انتبه! 3 أنواع و 5 عادات تدمر حياتك بسبب اضطراب ثنائي القطب (طريقك للتحكم)
هل تُعانين من الاكتئاب؟، هل أصبح لديك سلوكيات عدوانية أو متهورة؟، هل تشعر بتقلبات مزاجية سريعة؟، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني 40 مليون إنسان حول العالم من الاضطراب ثنائي القطب، بعضهم يتعرض لنوبات عدة مرات في السنة، بينما يعاني آخرون منها في فترات متباعدة.
تُعد واحدة من المفاهيم المغلوطة الشائعة أن هذا الاضطراب يقتصر فقط على تقلبات في المزاج، لكن الحقيقة أعمق وأعقد من ذلك، فهو حالة نفسية شديدة قد تؤثر بشكل سلبي على نوعية حياة الفرد.
في هذه المقالة، سنغوص في عمق أعراض وأسباب وأنواع الاضطراب ثنائي القطب، إلى جانب العلاجات المتاحة لهذه الحالة.
ما هو الاضطراب ثنائي القطب؟
اضطراب ثنائي القطب، الذي كان يُعرف سابقًا بمرض الهوس الاكتئابي، هو حالة نفسية تتميز بتغيرات مزاجية حادة تشمل فترات من الهوس، أو الهوس الخفيف وفترات من الاكتئاب.
هذه التقلبات المزاجية يمكن أن تؤثر في النوم، ومستويات الطاقة والسلوك وقدرة الشخص على اتخاذ القرارات والتفكير بوضوح، قد تحدث نوبات تقلب المزاج بشكل نادر أو عدة مرات في السنة، بينما يتعرض معظم الأفراد لبعض الأعراض العاطفية بين النوبات، إلا أن البعض قد لا يشعر بأي منها.
أبرز 3 أنواع لـ اضطراب ثنائي القطب
ينقسم اضطراب ثنائي القطب إلى عدة أنواع فرعية، حيث يتم تحديد كل نوع بناءً على طبيعة نوبات المزاج التي يمر بها المريض:
- اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: يتسم هذا النوع بنوبات هوس تستمر لمدة سبعة أيام على الأقل، أو تظهر أعراض هوس شديدة تتطلب رعاية طبية فورية، غالبًا ما تحدث أيضًا نوبات اكتئاب تستمر عادةً لمدة أسبوعين على الأقل.
- اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يُعرَف من خلال وجود نمط من النوبات الاكتئابية ونوبات هوس خفيف، لكن دون حدوث نوبات هوس كاملة كما هو الحال في النوع الأول.
- اضطراب المزاج الدوري (دورة المزاج): يشمل فترات من أعراض الهوس الخفيف وأخرى من أعراض الاكتئاب، حيث تستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن عامين (سنة واحدة للأطفال والمراهقين)، لكن لا تحقق هذه الأعراض المعايير التشخيصية لنوبة الهوس الخفيف أو نوبة الاكتئاب.
أسباب مرض ثنائى القطب
لم يتم فهم الأسباب الدقيقة للاضطراب ثنائي القطب بشكل كامل، ولكن يُعتقد أن هناك تفاعلًا بين عوامل وراثية وبيئية وكيمياء الدماغ، إليك بعض العوامل التي قد تسهم في ظهور اضطراب ثنائي القطب:
- العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن مرض ثنائي القطب يمكن أن يكون له صلة وراثية، حيث إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع هذا الاضطراب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
- البيئة: الأحداث المؤلمة، التوتر، وتعاطي المخدرات قد تؤدي إلى تحفيز نوبات ثنائي القطب لدى بعض الأفراد.
- كيمياء الدماغ: تم ربط الاضطراب بتغيرات في توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين.
من المهم التأكيد على أن ليس كل من تتواجد لديهم هذه العوامل سيعانون من الاضطراب ثنائي القطب، كما أن ليس جميع المصابين لديهم أسباب وراثية أو بيئية واضحة.
