التهاب المفاصل الروماتويدي

الألم والتيبس هي أبرز أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي التي قد تصيب بعض مفاصل الجسم الجانبية مثل اليدين والأصابع والركبتين، حيث يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على العيون والجلد والرئتين وغيرها لكونه أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة.

سنتناول في هذا المقال مفهوم التهاب المفاصل الروماتويدي وأسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

هو أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة (المستمرة)، ويحدث في المفاصل على جانبي الجسم مما يجعله مختلفاً عن الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل.

قد يكون لدى المريض أعراض الألم والالتهاب في:

  1. الأصابع.
  2. اليدين.
  3. المعصمين.
  4. الركبتين.
  5. الكاحلين.
  6. القدمين.
  7. أصابع القدمين.

يؤدي الالتهاب إلى تلف الغضروف الذي يعمل عادةً “كممتص للصدمات” في المفاصل، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشوه المفاصل وفي النهاية تتآكل العظام نفسها مما يؤدي إلى التحام المفصل.

بالإضافة إلى التأثير على المفاصل يؤثر هذا المرض أحياناً على أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك:

  1. الجلد.
  2. العيون.
  3. الفم.
  4. الرئتين.
  5. القلب.

من يصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي؟

الإناث أكثر عرضة للإصابة  من الذكور.

في أي عمر يمكن أن يظهر التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يمكن لأي شخص أن يصاب بهذا المرض، إلا أنه غالبا ما يبدأ بالتطور بين سن 30 و60 عاماً.

قد يظهر المرض عند الأطفال والشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 16 و40 عاماً، ويُطلق عليه اسم التهاب المفاصل الروماتويدي الشبابي (YORA).

ويُطلق على الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض بعد بلوغهم سن الستين اسم التهاب المفاصل الروماتويدي المتأخر (LORA).

ما هي أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يؤثر هذا المرض على الأشخاص بشكل مختلف، عند بعض الأشخاص تتطور أعراض التهاب المفاصل على مدى عدة سنوات وعند أشخاص آخرين تتطور الأعراض بسرعة أكبر، كما أن كثير من الناس لديهم فترات من المرض وفترات من الهدوء دون مرض.

تشمل الأعراض ما يلي:

  1. ألم وتورم وتيبس وألم في أكثر من مفصل.
  2. تصلب الشرايين خاصةً في الصباح أو بعد الجلوس لفترات طويلة.
  3. ألم وتيبس في نفس المفاصل على جانبي الجسم.
  4. التعب الشديد.
  5. ضعف.
  6. حمى.

هل يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي التعب؟

تختلف تجربة كل شخص مع التهاب المفاصل الروماتويدي قليلاً، لكن العديد من الأشخاص المصابين يقولون إن التعب هو من بين أسوأ أعراض المرض.

قد يكون العيش مع الألم المزمن أمراً مرهقاً وقد يزيد التعب من صعوبة التحكم في الألم.

ما هي المراحل الأربع لالتهاب المفاصل الروماتويدي؟

المرحلة 1: في المرحلة المبكرة تلتهب الأنسجة المحيطة بالمفاصل، قد يحدث بعض الألم والتصلب.

المرحلة 2: يبدأ الالتهاب في إتلاف الغضروف في المفاصل، وقد يلاحظ المريض تصلباً وانخفاضاً في نطاق الحركة.

المرحلة 3: الالتهاب في هذه المرحلة يكون شديداً لدرجة أنه يؤدي إلى إتلاف العظام وتبدأ التغيرات الجسدية.

المرحلة 4: في هذه المرحلة يتوقف الالتهاب ولكن المفاصل تزداد سوءاً، يعاني المريض من ألم شديد وتورم وتيبس وفقدان القدرة على الحركة.

ما الذي يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي؟

السبب الدقيق لالتهاب المفاصل الروماتويدي غير معروف، حيث يعتقد الباحثون أن السبب هو مجموعة من العوامل الوراثية والهرمونية والبيئية.

عادةً يحمي الجهاز المناعي الجسم من الأمراض لكن في حالة الإصابة، هناك شيء يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة المفاصل؛ قد تكون العدوى أو التدخين أو الإجهاد الجسدي أو العاطفي أو البرد الشديد محفزاً لحدوث هجمة التهاب.

يمكنك القراءة أكثر عن الأمراض المناعية وفحوصاتها.

هل التهاب المفاصل الروماتويدي وراثي؟

لقد درس العلماء العديد من الجينات كعوامل خطر محتملة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وتبين أنه تساهم بعض الاختلافات الجينية والعوامل غير الوراثية في زيادة خطر الإصابة.

