الأورام الخبيثة في الثدي: 5 دقائق تُنقذ حياتك دليل شامل للأعراض النادرة والتشخيص

هل راودتك يومًا تساؤلات حول طبيعة تلك الكتل التي تظهر فجأة دون أي إنذار؟ إن الأورام الخبيثة في الثدي، التي تعرف بسرطان الثدي، هي تضخم غير طبيعي لخلايا الثدي، وتشكل تحديًا صحيًا يواجه العالم أجمع، ولكن المعرفة تُعدّ سلاحنا الأول في مواجهة هذا الخطر. 

كيف يمكنك الكشف عن العلامات الأولى للمرض من خلال الفحص الذاتي؟، وما هي الفروق بين أنواعه الخطيرة؟ والأهم من ذلك، كيف يتم تصنيف المراحل وفقًا لنظام TNM لتحديد العلاج الأنسب؟، تابع معنا هذا المقال الشامل لتتعرف على ذلك.

أنواع الأورام الخبيثة في الثدي

يمكن تصنيف سرطان الثدي إلى عدة أنواع استنادًا إلى خصائص الخلايا السرطانية، وموقعها في أنسجة الثدي. ومن الأنواع الرئيسية لسرطان الثدي ما يلي:

  • سرطان القنوات الموضعي (DCIS): هو شكل غير جراحي من سرطان الثدي، حيث تظل الخلايا غير الطبيعية محصورة في قنوات الحليب دون أن تنتشر إلى الأنسجة المحيطة.
  • سرطان القنوات الغازي (IDC): يبدأ في قنوات الحليب، ولكنه يمكن أن ينتشر إلى مناطق أخرى في الثدي، بالإضافة إلى الغدد الليمفاوية وأعضاء أخرى في الجسم. يُعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا، حيث يمثل حوالي 80% من الحالات.
  • سرطان الفصيصات الغازي (ILC): ينشأ هذا الورم في الفصيصات، وهي الغدد المسؤولة عن إفراز الحليب في الثدي، ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الثدي وما بعده.
  • سرطان الثدي الالتهابي (IBC): هو نوع نادر ولكنه عدواني، حيث يتسبب في انتفاخ الثدي، وظهوره باللون الأحمر ووجود التهاب نتيجة انسداد الأوعية الليمفاوية بخلايا سرطانية.
  • ورم الثدي الثلاثي السلبي: هو يفتقر إلى مستقبلات هرمون الاستروجين والبروجسترون وبروتين HER2، مما يجعل من الصعب علاجه باستخدام العلاجات المستهدفة.
  • سرطان الثدي الإيجابي لـ HER2: يتميز بزيادة تعبير خلايا الورم عن بروتين HER2، مما يسهم في تعزيز نمو، وانتشار الخلايا السرطانية.

أعراض الأورام الخبيثة في الثدي: أول علامات سرطان الثدى ظهوراً

من الضروري أن نكون على دراية بالعلامات التي تتجاوز مجرد التغيرات في مظهر الثدي أو الجلد أو الإحساس، إن الوعي بهذه الأعراض يمكن أن يكون بوابة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مما يمهد الطريق لعلاجه بشكل أكثر فعالية، وفيما يلي بعض أعراض الأورام الخبيثة في الثدي الشائعة، التي ينبغي الانتباه إليها:

1. التغيرات الملموسة في أنسجة الثدي والإبط

​ترتبط هذه التغيرات بما يمكن الشعور به عند الفحص الذاتي للثدي:

  • ​تجمعات أو سماكة: وجود أنسجة صلبة أو متكتلة في الثدي أو منطقة الإبط. تختلف هذه التكتلات في الحجم، وقد تكون غير مؤلمة في الغالب.
  • ​تورّم الثدي: حدوث تورم أو انتفاخ في جزء من الثدي، حتى في غياب كتلة واضحة يمكن الشعور بها.
  • ​ألم الثدي غير المرتبط بالدورة.

2. تغيرات في مظهر الثدي

يمكن أن تشير التغيرات في مظهر الثدي إلى علامات مهمة، مما يساعد في تحديد المؤشرات المحتملة للسرطان. إليك بعض التغيرات الشائعة التي ينبغي مراقبتها ضمن أعراض الأورام الخبيثة في الثدي:

  • غمازات أو تجاعيد ظاهرة: ظهور غمازات أو خطوط أو تجاعيد على سطح الثدي، مما يشبه قشر البرتقال، هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا مقلقًا على سرطان الثدي.
  • تغيرات في موضع الحلمة: أي تغيير في موضع الحلمة يستدعي القلق، قد يظهر هذا في انحراف إحدى الحلمتين عن موضعها الطبيعي، مما يجعلها غير متناسقة مع الحلمة الأخرى.
  • الأوردة الظاهرة: قد تشير الأوردة الظاهرة على سطح الثدي إلى وجود مشكلة صحية كامنة، خصوصًا إذا كانت أكثر وضوحًا من المعتاد.

3. التغيرات الجلدية: أهم 3 تغيرات

يمكن أن تشير التغيرات التي تطرأ على الجلد إلى علامات مهمة يجب الانتباه لها. إليك أعراض الأورام الخبيثة في الثدي، والتي تتعلق بتغيرات الجلد:

  • الاحمرار أو الطفح الجلدي: البقع غير المفسرة على الثدي قد تكون علامات محتملة للمرض، وهي التهابات ترتبط بشكل خاص بسرطان الثدي.
  • سماكة الجلد: قد يتعرض جلد الثدي للسماكة أو التصلب، وغالبًا ما يكون ملمسه مشابهًا لقشر البرتقال، مما يعد عرضًا يستدعي القلق بالنسبة لسرطان الثدي.
  • القروح أو الجروح: يمكن أن يكون ظهور القروح أو الجروح المفتوحة على الثدي علامة تحذيرية، خاصة إذا لم تلتئم.

4. تغيرات الإحساس

تعتبر تغيرات الإحساس في الثدي مؤشرات هامة على احتمال الإصابة بالسرطان، ولا ينبغي تجاهلها. فيما يلي بعض الأعراض الرئيسية المرتبطة بهذه التغيرات:

  • ألم غير مبرر.
  • حساسية الحلمة: الشعور بعدم الراحة أو الضيق في الحلمة يمكن أن يكون أعراضًا مقلقة، وقد تشير أيضًا إلى احتمال الإصابة بالسرطان.
  • إفرازات من الحلمة: إذا كانت الإفرازات غير طبيعية، وخاصة إذا كانت شفافة، أو دموية أو تحدث دون ضغط، فهي قد تكون من أعراض سرطان الثدي التي تستدعي مراجعة طبية.

من المهم متابعة هذه التغيرات في الإحساس، حيث قد تمثل علامات مبكرة على سرطان الثدي تتطلب تقييمًا طبيًا عاجلاً.

5. أعراض الأورام الخبيثة في الثدي الأقل شيوعًا

على الرغم من أنها أقل شيوعًا كأعراض أولية، إلا أنه من الضروري التعرف عليها، إذ يساعد الوعي بهذه الأعراض النادرة على الكشف المبكر عن المرض، ويعزز فعالية العلاج، حيث يسهم فهم جميع العلامات المحتملة في اتباع نهج أكثر شمولية، ويساعد في اكتشاف سرطان الثدي وعلاجه.

  1. ​تورم الإبط: تضخم الغدد الليمفاوية الإبطية الذي قد يظهر على شكل كتل صلبة أو مؤلمة.
  2. ​تورم عظم الترقوة: ظهور كتل بالقرب من العقد اللمفاوية فوق الترقوة، وهي أحد أعراض الأورام الخبيثة في الثدي، التي تدل على الانتشار.
  3. ​الكتل الثابتة: الكتل الموجودة في الغدد الليمفاوية التي تبدو ثابتة أو صلبة أو غير قابلة للتحرك.

كيف يكون وجع سرطان الثدى؟

يمكن أن يكون ألم الثدي أو انزعاجه المستمر مؤشرًا على وجود سرطان. إليك بعض النقاط الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

  1. لا يرتبط بالدورة الشهرية: يمكن أن يحدث الألم أو الانزعاج في الثدي بشكل مستقل عن دورتك الشهرية، مما قد يثير القلق، هذا النوع من الألم لا يعتبر شائعًا في آلام الثدي المرتبطة بالدورة.
  2.  ألم خفيف أو حاد: يمكن أن يكون الألم المستمر في الثدي خفيفًا أو حادًا، ولا يخف مع مرور الوقت، ما قد يشير إلى خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  3. الألم الموضعي: إذا كان الألم في منطقة محددة من الثدي بدلاً من أن يكون عامًا، فإنه يمكن أن يكون عرضًا مهمًا، وقد يرتبط بوجود كتلة أو تشوهات أخرى.

من المهم استشارة أخصائي الرعاية الصحية لتقييم هذا الألم أو الانزعاج المستمر، حيث يساعد ذلك في تحديد الأسباب المحتملة، واستبعاد أعراض الأورام الخبيثة في الثدي.

أهم 6 طُرق لتشخيص أعراض الأورام الخبيثة في الثدي

يشمل تشخيص سرطان الثدي مجموعة متنوعة من الفحوصات، والإجراءات التي تهدف للكشف المبكر عن المرض. 

  1. الفحص الذاتي للثدي: يُحثّ النساء على القيام بالفحص الذاتي بشكل دوري بهدف رصد أي تغييرات، أو تشوهات قد تطرأ على ثديهن.
  2. الفحص السريري للثدي: يتولى الطبيب أو الممرضة مهمة فحص الثديين والمناطق المحيطة بهما بدقة من خلال اللمس، للتحقق من وجود كتل أو أي تشوهات غير طبيعية.
  3. تصوير الثدي بالأشعة السينية: تُعد هذه التقنية التصويرية بالأشعة السينية أداة فعّالة لاكتشاف التشوهات في الثدي، بما في ذلك الأورام أو التكلسات، التي قد تظل خفية عن اللمس.
  4. فحص الثدي بالموجات فوق الصوتية: يسهم هذا الفحص في التمييز بين الكتل الصلبة والأكياس المملوءة بالسوائل، مما يوفر وضوحًا إضافيًا في التحليل.
  5. تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي (MRI): تُنتج هذه التقنية صورًا دقيقة لأنسجة الثدي، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص للنساء ذوات الأنسجة الكثيفة، أو اللواتي يتعرضن لخطر الإصابة بسرطان الثدي.
  6. الخرعة: في حال تم رصد أي مناطق تثير الشكوك، يمكن أن يُجرى إجراء خزعة لأخذ عينة دقيقة من أنسجة الثدي، لتخضع للتقييم الدقيق تحت المجهر.

أهم 2 تصنيف لـ مراحل سرطان الثدي

يتم تحديد مرحلة الأورام الخبيثة في الثدي عادةً بناءً على حجم الورم ومدى انتشاره، سواء كان قد وصل إلى الأنسجة المحيطة، أو الغدد الليمفاوية القريبة أو أجزاء أخرى من الجسم.

النظام الأكثر شيوعًا لتحديد مراحل سرطان الثدي هو نظام TNM، الذي يعتمد على العوامل التالية:

  • الورم (T): يتعلق بحجم الورم الموجود في الثدي.
  • العقدة (N): يشير إلى ما إذا كان السرطان قد انتقل إلى الغدد الليمفاوية القريبة، وإذا كان كذلك، كم عدد الغدد المتأثرة.
  • النقائل (M): يوضح ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أعضاء أو أنسجة بعيدة.

وفقًا لتصنيف TNM، يتم تقسيم الأورام الخبيثة في الثدي إلى المراحل التالية:

  • المرحلة 0 (سرطان موضعي): يظل السرطان محصورًا في قناة الثدي، أو الفصيص دون أن يمتد إلى الأنسجة المحيطة.
  • المرحلة الأولى: يكون الورم صغيرًا ومحدودًا، ولا يؤثر على الغدد الليمفاوية.
  • المرحلة الثانية: يتواجد الورم بحجم أكبر، وقد يمتد أو لا يمتد إلى الغدد الليمفاوية القريبة.
  • المرحلة الثالثة: تنتشر الخلايا السرطانية إلى الأنسجة المحيطة أو الغدد الليمفاوية القريبة، أو كليهما.
  • المرحلة الرابعة (النقائل): ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى، أو مناطق بعيدة في الجسم.

تُعتبر مرحلة سرطان الثدي عند اكتشافها عنصرًا حاسمًا في صياغة خطة العلاج الملائمة، والتنبؤ بمسار الحالة الصحية بشكل عام.

