ما هو مرض التوحد ، أعراضه وأسبابه والعلاج

مرض التوحد هو أحد اضطرابات تطور الدماغ التي يواجهها الأطفال، ويتمثل التوحد بصعوبة التفاعل مع الآخرين وتأخر أو غياب اللغة وغيرها من السلوكيات الحركية المتكررة.

في هذا المقال سنتعرف معاً على مرض التوحد ، ما هي أعراضه وما أسبابه؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟ وغيرها من الأسئلة المتعلقة بهذا المرض.

ما هو مرض التوحد؟

التوحد الذي يسمى اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب في النمو العصبي، يمثل إعاقة في النمو ناجمة عن اختلافات في دماغ الطفل.

قد يتصرف الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد بطرق مختلفة عن الأشخاص الآخرين، وقد يواجهون مشكلة في التفاعلات الاجتماعية، وفي تفسير واستخدام التواصل اللفظي وغير اللفظي.

التوحد يعني أن الطفل قد يكون لديه:

  1. صعوبات في التفاعل مع الآخرين أو اختلافات في كيفية تفاعلهم مع الآخرين.
  2. صعوبة في استخدام وفهم التواصل غير اللفظي مثل التواصل البصري والإيماءات وتعبيرات الوجه.
  3. تأخر أو غياب تطور اللغة.
  4. صعوبة في تكوين العلاقات وفهمها.
  5. السلوكيات الحركية المتكررة مثل رفرفة الذراعين أو هز الجسم أو تكرار الكلام أو اللعب.
  6. الإصرار على التشابه في البيئة أو اعتماد الروتين ذاته دائماً.
  7. اهتمامات مكثفة أو غير عادية.
  8. النفور الحسي مثل كراهية الأصوات العالية أو السلوكيات الحسية.

يعتمد مدى جودة حياة الطفل اليومية على شدة الأعراض التي يعاني منها، وبالنظر إلى أن اضطراب طيف التوحد يختلف بشكل كبير في شدته، فإن أعراض بعض الأشخاص لا يتم التعرف عليها بسهولة دائماً.

ما الفرق بين التوحد واضطراب طيف التوحد (ASD)؟

غيرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي مصطلح التوحد إلى اضطراب طيف التوحد في عام 2013 ، وأصبح اضطراب طيف التوحد الآن مصطلحاً شاملاً يغطي المستويات المختلفة لمرض التوحد.

يتضمن طيف التوحد حالات اعتاد مقدمو الخدمة على اعتبارها منفصلة، ​​بما في ذلك:

  1. التوحد.
  2. متلازمة اسبرجر.
  3. اضطراب النمو المنتشر (PDD-NOS).

ما الفرق بين أسبرجر والتوحد؟

لم يعد مقدمو الرعاية الصحية يعترفون رسمياً بمتلازمة أسبرجر كحالة طبية منفصلة، لكن في الماضي اعتادوا على اعتبار مرض أسبرجر والتوحد حالتان مختلفتان.

الأعراض التي كانت في السابق جزءاً من تشخيص مرض أسبرجر تندرج الآن تحت طيف التوحد حيث بات يعتبر مقدمو الخدمة أن مرض أسبرجر هو شكل خفيف من التوحد.

ما هو التوحد عالي الأداء؟

التوحد عالي الأداء ليس تشخيصاً طبياً رسمياً، ومع ذلك يستخدم بعض الأشخاص هذا المصطلح لوصف شكل خفيف من التوحد يتطلب مستويات أقل من الدعم.

يمكن للأشخاص في هذه الحالة التحدث والقراءة والكتابة والتعامل مع المهارات الحياتية الأساسية.

هل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ينتمي إلى طيف التوحد؟

هناك العديد من أوجه التشابه بين اضطراب طيف التوحد واضطراب نقص الانتباه/فرط النشاط (ADHD)، لكن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ليس من طيف التوحد.

يمكن أن تتداخل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد، حيث تتسبب كلتا الحالتين في أن يواجه الأطفال صعوبة في الانتباه ويمكن أن يؤثر كلاهما على مهاراتهم الاجتماعية.

