سلس البول ، الأنواع والأعراض والأسباب والعلاج

سلس البول هو حالة طبية تؤثر على قدرة الشخص على التحكم في إخراج البول، مما يؤدي إلى تسرب غير إرادي للبول، وتُعتبر من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على جودة الحياة حيث يمكن أن تصيب الأشخاص من مختلف الأعمار إلا أنها أكثر انتشاراً بين النساء وكبار السن.

تختلف أسباب سلس البول بين الأفراد، فقد تكون ناتجة عن ضعف عضلات الحوض أو مشاكل في الجهاز العصبي أو حالات طبية أخرى.

يهدف هذا المقال إلى الإجابة عن سؤال ما هو سلسل البول وما هي الأنواع المختلفة لسلس البول وأسبابه وطرق تشخيصه وأحدث العلاجات المتاحة التي تساعد في إدارة هذه الحالة وتحسين جودة الحياة للمصابين بها.

ما هو سلس البول ؟

هو حالة صحية تؤثر على حياة الكثير من الناس ينطوي على مشاكل في التحكم بالمثانة وتسرب البول.

يعتقد الكثير من الناس أن سلس البول هو مرحلة مرتبطة بالشيخوخة ولا يمكن علاجه، وعلى الرغم من أن خطر الإصابة يزداد مع التقدم في السن إلا أن الإصابة به ليست مرتبطة بعمر محدد، وهناك أيضاً علاجات متاحة للمساعدة في إدارة هذه الحالة.

ما هي أنواع سلس البول ؟

هناك عدة أنواع مختلفة لها أسباب وخصائص ومحفزات مختلفة لتسرب البول، غالباً ما تكون معرفة نوع سلس البول جزءاً مهماً من تشخيص المرض وتحديد خطة علاجه.

تشمل الأنواع ما يلي:

  1. سلس البول الإلحاحي:

يتميز هذا النوع من المرض بالحاجة الشديدة للتبول على الفور، وفي كثير من الأحيان يحدث هذا بسرعة كبيرة جداً بحيث لا يتمكن المريض من الوصول إلى المرحاض وينتهي به الأمر بتسرب البول.

يمكن أن يحدث هذا النوع بسبب حالة تسمى فرط نشاط المثانة (OAB) وذلك لعدة أسباب؛ مثل ضعف عضلات الحوض أو تلف الأعصاب أو العدوى أو انخفاض مستويات هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث أو زيادة وزن الجسم، كما أن بعض الأدوية والمشروبات مثل الكحول والكافيين يمكن أن تسبب هذه الحالة أيضاً.

  1. سلس البول الإجهادي:

عندما يتسرب البول أثناء الأنشطة فهذا غالباً يسمى بالنوع الإجهادي، وفي هذا النوع تكون عضلات قاع الحوض ضعيفة ولم تعد تدعم أعضاء الحوض كما ينبغي.

بالنسبة للعديد من الأشخاص، تحدث مشاكل التسرب عندما يضحكون أو يسعلون أو يعطسون أو يركضون أو يقفزون أو يرفعون الأشياء الثقيلة، حيث أن كل هذه النشاطات قد تضغط على المثانة ويحصل التسرب.

كما أن النساء اللاتي ولدن أطفالاً هن أكثر عرضة للإصابة بالنوع الإجهادي، وكذلك الرجال الذين خضعوا لجراحة البروستاتا قد يصابون به.

  1. سلس البول الفيضي:

يحدث هذا النوع إذا لم تفرّغ المثانة بشكل كامل في كل مرة يتبول فيها المريض، مما يعرضه لحصول التسرب.

وتتمثل أعراضه بخروج كميات صغيرة من البول مع مرور الوقت بدلاً من تدفق كمية كبيرة من البول، وهو أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة مثل التصلب المتعدد (MS) أو السكتة الدماغية أو مرض السكري.

  1. سلس البول المختلط:

هذا النوع هو مزيج من عدة مشاكل صحية تؤدي جميعها إلى مشاكل التسرب.

علاقة السلس البولي بالتقدم في العمر

يتغير جسم الإنسان باستمرار طوال الحياة، ومع التقدم في العمر يمكن أن تضعف العضلات التي تدعم أعضاء الحوض وهذا يعني أن المثانة والإحليل سيكونان أقل دعماً مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى تسرب البول.

أسباب سلس البول

هناك العديد من الأسباب، بعضها حالات صحية مؤقتة قد تختفي بمجرد علاجها، وفي تلك الحالات عادةً ما يتوقف المرض بمجرد علاج الحالة، وبعضها يكون نتيجة للإصابة بمرض مزمن، حيث يتطلب وجود خطة علاجية طويلة الأمد.