سُبل علاج الأورام الخبيثة في الثدي

يتضمن عادةً علاج سرطان الثدي مجموعة من الاستراتيجيات المتنوعة، وذلك وفقًا لمرحلة الورم ونوعه وخصائصه، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمرأة. وفيما يلي الخيارات الرئيسية لعلاج سرطان الثدي:

علاج الأورام الخبيثة في الثدي السرطانية بالجراحة

تُعتبر العلاج الأساسي لسرطان الثدي في مراحله المبكرة، حيث تُجرى لإزالة الورم والأنسجة المحيطة به. تشمل أنواع الجراحة ما يلي:

  • استئصال الورم (جراحة الحفاظ على الثدي): يتم فيه إزالة الورم مع كمية ضئيلة من الأنسجة المحيطة به، محافظًا بذلك على شكل الثدي.
  • استئصال الثدي: يتطلب إزالة الثدي بأكمله، كإجراء احترازي لمواجهة انتشار المرض.
  • تشريح الوضع الليمفاوي أو خزعة العقدة الليمفاوية الحارسة: يتضمن إجراءً جراحيًا لإزالة العقد الليمفاوية الإبطية، بهدف الكشف عن ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى تلك المناطق.

العلاج الإشعاعي الأورام الخبيثة في الثدي

هو يعتمد على استخدام حزم إشعاعية عالية الطاقة بهدف القضاء على الخلايا السرطانية، يُستخدم هذا النوع من العلاج غالبًا بعد الجراحة، للتخلص من أي خلايا سرطانية قد تبقى وتقليل احتمالية عودة المرض.

العلاج الكيميائي

يستعين في العلاج الكيميائي بأدوية قوية تستهدف الخلايا السرطانية سريعة الانقسام في جميع أنحاء الجسم. يمكن أن يُعطى هذا العلاج قبل أو بعد الجراحة، ويعتمد ذلك على مرحلة السرطان وطبيعته.

العلاج الموجه

يُمثل هذا النوع من العلاجات استراتيجية متقدمة تستهدف بروتينات، أو مستقبلات معينة على سطح الخلايا السرطانية بدقة متناهية. مثال على ذلك هو العلاجات الهادفة لـ HER2، مثل تراستوزوماب، بالإضافة إلى العلاجات الهرمونية مثل تاموكسيفين أو مثبطات الأروماتاز.

العلاج المناعي

يعتمد هذا الأسلوب المبتكر على تفعيل جهاز المناعة الطبيعي في الجسم لتمييز الخلايا السرطانية والانقضاض عليها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مثبطات نقاط التفتيش والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والتي تعمل جميعها على تعزيز قدرة الجسم في محاربة هذا الداء الخبيث.

العلاج الهرموني

في حالة سرطانات الثدي التي تحمل مستقبلات هرمونية إيجابية، يتمكن الأطباء من استخدام العلاج الهرموني كوسيلة فعالة للحد من إنتاج الهرمونات التي تعزز نمو الأورام، مما يسهم في تقليص خطر انتشار المرض.

كم سنة تعيش مريضة سرطان الثدي؟

تتباين معدلات البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بـ الأورام الخبيثة في الثدي وفقًا لعدة عوامل حيوية، منها مرحلة التشخيص التي وصل إليها المرض، ونوع الورم وخصائصه الفريدة، بالإضافة إلى عمر المريضة وحالتها الصحية العامة، فضلاً عن طريقة العلاج المتبعة.

تشير الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أن معدلات البقاء النسبية التي تمتد لخمس سنوات لسرطان الثدي في الولايات المتحدة تتمثل في الآتي:

  • المرحلة 0 (سرطان موضعي): يقترب معدل البقاء على قيد الحياة من 100%.
  • المرحلة الأولى: يسجل معدل البقاء على قيد الحياة نسبة 99%.
  • المرحلة الثانية: يصل معدل البقاء إلى 93%.
  • المرحلة الثالثة: ينخفض معدل البقاء إلى 72%.
  • المرحلة الرابعة (النقائل): يتراجع معدل البقاء إلى 28%.

ومن الضروري التأكيد على أن هذه الأرقام تمثل إحصائيات عامة، وقد تختلف النتائج من حالة لأخرى.

الخلاصة

تُعتبر الأورام الخبيثة في الثدي تحديًا صحيًا معقدًا يستدعي منا التعمق في فهم كافة جوانبه، تذكّر أن التشخيص المبكر يُعزز بشكل كبير من فرص النجاح في العلاج.

لا تؤجل استشارة الأطباء عند ملاحظة أي تغيير؛ تواصل مع طبيبك على الفور لضمان الحصول على أفضل خطة علاج ممكنة.

المصادر

اذهب إلى الأعلى