مرض السرطان.. أعراضه وأسبابه وكيفية تشخيصه وعلاجه
هل تساءلت يومًا لماذا يعتبر مرض السرطان من أخطر الأمراض في عصرنا الحديث؟، إنه ليس مجرد ورم ينمو في الجسم بل مجموعة من الأمراض المعقدة التي تتطور في حال تعرضت الخلايا لانقسامات غير طبيعية تؤثر على الأعضاء والأنسجة الحيوية.
فقد يبدو المرض مخيف لكن التقدم الطبي الحديث منحنا أدوات قوية لفهمه وتشخيصه مبكرًا بشكل يزيد فرص العلاج والشفاء بصورة كبيرة.
نعلم في مختبرات دلتا أهمية التشخيص المبكر، لذلك نوفر أحدث الفحوص مثل تحاليل مؤشرات الأورام التي تساعد على كشف أي تغير غير طبيعي في الجسم بمستوى عالي من الدقة بحيث تكون خطوة أولى نحو الوقاية والعلاج.
مرض السرطان
السرطان ليس مرض واحد بل مجموعة من الأمراض المختلفة التي تشترك في صفة واحدة، وهي نمو خلايا غير طبيعية خارج عن السيطرة.
حيث يبدأ السرطان في خلايا الجسم، وهي عبارة عن اللبنات الأساسية لكل الأنسجة والأعضاء، في الحالة الطبيعية يقوم الجسم بتكوين خلايا جديدة عند اللزوم ويتلف الخلايا القديمة أو التالفة، لكن في بعض الأحيان تختل هذه العملية إذ تنقسم الخلايا بدون توقف حتى عندما لا يكون الجسم بحاجة إليها ولا تموت الخلايا القديمة في الوقت المناسب، ويؤدي هذا الخلل إلى تراكم الخلايا وتشكل كتلة تدعى الورم.
وتنقسم الأورام إلى نوعين، الحميدة وهي ليست سرطانية، ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وفي الغالب يمكن إزالتها بدون عودة، والأورام الخبيثة السرطانية التي تستطيع خلاياها غزو الأنسجة المجاورة والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الدم أو الجهاز اللمفاوي، وتعرف هذه العملية باسم الانتشار أو النقائل.
يعتبر السرطان السبب الثاني للوفاة عالميًا بعد أمراض القلب، وعلى الرغم من ذلك تشهد مستويات الشفاء والبقاء على قيد الحياة تحسن مستمر وملحوظ، ويرجع ذلك إلى التقدم في تقنيات الكشف المبكر، والتحسين من أساليب العلاج والرعاية الداعمة، ورفع الوعي والوقاية من العوامل المسببة له.
أعراض مرض السرطان
تظهر أعراض السرطان بطرق مختلفة، وتعتمد شدتها على نوع السرطان وموقعه في الجسم، لكن توجد مجموعة من الأعراض العامة التي تتطلب الانتباه واستشارة الطبيب إن استمرت أو كانت غير مبررة، على سبيل المثال:
- ظهور كتلة جديدة أو تورم في أي جزء من الجسم.
- تعرق مفرط في الليل أو ارتفاع مستمر في درجة الحرارة بدون سبب واضح.
- تعب وإرهاق غير طبيعي حتى مع الراحة.
- نزيف أو كدمات غير مبررة، مثل ظهور دم في البول أو البراز أو القيء.
- ألم مستمر أو غير معتاد في أي منطقة من الجسم.
- فقدان وزن مفاجئ أو فقدان الشهية بدون سبب واضح.
- تغيرات في التبول مثل كثرة التبول أو الألم أثناءه.
وقد تظهر أعراض أخرى في مناطق محددة من الجسم، مثل:
الجلد
- شامة جديدة أو تغيّر في شكل أو لون شامة موجودة.
- قرحة أو طفح جلدي لا يلتئم.
- اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان).
الجهاز الهضمي
- حرقة المعدة أو عسر الهضم المتكرر.
- انتفاخ البطن المستمر.
- تغيرات في حركة الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك المستمر.
الفم والحلق
- صعوبة في البلع أو بحة في الصوت لا تتحسن.
- قرح أو بقع بيضاء أو حمراء في الفم لا تختفي.
الرئتان والجهاز التنفسي
- سعال مزمن أو متزايد.
- ضيق في التنفس.
- سعال مصحوب بالدم.