الأشخاص الذين يولدون مع اختلافات في جينات مستضد الكريات البيض البشرية (HLA) هم أكثر عرضة للإصابة به، حيث تساعد جينات HLA الجهاز المناعي على التمييز بين البروتينات التي يصنعها الجسم والبروتينات القادمة من الخارج مثل الفيروسات والبكتيريا.

ما هي عوامل الخطر لتطوير التهاب المفاصل الروماتويدي؟

  1. التاريخ العائلي: من المرجح أن يصاب الشخص  إذا كان لديه قريب مصاب به أيضاً.
  2. الجنس: النساء هن أكثر عرضة للإصابة  بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات.
  3. التدخين: يزيد التدخين من خطر إصابة الشخص ويزيد المرض سوءاً.
  4. السمنة: تكون فرص الإصابة أعلى إذا كان الشخص يعاني من السمنة.

كيف يتم تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يقوم أطباء الروماتيزم بتشخيص الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي بناءً على مجموعة من العوامل.

تبحث اختبارات الدم عن الالتهابات وبروتينات الدم (الأجسام المضادة) التي تعد من علامات التهاب المفاصل الروماتويدي، وقد تشمل هذه:

  1. يؤكد معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR) أو “معدل sed” وجود التهاب في المفاصل.
  2. بروتين سي التفاعلي (CRP).
  3. حوالي 80٪ من الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي يكون اختبارهم إيجابيًا لعامل الروماتويد (RF).
  4. حوالي 60% إلى 70% من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي لديهم أجسام مضادة للببتيدات السيترولينية الحلقية (CCP) (البروتينات).

قد يطلب طبيب الروماتيزم اختبارات التصوير للبحث عن علامات تدل على تآكل المفاصل حيث يمكن أن يتسبب التهاب المفاصل الروماتويدي في تآكل نهايات العظام داخل المفاصل، وقد تشمل اختبارات التصوير ما يلي:

  1. الأشعة السينية.
  2. الموجات فوق الصوتية.
  3. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

ما هي معايير تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي؟

المعايير التشخيصية هي مجموعة من العلامات والأعراض ونتائج الاختبارات التي يبحث عنها مقدم الخدمة قبل أن يقرر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، بعض الأشخاص المصابين بـ RA ليس لديهم جميع المعايير، لكن بشكل عام تشمل معايير تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:

  1. التهاب المفاصل في اثنين أو أكثر من المفاصل الكبيرة (الكتفين والمرفقين والوركين والركبتين والكاحلين).
  2. التهاب في المفاصل الصغيرة.
  3. اختبارات العلامات الحيوية الإيجابية مثل عامل الروماتويد (RF) أو الأجسام المضادة CCP.
  4. مستويات مرتفعة من CRP أو معدل sed مرتفع.
  5. استمرار الأعراض لأكثر من ستة أسابيع.

ما هي أهداف علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟

الهدف الأهم في هذه العملية هو تقليل آلام المفاصل وتورمها لأن القيام بذلك من شأنه أن يساعد في الحفاظ على وظيفة المفصل أو تحسينها.

الهدف طويل المدى من العلاج هو إبطاء أو إيقاف تلف المفاصل كما أن السيطرة على التهاب المفاصل يقلل من الألم ويحسن نوعية الحياة.

كيف يتم علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يحدث تلف المفاصل بشكل عام خلال العامين الأولين من التشخيص لذلك من المهم رؤية مقدم الخدمة فور ملاحظة الأعراض.

يمكن أن يساعد العلاج في منع العواقب طويلة المدى، وتشمل تغيير نمط الحياة والعلاجات والأدوية والجراحة.

ما هي الأدوية التي تعالج التهاب المفاصل الروماتويدي؟

العلاج المبكر بأدوية معينة يمكن أن يحسن النتائج على المدى الطويل، قد يكون العلاج بمجموعة من الأدوية أكثر فعالية من العلاج بدواء واحد.

هناك العديد من الأدوية لتقليل آلام المفاصل والتورم والالتهاب وللوقاية من المرض أو إبطائه، وتشمل الأدوية ما يلي:

  • مضادات الالتهابات غير الستيرويدية:

الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية تقلل الألم والالتهابات، مثل: ايبوبروفين- نابروكسين- ومثبطات COX-2.

  • الكورتيكوستيرويدات:

الكورتيكوستيرويدات والمعروفة أيضاً باسم الستيرويدات، يمكن أن تساعد أيضاً في تخفيف الألم والالتهاب، وهي تشمل بريدنيزون وكورتيزون.

  • الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs):

على عكس مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى يمكن للأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) إبطاء عملية المرض عن طريق تعديل نظام المناعة، وهي تشمل الميثوتريكسات- هيدروكسي كلوروكين- سلفاسالازين- ليفلونوميد ومثبطات يانوس كيناز (JAK).

  • الأدوية البيولوجية:

إذا لم يستجيب المريض بشكل جيد للأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) فقد يصف مزود الخدمة عوامل الاستجابة البيولوجية التي تستهدف الجزيئات التي تسبب الالتهاب في المفاصل.

هل سيساعد تغيير النظام الغذائي في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟

قد تساعد التغييرات في النظام الغذائي على تقليل الالتهاب والأعراض الأخرى لمرض التهاب المفاصل الروماتويدية لكن لا تعالج المرض، كما قد يوصي طبيب الروماتيزم بإنقاص الوزن لتقليل الضغط على المفاصل الملتهبة.

الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي لديهم أيضاً خطر أكبر للإصابة بأمراض الشريان التاجي، ويمكن أن يستجيب ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم (أحد عوامل خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي) للتغيرات في النظام الغذائي.

متى تستخدم الجراحة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟

قد تكون الجراحة خياراً لاستعادة وظيفة المفاصل المتضررة بشدة، تشمل العمليات الجراحية ما يلي:

  1. استبدال الركبة.
  2. إستبدال الورك.
  3. عمليات جراحية أخرى لتصحيح التشوه.

ما هو الفرق بين التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل العظمي؟

يعد التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل العظمي من الأسباب الشائعة للألم والتصلب في المفاصل، لكن لكل منهم أسباب مختلفة حيث في التهاب المفاصل العظمي يؤدي الالتهاب والإصابة إلى تحطيم الغضروف بمرور الوقت لكن في التهاب المفاصل الروماتويدي يهاجم جهاز المناعة بطانة المفاصل.

ما هو الفرق بين التهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس؟

التهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس كلاهما نوعان مؤلمان من التهاب المفاصل، تشمل أعراض النقرس الألم الشديد والاحمرار والتصلب والتورم والدفء في إصبع القدم الكبير أو المفاصل الأخرى حيث تسبب بلورات حمض اليوريك الالتهاب، لكن في التهاب المفاصل الروماتويدي يكون جهاز المناعة هو الذي يسبب تلف المفاصل.

هل يمكن الشفاء نهائياً من التهاب المفاصل الروماتويدي؟

التهاب المفاصل الروماتويدي لا يمكن الشفاء منه تماماً، ولكن قد يكون لدى المريض فترات هدوء دون نوبات أو أعراض، ومع ذلك فإن الضرر الذي يسببه التهاب المفاصل الروماتويدي في المفاصل يبقى.

تزداد نوب التهاب المفاصل في البرد حيث عند الشعور بالبرد يقوم الجسم بتحديد كمية الدم المتدفقة إلى الأطراف وذلك من أجل التركيز على الأعضاء الهامة مثل القلب والرئتين مما يعني وصول كمية أقل من المعتاد من الدم إلى المفاصل مما يحرض نوبات الألم من التهاب المفاصل لذا يجب التقليل من التعرض للبرد للتقليل من النوبات.

هل يتوفر التحاليل الخاصة بالكشف عن التهاب المفاصل الروماتويدي في مختبرات دلتا الطبية؟

تتوفر في مختبرات دلتا الطبية جميع الفحوصات اللازمة للإطمئنان على أداء الجهاز المناعي من صورة دم وتعداد الخلايا المناعية، معززات المناعة من فيتامينات ومعادن وغيرها. كما تتوفر التحاليل لطبية للكشف عن سلامة الجهاز المناعي من العدوى ومنها بطبيعة الحال التهاب المفاصل الروماتويدي.

يمكن إجراء هذه الفحوصات على شكل تحاليل فردية أو باقات في أي فرع من فروع مختبرات دلتا الطبية بالسعودية أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي المجانية مع ضمان الحصول ع لى نتائج ذات دقة وجودة عالية

المراجع

American Academy of Family Physicians. Rheumatoid Arthritis

Arthritis Foundation. Rheumatoid Arthritis: Causes, Symptoms, Treatments and More

American College of Rheumatology. Rheumatoid Arthritis

Centers for Disease Control and Prevention. Rheumatoid Arthritis

Rheumatoid Arthritis Support Network. RA progression: what are the signs of rheumatoid arthritis progression

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى