ما هي متلازمة تسرب الأمعاء ؟

تعد متلازمة تسرب الأمعاء موضوعاً مثيراً للجدل بين الباحثين والأطباء، في حين أن بعض الدراسات تشير إلى ارتباط هذه الحالة بمشاكل صحية متعددة، فإن الأدلة العلمية القاطعة ما زالت غير كافية لتأكيد هذا الارتباط بشكل نهائي.

نظراً لأهمية وخطورة هذا المرض، سنستعرض في هذه المقالة مفهوم متلازمة الأمعاء المتسربة ونسلط الضوء على الأدلة العلمية المتوفرة حولها، مع مناقشة العوامل المسببة المحتملة والأعراض المرتبطة بها، بالإضافة إلى استعراض الأساليب التشخيصية والعلاجية المقترحة.

ما هي متلازمة تسرب الأمعاء (Leaky Gut Syndrome)؟

هي حالة مرضية تتميز بزيادة نفاذية الأمعاء، حيث تصبح جدران الأمعاء رقيقة ومتسربة بشكل يسمح بمرور جزيئات غير مرغوب فيها مثل السموم والبكتيريا وجزيئات الطعام غير المهضومة إلى مجرى الدم.

ما هي أعراض متلازمة الأمعاء المتسربة؟

  1. مشاكل هضمية: مثل الانتفاخ والغازات والإسهال.
  2. التعب المزمن: الشعور بالإرهاق والتعب دون سبب واضح.
  3. الحساسية الغذائية: ظهور حساسية أو عدم تحمل الغذائي لبعض الأطعمة.
  4. مشاكل جلدية: مثل الطفح الجلدي، والأكزيما، وحب الشباب.
  5. الاضطرابات النفسية: مثل القلق والاكتئاب.
  6. آلام المفاصل: التهابات المفاصل.

ما هي الأسباب المحتملة للإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة؟

  1. النظام الغذائي: تناول الأطعمة المصنعة والسكريات والكحول.
  2. الإجهاد المزمن: الذي يمكن أن يؤثر على صحة الأمعاء.
  3. الالتهابات: البكتيرية أو الفيروسية.
  4. المضادات الحيوية: والاستخدام المفرط لها مما يمكن أن يخل بتوازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء (البكتيريا النافعة).
  5. الأمراض المزمنة: مثل مرض الاضطرابات الهضمية وداء كرون.

من المهم مواصلة البحث لفهم العلاقة بين صحة الأمعاء وبقية الجسم، وتحديد الأساليب الأكثر فعالية للتشخيص والعلاج.

ما هي الأمراض التي تزيد خطر الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة؟

قد يؤثر عدم التوازن في ميكروبات الأمعاء على الصحة العامة للأمعاء، مما قد يشمل زيادة في نفاذية الأمعاء.

مثل هذه المشاكل قد تؤدي إلى تحفيز الجهاز المناعي في الجسم مما يؤدي إلى الالتهاب وزيادة النفاذية مما يسبب متلازمة الأمعاء المتسربة، تزيد بعض الحالات الأخرى أيضاً من خطر الإصابة بهذه المتلازمة، بما في ذلك:

  1. متلازمة القولون العصبي (IBS).
  2. مرض كرون.
  3. مرض الاضطرابات الهضمية.
  4. السكري.
  5. متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).
  6. مرض الكبد المزمن.
  7. حساسية الطعام.

طرق تشخيص متلازمة تسرب الأمعاء

تشخيص هذه المتلازمة ليس بسيطاً، ومع ذلك يمكن للأطباء اتباع عدة خطوات وإجراءات لتقييم صحة الأمعاء والنفاذية المعوية، وتشمل هذه الإجراءات:

  1. التاريخ الطبي والفحص السريري:

يجمع الطبيب معلومات شاملة عن الأعراض والتاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك النظام الغذائي ونمط الحياة، والتعرض للتوتر واستخدام الأدوية ، مثل المضادات الحيوية أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).

  1. تحاليل الدم:
  • فحص الأجسام المضادة: يمكن فحص مستويات الأجسام المضادة لمكونات الطعام الشائعة (مثل الغلوتين منتجات الألبان) للكشف عن التحسس الغذائي.
  • علامات الالتهاب: مثل فحص مستوى البروتين التفاعلي (CRP) وسرعة ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR) لتقييم وجود التهابات مزمنة.
  1. تحليل البول للمانيتول واللاكتولوز:

يقيس هذا الاختبار قدرة الأمعاء على امتصاص السكرين المختلفين: المانيتول الذي يُمتص بشكل طبيعي واللاكتولوز الذي لا يُمتص إلا في حالة وجود زيادة في نفاذية الأمعاء.

يجري التحليل عن طريق تناول محلول يحتوي على المانيتول واللاكتولوز، ومن ثم تُجمع عينات البول لتحليلها. تشير نسبة المانيتول إلى اللاكتولوز في البول إلى مدى نفاذية الأمعاء.

