أهمية فحص الروماتيزم: متى تحتاج إلى الفحص؟
هل تعاني من آلام في المفاصل بشكل متكرر يزداد في الصباح؟ قد يكون ذلك مؤشرًا على إصابتك بالروماتيزم مما يستلزم المتابعة الطبية، ولكن كيف يمكن التحقق من الأمر؟ يكشف فحص الروماتيزم عن أهم مؤشرات الالتهاب في الجسم؛ مما يوفر المعلومات اللازمة من أجل التشخيص الدقيق، في هذا المقال سنستعرض أهمية هذا فحص، ومتى يكون ضروريًا؟ وكيف يمكنك تفسير النتائج؟
ما هو فحص الروماتيزم؟
الروماتيزم (Rheumatoid) هو مصطلح طبي يُشير إلى مجموعة من الأمراض الالتهابية التي يسببها جهاز المناعة، وتصيب كلًا من: (المفاصل، والعضلات، والأنسجة الضامة)؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض كالألم، والتيبس، والتورم.
يُستخدم فحص الروماتيزم للكشف عن هذه الحالات وتشخيصها من خلال مجموعة من الفحوصات المخبرية التي تقيس مؤشرات الالتهاب والاستجابة المناعية في الجسم، بالإضافة إلى الفحوصات التصويرية؛ حيث تساعد هذه الفحوصات على تحديد نوع المرض الروماتيزمي، وتوجيه العلاج المناسب، ومتابعة تطور الحالة على المدى الطويل.
متى يطلب الطبيب فحص الروماتيزم؟
يطلب الطبيب فحص الكشف عن الروماتيزم عند الاشتباه بوجود مرض روماتيزمي، أو التهاب مزمن في المفاصل والأنسجة المحيطة بهال، حيث يُجرى الفحص بناءً على الأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى التاريخ الصحي، والعائلي، وتشمل أهم الحالات التي تستدعي إجراء الفحص ما يلي:
ظهور أعراض تشير إلى الروماتيزم
إذا كان المريض يعاني من أعراض مثل: (آلام المفاصل، تيبس المفاصل، انتفاخ واحمرار المفاصل)؛ فقد يوصي الطبيب بإجراء فحص الكشف عن الروماتيزم لتحديد السبب المحتمل.
متابعة الأمراض المناعية
يجب إجراء فحص الكشف عن الروماتيزم باستمرار للأشخاص الذين شُخصوا بأمراض مثل: (التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، أو الذئبة الحمراء (SLE))؛ لمتابعة تقدم المرض ومدى استجابة الجسم للعلاج.
وجود تاريخ عائلي للروماتيزم
إذا كان لدى المريض أفراد من العائلة مصابون بأحد الأمراض الروماتيزمية، فقد يطلب الطبيب فحص الروماتيزم؛ للكشف المبكر عن أي تغيرات في الجهاز المناعي.
ما أعراض الروماتيزم؟
تتفاوت أعراض الروماتيزم بين الأفراد، وقد تظهر تدريجيًا، أو تتفاقم بسرعة، كما يمكن أن تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم إلى جانب المفاصل، وفيما يلي أشهر تلك الأعراض:
- الألم، والتورم، والاحمرار في المفاصل المصابة.
- الإحساس بالدفء عند لمس المفاصل؛ بسبب الالتهاب.
- تيبس المفاصل (أي عدم قدرتها على الحركة)، خاصةً في الصباح أو بعد فترات من قلة الحركة.
- تأثر المفاصل على جانبي الجسم بشكل متماثل، وهي سمة مميزة لالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- التعب المزمن الذي قد يكون شديدًا ويؤثر على أداء الأنشطة اليومية.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة (الحمى) نتيجة الالتهاب المستمر.
ما هو الفحص الذي يكشف الروماتيزم؟
من الصعب تشخيص الروماتيزم بطريقة واحدة لذا؛ يتم تشخيص أمراض الروماتيزم من خلال مجموعة من الإجراءات تُعرف بفحص الروماتيزم، والتي تشمل التحاليل المخبرية، والفحوصات التصويرية، حيث تساعد هذه الفحوصات في الكشف عن الالتهابات، وتقييم مدى تأثير المرض على المفاصل والأنسجة المحيطة بها.
