هل يؤثر الصيام على القولون العصبي في رمضان؟ دليل شامل
يُمثل القولون العصبي في رمضان تحديًا صحيًا، لدى لكثير من المرضى، حيث تؤدي التغييرات الروتينية في هذا الشهر، مثل: (العادات الغذائية ومواعيد الأكل غير المنتظمة) إلى تهيج الجهاز الهضمي وزيادة الأعراض، لذا فإننا فيما يلي سوف نتعرف على كيفية تخفيف ألم القولون في الصيام؟ وما هي أفضل الأطعمة التي يجب تناولها؟، وغيرها من معلومات.
هل الصيام يؤثر على القولون العصبي؟
يتباين تأُثير الصيام لدى مرضى القولون العصبي في رمضان، حيث قد يشعر البعض بتحسن أعراضه، ويحدث ذلك عادةً عندما ترتبط الآلام بتناول الطعام، فالإمتناع عنه لعدة ساعات، يُساعد في الحد كمن الشعور بالوجع، إلا أن هُناك آخرون يُعانون من شدة الأعراض أثناء ساعات الصيام، أو حتى بعد الإفطار، فلا توجد قاعدة محددة توضح تأثير الصوم على القولون.
ماذا يأكل مريض القولون العصبي في رمضان؟
يحتاج مريض القولون العصبي، إلى نظام غذائي متوازن يخفف من الأعراض المؤلمة، مثل: (الانتفاخ، التقلصات، الغازات، الإسهال أو الإمساك)، وفيما يلي أفضل الأطعمة التي ينصح بتناولها:
الكربوهيدرات الصحية
- الأرز البني أو الأبيض المسلوق.
- البطاطس المسلوقة أو المشوية.
- الشوفان.
- الخبز الأسمر أو المصنوع من الحبوب الكاملة.
البروتينات الخفيفة
- الدجاج المشوي أو المسلوق.
- الأسماك مثل: (السلمون والتونة).
- البيض المسلوق.
- اللحوم الحمراء قليلة الدهن.
الخضروات والفواكه سهلة الهضم
- الكوسا، الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ.
- يفضل تناولها مطهية على البخار أو مشوية.
- الموز، التفاح المقشر، البابايا، العنب.
- تجنب الفواكه الحمضية أو الغنية بالألياف الصعبة.
المشروبات المفيدة
- الماء الفاتر أو الدافئ.
- شاي الأعشاب مثل: (النعناع، البابونج، والشمر).
- العصائر الطبيعية بدون سكر مضاف.
ما هي طرق تخفيف ألم القولون أثناء الصيام؟
تتعدد طرق علاج ألم القولون العصبي في رمضان، إلا أن الصيام يمنع تناول الأدوية العلاجية، أو المشروبات العشبية، خلال ساعات الصوم، لذا سوف نُقدم مجموعة من الحلول المجربة لتخفيف حدة الأعراض، وهي كالآتي:
ممارسة الرياضة
تُساعد ممارسة الرياضة مثل: (المشي)، في تخفيف أعراض القولون، وذلك من خلال تحسين حركة الأمعاء، ومساعدتها على الاسترخاء.
التنفس العميق
تُساهم تقنيات التنفس بعمق، من تقليل ثاني أكسيد الكربون، فعندما تتزايد نسبته، يزيد الشعور بالألم، لذا فإن أخذ شهيق عميق وإخراجه ببطء، يُساعد في الحد من الأعراض المزعجة.
اليوجا
تُساعد اليوجا في تقليل تشنجات القولون، حيث تعمل على تهدئة الأعصاب، وتخفيف القلق والتوتر وزيادة الشعور بالأسترخاء والراحة.
علاج القولون العصبي في رمضان
يعتمد علاج القولون العصبي في رمضان، والأيام الطبيعية، على تحديد نوع ألم القولون، حيث قد ينقسم إلى أربعة أقسام وهما:
- القولون العصبي المصحوب بالإمساك.
- القولون العصبي المصحوب بالإسهال.
- القولون العصبي المتناوب (المختلط)، حيث يعاني المريض من نوبات متكررة من الإسهال والإمساك بشكل متناوب.
- القولون العصبي غير المصنف، وهو النوع الذي لا تتطابق أعراضه مع أي من التصنيفات السابقة.
ويُمكن علاج القولون العصبي من خلال السُبل العلاجية التالية:
علاج القولون العصبي بالأدوية
- دواء ليبركس.
