ارتفاع ضغط الدم hypertension: دليلك الشامل عن القاتل الصامت

القاتل الصامت ليس دائمًا انسانًا أو حيوانًا، بل يُمكن أن يكون مرضًا خفيًا مثل ارتفاع ضغط الدم، الذي يُهدد صحة الإنسان بشدة، وعلى الرغم من أنه شائع، إلا أن بعيدًا عن أنظار الكثيرين الذين يُعانون من مجموعة من الأعراض مثل: (الصداع، زيادة معدل ضربات القلب، وغيرها).

فكثيرًا ما يتعامل الأشخاص مع الأعراض السابقة وغيرها على أنها أمر طارئ يزول بمرور الوقت، ولكنه في الحقيقة بمرور هذا الوقت يتفاقم ويؤثر على جودة الحياة وصحة الأعضاء بأكملها.

لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية أن يكون هذا المقال دليلاً شاملاً لكل ما تحتاجون معرفته بشأن ارتفاع ضغط الدم، بداية من التعرف على ماهيته وأسبابه وأعراضه، ووصولاً إلى معدلاته وخطورته وسبل علاجه، وغيرها من معلومات هامة.

ما هو ارتفاع ضغط الدم؟

قد تسمعون كثيرًا هذا المصطلح ولكن هل تسألتم يومًا عن ماهيته وطبيعته؟ في الحقيقة ارتفاع الضغط هو أحد أشهر الأمراض المزمنة والشائعة حول العالم، وهو من الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية في احصائيات سابقة أن عدد المُصابين الذين لا يعرفون أنهم مُصابون بارتفاع الضغط بلغ 600 مليون شخص، لذا أُطلق عليه اسم القاتل الصامت.

ويُعرف ارتفاع ضغط الدم (hypertension) بأنه القوة التي يُمارسها الدم على جدران الشرايين، أثناء ضخه من القلب إلى مختلف أجزاء الجسم، فكلما كانت هذه القوة كبيرة، زادت مستويات الضغط، وفي هذه الحالة يتطلب تدخل الطبيب لأنها حالة مرضية تهدد الإنسان.

وينقسم ارتفاع الضغط إلى عدة أنواع وفيما يلي نتعرف على أبرزهم:

  • ارتفاع الضغط الاساسي (المزمن): هو النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث تدريجيًا مع مرور الوقت دون سبب محدد واضح.
  • ارتفاع الضغط الثانوي: ينتج عن الإصابة بمرض أو حالة أخرى مثل: (أمراض الكلى أو اضطرابات الغدة الدرقية).
  • ارتفاع الضغط الحملي:  يظهر خلال فترة الحمل عادةً بعد الأسبوع 20  لدى بعض الحوامل، وغالبًا ما يختفي بعد الولادة، لكنه يحتاج إلى متابعة دقيقة لتجنب المضاعفات.

كيف تعرف أن ضغط الدم مرتفعًا؟

ليس كل شعور بالصداع أو زيادة معدل ضربات القلب يُعد مؤشرًا على ارتفاع الضغط، وهو ما يتطلب التعرف على المستويات الطبيعية وغير الطبيعية ومقارنتها بالأعراض التي تشعر بها، حتى تستطيع تحديد ما إذا كنت مُصاب أم لا، كما أن ذلك يُساعد الطبيب على تشخيص الحالة بدقة.

لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية أن توضح لكم القائمة الكاملة لمستويات ضغط الدم قبل الإصابة وبعدها:

  • مرحلة ما قبل ارتفاع الضغط:

في هذه المرحلة يكون الضغط الانقباضي ما بين 120 إلى 129 ملم زئبقي، بينما يظل الضغط الانبساطي أقل من 80 ملم زئبقي، وتُعد هذه المرحلة بمثابة إنذار مبكر لضرورة الاهتمام بنمط الحياة قبل تطور الحالة.

  • المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم:

يتراوح الضغط الانقباضي بين 130 و139 ملم زئبقي، في حين يكون الضغط الانبساطي بين 80 و89 ملم زئبقي؛ وغالبًا ما تتطلب هذه المرحلة مُتابعة طبية وتغييرات في نمط الحياة للسيطرة على الضغط.

  • المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم:

يُسجل فيها الضغط الانقباضي عند 140 ملم زئبقي أو أكثر، والضغط الانبساطي عند 90 ملم زئبقي أو أكثر، وهي المرحلة التي تستدعي التدخل العلاجي المنتظم لتجنّب المضاعفات الخطيرة على القلب والأوعية الدموية.

الجدير بالذكر، عند قياس ضغط الدم بالأجهزة الحديثة، سوف يظهر لكم 3 أرقام، وكل واحدًا منهما دلالة طبية مُعينة تتمثل في الآتي:

    • الضغط الانقباضي: هو الرقم العلوي في قراءة ضغط الدم، ويُعبر عن القوة التي يدفع بها القلب الدم عبر الشرايين أثناء انقباض عضلته لضخه إلى مختلف أجزاء الجسم.
    • الضغط الانبساطي: وهو الرقم السفلي، ويُشير إلى مقدار الضغط الواقع على جدران الشرايين أثناء استرخاء عضلة القلب بين النبضات، أي في الفترة التي يستعد فيها القلب لملء حجراته بالدم من جديد.
  • معدل ضربات القلب: هو الرقم الثالث السفلي.

ما سبب ارتفاع ضغط الدم؟

تلعب عدة عوامل دورًا كبيرًا في الإصابة بهذه المشكلة المرضية الشائعة، ومن العوامل التي تُساعد على ارتفاع ضغط الدم ما يلي:

    • تصلب الشرايين: وهو مشكلة صحية تعني انسداد الشرايين القلبية، نتيجة زيادة مستويات الكوليسترول الضار، وهو ما ينتج عنه ضيق الشرايين وصعوبة تحرك الدم.
    • مرض السكري: يؤثر داء السكري بشكل مباشر على صحة الأوعية الدموية؛ مما يُضعف مرونتها ويزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم؛ خاصةً عند عدم ضبط مستويات السكر لفترات طويلة.
    • التدخين: يُعد التدخين من أكثر العادات ضررًا على الأوعية الدموية، إذ يُسبب تضيقها وفقدان مرونتها؛ مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب تأثيره السلبي على الرئتين.
    • السمنة: الوزن الزائد يضع عبئًا إضافيًا على القلب والشرايين، ويُعد من أهم العوامل المسببة لارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، خصوصًا مع قلة النشاط البدني.
    • الإفراط في تناول الكافيين: يؤدي تناول كميات كبيرة من الكافيين إلى تحفيز إفراز هرمون الأدرينالين؛ مما يُسبب ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم، خاصةً لدى الأشخاص الذين لا يستهلكونه بانتظام.
    • بعض الأدوية: قد تتسبب بعض العقاقير في رفع ضغط الدم كأثر جانبي، ومن أبرزها: (مضادات الاكتئاب، ومزيلات الاحتقان، والمسكنات غير الستيرويدية المضادة للالتهابات)، لذا يُنصح دائمًا بعدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب.
  • أمراض الكلى: تتحكم الكلى في توزان الأملاح والسوائل في الجسم، وإصابتها بأي مشكلة مثل: (الفشل الكلوي)، يتسبب في اضطراب وظائفها

هل تعتقدون أن أسباب ارتفاع الضغط تقتصر على ما سبق، فإذا كانت إجابتكم نعم فأنتم مخطئون، فهُناك مجموعة من العوامل الآخري، والتي تتعلق بأسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء:

  • سن اليأس: عند وصول المرأة هذا السن، ينخفض الإستروجين؛ مما ينتج عنه قلة مرونة الأوعية الدموية؛ وهو ما يزيد من خطر ارتفاع الضغط.
  • حبوب منع الحمل: قد تؤدي بعض أنواع موانع الحمل إلى ارتفاع طفيف في ضغط الدم لدى النساء، وتزداد احتمالية ذلك في حال وجود عوامل خطر مثل: (زيادة الوزن أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالضغط المرتفع).
  • الحمل: في بعض الحالات، تُصاب السيدات بارتفاع مؤقت في ضغط الدم أثناء فترة الحمل، ويُعرف باسم “ارتفاع الضغط الحملي”، ويُنصح دائمًا بمتابعة الحالة مع الطبيب المختص، وذلك لتجنب أي مضاعفات قد تؤثر على الأم أو الجنين.