أولًا: الفحوصات المخبرية
العامل الروماتويدي (RF)
يُعرف بالإنجليزية باسم (Rheumatoid Factor)، وهو اختبار يبحث عن بعض الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم كاستجابة مناعية ولكنها تهاجمه عن طريق الخطأ.
تشير النسب العالية إلى الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي؛ وذلك لأن مستويات الإنزيم لا ترتفع في الظروف العادية.
معدل الترسيب (ESR)
يُعرف بالإنجليزية باسم (Erythrocyte Sedimentation Rate)، وهو اخبار يقيس مدى سرعة ترسب كريات الدم الحمراء؛ حيث يشير ارتفاعه إلى وجود التهاب في الجسم، لكنه لا يحدد سببه بدقة.
فحص صورة الدم الكامل (CBC)
يُجرى للكشف عن وجود فقر الدم أو انخفاض عدد كريات الدم البيضاء، وهي مشاكل شائعة لدى مرضى الروماتيزم.
فحص البروتين المتفاعل (CRP)
يُعرف بالإنجليزية باسم ((C- reactive protein، ويُستخدم عادة للكشف عن وجود التهاب نشط في الجسم، فكلما ارتفع مستوى CRP؛ زادت شدة الالتهاب، مما يساعد في تقييم نشاط المرض الروماتيزمي، ويُجرى خلال فحص الروماتيزم بشكل أساسي؛ لتحديد مقدار الالتهاب.
ثانيًا: الفحوصات التصويرية
تساعد الفحوصات التصويرية في تقييم مدى تأثير المرض على المفاصل والعظام، وتشمل: (الأشعة السينية، والتصوير بالموجات الفوق صوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي).
كيف تعرف أنك مصاب بالروماتيزم؟
يمكنك التحقق مما إذا كنت مصابًا بالروماتيزم من خلال مجموعة من المؤشرات، مثل: التهابات المفاصل المزمنة والأعراض المصاحبة لها. علاوة على ذلك، تُساعد الفحوصات المخبرية في تأكيد التشخيص، حيث يمكن تفسير نتائجها على النحو التالي:
تفسير نتائج فحص العامل الروماتويدي (RF)
النتيجة السلبية (الطبيعية): تُعني أن نسبة عامل الروماتويد (RF) في الدم منخفضة، أو غير موجودة، ومع ذلك، فإن بعض المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد لا يكون لديهم RF مرتفع، لذا فإن النتيجة السلبية لا تستبعد الإصابة بالمرض إلا إذا أكدت بقية الفحوصات ذلك.
النتيجة الإيجابية (غير الطبيعية): تُعني وجود مستوى مرتفع من عامل الروماتويد (RF) في الدم، لكن هذا لا يعني بالضرورة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، فقد يكون مرتبطًا بأمراض أخرى مثل:
- أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل الذئبة الحمراء.
- التهابات مزمنة.
- بعض أنواع السرطان.
لذا يجب أن يكشف فحص الروماتيزم عن المزيد من المؤشرات؛ للتأكد من سبب ارتفاع RF.
تفسير نتائج فحص معدل الترسيب (ESR)
يُستخدم معدل الترسيب كأحد المؤشرات على وجود التهاب في الجسم، وتمثل القيم الطبيعية لمعدل الترسيب:
- المعدل الطبيعي للرجال: من 0 إلى 15 مم/ساعة.
- المعدل الطبيعي للنساء: من 0 إلى 20 مم/ساعة.
يشير ارتفاع معدل الترسيب فوق المعدل الطبيعي إلى وجود التهاب، أو مرض نشط في الجسم، وعند تجاوز المعدل 100 ميليمتر/ ساعة، فمن المرجح أن يكون السبب أحد الحالات التالية:
- أمراض التهابية مزمنة، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمراء.
- العدوى النشطة، مثل: التهابات الجهاز التنفسي أو التهابات العظام.
- بعض أنواع السرطان، مثل: الأورام اللمفاوية أو سرطان الدم.
- أمراض القلب المزمنة.
تفسير نتائج فحص البروتين المتفاعل (CRP)
يُجرى اختبار CRP ضمن فحص الروماتيزم باعتباره مؤشرًا على وجود التهاب في الجسم، حيث تُقاس مستوياته بالمليغرام/ ديسيلتر، ويتم تفسير النتائج وفقًا للآتي:
أقل من 0.3 ملجرام/ديسيلتر:
يُعد مستوى طبيعيًا ويُلاحظ لدى معظم البالغين الأصحاء.
من 1.0 إلى 10.0 ملجرام/ديسيلتر:
يشير إلى التهاب متوسط وقد يكون مرتبطًا بحالات مثل: الأمراض الالتهابية المزمنة (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمامية الجهازية).
أكثر من 10.0 مليجرام/ديسيلتر:
يشير إلى حدوث التهاب حاد، وقد يكون ناتجًا عن:
- الالتهابات البكتيرية، أو الفيروسية الحادة.
- التهاب الأوعية الدموية الجهازية.
- الإصابات الجسدية، أو الصدمات.
هل فحص CRP يكشف الروماتيزم؟
يُعتبر فحص البروتين المتفاعل (CRP)أحد الفحوصات المخبرية التي تُستخدم للكشف عن وجود التهابات في الجسم؛ مما يضعه ضمن قائمة فحص الروماتيزم بشكل أساسي، حيث يُنتج الكبد هذا البروتين استجابةً للالتهاب، وبالتالي فإن ارتفاع مستوياته في الدم يشير إلى وجود التهابات
ومع ذلك، فإن اختبار CRP ليس مخصصًا لتشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي بدقة، بل يُظهر وجود التهاب بشكل عام قد يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من الحالات، ويستلزم تأكيد التشخيص إجراء مجموعة من الفحوصات الأخرى التأكيدية.
هل فحص CBC يكشف الروماتيزم؟
يُعد فحص تعداد الدم الكامل (CBC) أداة مهمة في تقييم الحالة العامة للدم، حيث يقيس مكونات الدم الأساسية مثل: (خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية)، فعند الإصابة بالروماتيزم يكشف هذا الفحص عن حدوث بعض التغيرات مثل:
- انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم).
- ارتفاع عدد الصفائح الدموية.
- ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء؛ مما يشير إلى وجود التهاب.
يُعتبر فحص CBC جزءًا من فحوصات الروماتيزم، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه وحده لتشخيص الأمراض الروماتيزمية، نظرًا لحدوث هذه التغيرات في العديد من الحالات الأخرى، من الضروري إجراء مجموعة من الفحوصات الأخرى مثل: (معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR)، والبروتين المتفاعل (CRP)، والعامل الروماتويدي (RF))
التحضيرات قبل فحص الروماتيزم
بعض فحوصات الروماتيزم لا تتطلب تحضيرات خاصة مثل فحص العامل الروماتيزمي، ولكن بعض الاختبارات الأخرى (مثل: فحص CRP) تستوجب الصيام عن الطعام لعدة ساعات لضمان دقة النتائج.
يُفضل أيضًا إبلاغ الطبيب عن أي أدوية تتناولها في الوقت الحالي؛ حيث أن تؤثر بعض الأدوية على النتائج، مثل: (مضادات الالتهاب، والكورتيزون).
هل يتوافر فحص الروماتيزم في مختبرات دلتا؟
نعم، تُقدم مختبرات دلتا الطبية فحوصات متنوعة للكشف عن الأمراض الروماتيزمية، بما في ذلك: (فحص العامل الروماتيزمي، وفحص البروتين التفاعلي CRP).
بالإضافة إلى ذلك توفر مختبرات دلتا مجموعة من الباقات المتخصصة، والتي تضم مجموعة من الفحوصات بأسعار تنافسية، فيمكنك زيارة أحد فروعنا لإجراء تلك الفحوصات، أو الاتصال بنا وطلب الخدمة المنزلية مجانًا.