يمكن أن تشمل الأسباب المؤقتة أو قصيرة المدى للمرض ما يلي:

  1. التهابات المسالك البولية (UTIs): يمكن أن تسبب التهاب المسالك البولية (مجرى البول والحالب والمثانة والكلى) الألم وتزيد من الحاجة للتبول في كثير من الأحيان.
  2. الحمل: خلال فترة الحمل يزداد ضغط الرحم على المثانة أثناء توسعه، حيث تلاحظ معظم النساء اللاتي يعانين من السلس البولي أثناء الحمل أنه يختفي في الأسابيع التالية للولادة.
  3. الأدوية: يمكن أن يكون هذا العرض أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مدرات البول ومضادات الاكتئاب.
  4. المشروبات: هناك مشروبات معينة – مثل القهوة والكحول – يمكن أن تزيد الحاجة إلى التبول.
  5. الإمساك: يمكن أن يسبب الإمساك المزمن (البراز الصلب والجاف) إلى حصول مشاكل بالتحكم في المثانة.

يمكن أن تشمل الأسباب المزمنة أو طويلة الأمد لهذا المرض ما يلي:

  1. اضطرابات قاع الحوض: عندما يكون لدى المريض مشكلة في عضلات قاع الحوض فقد يؤثر ذلك على طريقة عمل الأعضاء بما في ذلك المثانة.
  2. السكتة الدماغية: يمكن أن تسبب السكتة الدماغية مشاكل في التحكم بالعضلات، ويمكن أن يشمل ذلك العضلات التي تنظم الجهاز البولي.
  3. مرض السكري: يسبب مرض السكري زيادة في كمية البول التي يمكن أن تسبب مشاكل التسرب، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الاعتلال العصبي المحيطي على وظيفة المثانة.
  4. انقطاع الطمث: انقطاع الطمث هو فترة تغيير أخرى في جسم المرأة عندما تتغير مستويات الهرمونات بسرعة، ويمكن أن تصبح عضلات قاع الحوض أضعف أيضاً – وهو أمر يمكن أن يحدث أيضاً مع التقدم في السن.
  5. التصلب المتعدد (MS): يؤدي هذا المرض إلى فقدان السيطرة على المثانة مما يؤدي إلى مشاكل التسرب.
  6. تضخم البروستاتا: عندما يكون حجم البروستاتا أكبر من الطبيعي يمكن أن يسبب العديد من مشاكل التحكم في المثانة.
  7. بعد جراحة سرطان البروستاتا: أثناء جراحة سرطان البروستات قد تتضرر العضلة العاصرة في بعض الأحيان مما يؤدي إلى سلس البول الإجهادي.

أعراض سلس البول

  1. العرض الرئيسي هو تسرب البول، قد يكون هذا تقطيراً مستمراً للبول أو حالة تسرب عرضية.
  2. يمكن أن يعاني المريض من رغبة ملحة في التبول ولكن لا يستطيع الوصول إلى المرحاض في الوقت المحدد.
  3. قد يحتاج المريض إلى الاستيقاظ في منتصف الليل للتبول (التبول أثناء الليل).

تشخيص سلس البول

يُتوجه للمرض وتشخيصه عن طريق طرح أسئلة على المريض مثل:

  1. كم مرة تتبول؟
  2. هل يتسرب البول بين مرات الذهاب إلى المرحاض؟ وكم مرة يحدث ذلك؟ وما هي كمية البول التي تتسرب في كل مرة؟
  3. منذ متى وأنت تعاني من سلس البول؟

يمكن أن تساعد هذه الأسئلة مقدم الخدمة الصحية على اكتشاف نمط التسرب البولي الذي غالباً ما يشير إلى نوع معين من المرض، كما أنه من المهم إخبار الطبيب بجميع الأدوية الخاصة بالمريض لأن بعض الأدوية يمكن أن تسبب هذه الأعراض.

هناك أيضاً العديد من الاختبارات المحددة التي قد يقوم بها مقدم خدمة الرعاية الصحية لتشخيص المرض بما في ذلك:

  1. الفحص البدني: عادةً ما يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص جسدي في وقت مبكر من عملية التشخيص، خلال هذا الفحص سيبحث مقدم الخدمة عن أي سبب جسدي قد يسبب سلس البول، ويمكن أن يشمل ذلك إجراء فحص الحوض للامرأة أو التحقق من حجم البروستاتا لدى الرجل.
  2. عينات البول: قد يأخذ مقدم خدمة الرعاية الصحية عينات من البول لاختبار الالتهابات أو الدم.
  3. الموجات فوق الصوتية للمثانة: هي اختبار غير مؤلم يستخدم لتصوير الأعضاء الداخلية، حيث يتيح رؤية محتويات المثانة وتقييم قدرة المثانة على إفراغها بطريقة غير جراحية.
  4. اختبار الإجهاد: خلال هذا الاختبار سيطلب مقدم خدمة الرعاية الصحية من المريض أن يسعل أو يقفز لمعرفة ما إذا كان هناك أي تسرب للبول من هذا الإجراء.
  5. تنظير المثانة: منظار المثانة عبارة عن أنبوب رفيع مرن مزود بكاميرا في نهايته، يمكن إدخاله في مجرى البول والمثانة لإلقاء نظرة فاحصة على الجزء الداخلي من المسالك البولية.
  6. اختبار ديناميكية البول: يتضمن هذا الاختبار العديد من الاختبارات التي تتحقق من مقدار قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول ومدى جودة عمل العضلة العاصرة للإحليل (العضلة التي تغلق مجرى البول).
  7. اختبار الوسادة: قد يعطي مزود خدمة الرعاية الصحية للمريض وسادة لارتدائها لتلتقط أي تسرب للبول.