- دواء كلوفيرين.
- دواء كولونا.
- دواء كولوسبازمين.
- دواء جاست ريج.
- دواء سبازمورست.
- دواء سبازموتالي.
- دواء سبازمومين.
- حقن سبازموفين.
- دواء دوجماتيل.
الجدير بالذكر، لاتؤخد هذه الأدوية، إلا تحت إشراف الطبيب المختص، لتحديد الجرعات المحددة، والتأكد من أنها تُناسب الصحة العامة ولا تتسبب في حدوث أي مضاعفات.
علاج القولون العصبي بالأعشاب
تحتوي الأعشاب الطبيعية على قدرة هائلة، في تخفيف وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة، من بينها القولون العصبي، وفيما يلي نتعرف على أبرز هذه الأعشاب:
- اليانسون: يُساعد في تهدئة تشنجات الأمعاء وتقليل الانتفاخ، حيث يعمل كمهدئ طبيعي؛ مما يساعد في تقليل التوتر المرتبط بالقولون العصبي.
- الشمر: يُخفف من الغازات والانتفاخ بفضل خصائصه المضادة للتشنجات، كما يُعزز عملية الهضم، ويقلل الشعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام.
- الكراوية: تمتلك خصائص مضادة للانتفاخ، وتساعد في تخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي، كما تُساهم في تهدئة التقلصات وتحسين حركة الأمعاء.
- البابونج: يعمل كمضاد للالتهابات ومهدئ لتشنجات المعدة، ويساعد في تقليل التوتر، الذي يُعج أحد العوامل المسببة لتهيج القولون العصبي.
- النعناع: يحتوي على مادة المنثول التي تساعد في استرخاء عضلات الأمعاء وتقليل التقلصات، كما يُعزز الهضم ويقلل الشعور بالانتفاخ.
- الكمون: يُعد من الأعشاب الفعالة في تقليل الغازات والانتفاخ وتحسين عملية الهضم، حيث يساعد في تهدئة الأمعاء وتخفيف الأعراض المصاحبة للقولون العصبي.
أفضل علاج للقولون العصبي
يُمكن أن يُساعد إجراء تعديلات في نمط الحياة، في علاج القولون التشنجي، وذلك من خلال القيام بالآتي:
- تجنب التوتر والقلق والعصبية.
- تجنب الأطعمة الحارة والدهنية.
- تجنب المشروبات الحمضية، مثل: (الليمون، والبرتقال، وغيرهم).
- ممارسة الرياضة والاسترخاء.
- أخذ قسط كافي من النوم.
- تناول الأطعمة الصحية، مثل: (الخضروات، والفواكه، والبروتينات).
الجدير بالذكر، تتعدد مسميات القولون العصبي، حيث يُطلق عليه الأسماء التالية: (التهاب القولون التشنجي، التهاب القولون المخاطي، والقولون التشنجي)، وقد يؤدي عدم علاجه إلى حدوث عدد من المضاعفات مثل: (البواسير، الجفاف، تراكم البراز، وغيرها من أعراض).
نصائح لمرضى القولون العصبي في رمضان
يتميز شهر رمضان بتنوع الأطعمة والمشروبات، ولكن يُمكن لبعض العادات الخاطئة، أن تتسبب في مشاكل هضمية، خاصةً بعد ساعات طويلة من الصيام، وفيما يلي نقدم أفضل النصائح لمرضى القولون العصبي في رمضان، لصيام صحي وأمن:
ابدأ الإفطار بطريقة صحيحة
بعد يوم طويل من الصيام، تكون المعدة حساسة، لذلك من الأفضل عدم بدء الإفطار بوجبة ثقيلة، بل يُنصح بشرب كوب من الماء مع بضع تمرات، ثم الانتظار قليلًا قبل تناول الوجبة الرئيسية؛ لمنح الجهاز الهضمي فرصة للاستعداد.
تناول الطعام ببطء وامضغه جيدًا
الأكل بسرعة يؤدي إلى ابتلاع الهواء؛ مما يسبب الانتفاخ والتجشؤ، لذا حاول تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا لمساعدة المعدة على الهضم، وتقليل مشاكل القولون.
تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية
المأكولات الغنية بالدهون، مثل: (الأطعمة المقلية)، تحتاج إلى وقت أطول للهضم؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بالامتلاء والانتفاخ، لذا يُفضل استبدالها بالأطعمة المشوية أو المسلوقة لتجنب الانزعاج الهضمي.