هل مرض ثنائى القطب وراثى؟
تشير الدراسات إلى أن الاضطراب ثنائي القطب يحمل بصمات وراثية، ولكن الوراثة في هذا السياق تظل لغزًا معقدًا، ورغم أن احتمالية الإصابة تتزايد إذا كان لديك شقيق أو أحد الوالدين يعاني من هذا الاضطراب، إلا أن الأرجح هو أنك لن تكون ضحية لهذا الاضطراب أيضًا.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
تشمل علامات وأعراض الاضطراب ثنائي القطب تقلبات مزاجية شديدة، حيث تنتقل الحالة بين الهوس (ارتفاع الطاقة والشعور بالنشوة) والاكتئاب (انخفاض المزاج والشعور بالإرهاق).
في فترات الهوس، يشعر الأشخاص المصابون بالنشاط والاندفاع، بينما خلال نوبات الاكتئاب، يعانون من حزن شديد وانخفاض في مستوى الطاقة، بعض المرضى قد يواجهون نوبات مختلطة، حيث تظهر لديهم أعراض من كلا الحالتين في الوقت نفسه، وتتمثل في ما يلي:
-
نوبات الهوس
تُعرف نوبة الهوس بأنها فترة من المزاج المرتفع أو المتهيج، حيث تظهر فيها أنشطة هادفة ومستويات مرتفعة من الطاقة، ويجب أن تستمر هذه الحالة لمدة أسبوع على الأقل. وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، قد يواجه الأفراد خلال هذه النوبة شعورًا متزايدًا بتقدير الذات، وقلة النوم، وزيادة في الحديث.
-
نوبات الهوس الخفيف
تُشبه نوبات الهوس، ولكن أعراضها تكون أقل حدة وتدوم لمدة أربعة أيام على الأقل، وفقًا لبحث من ساينس دايركت، تشمل أعراض الهوس الخفيف ارتفاع المزاج، وزيادة النشاط، وقلة النوم، والحديث أكثر من المعتاد.
-
نوبات الاكتئاب
تتسم نوبة الاكتئاب بشعور دائم بالحزن واليأس يستمر لأكثر من أسبوعين، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، قد تتضمن الأعراض مزاجًا مكتئبًا، وفقدان أو زيادة ملحوظة في الوزن، وأرق، وإرهاق، وفقدان للطاقة، ومشاعر انعدام القيمة والذنب، بالإضافة إلى أفكار متكررة عن الانتحار والموت.
-
النوبات المختلطة
تتضمن هذه النوبات مزيجًا من أعراض الهوس والاكتئاب التي تحدث بشكل يومي على مدى أسبوع على الأقل، قد يشعر الأفراد الذين يعانون من نوبات مختلطة بحزن عميق ويأس، بينما يمتلكون في الوقت نفسه مستويات مرتفعة من الطاقة، مما يزيد من خطر الانتحار.
-
التقلبات المزاجية السريعة
تشمل هذه التقلبات أربع نوبات مزاجية أو أكثر (هوس، هوس خفيف، أو اكتئاب) خلال فترة 12 شهرًا، كما يمكن أن تحدث التقلبات المزاجية السريعة في كلا النوعين من الاضطراب ثنائي القطب، وهذه التقلبات تترتب عليها عواقب وخيمة وزيادة خطر الانتحار، بالإضافة إلى مسار مرضي أكثر تعقيدًا.
أعراض ثنائى القطب عند النساء
تُظهر الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من الاضطراب ثنائي القطب مقارنة بالرجال، ويختبرن تقلبات مزاجية أسرع، كما أنهن يعانين من نوبات اكتئاب ثنائي القطب بصورة أكبر من نظرائهن من الرجال.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر النساء معدلات أعلى من الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الرهاب، واضطراب الهلع، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطرابات الأكل، واضطراب الشخصية الحدّي، فضلاً عن الاضطراب ثنائي القطب.
