القولون العصبي ، دليل تعريفي شامل

تتمثل أعراض القولون العصبي بأعراض هضميّة غير مريحة مثل النفخة والغازات والإمساك أو الإسهال، وغالباً ما تزداد تلك الأعراض في الصّباح وعند التّعرّض لحالة نفسيّة أو توتّر.

فما هي متلازمة القولون العصبي ؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أعراض القولون العصبي ؟ وكيف يتمّ علاجه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

ما هي متلازمة القولون العصبي ؟

تسمى أيضا بمتلازمة الأمعاء الهيوجة، وهي عبارة عن اضطراب هضميّ شائع، يشمل مجموعة من الأعراض التّي تؤثّر على الجهاز الهضميّ، حيث يعاني الأشخاص المصابون بها من غازات ونفخة في البطن وآلام بطنيّة وتشنّجات مختلفة.

ما هو اضطراب الجهاز الهضميّ الوظيفيّ؟

إن القولون العصبي هو نوع من أنواع اضطراب الجهاز الهضمي؛ وهي إحدى الحالات التّي تسمّى أيضاً باضطرابات التّفاعل بين الأمعاء والدّماغ، حيث تتعلق بإشكاليات ناتجة عن كيفية عمل الأمعاء واستقبال المعلومات من الدماغ.

يصاحب هذا الاضطراب زيادة في حساسية الجهاز الهضمي تجاه الطعام والحالة النفسية، فتصبح القناة الهضميّة حساسّة جدّاً للأطعمة والحالة النّفسيّة، كما تؤدي إلى تغيّر آليّة تقلّص عضلات الأمعاء، ممّا يسبّب الآلام البطنيّة والغازات والتّطبّل والإسهال أو الإمساك.

ما هو القولون ؟

نظرا لكثرة التساؤلات حول ماهية وطبيعة القولون، فإننا نوضح هنا أن القولون هو عبارة عن أنبوب عضلي، وهو جزء من أجزاء الأمعاء الغليظة، حيث يتضمن طبقاتٍ من الخلايا العضلية الملساء، ويكون على شكل حرف U بالإنجليزية، وهو أطول جزء في الأمعاء الغليظة ويوجد أسفل المعدة، كما أنه الجزء الذي يستقبل الطعام المهضوم ويمتص الماء والعناصر الغذائية منه أثناء حركته.

ما مدى شيوع وانتشار القولون العصبي؟

متلازمة القولون العصبي مرض شائع للغاية، حيث بيّنت وزارة الصّحّة السّعوديّة أنّ حوالي 10- 15% من السّكّان مصابون بهذه المتلازمة.

ما هي أنواع القولون العصبي؟

تصنّف أنواع القولون العصبي تبعاً لنوع الاضطراب في حركيّة الأمعاء الذّي يعاني منه المريض، ويختلف علاج كلّ نوع بحسب الاضطراب الذّي يعاني منه. ففي كثير من الأحيان يكون لدى الأشخاص الذّين يعانون من هذه المتلازمة، حركات أمعاء طبيعيّة في بعض الأيّام، وحركات غير طبيعيّة في أيّام أخرى. فيما يلي توضيح لأنواعه:

  1. القولون العصبي مع الإمساك (IBS-C): حيث يكون محتوى القناة الهضميّة صلب ومتكتّل.
  2. متلازمة القولون العصبي مع الإسهال (IBS-D): ويكون محتوى القناة الهضميّة سائل ومائيّ.
  3. القولون العصبي مع عادات الأمعاء المختلطة (IBS-M): يكون فيها محتوى القناة الهضمية متنوّعاً بين الصّلب والسّائل، أي يكون ما بين حالتي الإمساك والإسهال).

كيف يؤثّر القولون العصبي على الجسم؟

تميل عضلة القولون لدى الأشخاص المصابين إلى التقلص أكثر من الأشخاص غير المصابين بهذه المتلازمة، حيث تسبّب هذه التقلصات تشنجات وآلام بطنيّة عديدة.

وقد بيّنت بعض الدّراسات، أنّ الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة يكون لديهم كمّيّة أكبر من الميكروبات في الأمعاء بسبب اختلال التوازن والتي تتسبب في إفراز غازات أكثر مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالألم والنفخة.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالقولون العصبي؟

غالباً ما تنتشر هذه المتلازمة في أعمار المراهقة والشّباب، وذلك لأنّها مترافقة مع نمط الحياة المتوتّر وتعدّد المسؤوليات، حيث أنّ القلق هو أكبر محرّض لهذه المتلازمة، كما من الممكن أن تكون النّساء أكثر عرضة للإصابة بـ IBS من الرّجال، وتشمل عوامل الخطر:

  1. القلق والتّوتّر والمشاكل العاطفيّة.
  2. أمراض الجهاز الهضمي والالتهابات.
  3. التّاريخ العائليّ للإصابة بالقولون العصبيّ.
  4. أمراض الجهاز الهضميّ المتعلّقة بصعوبة أو بطء عملية الهضم أو عدم التحمل الغذائي.

ما هي أسباب القولون العصبي؟

تتنوّع أسباب الإصابة بهذه المتلازمة، ولا يوجد سبب واحد ومباشر على وجه التحديد للإصابة بها، لكن ثمة مثيرات لهذه المتلازمة مثل القلق والتّوتّر والمشاكل العاطفيّة وبعض الأطعمة المزعجة للجهاز الهضميّ وبعض الأدوية.

ويمكن أن تتلخّص أسباب متلازمة القولون العصبي بالعوامل التّالية:

  1. عسر الحركة: وهي عبارة عن مشاكل في كيفيّة تقلّص عضلات الجهاز الهضميّ وتحريك الطّعام عبر الجهاز الهضميّ.
  2. فرط الحساسيّة الحشويّة: وتكون نتيحة أعصاب شديدة الحساسيّة في الجهاز الهضميّ.
  3. اختلال توازن البكتيريا داخل الأمعاء.
  4. ضغوطات الحياة.
  5. مشاكل في الأعصاب المسؤولة عن الجهاز الهضمي التي تسبب سوء التّواصل بين الأعصاب في الدّماغ والأمعاء.

ما هي أعراض القولون العصبي ؟

تتنوّع أعراض القولون العصبي لتشمل:

  1. آلام في البطن بسبب تشنجات في عضلات الجهاز الهضميّ.
  2. حركات الأمعاء التّي تكون أصعب أو أضعف من المعتاد.
  3. الإسهال أو الإمساك أو التّناوب بينهما.
  4. النّفخة والغازات.
  5. تغيّر في طبيعة البراز (ظهور المخاط).

كيف يتمّ تشخيص القولون العصبي؟

يعتمد تشخيص متلازمة القولون العصبي على التاريخ المرضي للمريض والفحص السّريريّ، حيث يُعتمد على الأعراض التي توجه الطبيب لتشخيص هذه المتلازمة عبر استبعاد أمراض الجهاز الهضميّ الأخرى.

كما يتمّ اللّجوء للاختبارات التّشخيصيّة، مثل اختبارات الدّمّ وتحاليل البراز وصور الأشعة، ومن هذه الاختبارات التّي يمكن إجراؤها:

  1. تحاليل الدم: حيث تستخدم التّحاليل الدّمويّة للتأكد من عدم وجود التهابات في الجهاز الهضميّ والسّرطانات، ومن هذه التّحاليل تعداد الدّمّ الشّامل ( صورة الدم) CBC والبروتين التفاعلي CRP وسرعة ترسيب الدم ESR ومزرعة الدّمّ.
  2. تحاليل البراز: وتستخدم هذه التّحاليل لكشف الدّمّ في البراز والطّفيليّات والجراثيم.
  3. صور الأشعة: مثل تصوير  إيكو الجهاز الهضميّ وصورة الأشعّة البسيطة x ray والطّبقيّ المحوريّ.

