الدوار الدهليزي أسبابه وعلاجه

الدوار الدهليزي هو مرض من أعراضه الإحساس الوهمي بالدوران أو الحركة، نتيجة وجود خلل في نظام توازن الجسم، مما يسبب أعراضا مزعجة أخرى تعيق الأنشطة اليومية للفرد.

فيما يلي مقال نتناول فيه أعراض الدوار الدهليزي وأسبابه وعلاجه ونجيب عى العديد من التساؤلات الخاصة به.

ما هو الدوار الدهليزي؟

ويسمى باضطراب التوازن الدهليزي ويحدث عندما يتداخل مرض أو حالة أو إصابة مع نظام توازن الجسم.

يوجد في جسم الإنسان نظام يسمى بالنظام الدهليزي، وتعتمد آلية عمله على الربط بين الأذن الداخلية والعقل وذلك للحفاظ على التوازن عند النهوض من السرير أو المشي على أرض وعرة.

تعد الدوخة ومشاكل التوازن من أكثر الأعراض شيوعاً  للدوار الدهليزي، ولكن من الممكن أيضاً أن يعاني المريض من مشاكل في السمع والبصر. كما يمكن أن تحدث اضطرابات التوازن في أي عمر ولكنها أكثر شيوعاً عند التقدم في السن.

ما هو النظام الدهليزي في الأذن؟

الأذن عبارة عن نظام معقد من العظام والغضاريف، بداخلها شبكة من القنوات وتسمى هذه القنوات بنصف الدائرية.

تمتلئ القنوات بالسوائل ويتغير موضع السائل مع الحركة ليقوم جهاز استشعار في الأذن بإرسال المعلومات إلى الدماغ للمساهمة في الإحساس بالتوازن، فتشكل هذه القطع الدقيقة وغيرها النظام الدهليزي.

يمكن لأشياء معينة أن تؤثر على الإشارات الصادرة من أي جزء من الجهاز الدهليزي مسببة أعراض الدوار الدهليزي.

ما هي الاضطرابات الدهليزية الشائعة؟

  1. الدوار الموضعي الانتيابي الحميد (BPPV):

هو السبب الأكثر شيوعاً للدوار الموضعي، وهو شعور مفاجئ بأن المريض يدور أو يتمايل. يحدث ذلك عندما تنتقل بلورات الكالسيوم الصغيرة الموجودة في جزء واحد من الأذن إلى منطقة لا ينبغي أن تكون فيها، ويؤدي هذا إلى نقل إشارات الأذن الداخلية للعقل، وكأن الشخص يتحرك لكنه في الواقع ثابت.

يمكن علاج دوار الموضعي الانتيابي الحميد (BPPV) من خلال سلسلة من حركات الرأس تحت إرشاد الطبيب، حيث تساعد تلك الحركات على إعادة البلورات إلى مكانها المفترض.

  1. التهاب التيه في الأذن الداخلية:

يحدث ذلك عندما تلتهب بنية هشة عميقة داخل الأذن تُعرف باسم التيه. لا يؤثر هذا على التوازن والسمع فحسب، بل قد يشعر المريض أيضاً بألم في الأذن أو ضغط، أو صديد أو سائل يخرج من الأذن، أو غثيان أو حمى شديدة.

إذا كان التهاب التيه ناجماً عن عدوى بكتيرية، فقد يحتاج المريض إلى تناول المضادات الحيوية.

  1. التهاب العصب الدهليزي:

يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية في مكان آخر من الجسم مثل جدري الماء أو الحصبة إلى حدوث هذا الاضطراب الذي يؤثر على العصب الذي يرسل معلومات الصوت والتوازن من الأذن الداخلية إلى الدماغ، والأعراض الأكثر شيوعاً هي الدوخة المفاجئة والغثيان والقيء وصعوبة المشي.

  1. مرض منيير:

يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من نوبات مفاجئة من الدوار والطنين (صوت رنين أو طنين أو هدير في آذانهم) وفقدان السمع والشعور بالامتلاء في الأذن المصابة.