في فئة المراهقين، يكون انتشار الاضطراب ثنائي القطب أعلى قليلاً لدى الفتيات مقارنة بالفتيان، كما أن النساء يواجهن تغيرات بيولوجية تسهم في زيادة خطر ظهور أعراض الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك:
- التغيرات الهرمونية: يمكن أن تزيد من حدة أعراض الاضطراب ثنائي القطب لدى النساء نتيجة لتقلبات الهرمونات خلال الدورة الشهرية وانقطاع الطمث، لكنها ليست سببًا مباشرًا لهذا الاضطراب.
- الحمل والولادة: إن الولادة يمكن أن تُثير أيضًا ظهور أعراض، خاصة الاكتئاب، لدى النساء اللواتي يعانين من الاضطراب ثنائي القطب، كما أن النساء اللاتي تظهر عليهن أعراض الاضطراب بعد الولادة يكنّ أكثر عرضة لتكرار النوبات في حالات حمل مستقبلية، ويواجهن خطرًا أكبر للإصابة بذهان ما بعد الولادة، وهو حالة طبية تستدعي التدخل الفوري.
أعراض ثنائى القطب عند الرجال
يميل الرجال إلى التعبير عن أنماط سلوكية أكثر وضوحًا ومباشرة، حيث يسيطر الجانب السلوكي على الأعراض.
- الهوس: يتم تشخيص الرجال بشكل أكبر بالنوع الأول (Bipolar I)، الذي يتضمن نوبات هوس كاملة تكون شديدة وواضحة.
- السلوكيات المتهورة: يظهر الهوس لديهم غالبًا من خلال سلوكيات عدوانية أو تهور مالي، مثل زيادة الإنفاق، أو سلوكيات جنسية خطرة.
- التعاطي: تزداد فرص تعاطي المواد المخدرة أو الكحول بالتزامن مع نوبات الهوس كوسيلة لـ “التطبيب الذاتي” أو لتخفيف التوتر.
- مشاكل قانونية: قد تؤدي تصرفات مريض ثنائي القطب المتهورة أثناء نوبات الهوس إلى مشاكل قانونية أو مهنية ملحوظة.
هل مرض ثنائى القطب خطير؟ مضاعفات اضطراب ثنائي القطب
يُعتبر الاضطراب ثنائي القطب من التحديات النفسية، التي قد تفتح أبوابًا لمشاكل صحية وحياتية عديدة، كما تشير إلي ذلك تقارير مايو كلينك، ومن هذه المشكلات:
- الإدمان على المخدرات والكحول.
- التحديات المالية أو القانونية.
- الصداع المستمر.
- أمراض القلب.
- السمنة.
- المشاكل في مجالات العمل أو الدراسة.
- الذهان أو الانفصال عن الواقع.
- صعوبات في العلاقات الاجتماعية.
- أفكار وسلوكيات انتحارية.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
علاج اضطراب ثنائى القطب
غالبًا ما يُعالج الاضطراب ثنائي القطب باستخدام مزيج من الأدوية والعلاج النفسي، ويتطلب علاجًا مستمرًا لمنع حدوث انتكاسات، والسيطرة على الأعراض.
العلاج الدوائي لـ اضطراب ثنائي القطب
أما بالنسبة للأدوية، فهي تختلف وفقًا لنوع وشدة الأعراض التي يعاني منها المريض، وقد تشمل ما يلي:
- مثبتات المزاج مثل الليثيوم.
- مضادات الاختلاج للمساعدة في استقرار تقلبات المزاج.
- مضادات الاكتئاب لتخفيف أعراض الاكتئاب.
- كما يُعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) خيارًا طبيًا بديلًا للأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية، وهو يُستخدم بفاعلية في تخفيف نوبات الهوس أو الاكتئاب الشديدة.
العلاج النفسي لـ اضطراب ثنائي القطب
يشمل العلاج النفسي عقد جلسات مع مختص في الصحة النفسية، حيث يساند المرضى في فهم وضعهم الحالي وإعداد استراتيجيات للتأقلم.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يُعتبر الخيار الأكثر ملاءمة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، حيث يعتمد على فكرة أن اضطرابات المزاج يمكن إدارتها من خلال تغيير التفسيرات الخاطئة للأحداث المجهدة.
العلاج بالإيقاع الشخصي والاجتماعي (IPSRT)
يمكن استخدام العلاج بالإيقاع الشخصي والاجتماعي (IPSRT) لعلاج هذه الحالة، يهدف هذا النوع من العلاج إلى تنظيم العادات اليومية الأساسية بهدف تحسين إدارة الأعراض، حيث يركز هذا الأسلوب على الروتين اليومي مثل النوم، والوجبات الغذائية، وممارسة الرياضة.
استراتيجيات نمط الحياة وإدارة الذات
تؤثر التغيرات في نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، اتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على نوم كافٍ، بشكل كبير على المزاج والصحة العامة، كما تشمل استراتيجيات إدارة الذات التعرف على العلامات المبكرة لتقلبات المزاج والالتزام بروتين يومي منتظم.
كذلك، يتطور التعافي بشكل تدريجي من خلال التغييرات المستمرة في نمط الحياة، ورغم أن هذه الاستراتيجيات تعزز من الصحة العامة، إلا أنها تتطلب مستوى عالٍ من الالتزام.
ما هي مدة علاج مرض ثنائى القطب؟
الاضطراب ثنائي القطب هو حالة عقلية مزمنة، تحتاج إلى إدارة دائمة طوال حياة الفرد، على الرغم من تقلب الأعراض ووجود فترات هدوء، إلا أن هذا الاضطراب لا يختفي من تلقاء نفسه.
ومع ذلك، من خلال العلاج المناسب واتباع استراتيجيات الرعاية الذاتية، يمكن للعديد من الأفراد الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب السيطرة على أعراضهم وعيش حياة مرضية.
كم يعيش مريض ثنائى القطب؟
يُعتبر متوسط العمر المتوقع للأفراد الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب أدنى بكثير من باقي أفراد المجتمع، وذلك نتيجة لتزايد مخاطر الانتحار، والتحديات الكبيرة في إدارة الصحة البدنية، إضافة إلى اعتمادهم على آليات تكيف غير صحية مثل تعاطي المخدرات.
5 علامات الشفاء من ثنائى القطب
تدل هذه العلامات البسيطة على أنك تسير في طريق التقدم، تنتقل من مرحلة إدارة المرض إلى عيش حياة مفعمة بالاستقلالية والتوجيه الذاتي:
- قضاء وقت أطول في استكشاف جمال الحياة: التركيز على العيش الكامل وتحقيق الإمكانات الكامنة بدلاً من الانغماس المستمر في إدارة الاضطراب.
- الالتزام العلاجي الدائم: النجاح في تناول الأدوية بانتظام وفقًا للوصفات الطبية، وحجز المواعيد مع فريق العلاج والالتزام بها.
- بناء سجل من النجاحات: تحقيق تقدم مستمر يوميًا، مما يعزز الثقة في قدرتك على إنجاز المهام.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية: القدرة على النهوض من السرير والقيام بالمهام الروتينية البسيطة (مثل الاستحمام، وتنظيف الأسنان، وارتداء الملابس) يُعتبر إنجازًا يوميًا ذا قيمة.
- المواظبة على الروتين اليومي: النجاح في إتمام المهام اليومية الاعتيادية والمملة، مما يُعد دليلاً واضحًا على الاستقرار والتحسن.
الخلاصة
يمكن للأفراد الذين يواجهون تحديات نفسية أن يحظوا بحياة أفضل وأكثر إشباعًا، ويديروا علاقات صحية، حيث إن المعالج النفسي المتمرس قادر على مساعدتك في اكتساب مهارات فعالة للتعامل مع أعراض اضطراب ثنائي القطب، وذلك ضمن بيئة داعمة وخالية من الأحكام.