لا تفرط في تناول الحلويات بعد الإفطار
الحلويات الرمضانية مثل: (الكنافة والقطايف) قد تكون مغرية، لكنها غنية بالسكر والدهون؛ مما قد يُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي وارتفاعًا مفاجئًا في نسبة السكر بالدم، لذا يُفضل تناولها بكميات معتدلة وبعد ساعتين من الإفطار.
قلل من المشروبات الغازية والكافيين
المشروبات الغازية قد تزيد من الانتفاخ، بينما المشروبات المحتوية على الكافيين مثل: (القهوة والشاي) قد تؤدي إلى زيادة إفراز الأحماض في المعدة؛ مما قد يسبب الشعور بالحموضة.
اشرب كمية كافية من الماء
عدم شرب الماء بكميات كافية قد يؤدي إلى الجفاف والإمساك؛ مما يزيد من مشاكل الهضم، لذا يُنصح بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء موزعة بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم وتحسين عملية الهضم.
لا تنم مباشرة بعد الإفطار
الاستلقاء فورًا بعد تناول الطعام قد يسبب ارتجاع الأحماض المعدية، فيما يُعرف باسم (ارتجاع المريء)، والذي ينتج عنه الشعور بعدم الراحة، فمن الأفضل الانتظار ساعتين على الأقل قبل النوم، لإعطاء المعدة فرصة لهضم الطعام بشكل جيد.
اختر وجبة سحور متوازنة وخفيفة
تلعب هذه الوجبة دورًا أساسيًا في الحفاظ على الطاقة خلال النهار، لذا من المهم أن تكون متوازنة، تحتوي على البروتينات والألياف مثل: (الزبادي، الشوفان، والتمر)؛ مما يُساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول دون الإحساس بالثقل صباحًا.
مارس المشي بعد الإفطار
ممارسة رياضة خفيفة بعد الإفطار، مثل: (المشي لمدة 20-30 دقيقة)؛ تُساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل الانتفاخ، كما تعزز نشاط الجسم دون التسبب في إجهاد زائد.
جدول غذائي لمرضى القولون العصبي في رمضان
تقدم مختبرات دلتا الطبية، جدول غذائي للأطعمة المسموحة والممنوعة، وتوقيت تناولها في رمضان، وذلك للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي خلال الصيام، فمن المهم اختيار الأطعمة المناسبة وتجنب المهيجات، وفيما يلي نتعرف على الجدول:
وجبة الإفطار (الأطعمة الموصى بها):
- كوب ماء دافئ مع 3 تمرات.
- شوربة خفيفة مثل: (شوربة الخضار أو العدس).
- مصدر بروتين صحي مثل: (صدر دجاج مشوي أو سمك مشوي).
- أرز مسلوق أو بطاطس مشوية كبديل للنشويات الثقيلة.
- سلطة خفيفة بدون بصل أو بهارات قوية.
الجدير بالذكر، يجب تجنب الأطعمة التالية، لمنع تهيج القولون، بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام:
- المقليات والأطعمة الدسمة.
- المشروبات الغازية والعصائر المصنعة.
- البقوليات الثقيلة مثل: (الفول والحمص) بكميات كبيرة.
وجبة خفيفة بعد التراويح ( الأطعمة الموصى بها)
- زبادي قليل الدسم مع ملعقة صغيرة من بذور الشيا.
- حفنة صغيرة من اللوز أو الجوز كمصدر للدهون الصحية.
- فاكهة خفيفة مثل: (الموز أو التفاح).
ويُنصح بتجنب الحلويات الغنية بالسكر، بالإضافة إلى الابتعاد عن القهوة أو المشروبات المحتوية على الكافيين بكثرة.
وجبة السحور (الأطعمة المسموح بها):
- كوب ماء دافئ أو لبن قليل الدسم.
- بيض مسلوق أو جبن قليل الدسم كمصدر للبروتين.
- خبز أسمر أو شوفان لاحتوائه على ألياف تساعد على الهضم.
- ملعقة صغيرة من العسل الطبيعي كمصدر للطاقة.
ويجب تجنب الأطعمة المالحة مثل: (المخللات) لتجنب العطش، بالإضافة إلى الخبز الأبيض والحبوب المكررة التي قد تسبب اضطرابات هضمية، والابتعاد كليًا عن الأطعمة الغنية بالتوابل التي قد تهيج القولون.