  1. تحاليل البراز:
  • تحليل البكتيريا المعوية: يمكن أن يكشف عن توازن البكتيريا الجيدة والسيئة في الأمعاء.
  • فحص البروتينات الالتهابية: مثل الكالبركتين (calprotectin) والفوسفاتاز القلوي في البراز التي قد تشير إلى وجود التهاب في الأمعاء.
  1. التقييم بواسطة التنظير:

في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى إجراء تنظير للقولون أو الأمعاء الدقيقة للحصول على صورة مباشرة لبطانة الأمعاء والبحث عن علامات الالتهاب أو التلف.

  1. اختبارات إضافية:
  • قياس البروتينات المرتبطة بالأمعاء: مثل الزونولين (zonulin) وهو بروتين يلعب دوراً هاماً في تنظيم نفاذية الأمعاء.
  • اختبارات أخرى للحساسية الغذائية: مثل اختبار حساسية الطعام عن طريق الجلد أو اختبارات الدم الأخرى.
  1. التقييم الشامل لنمط الحياة والعوامل الغذائية:

ينصح الطبيب بتقييم شامل لنمط حياة المريض، بما في ذلك تناول الأطعمة المصنعة والتوتر والنشاط البدني واستخدام المكملات الغذائية أو الأدوية.

تشخيص متلازمة الأمعاء المتسربة يتطلب تقييماً شاملاً يعتمد على مجموعة من الاختبارات والفحوصات، وفي ظل عدم وجود تشخيص رسمي موحد يعتمد الأطباء على الجمع بين الأعراض السريرية والاختبارات المختلفة لتحديد ما إذا كانت هناك زيادة في نفاذية الأمعاء ومدى ارتباطها بحالة المريض الصحية.

علاج متلازمة الأمعاء المتسربة

يتطلب العلاج اتباع نهج شامل يهدف إلى تحسين صحة الأمعاء وتقليل النفاذية المعوية، وتشمل استراتيجيات العلاج عادةً تعديلات في النظام الغذائي وتغييرات في نمط الحياة واستخدام بعض المكملات الغذائية. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لعلاج هذه الحالة:

  1. تحسين النظام الغذائي:
  • تجنب الأطعمة المسببة للتهيج: مثل الغلوتين ومنتجات الألبان والأطعمة المصنعة والسكريات المضافة.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة التي تساعد في دعم صحة الأمعاء.
  • زيادة تناول الأطعمة المضادة للالتهاب: مثل الأسماك الدهنية (السلمون- السردين) والمكسرات والبذور والزيوت الصحية (مثل زيت الزيتون).
  • تضمين الأطعمة المخمرة: مثل الزبادي والكفير ومخلل الملفوف التي تحتوي على البروبيوتيك المفيدة.
  1. المكملات الغذائية:
  • البروبيوتيك: لدعم توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
  • البريبايوتيك: وهي الألياف التي تغذي البكتيريا الجيدة.
  • الجلوتامين: وهو حمض أميني يمكن أن يساعد في تعزيز صحة بطانة الأمعاء.
  • الزنك: لدعم التئام الأنسجة والوظيفة المناعية.
  • الأحماض الدهنية الأساسية: مثل أوميغا-3 الموجودة في زيوت السمك التي تساعد في تقليل الالتهاب.
  1. إدارة الإجهاد:
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: مثل المشي الذي يساعد في تخفيف التوتر.
  • تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق والتأمل والتدليك.
  1. تقليل استخدام الأدوية المهيجة:

تقليل تناول الادوية التي تؤثر على الأمعاء مثل المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والبحث عن بدائل أقل تأثيراً على صحة الأمعاء إذا أمكن.

  1. العلاج بالأعشاب والمكملات الطبيعية:
  • الكركم: الذي يحتوي على الكركمين وهو مضاد للالتهاب.
  • الصبار: الذي يمكن أن يهدئ الأمعاء.
  • الألوفيرا: التي تساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي.
  1. إجراء الفحوصات الدورية:

مثل تحاليل الحساسية الغذائية والتحاليل الدموية لتقييم مدى فعالية العلاج وإجراء التعديلات اللازمة.

تشكل متلازمة الأمعاء المتسربة موضوعاً مهماً في مجال الصحة العامة، وتتطلب المزيد من الأبحاث لفهم أعمق وأشمل.

وتبقى الوقاية من خلال نمط حياة صحي وتغذية متوازنة هي الخطوة الأولى نحو الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي ومنع المشاكل المرتبطة به.

هل تتوفر فحوصات تشخيص تسرب الأمعاء في مختبرات دلتا؟

تتوفر في مختبرات دلتا الطبية جميع التحاليل الطبية المطلوبة من أجل تشخيص متلازمة تسرب الأمعاء، حيث يمكن زيارة أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية، أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول على أفضل وأدق النتائج.

 

المراجع

GI Society. Debunking the Myth of ‘Leaky Gut Syndrome’ 

Odenwald MA, Turner JR. The intestinal epithelial barrier: a therapeutic target?

Bischoff SC, Barbara G, Buurman W, et al. Intestinal permeability—a new target for disease prevention and therapy

Camilleri M. Leaky gut: mechanisms, measurement and clinical implications in humans

Vanuytsel T, Tack J, Farre R. The Role of Intestinal Permeability in Gastrointestinal Disorders and Current Methods of Evaluation

 

إعلان بنر
أحدث المقالات
إعلان بنر
إعلان بنر
Go to Top