قد يكون هذا الأمر نتيجة لوجود الكثير من السوائل في الأذن الداخلية، بسبب فيروس أو حساسية أو رد فعل مناعي ذاتي.

يمكن أن تساعد بعض الأدوية والتغييرات في نمط الحياة مثل تقليل الملح والكافيين والامتناع عن الكحول أن تخفف من حدة النوبات عند حدوثها، وفي حالات نادرة يحتاج الأشخاص إلى إجراء عملية جراحية لتخفيف الأعراض.

  1. الناسور اللمفي (PLF):

هو تمزق أو عيب بين الأذن الوسطى والأذن الداخلية المملوءة بالسوائل مما قد يجعل المريض يشعر بالدوار وقد يسبب بعض فقدان السمع.

يمكن أن يولد المريض مصاباً بـ PLF أو يمكن أن يكون سببه الرضح الضغطي (زيادة الضغط في الأذن) أو إصابة في الرأس أو رفع أشياء ثقيلة.

يمكن أن تساعد الجراحة في إصلاح ناسور اللمف المحيطي، حيث يمكن سد الفتحات أو التمزقات بأنسجة مأخوذة من الجزء الخارجي من الأذن.

ما هي أسباب الدوار الدهليزي؟

تشمل الأسباب الشائعة لاضطرابات التوازن الدهليزي ما يلي:

  1. الأدوية.
  2. الالتهابات.
  3. مشاكل في الأذن الداخلية، مثل ضعف الدورة الدموية في الأذن.
  4. ترسب الكالسيوم في القنوات نصف الدائرية.
  5. مشاكل متأصلة في الدماغ مثل إصابات الدماغ المؤلمة.

ما هي أعراض الدوار الدهليزي؟

تشمل أعراض الدوار الدهليزي ما يلي:

  1. الدوخة.
  2. الشعور بعدم التوازن.
  3. الشعور كما لو المريض يطفو أو كما لو أن العالم يدور.
  4. عدم وضوح الرؤية.
  5. الارتباك.
  6. السقوط أو التعثر.

تشمل الأعراض الأقل شيوعاً ما يلي:

  1. الغثيان.
  2. الإسهال.
  3. القيء.
  4. القلق.
  5. الخوف.
  6. تغيرات في ضربات القلب.

تشخيص اضطراب التوازن الدهليزي

العديد من الحالات يمكن أن تسبب الدوخة والدوار مما يساعد في التوجه للتشخيص، وقد يتضمن جزء من التشخيص استبعاد الأسباب الأخرى للدوار.

بعد مراجعة التاريخ الطبي قد يقوم مقدم الرعاية الصحية بما يلي:

  1. اختبار السمع.
  2. اختبار الرؤية.
  3. تحاليل الدم.
  4. اختبارات التصوير للرأس والدماغ.
  5. الاختبارات السريرية للتوازن.

ما هي تحاليل تشخيص اضطرابات التوازن الدهليزية؟

تشخيص الدوار الدهليزي يعتمد بشكل رئيسي على الفحوصات السريرية واختبارات التوازن والسمع وليس على التحاليل الدموية بشكل مباشر، ومع ذلك يمكن أن تستخدم بعض التحاليل الدموية لاستبعاد حالات أخرى قد تسبب أعراضاً مشابهة للدوار الدهليزي أو لتحديد الأسباب الثانوية، تشمل هذه التحاليل:

  1. تحليل صورة الدم (CBC): للكشف عن أي علامات للعدوى أو فقر الدم.
  2. مستويات الجلوكوز في الدم: للتحقق من اضطرابات السكر في الدم مثل مرض السكري أو نقص السكر.
  3. تحاليل وظائف الكلى والكبد: للتأكد من عدم وجود مشاكل في هذه الأعضاء قد تسبب أعراض الدوار.
  4. تحاليل وظائف الغدة الدرقية: للتحقق من اضطرابات الغدة الدرقية مثل قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
  5. فحص فيتامين ب 12 والفولات: للكشف عن نقص فيتامين ب 12 أو الفولات الذي قد يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب أعراض الدوار.
  6. اختبارات الالتهابات: مثل سرعة التثفل (ESR) أو بروتين سي التفاعلي (CRP) للكشف عن وجود التهابات.