كيف أعرف أن ارتفاع الضغط مؤقت؟

يكون ارتفاع الضغط مؤقتًا عندما لا تزيد مستوياته عن 139، ولا يحتاج إلى تلقي أي أدوية علاجية، ويحدث عندما تتعرض لبعض الأمور مثل:

  • التغيرات المزاجية: إذا تعرضت لموقف أثار غضبك بشدة، أو أنك تُفكر بشكل مفرط، مما يزيد من الشعور بالتوتر والقلق. 
  • النظام الغذائي: إذا كان نظامك الغذائي غني بالأملاح والدهون فهذا يزيد من خطر ارتفاع الضغط.
  • قلة تناول الماء: يتسبب ذلك في احتباس الأملاح في جسمك.

ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم؟

تتسبب زيادة مستويات ضغط الدم، إلى شعور الشخص بمجموعة من الأعراض التي تتراوح بين بسيطة إلى حادة، وتختلف حدتها حسب مستوى الضغط، وفيما يلي نتعرف على علامات ارتفاع الضغط:

  • التعب والإعياء: يحدث بسبب ضعف تدفق الدم إلى العضلات والأعضاء..
  • الارتباك:عادة ما ينتج عن تأثير ارتفاع الضغط على تدفق الدم إلى الدماغ.
  • الصداع الشديد: يُعد من الأعراض الشائعة، واستمراره يتطلب مراجعة الطبيب فورًا.
  • نزيف الأنف: قد يحدث نتيجة تمزق الأوعية الدموية الدقيقة بسبب الضغط المرتفع.
  • القلق والتوتر: نتيجة لتأثير الضغط المرتفع على الجهاز العصبي.
  • التعرق: قد يرتبط بزيادة نشاط الجهاز العصبي بسبب ارتفاع الضغط.
  • خلل في ضربات القلب: يحدث نتيجة تأثير الضغط على القلب والأوعية الدموية.
  • ألم في الصدر: قد يكون ناتجًا عن تأثير ارتفاع الضغط على تدفق الدم إلى القلب.
  • ظهور بقع دموية في العين: نتيجة لتأثير الضغط المرتفع على الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية.
  • احمرار الوجه: قد يشير إلى تمدد الأوعية الدموية بسبب الضغط.
  • الشعور بالدوار والدوخة: يحدث بسبب تأثير ارتفاع الضغط على تدفق الدم إلى الدماغ.
  • اضطرابات النوم: نتيجة القلق أو انقطاع النفس أثناء النوم، وهو عرض شائع لدى مرضى الضغط المرتفع.
  • اضطرابات الرؤية: قد تكون علامة على تأثر الشبكية بالضغط المرتفع.
  • ضيق التنفس.
  • ظهور دم في البول: قد يكون ناتجًا عن تأثير الضغط على الكلى والأوعية الدموية المرتبطة بها.

أعراض ارتفاع الضغط العصبي

لا تختلف أعراض الضغط العصبي عن أعراض الضغط المُتعارف عليها، فعادةً ما تنتج هذه الأعراض بعد التعرض لموقف قوي، وقد تشعر أيضًا بعلامات إضافية تتمثل في الآتي:

  • طنين الأذنين.
  • أحمرار العينين.
  • الشعور بالرعشة والبرودة.
  • خفقان القلب.
  • الغثيان والم في المعدة.

متى يجب أن نقلق من ارتفاع الضغط؟

إذا شعرت بأي من الأعراض التالية فيجب عليك التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي أو استشارة الطبيب المختص نظرًا لخطورة الأمر:

  • ألم في الصدر.
  • خدر وتنميل الجسم.
  • صعوبة الكلام.
  • فقدان الوعي
  • نزيف الأنف المستمر.

متى يصل الضغط إلى مرحلة الخطر؟

  • يتمثل مستوى الضغط المرتفع الخطير في المعدل الآتي: إذا تجاوز 180/120 ملم زئبق.

ما الذي يجب فعله عند ارتفاع مستوى ضغط الدم؟

هُناك مجموعة من الخطوات التي يفضل القيام بها قبل التوجه إلى المستشفى، وتتمثل في الآتي:

  • متابعة الضغط: يجب قياس الضغط أكثر من مرة على فترات متباعدة خلال ساعة، والقيام بهذه الخطوة يكون فقط في الحالات البسيطة التي تظهر عليها أعراض خفيفة، كما يجب أن  يكون مستوى الضغط معتدلا. 
  • الراحة التامة والتنفس ببطء.
  • إذا كان المريض يخضع لخطة علاجية فيجب إعطاءه دواء الضغط بالجرعة المحددة.

إذا استمر ضغط الدم مرتفعًا، فيجب عليك الذهاب إلى المستشفى في أسرع وقت أو الذهاب إلى الطبيب، حيث أن هذا الارتفاع قد يتسبب في مجموعة من المضاعفات مثل:

  • فقدان النظر.
  • قصور عضلة القلب.

علاج ارتفاع ضغط الدم

يُعد ارتفاع الضغط من الأمراض المزمنة، أي التي يظل الإنسان يُعاني منها طوال عمره، ولكن يُمكن لبعض الأدوية العلاجية تنظيم مستوياته لمنع حدوث المُضاعفات، وومن أبرزها:

  • مدرات البول.
  • حاصرات بيتا.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.

ويتم تحديد العلاج المُناسب وفقًا لما يراه الطبيب المختص مُناسبًا لكل حالة، ويتم تحديد الجرعات المُناسبة حسب مستوى ارتفاع الضغط الذي تُعاني منه الحالة.

أسئلة شائعة عن ارتفاع معدل ضغط الدم

يُعد ارتفاع مستويات ضغط الدم من الأمراض التي تثير القلق عند جميع الفئات العمرية، لما تتسبب فيه من تهديد صحة وحياة الأشخاص، لذ؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على الإجابة عن أبرز التساؤلات والمخاوف التي تراود أذهان المرضى ذويهم، وذلك من قبل فريقنا الطبي:

هل ضغط الدم 150/90 خطير؟

نعم، تتطلب هذه القراءة مراجعة الطبيب المختص على وجه السرعة، حيث أنها تدل على الإصابة بضغط الدم المرتفع من النوع الثاني، والذي يتطلب خفضه بشكل سريع ومن ثم متابعة القراءة لعدة أيام لملاحظة تكرار ارتفاعه، ومن ثم اتخاذ القرارات الطبية اللازمة  لمنع المضاعفات الصحية.

ما المشروب الذي ينزل الضغط بسرعة؟

تنصح مختبرات دلتا الطبية دائما بضرورة استشارة الطبيب المختص وتناول أدوية الضغط التي يوصي بتناولها، ولكن هُناك بعض المشروبات يُمكن أن تُساهم في خفض الضغط بشكل سريع مثل:

  • مشروب الكركادية البارد.
  • الليمون البارد.
  • الدوم.
  • الحليب أو الزبادي البارد.

كيف أعرف إذا ضغطي نازل أو طالع؟

إذا تم تشخيصك بمرض الضغط، فيجب عليك متابعته من خلال قياسه على مدار اليوم من خلال جهاز قياس الضغط المنزلي، وذلك لتتعرف على مستوياته هل هي طبيعية أم تستدعي مراجعة الطبيب المختص.

لماذا يعد ارتفاع ضغط الدم الانبساطي أخطر؟

لان ضغط الدم الانبساطي يكشف معدل استراحة القلب بين النبضات، وارتفاعه يدل على أن القلب لا يستريح، وهو مؤشر خطير، يتطلب مراجعة الطبيب على وجه السرعة.

وفي الختام، يظل ارتفاع ضغط الدم رسالة صامتة من الجسم لا ينبغي تجاهلها،فكل خطوة بسيطة من متابعة الأرقام بانتظام، إلى تغيير العادات اليومية، قد تصنع فارقًا كبيرًا في حماية قلبك وصحتك على المدى الطويل، فأحرص دائمًا على المتابعة المبكرة.

المصادر

Hypertension

ارتفاع ضغط الدم | Hypertension

ارتفاع ضغط الدم

اذهب إلى الأعلى