هل يجب إجراء تنظير القولون لتشخيص القولون العصبيّ؟

اعتماداً على الأعراض والتّاريخ الطّبّيّ للمريض وعوامل أخرى، قد يوصى بإجراء التّنظير الهضميّ للقولون، وذلك للحصول على مزيد من المعلومات ونفي وجود أمراض هضميّة أخرى قد تسبّب نفس الأعراض.

يجدر الإشارة إلى أن التّنظير السّينيّ المرن يمكن أن يساعد في تقييم اضطرابات الأمعاء ونزيف المستقيم والأورام الحميدة. كما يساهم التّنظير بإمكانية أخذ خزعة من القولون وذلك من أجل التّحقّق من السّلامة من الأورام أو أمراض سوء الامتصاص.

ما هو علاج القولون العصبي؟

لا يوجد علاج واحد لجميع مرضى متلازمة القولون العصبي، ولكن معظم الأشخاص الذّين يعانون منها يمكن أن يجدوا العلاج المناسب لهم عبر اتخاذ تدابير علاجية ووقائية تساهم في إجراء تغييرات في نمط الحياة واستخدام بعض الأدوية لهذه الحالة، وتشمل العلاجات التّي يمكن تطبيقها:

  1. تغيير النّمط الغذائيّ: يساعد تغيير النّمط الغذائيّ بما يتناسب مع حالة المريض بناء على أعراضه بحيث نتجنب تناول الأطعمة التي تفاقم من تهيج الأعراض مثل المقالي والمأكولات السريعة والمأكولات المصنعة والمعلبة، واستبدالها بمأكولات صحية وموسمية، كما يجب زيادة تناول الألياف في النظام الغذائي، فاذا كان المريض يعاني من الإسهال يفضل تناول الطعام الذي يحتوي على الألياف القابلة للذوبان مثل التفاح والجزر، وإذا كان يعاني من الإمساك، يُفضّل تناول الطعام الذي يحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان مثل الكوسا والزهر ة
  2. شرب الكثير من الماء بما معدله ثمانية أكواب يوميّاً.
  3. التخفيف من تناول الحليب ومشتقاته مثل الجبن واللبن.
  4. ممارسة الرّياضة بانتظام.
  5. تجنّب الكافيين.
  6. تجنّب الكحول.
  7. تجنّب التّدخين.
  8. استخدام الأدوية: قد تساعد الأدوية المضادّة للاكتئاب في التّخفيف من حدوث الإصابة بهذه المتلازمة، كما يمكن أن تساهم أدوية الإسهال أو الإمساك أو مضادّات تشنّج العضلات الملساء في علاج وتخفيف أعراض الحالة.
  9. استخدام البروبيوتيك (البكتريا النّافعة).

ختاماً، علينا أن نعلم أنّ متلازمة القولون العصبي هي مرض شائع جدّاً، وقد يرافق المريض طيلة حياته، لذا يجب خطوات جدية تتعلق بتغيير نمط الحياة، والتّخفيف من القلق والتّوتّر قدر الإمكان، وذلك في سبيل التخفيف من شدة أعراض هذا المرض.

هل تتوفر تحاليل كشف الإصابة بالقولون العصبي في مختبرات دلتا ؟

نعم تتوفر تحاليل كشف الإصابة بهذه المتلازمة في مختبرات دلتا الطبية، حيث يمكن للمربض التوجه إلى أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية وإجراء التحاليل الطبية المطلوبة، أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجانا لعملائها، مع ضمان الحصول على نتائج دقيقة وذات موثوقية عالية.

 

المراجع

National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. Irritable Bowel Syndrome (IBS).

American Academy of Family Physicians. Irritable Bowel Syndrome

American Gastroenterological Association. Irritable Bowel Syndrome (IBS).

Irritable bowel syndrome. Canadian Society of Intestinal Research.

اذهب إلى الأعلى