بينما تساعد هذه التحاليل في استبعاد أو تأكيد وجود حالات طبية أخرى، يبقى الفحص السريري واختبارات التوازن هي الأهم لتشخيص الدوار الدهليزي.

علاج الدوار الدهليزي

يعتمد علاج الدوار الدهليزي على معرفة سبب اضطراب التوازن، وقد يشمل:

  1. علاج أي أسباب كامنة: اعتماداً على السبب، قد يحتاج المريض إلى مضادات حيوية أو علاجات مضادة للفطريات، حيث يمكن لهذه الأدوية علاج التهابات الأذن التي تسبب اضطراب التوازن.
  2. التغييرات في نمط الحياة: يمكن تخفيف بعض الأعراض من خلال التغييرات في النظام الغذائي والنشاط، وهذا يشمل الإقلاع عن التدخين وتجنب النيكوتين.
  3. مناورة إيبلي (مناورات إعادة التموضع): هذه عبارة عن سلسلة مخصصة من حركات الرأس والصدر، الهدف هو إعادة وضع الجزيئات في القنوات نصف الدائرية إلى موضع لا تسبب فيه الأعراض.
  4. الجراحة: عندما تكون الأدوية والعلاجات الأخرى غير قادرة على السيطرة على الأعراض، فقد يحتاج المريض إلى عملية جراحية. يعتمد الإجراء على السبب الكامن وراء الاضطراب والهدف هو تثبيت وإصلاح وظيفة الأذن الداخلية.
  5. إعادة التأهيل: يحتاج المريض إلى إعادة التأهيل الدهليزي أو علاج إعادة تدريب التوازن، حيث تُمكّن المريض من التحرك خلال اليوم بأمان، وذلك مثل:
  • الصعود والنزول على الدرج.
  • القيادة.
  • المشي وممارسة الرياضة.
  • استخدام الحمام.
  • تنظيم المنزل لجعله أكثر أماناً مثل إحكام الدرابزين.
  • تغيير الحذاء أو الملابس مثل ارتداء الأحذية ذات الكعب المنخفض.
  • تغيير العادات اليومية مثل الابتعاد عن المشي في الظلام.
  • تعلم كيفية استخدام العصا.

ما هي مضاعفات اضطراب التوازن الدهليزي؟

تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:

  1. الإصابة بسبب السقوط والوقوع على الأرض.
  2. انخفاض نوعية الحياة.
  3. عدم الارتياح.

كيف يمكن التعايش مع الدوار الدهليزي؟

يمكن أن تتداخل أعراض الدوار الدهليزي مع الأنشطة اليومية المنتظمة والقدرة على القيادة أو العمل أو الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية، وهذا يمكن أن يسبب أعراض الاكتئاب والإحباط.

يمكن أن تساعد الاستشارة الطبية على تعلم كيفية التعامل مع الاضطراب وتأثيرات نمط الحياة.

تحاليل الدوار الدهليزي في مختبرات دلتا الطبية

تتوفر في مختبرات دلتا الطبية العديد من التحاليل الطبية التي تساهم في تشخيص الدوار الدهليزي، مثل تحاليل صورة الدم الكاملة  وتحاليل الغدة الدرقية وتحاليل وظائف الكلى والكبد وغيرها من التحاليل التي تساهم في تشخيص الحالة المرضية التي وصل إليها المريض. يمكن الحصول على التحاليل من خلال زيارة أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي المجانية مع ضمان الحصول على نتائج دقيقة وسريعة وذات جودة عالية.

 

المراجع

Types of Vestibular Disorders.

AAO-HNS Updates Guidance on Ménière’s Disease

The Human Balance System – Vestibular Disorders Association

Vestibular Neuritis. NHS

 

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى