يعتبر تساقط الشعر أمراً شائعاً إلى حدّ ما بين أفراد المجتمع بمختلف أعراقهم وأجناسهم، قد يمتد تساقط الشعر إلى أن ينتهي بصاحبه إلى الصلع الكامل. كما يجدر الإشارة إلى أنه لا أحد بمعزلٍ عن هذه المشكلة و قد يظهر تساقط الشعر لدى كل الأعمار بما في ذلك الأطفال.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD)، من الطبيعي أن تفقد ما بين 50 و 100 شعرة يومياً. ومع أنّ فروة الرأس تشتمل على حوالي 100000 شعرة فإنّ هذا النوع من تساقط الشعر اليوميّ غير ملحوظ، وعادةً ما يحلّ الشعر الجديد محل الشعر المتساقط.
علينا أن نعلم أنّ الشّعر يمرّ بفترات راحة وفترات نموّ في أوقات مختلفة من العامّ، لذا لا داعي للقلق من تساقط الشّعر في فترات معيّنة أكثر من غيرها؛ سيعود للنموّ مجدّداً، لكن إذا استمرّ التّساقط علينا أن نبحث عن السّبب.
ربمّا استيقظتَ في الصباح مُتفاجئا بشعرٍ متساقطٍ على وسادتك على غير العادة، فإذا ما كنتَ تريد معرفة ما إذا كان شعرك يتساقط بالفعل أم أنّك تعاني من تساقط الشعر الطبيعي؟ يمكنك من خلال هذا المقال أن تحصل على مزيد من المعلومات المبنيّة على دراسات حديثة حول تساقط الشعر وأفضل علاجاته المتوفّرة.
تساقط الشعر
إن تساقط الشعر هو المصطلح الشائع بين الناس، غير أنّ كلمة “الثعلبة النمطية او الأندروجينية” هي المصطلح الطبي لهذا المشكلة الجلدية.
الثعلبة النمطية أو الأندروجينية هي اضطراب وراثي بسبب الاستجابة المفرطة للأندروجينات التي تؤثر على ما يصل إلى 50٪ من الذكور والإناث.
تتميز الثعلبة بالتساقط التدريجي لشعر فروة الرأس في أي عمر بعد سن البلوغ لدى كلٍّ من الذكور والإناث.
ما هي أعراض الثعلبة الأندروجينية ؟
تظهر أعراض الثعلبة لدى الذكور بشكل بارز في مقدمة الرأس عند خط الشعر الأمامي ومنطقة الصدغين، بينما تظهر عند النساء في منتصف الرأس حين يصبح الشعر النابت في منطقة التاج (الجزء العلوي من الرأس) أرقّ، وقد يتطور ترقق الشعر حتى يظهر في النهاية كبقعة صلعاء.
أهمّ أسباب تساقط الشعر :
1. تساقط الشعر الوراثي:
إنّه السبب الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم، ويُصاب به كلٌّ من الرجال والنساء.
عند الرجال يُطلق عليه تساقط الشعر ذو النمط الذكوري، أمّا عند النساء فيسمّى بتساقط الشعر الأنثوي.
وبغض النظر عن جنس المصاب فإن المصطلح الطبيّ هو الصلع الوراثي، إذ أنّه من المرجح أن يتعرّض الشّخص لتساقط الشعر إذا كان لديه تاريخ وراثي لهذه المشكلة في عائلته سواء من جانب الأم أو الأب.
2. تساقط الشعر بسبب حساسية الأندروجينات:
الأندروجينات مسؤولة عن الخصائص البيولوجية للذكور، بما في ذلك ضخامة الصوت وشعر الجسم وزيادة كتلة العضلات، كما أنّه أثناء نمو الجنين يلعب هرمون الديهدروتستوستيرون DHT دوراً حيوياً في نمو القضيب وغدة البروستات.
حيث يمكن أن تؤدي زيادة مستويات الأندروجينات إلى أن تبقى بصيلات الشعر في مرحلة الراحة لفترات
طويلة ، هذا ما يؤدي بدوره إلى تقصير دورة نمو الشعر فينمو حينها شعر أقصر وأرقّ من المعتاد يشبه الشعيرات الزغبية وهي نوع من الشعر الناعم والخفيف الذي يغطي جسم الرضيع ويختفي غالباً خلال فترة البلوغ استجابةً للأندروجينات.
3. الإصابة بمرض كوفيد 19:
لقد خلّف مرض COVID-19 آثارا جمّة على جميع الجوانب الطبيّة نظراً لخصائصه التي لا يمكن التنبؤ بها، ارتبطت أعراضه المُقلقة ببعض الأمراض الرئوية والقلبية، ومع ذلك فقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة بأن بعض الأمراض الجلدية لها صلة وثيقة بمرض COVID-19 بما في ذلك تساقط الشعر.
جدير بالذكر أنّ حالة الطوارئ والقيود التي كانت مفروضة أثناء جائحة COVID-19 قد كان لها آثار نفسية سلبية، بما في ذلك زيادة نسب القلق والتوتر لدى جميع الأفراد. إنّ الإنفعالات النفسية تسبب زيادة في إفراز الهرمونات التي تنتقل سريعا عبر الناقلات العصبية. هذه الهرمونات تؤثر سلباً على دورة نمو الشعر.