الأعضاء التناسلية (المهبل أو القضيب)
- إفرازات أو نزيف مهبلي غير طبيعي، وخاصةً بعد الجماع أو بعد انقطاع الطمث.
- صعوبة في الانتصاب أو وجود دم في السائل المنوي.
ولابد من استشارة طبيبك العام إن لاحظت أية أعراض مستمرة أو غير معتادة بالنسبة لك، تغيرات في صحتك تدعو إلى القلق حتى وإن كانت بسيطة، وفي هذه الحالة قد يحيلك الطبيب إلى اختصاصي أو يطلب فحوصات إضافية للتحقق من السبب.
فـ الكشف المبكر هو المفتاح، فكلما تم اكتشاف السرطان في المراحل الأولى ارتفعت فرص العلاج والشفاء بصورة كبيرة.
باقة مؤشرات الأورام السرطانية
نهتم مختبرات دلتا بصحتك قبل كل شيء، لذلك نوفر باقة مؤشرات الأورام السرطانية لمساعدتك على الاطمئنان والكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في الجسم.
حيث تساعد هذه الفحوص المتقدمة على اكتشاف احتمالية وجود أنواع مختلفة من السرطان في مراحل مبكرة، الأمر الذي يزيد فرص العلاج والشفاء بإذن الله.
تجرى التحاليل باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات المخبرية وتحت إشراف نخبة من المختصين لضمان دقة النتائج وسرعة إصدارها.
احجز فحصك الآن في أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا وابدأ رحلتك نحو صحة مطمئنة وحياة أكثر أمانًا.
أسباب مرض السرطان
يحدث السرطان في حالة تعرض الخلايا في الجسم لتغيرات غير طبيعية في الحمض النووي (DNA) ينتج عن ذلك فقدانها السيطرة على النمو والانقسام، وتعرف هذه التغيرات باسم (الطفرات الجينية)، وهي السبب الجذري لبدء تكون الأورام وتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.
ويتكون الحمض النووي داخل كل خلية من جينات تتحكم في تطورها وانقسامها وقيامها بوظيفتها، وعندما تقع أخطاء أو طفرات في هذه الجينات قد تتعطل الأوامر الطبيعية التي تحد من النمو الزائد أو تصلح الأخطاء، فتبدأ هنا الخلايا في الانقسام بصورة سريعة وبشكل غير منضبط ويتكون الورم كنتيجة مترتبة على ذلك.
ويمكن للطفرات أن تؤثر في الخلايا بعدد من الطرق، نوضح منها ما يلي:
- تحفيز النمو السريع، فـ الطفرة تجعل الخلية تنمو وتنقسم بسرعة غير طبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين عدد كبير من الخلايا المشوهة.
- فقدان السيطرة على التوقف عن النمو، ففي الوضع الطبيعي تعرف الخلايا متى ينبغي أن تتوقف عن الانقسام، أما في الخلايا السرطانية فـ تتعطل الجينات الكابتة للأورام فتنمو الخلايا بلا توقف.
- فشل في إصلاح أخطاء الحمض النووي، حيث تمتلك الخلايا جينات خاصة تقوم بإصلاح الأخطاء في الحمض النووي، لكن إن حدثت طفرة في هذه الجينات تفقد الخلية قدرتها على الإصلاح وتتراكم الأخطاء إلى أن تتحول إلى خلية سرطانية.
وللطفرات الجينية أسباب وعوامل عديدة نوضحها كالتالي:
- طفرات وراثية (موروثة)، حيث يولد بعض الأشخاص بطفرات جينية منقولة من أحد الوالدين، والتي تزيد من احتمالات خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي أو القولون الوراثي، لكنها لا تعني بالضرورة أن الشخص سوف يصاب بالسرطان بل فقط أن احتماله أعلى.
- طفرات مكتسبة (تحدث بعد الولادة)، وهي الأكثر شيوعًا، وتنشأ نتيجة التعرض لعوامل معينة مثل:
- التدخين
- الإشعاع
- بعض الفيروسات
- المواد الكيميائية المسرطِنة
- السمنة وقلة النشاط البدني
- الالتهابات المزمنة
- الاضطرابات الهرمونية
وحتى أثناء الانقسام الطبيعي للخلايا يمكن أن تحدث طفرات بصورة تلقائية، لكن الخلايا في الغالب تصلحها، وفي حال فشلت هذه الآلية قد تتحول الخلية إلى خلية سرطانية.