يرتبط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد وراثياً أيضاً، حيث إن وجود إحدى هذه الحالات يزيد من خطر إصابة الطفل بالحالة الأخرى والطفل المصاب بالتوحد لديه فرصة أكبر لأن يكون لديه قريب مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ما مدى شيوع مرض التوحد؟

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يؤثر اضطراب طيف التوحد على حوالي 1 من كل 44 طفلا يبلغون من العمر 8 سنوات.

يعد التوحد لدى الأطفال الذكور أكثر احتمالاً بكثير من الإصابة بالتوحد لدى الإناث.

ما هي أعراض التوحد؟

تتراوح أعراض التوحد من خفيفة إلى شديدة الإعاقة ويختلف كل شخص عن الآخر.

تشمل أعراض التوحد صعوبات في التفاعلات الاجتماعية، مثل:

  1. لا ينظر إليك الطفل عندما تنادي باسمه أو يستجيب بشكل غير متسق.
  2. لا يبتسم الطفل على نطاق واسع أو لا يصدر تعبيرات دافئة ومبهجة عند عمر 6 أشهر.
  3. لا ينخرط الطفل في الابتسام وإصدار الأصوات ورسم الوجوه معك أو مع أشخاص آخرين عند عمر 9 أشهر.
  4. لا يثرثر الطفل عند عمر 12 شهراً.
  5. لا يستخدم الطفل الإيماءات مثل التلويح بعمر 12 شهراً.
  6. لا يقول الطفل أي كلمات في عمر 16 شهراً.
  7. لا يتحدث الطفل أي عبارات ذات معنى مكونة من كلمتين (لا يشمل ذلك التقليد أو التكرار) بحلول عمر 24 شهراً، أي فقدان للكلام أو الثرثرة أو المهارات الاجتماعية.

وتتضمن أعراض التوحد أيضاً سلوكيات محددة، تسمى السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة:

  1. غالباً ما يقوم الطفل بترتيب الألعاب أو اللعب بها بنفس الطريقة في كل مرة.
  2. يتبع الطفل إجراءات معينة أو لديه ردود فعل شديدة تجاه التغييرات الصغيرة في الروتين.
  3. لدى الطفل اهتمامات مهووسة أو غير عادية للغاية.
  4. يعاني الطفل من نفور حسي كبير مثل كراهية الأصوات العالية أو عدم الإعجاب بمدى ملاءمة ملابس معينة أو ملمسها أو الانتقائية الشديدة في تناول الطعام.
  5. لدى الطفل سلوكيات تسعى إلى الحواس مثل النظر من زاوية عينه إلى الأشياء أو استنشاق الأشياء أو لعقها.

ما هي أسباب التوحد؟

لا يوجد سبب واضح لاضطراب طيف التوحد.

تدعم الأبحاث العوامل الوراثية والبيئية كأحد أسباب التوحد، حيث يعتقد العلماء أنه يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب المختلفة لاضطراب طيف التوحد التي تعمل معاً لتغيير طرق تطور الأشخاص.

هل التوحد مرض وراثي؟

تلعب الوراثة دوراً في مرض التوحد، لكن مقدمي الرعاية الصحية حددوا أسباباً وراثية محددة فقط في 10% إلى 20% من الحالات؛ تشمل هذه الحالات متلازمات وراثية محددة مرتبطة باضطراب طيف التوحد مثل متلازمة الصبغي X الهش والتغيرات النادرة في الشفرة الوراثية.

ما هي عوامل الخطر لمرض التوحد؟

  1. عمر الأم 35 عاماً أو أكثر.
  2. استخدام حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد من قبل الأم أثناء الولادة.
  3. الولادة المبكرة.
  4. مضاعفات أثناء الولادة.
  5. انخفاض الوزن عند الولادة.
  6. وجود أخ مصاب بالتوحد.
  7. وجود حالات كروموسومية أو وراثية معينة.