إنّ فقدان الشعر المفاجئ والمؤقت يُطلق عليه باسم: تساقط الشعر الكربي، وهو يحدث عندما يتعرّض الشخص للإجهاد أو الإصابة بمرض معيّن مثل مرض كوفيد 19، يجدر بنا أن نُنوّه إلى أنّ الأمر لا يقتصر على Covid-19 فقط؛ بل لقد عرف الخبراء منذ قرون أنّ المرض الشديد والجراحة وفقدان الدم والولادة والأحداث العاطفية الشديدة يمكن أن تتسبّب في تساقط الشعر الكربي. لكن حديثاً وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الإصابة بعدوى Covid-19 معرّضون لتساقط الشعر أربع مرات أكثر من أولئك الذين لم يصابوا بالعدوى.
كما أنّ العلاجات المعطاة لمرضى كوفيد كالكورتيزون تساهم في تساقط الشّعر.
4. التوتر والإجهاد سبب آخر لتساقط الشعر:
ليس من الواضح تمامًا كيف يحفّز التوتر والضغوط العاطفية تساقط الشعر الكربي.
في حين يعتقد العديد من أطباء الأمراض الجلدية أنّ هرمون التوتر المسمّى بالكورتيزول قد يلعب دوراً في ذلك، لكن يميل الكثير من الأطباء والباحثين إلى أنّه قد تكون هناك مواد كيميائية أخرى تؤثر على بصيلات الشعر مؤدية إلى تساقط الشعر النابت فيها، ومع طول مدة التوتر من المحتمل أن يلاحظ الشخص تساقط شعره بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر.
تشير هذه الأبحاث إلى “أنّ زيادة هرمون الكورتيكوستيرون يُؤثر على الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر ويبقيها في مرحلة الراحة لفترة طويلة جدًا دون تجديد الأنسجة، والعكس صحيح؛ ففي غياب الكورتيكوستيرون تتجدّد هذه الخلايا”.
5. نقص الحديد في الجسم :
يمكن لتساقط الشّعر أن يكون بسبب نقص العناصر الغذائيّة المهمّة بالجسم وعلى رأسها الحديد، عندما تنخفض مستويات الحديد في الجسم ينخفض معه الهيموغلوبّين المسؤول عن نقل الأوكسجين اللازم لنموالخلايا عامة وإصلاح التّلف ومن ضمن هذه الخلايا؛ الخلايا المسؤولة عن نموّ الأشعار، مما يؤدي لتساقط الاشعار وهنا نحتاج لتعويض الحديد دوائيّاً.
والجدير بالذكر ان هذا التّساقط يتوقف، بمجرّد تعويض الحديد النّاقص ويعود الشّعر للنموّ مجدّداً.
6. نقص الفيتامينات في الجسم:
نقص الفيتامينات يؤثّر على تساقط الشّعر، ومن اهمّها فيتامين D وفيتامين B12، وبمجرّد تعويض هذه الفيتامينات يتوقف سقوط الأشعار ويعود الشعر للنمو مجددا.
7. اضطرابات الغدة الدّرقيّة:
يمكن أن يسبّب قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدّة الدّرقيّة تساقط الشّعر، يكون التّساقط منتشراً ويشمل فروة الرّأس بكاملها بدلاً من مناطق منفصلة.
يعود الشّعر للنموّ مع العلاج النّاجح لاضطراب الغدة الدّرقيّة.
8. العلاج الكيماويّ للسرطان:
بعض العلاجات الكيماويّة للسرطان تؤدّي لتساقط الشّعر لأنّها تؤثّر على كافّة خلايا الجسم، ولكن علينا أن نعلم أنّ الشّعر يعور للنموّ مجدّاً بمجرّد الانتهاء من العلاج.
ما هي أفضل علاجات تساقط الشعر ؟
هناك نوعان من الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لتساقط الشعر هما: فيناسترايد ومينوكسيديل.
مينوكسيديل
أظهرت دراسة أُجريت عام 2022 أنّ المينوكسيديل بتركيز 5 في المائة يمكن أن يحسّن من نمو الشعر لدى الرجال المصابين بالثعلبة الأندروجينية.
يعمل هذا الدواء عن طريق تقصير مرحلة الراحة في دورة نمو الشعر ونقل الشعر إلى مرحلة النمو. ومع ذلك، فإن الآلية الدقيقة التي يعمل بها المينوكسيديل ليست مفهومة بالكامل حتى الآن.
يتوفر المينوكسيديل عادة في شكل سوائل ورغوة وشامبو. ويُطبّق على الشعر الجاف تماماً، وقد يستغرق ظهور النتائج 4 أشهر على الأقل.
فيناسترايد
فيناسترايد دواء لتساقط الشعر موجّهٌ للرجال، إنّه دواء يستلزم وصفة طبية ويؤخذ عن طريق الفم.
أظهرت دراسة أجريت عام 2018 أنه يمكن استخدام فيناسترايد لإبطاء تساقط الشعر والمساعدة في تحفيز نمو الشعر الجديد لدى الرجال.
أول علاج حديث لمرض الثعلبة:
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 13 يونيو 2022 أنها أصدرت الموافقة على دواء Olumiant وهو علاج عن طريق الفم يتم تناوله مرة واحدة يومياً لعلاج المرضى البالغين الذين يعانون من داء الثعلبة، وعند اختباره سريريًا نجح دواء Olumiant في تعزيز نمو الشعر لدى المرضى الذين يعانون من داء الثعلبة وتساقط شعر فروة الرأس بنسبة 50٪ على الأقل لأكثر من 6 أشهر.
هل توفر مختبرات دلتا فحوصات تساقط الشعر ؟
تقدم لكم مختبرات دلتا الطبية باقة تحاليل تساقط الشعر ، التي تحتوي على ثماني فحوصاتٍ تمكنكِ من معرفة السبب وراء تساقط الشعر وتوجهكِ للحل الأمثل.