تتعاون الطفرات الوراثية والمكتسبة معًا في ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان، فإن كان الشخص يحمل طفرة وراثية تضعف آلية إصلاح الحمض النووي فقد يكون أكثر عرضة لتأثير المواد المسرطنة في البيئة، الأمر الذي يجعل الإصابة بالسرطان محتملة بصورة أكبر.
ولا يوجد عدد محدد من الطفرات يؤدي إلى مرض السرطان، حيث يختلف ذلك وفق نوع الورم والجينات المتأثرة.
عوامل الخطر حول مرض السرطان
يوجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، بعضها يمكن التحكم به، بينما البعض الآخر لا يمكن تغييره، نوضحها فيما يلي:
- العمر، حيث يزداد خطر الإصابة بالسرطان مع التقدم في السن، فقد يستغرق تطور المرض أعوام طويلة، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن يتم تشخيصه في أي عمر حتى لدى الشباب.
- العادات الحياتية، فقد تزيد بعض أنماط الحياة من خطر الإصابة، مثل التدخين وتناول الكحول بكثرة والتعرض المفرط لأشعة الشمس والسمنة وممارسة الجنس غير الآمن، والتعديل من هذه العادات يمكن أن يقلل بصورة كبيرة من احتمالية الإصابة.
- التاريخ العائلي، ففي بعض الحالات يكون مرض السرطان ناتج عن طفرات وراثية تنتقل عبر الأجيال، فإن كان المرض شائع في العائلة يوصى بإجراء فحص جيني بغرض تقييم مدى الخطورة، مع العلم أن وجود طفرة لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان.
- الحالات الصحية المزمنة، فقد ترفع بعض الأمراض، مثل التهاب القولون التقرحي من خطر الإصابة بأنواع معينة من مرض السرطان ، لذا يفضل متابعة الحالة بصورة دورية مع الطبيب.
- البيئة المحيطة، حيث يمكن أن تؤثر البيئة التي تعيش أو تعمل فيها على صحتك، خصوصًا إن كنت تتعرض لمواد كيميائية مثل الأسبستوس أو البنزين أو للتدخين السلبي.
- العدوى الفيروسية، فبعض الفيروسات مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وفيروس التهاب الكبد B أو C قد تؤدي إلى الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
- بعض الحالات الصحية، مثل الارتجاع الحمضي المزمن أو متلازمة لينش التي تنتقل بالوراثة بين أفراد العائلة.
مضاعفات مرض السرطان
قد يؤدي السرطان أو علاجه إلى عدد من المضاعفات التي تتفاوت من شخص لآخر وفق نوع المرض ومرحلة الإصابة وطريقة العلاج، لعل من أبرزها ما يلي:
- الألم، حيث يمكن أن يتسبب مرض السرطان أو العلاج في الشعور بالألم، لكن ليست كل أنواع مرض السرطان مؤلمة، ففي الغالب يمكن التحكم بالألم بالأدوية أو بوسائل علاجية أخرى.
- الإرهاق، يعد من أكثر الأعراض شيوعًا أثناء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وفي الغالب يكون بشكل مؤقت ويمكن السيطرة عليه بوسائل داعمة.
- صعوبة التنفس، فقد يشعر بعض المرضى بضيق في التنفس كنتيجة مترتبة على السرطان أو العلاجات المستخدمة، ويمكن للطبيب تقديم علاجات تخفف قليلًا من هذه الحالة.
- الغثيان، حيث أن بعض أنواع مرض السرطان أو العلاجات ينتج عنها الغثيان، وغالبًا ما يتم استخدام أدوية وقائية لتخفيفه أو منعه.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الإسهال أو الإمساك نتيجة تأثير السرطان أو العلاج على الأمعاء.
- فقدان الوزن، والذي يحدث أحيانًا بسبب استهلاك الورم للطاقة والعناصر الغذائية، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف وتراجع في الوزن يكون من الصعب تصحيحه بالغذاء فقط.
- اختلال التوازن الكيميائي في الجسم، فقد ينتج عن السرطان تغيرات في مستويات الأملاح والمعادن بشكل يؤدي إلى أعراض مثل العطش الشديد أو الإمساك أو الارتباك أو التبول المتكرر.
- مشكلات الجهاز العصبي، فإذا ضغط الورم على الأعصاب أو أصاب الدماغ فقد يسبب ألم وضعف في أحد الأطراف وصداع أو أعراض تشبه السكتة الدماغية.
- تفاعلات مناعية غير طبيعية (متلازمات الأباعد الورمية)، وهي حالات نادرة يحدث فيها أن يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة، الأمر الذي يسبب نوبات أو صعوبة في الحركة.
- انتشار مرض السرطان (النقائل)، فقد ينتقل الورم إلى أعضاء أخرى في الجسم كلما تقدم المرض، ويتفاوت نمط الانتشار وفقًا لنوع السرطان.
- عودة المرض، حتى بعد العلاج قد يعاود مرض السرطان الظهور في بعض الحالات، لذا ينصح الأطباء بمتابعة دورية تتضمن فحوصات واختبارات منتظمة للكشف المبكر عن أية تكرار.
تشخيص مرض السرطان
لا يعتمد التشخيص على فحص واحد فقط بل يتم تحديد الفحوصات وفقًا للأعراض والتاريخ الصحي للمريض، وفيما يلي الخطوات الأساسية لتشخيص مرض السرطان:
- جمع التاريخ الطبي والشخصي، حيث يبدأ الطبيب بالسؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض ومدة ظهورها والعوامل التي قد تؤثر عليها، مثل النظام الغذائي أو العادات اليومية.
- التاريخ العائلي، وهنا يسأل الطبيب المريض عن وجود حالات سرطان سابقة في العائلة، حيث تساعد هذه المعلومات على تحديد إن كان هناك استعداد وراثي للإصابة من عدمه.
- الفحص السريري، إذ يقوم الطبيب بفحص الجسم للبحث عن أية كتل أو تغيّرات غير طبيعية في الجلد أو الأعضاء، والقيام بتقييم الحالة العامة للمريض.
- اختبارات الفحص المبكر، قد يتم استخدام فحوص وقائية بغرض الكشف عن مرض السرطان في مراحله الأولى، مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية للكشف عن سرطان الثدي، وتنظير القولون للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، واختبار بابانيكولاو للكشف عن سرطان عنق الرحم.
- اختبارات الدم والتحاليل المخبرية، والتي تساعد كثيرًا في كشف مؤشرات غير طبيعية كارتفاع بعض المواد أو البروتينات التي قد تدل على وجود ورم.
- اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، والتي تحدد موقع الورم وحجمه وانتشاره.
- الخزعة، وهي الطريقة المؤكدة لتشخيص السرطان، حيث يتم أخذ عينة من الأنسجة المشتبه بها وفحصها تحت المجهر بغرض تحديد وجود خلايا سرطانية من عدمه.
علاج مرض السرطان
تعتمد طريقة علاج مرض السرطان على نوع الورم ومرحلته وحالة المريض الصحية العامة، لذا يضع الأطباء خطة علاجية خاصة لكل حالة، وفيما يلي أهم العلاجات الشائعة:
- الجراحة، والتي تهدف إلى إزالة الورم السرطاني من الجسم، وفي الغالب تكون هي الخيار الأول إن كان الورم في مرحلة مبكرة ولم ينتشر بعد.
- العلاج الكيميائي، والذي يستخدم أدوية قوية لقتل الخلايا السرطانية أو إيقاف نموها، ويمكن إعطاؤه عن طريق الوريد أو الفم، فقد يتم استخدامه قبل الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعدها للحد من عودته.
- العلاج الإشعاعي، والذي يعتمد على أشعة عالية الطاقة تدمر الخلايا السرطانية وتمنعها من الانقسام، يستخدم على الأغالب مع الجراحة أو العلاج الكيميائي من أجل تحقيق نتائج أفضل.
- العلاج المناعي، يهدف إلى تحفيز جهاز المناعة لكي يهاجم الخلايا السرطانية كما يهاجم العدوى، ويعد من أحدث أساليب العلاج وأكثرها تطورًا.
- العلاج الهرموني، يتم استخدامه في كافة أنواع مرض السرطان التي تتأثر بالهرمونات، كسرطان الثدي أو البروستاتا، ويعمل على وقف أو إبطاء نمو الخلايا السرطانية.
المراجع
https://medlineplus.gov/cancer.html
https://www.nhs.uk/conditions/cancer/
https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/cancer/symptoms-causes/syc-20370588