ما هي مضاعفات مرض التوحد؟

غالباً ما يصاحب مرض التوحد مجموعة واسعة من الحالات الجسدية والعقلية، قد تشمل هذه الحالات:

  1. اضطرابات في التغذية.
  2. قلة النوم.
  3. مشاكل الجهاز الهضمي (GI).
  4. الصرع.
  5. اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
  6. القلق والاكتئاب.
  7. حالات الصحة العقلية الأخرى مثل اضطراب الوسواس القهري (OCD) والفصام والاضطراب ثنائي القطب.

كيف يتم تشخيص مرض التوحد؟

قد يكون من الصعب تشخيص مرض التوحد حيث لا يوجد اختبار للتوحد، ومع ذلك يمكن لمقدمي الرعاية الصحية إجراء فحوصات وتقييمات متخصصة.

تتضمن خطوات عملية تشخيص مرض التوحد ما يلي:

  • المراقبة التنموية:

يبحث مقدم الرعاية الصحية إلى تاريخ نمو الطفل وسلوكه وتطوره مع الوقت.

  • الفحص التنموي:

قد يستخدم مقدم رعاية طفلك استبياناً لفحص مرض التوحد، يتضمن ذلك أسئلة وقوائم مرجعية لمقارنة الطفل المريض بالأطفال الآخرين من نفس العمر.

لا يوفر هذا الاختبار تشخيصاً ولكنه يمكن أن يشير إلى ما إذا كان الطفل على مسار النمو النموذجي أو يحتاج إلى تقييم رسمي أكثر.

  • التقييم الرسمي:

يأخذ التقييم الرسمي نظرة أكثر تعمقاً على تطور الطفل، حيث سيقوم أخصائي مدرب مثل طبيب نفسي للأطفال أو طبيب أطفال متخصص في النمو السلوكي بمراقبة الطفل وإعطائه اختباراً منظماً لطيف التوحد.

هل يمكن الشفاء من مرض التوحد؟

غالباً ما يكون اضطراب طيف التوحد حالة مدى الحياة ولا يوجد علاج لها، ومع ذلك قد تصبح أعراض الطفل أكثر اعتدالاً مع تقدمه في السن.

كيف يتم علاج مرض التوحد؟

يشمل علاج التوحد التدخلات أو العلاجات السلوكية لتعليم الطفل مهارات جديدة لمعالجة العجز الأساسي للتوحد وتقليل الأعراض الأساسية.

كل طفل مصاب بالتوحد فريد من نوعه، ولهذا السبب سيحصل الطفل على خطة علاج فردية لتلبية احتياجاته الخاصة.

يعاني العديد من الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد من حالات طبية إضافية، وتشمل هذه مشاكل الجهاز الهضمي والتغذية والنوبات واضطرابات النوم، ويمكن أن يشمل علاج هذه الحالات العلاج السلوكي أو الأدوية أو كليهما.

هل يمكن الوقاية من مرض التوحد؟

لا يمكن منع مرض التوحد، ولكن يمكن تقليل خطر إنجاب طفل مصاب بهذه الحالة عن طريق اتخاذ خطوات معينة، بما في ذلك:

  1. اتباع نمط حياة صحي.
  2. عدم تناول أدوية عشوائياً أثناء الحمل.
  3. الامتناع عن شرب الكحول والتدخين.
  4. الحصول على كافة اللقاحات اللازمة قبل وأثناء فترة الحمل.

الطفل المصاب بالتوحد هو مثل باقي الأطفال، لكنه يحتاج لرعاية خاصة ووعي من قبل الأهل والمجتمع، لذا يجب مراجعة الطبيب بشكل دوري عند ملاحظة أي خلل في العملية التطورية للطفل، وذلك من أجل التشخيص المبكر وتقديم العلاج المناسب.

المراجع

Autism Society. The Autism Experience: Understanding Autism 

Autism Speaks. What is Autism?

Centers for Disease Control and Prevention. What is Autism Spectrum Disorder?

Eunice Kennedy Shriver National Institute of Child Health and Human Development. Autism Spectrum Disorder (ASD)

U.S. National Institute of Mental Health. Autism Spectrum

اذهب إلى الأعلى