاج وتخفيف صداع الدورة الشهرية، وذلك من خلال الأدوية العلاجية، والمشروبات العشبية، أو الوسائل الطبيعية، وفيما يلي سوف نتعرف على كل نوع على حدة:
علاج صداع الدورة بالأدوية
المسكنات
تُعد من أكثر العلاجات استخدامًا لتخفيف الصداع بأنواعه المختلفة، مثل: (الصداع التوتري، الصداع النصفي، وصداع الدورة الشهرية)، وتعمل هذه الأدوية على تقليل الإحساس بالألم من خلال التأثير على الجهاز العصبي وتقليل الالتهابات، ومن أبرز المسكنات ما يلي:
- الأيبوروفين.
- أسبرين.
- بنادول.
- بارستامول.
- ديكلاك.
- كاتفاست فوار.
- كاتفلام.
الجدير بالذكر، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص قبل تناول أي من الأدوية السابقة، لتحديد الجرعات المناسبة، والتأكد من أنها تتناسب مع الحالة الصحية العامة، وخلوها من المضاعفات.
علاج صداع الدورة الشهرية بالأعشاب
يُمكن أن تُساعد الأعشاب الطبيعية، في التخفيف من حدة الشعور بالصداع، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز هذه الأعشاب:
-
الزنجبيل
يُعتبر من أقوى الأعشاب المضادة للالتهابات، ويُساعد في تقليل آلام الصداع، من خلال تثبيط إنتاج المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب في الجسم، كما يُعزز تدفق الدم إلى الدماغ؛ وبالتالي يقلل من الضغط على الأوعية الدموية، ويخفف من الصداع النصفي والهرموني.
-
النعناع
يحتوي النعناع على مادة المنثول، التي تساعد في استرخاء العضلات وتوسيع الأوعية الدموية؛ مما يُقلل من الضغط على الرأس، ويخفف الصداع التوتري، والصداع النصفي، كما يعمل النعناع على تهدئة الجهاز العصبي، وتقليل التوتر والقلق؛ وبالتالي يُساهم في تخفيف الصداع المرتبط بالتغيرات الهرمونية.
-
اليانسون
يُعرف اليانسون بخصائصه المهدئة والمضادة للتشنجات، حيث يُساعد في تنظيم الهرمونات التي تؤثر على الجهاز العصبي؛ مما يخفف من الصداع الهرموني المصاحب للدورة الشهرية، كما يعمل على تحسين جودة النوم وتقليل التوتر؛ مما يقلل من احتمالية الإصابة بالصداع.
-
إكليل الجبل (الروزماري)
يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة، تعمل على تحفيز الدورة الدموية في الدماغ؛ مما يُساعد في تقليل الصداع الناتج عن اضطراب الهرمونات، كما أنه يقلل من الالتهابات والإجهاد العصبي؛ مما يجعله خيارًا رائعًا لتخفيف الصداع النصفي والهرموني.
نصائح لتخفيف صداع الدورة الشهرية
- الحصول على قسط كافٍ من النوم لتنظيم توازن الهرمونات في الجسم.
- الحرص على شرب كمية كافية من الماء لمنع الجفاف؛ الذي قد يزيد من حدة الصداع.
- تجنب الكافيين والمشروبات الغازية التي قد تؤدي إلى تفاقم الشعور .
- ممارسة تمارين الاسترخاء مثل: (اليوغا، والتأمل)؛ لتقليل التوتر.