علاج سلس البول

هناك عدد غير قليل من الأدوية التي يمكن أن تقلل من التسرب، حيث تعمل بعض هذه الأدوية على تقليل تقلصات العضلات التي تسبب مشاكل في فرط نشاط المثانة، كما يمكن أن تساعد العلاجات البديلة بالهرمونات التي غالباً ما تتضمن استبدال هرمون الاستروجين الذي ينخفض ​​أثناء انقطاع الطمث في استعادة وظيفة المثانة الطبيعية.

تشمل الأدوية الشائعة التي يمكن استخدامها لعلاج هذا المرض ما يلي:

  1. أوكسي بوتينين.
  2. تولتيرودين.
  3. سوليفيناسين السكسينات.
  4. فيسوتيرودين.
  5. داريفيناسين.
  6. تروسبيوم.
  7. الأدوية المضادة للاكتئاب.
  8. ميرابيغرون.

تشمل تغييرات نمط الحياة لإدارة هذا المرض:

في بعض الأحيان هناك تغييرات في الحياة اليومية يمكن أن تساعد بالفعل في إدارة المرض، مثل إجراء بعض التمارين الرياضية لتقوية عضلات قاع الحوض، وكذلك إجراء تغييرات في العادات اليومية وتحسين النظام الغذائي.

يلاحظ بعض الأشخاص تحسناً عن طريق إجراء هذه التغييرات في المنزل، ولا يحتاجون إلى علاج إضافي، وتشمل الطرق التي يمكن اتباعها:

  1. إفراغ المثانة وفق جدول منتظم.
  2. إفراغ المثانة قبل ممارسة الأنشطة البدنية.
  3. تجنب رفع الأشياء الثقيلة.
  4. ممارسة تمارين كيجل بانتظام للمساعدة في تقوية عضلات قاع الحوض.
  5. تجنب شرب الكافيين أو الكثير من السوائل قبل البدء بأي نشاط.
  6. ارتداء الفوط الصحية والمنتجات المصممة لالتقاط أي بول متسرب.
  7. ممارسة تدريب المثانة للمساعدة في إطالة مقدار الوقت بين كل رحلة إلى الحمام.
  8. الحفاظ على وزن صحي للجسم.

إذا فشلت خيارات العلاج غير الجراحية الأخرى، فهناك العديد من الإجراءات التي قد يقترحها الطبيب، تتراوح من الحقن البسيطة إلى العمليات الجراحية الأكثر تعقيداً.

يمكن أن تشمل إجراءات علاج سلس البول ما يلي:

  1. حقن توكسين البوتولينوم (®Botox): قد يعتقد البعض أن البوتوكس هو علاج تجميلي ولكن يمكن استخدامه أيضاً لاسترخاء العضلات في الجسم. يحقن مقدم خدمة الرعاية الصحية مادة البوتوكس في المثانة للمساعدة على استرخاء العضلات مما يساعد في علاج النوع الإلحاحي.
  2. أجهزة التعديل العصبي: يمكن زرع أجهزة تنظيم ضربات القلب التي تحفز أعصاب المثانة لتحسين التحكم، علاوةً على ذلك يمكن تحفيز العصب الموجود بالقرب من الكاحل لتحقيق تحكم أفضل في المثانة.
  3. العضلة العاصرة الإحليلية الاصطناعية: وهو جهاز يستخدم للرجال الذين يعانون من النوع الإجهادي، ويوضع لإغلاق مجرى البول عند عدم التبول ويستخدم عادةً للتسرب بعد جراحة سرطان البروستات.

ما هي تمارين كيجل؟

تمارين كيجل هي طريقة بسيطة لشد عضلات قاع الحوض وزيادة قوتها. تعتمد هذه التمارين على رفع عضلات قاع الحوض وشدها ثم إرخائها.

الوقاية من سلس البول

  1. ممارسة التمارين الرياضية لتقوية عضلات الحوض.
  2. تخفيض الوزن.
  3. تجنب رفع الأشياء الثقيلة.
  4. التقليل من شرب الكافيين.
  5. الامتناع عن شرب الكحول.

هل تتوفر تحاليل لسلس البول في مختبرات دلتا الطبية؟

توفر مختبرات دلتا الطبية مجموعة كبيرة من التحاليل الطبية سواء كانت فردية أو على هيئة باقات، ومن ضمنها بكل تأكيد تتوفر جميع التحاليل التي يحتاجها المريض لكشف وتشخيص سلس البول، حيث يمكن إجراؤه في أي فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجانا، مع ضمان الحصول على أفضل وأدق النتائج.

المراجع

National Association for Continence. Overactive Bladder

US Department of Health and Human Services, Office on Women’s Health. Urinary incontinence

National Association for Continence. Male Stress Urinary Incontinence

Urology Care Foundation, The Official Foundation of the American Urological Association. What is Urinary Incontinence?

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى