​1 من كل 4 في خطر.. كيف تطرد الدهون الثلاثية TG وتحمي قلبك للأبد؟

تظهر الإحصائيات واقعًا مدهشًا: واحد من كل أربعة أفراد يواجه تحديًا يتعلق بارتفاع معدلات الدهون الثلاثية TG، فهذا الارتفاع ليس مجرد رقم يمر عابرًا، بل يُعتبر دليلاً بارزًا على زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

في هذه المقالة، نُوضح أمامك كافة المعلومات التي تحتاج معرفتها: ما هي الأرقام المقلقة التي ينبغي عليك مراقبتها في نتائج فحص دمك؟ والأهم من ذلك، سنقدم لك استراتيجيات عملية وحلول طبيعية تهدف إلى خفض هذه المستويات، واستعادة زمام الأمور في صحة قلبك.

ما هي الدهون الثلاثية TG؟

الدهون الثلاثية Triglycerides تُعتبر الأكثر انتشارًا بين أنواع الدهون في جسم الإنسان، حيث تمثل صورة من صور الطاقة المخزنة الموجودة في دمنا، تعد هذه الدهون عنصرًا أساسيًا لصحتنا، إذ يقوم الجسم بتخزين السعرات الحرارية الزائدة التي نستهلكها على شكل دهون ثلاثية، ليتم استغلالها لاحقًا كمصدر للطاقة.

ومع ذلك، فإن الإفراط في هذه المخزونات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ويزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، مما يجعلها تعتبر من قبل العلماء علامة بارزة على صحة الأيض، ورغم أن جميع الأطعمة الدهنية تحتوي على دهون ثلاثية، فإن الارتفاع المقلق في مستوياتها غالبًا ما يكون نتيجة الإفراط في استهلاك الدهون المتحولة والمشبعة (مثل اللحوم الدهنية ومنتجات الألبان كاملة الدسم)، بالإضافة إلى الكربوهيدرات المكررة والسكريات والكحول.

أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية TG

هناك الكثير من عوامل الخطر، والأسباب التي تجعل نسبة Triglycerides مرتفعة في الدم، منها:

  • زيادة الوزن أو السمنة

تشير دراسة المعاهد الوطنية للصحة (NIH) إلى أن السمنة تُعد من العوامل الرئيسية التي تُؤثر في مستويات الدهون الثلاثية، وغالبًا ما تُرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب، النوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

  • نمط الحياة غير النشط

إذا كنت مُتراخيًا للغاية في ممارسة الرياضة، فسوف تشعر بالندم لاحقًا. فاتباع نمط حياة يفتقر إلى النشاط البدني، دون أي تمارين، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية TG في الدم، مما ينعكس سلبًا على صحتك العامة.

  • اختيارات الأكل السيئة

تؤثر عاداتك الغذائية تأثيرًا بالغًا على مستوى الدهون الثلاثية TGوصحتك بشكل عام، فإذا كنت تتناول أطعمة غنية بالسكر أو الدهون، فإنك قد تتعرض لمزيد من المخاطر الصحية، وخصوصًا فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية.

  • الإفراط في استهلاك الكحول

إذا كان الكحول هو رفيقك الدائم في كل مناسبة، فقد حان الوقت لتعيد تقييم هذا الأمر، فعند تناول الكحول، يتحلل في الجسم ليُعاد تشكيله إلى دهون ثلاثية وكوليسترول في الكبد، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياتهما، ويعزز ظهور مشكلات صحية، مثل الكبد الدهني وغيرها من الأمراض.

  • أمراض الكلى والكبد

إذا كنت تعاني من حالة صحية مرتبطة بشكل خاص بعمل الكبد أو الكلى، فقد تؤدي هذه الحالة إلى زيادة مستويات الدهون الثلاثية إلى ما يتجاوز الحدود الطبيعية، مما يضعف صحتك.

  • بعض الأدوية

ليس فقط الحالة الصحية هي التي تؤثر في مستويات الدهون الثلاثية TG لديك، بل إن بعض الأدوية المزمنة قد تؤثر أيضًا على هذه المستويات، لذا من الضروري فحصها،  وإدارتها في أقرب فرصة ممكنة.

  • التاريخ العائلي

يُعتبر وجود تاريخ عائلي لارتفاع نسبة الكوليسترول عاملًا إضافيًا يرفع من مخاطر ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، مما يستدعي إجراء اختبارات دورية لمراقبة هذه القياسات في الوقت المناسب.

أعراض الدهون الثلاثية

لا يُحدث ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم أي أعراض، إلا إذا تجاوزت الحدود الطبيعية، من بين العلامات والدلالات التي قد تشير إلى ارتفاع هذه المستويات نجد:

  • ألم في الجزء العلوي الأوسط من البطن أو الصدر أو الظهر، قد يترافق مع شعور بالغثيان والقيء، وقد يكون هذا الألم ناتجًا عن التهاب البنكرياس الحاد أو متلازمة الكيلوميكرونيميا، وكلاهما ينجم عن الزيادة المفرطة في مستويات الدهون الثلاثية.  
  • قد تظهر نتوءات صفراء على الجلد نتيجة تراكم الدهون تحت السطح، وتعرف هذه النتوءات باسم “زانثوماس”.  
  • كما قد تتشكل حلقة حول القرنية بسبب ترسبات دهنية تعرف بقوس القرنية، بالإضافة إلى ظهور لويحات صفراء من الرواسب الدهنية تُسمى زانثاليسما حول الجفون أو داخلها.
  • ومن الممكن أيضًا ملاحظة تغيرات في شبكية العين لدى الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة للغاية من الدهون الثلاثية TG.

هل ارتفاع الدهون الثلاثية يسبب طنين؟

تلعب مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية المرتفعة في الدم دورًا كبيرًا في حدوث طنين الأذن، وفقدان السمع والدوار، إذ يُعتقد أن السبب في ذلك هو انخفاض تدفق الدم إلى القوقعة نتيجة لزيادة لزوجة الدم، أو التجلطات الصغيرة، أو اضطرابات في حركة الأوعية الدموية.

إن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون والكوليسترول يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية TG في الدم، مما قد يُسهم في تحسين أعراض طنين الأذن.

فحص الدهون الثلاثية TG

لفهم الأثر العميق الذي يتركه نمط حياتك على قلبك، يتوجب عليك قياس مستوى الدهون الثلاثية في دمك، وهو أمر يُجرى عادةً كجزء من تقييم شامل للدهون (ملف الدهون)، تتمثل الطريقة المثلى للحصول على قراءة دقيقة في إجراء تحليل دم بعد فترة صيام تمتد عادةً من 9 إلى 12 ساعة. 

في مختبرات دلتا الطبية، نعتز بشراكتنا في رعاية صحتك، ونسعى جاهدين لتيسير وصولك إلى هذه الخدمة التشخيصية الحيوية في المملكة العربية السعودية، نحن نؤمن بأن ضبط مستوى الدهون الثلاثية ليس معقدًا، ولكنه أساسي لسلامة قلبك. لذا، يجب أن تأخذ الأمر على محمل الجد وتتحرك الآن! احجز موعدك لاختبار الدهون الثلاثية TG لتطمئن على صحتك في أقرب وقت ممكن.

قراءة تحليل الدهون الثلاثية

من المعروف أن زيادة مستويات الدهون الثلاثية TG ليست مفيدة للصحة، لكن السؤال الأهم هو: ما هي الكمية المناسبة التي يمكن اعتبرها صحية؟ الإجابة تعتمد على التصنيفات التي وضعتها المختبرات العالمية لمستويات الدهون في الدم، والتي تقاس بوحدة الملليجرام لكل ديسيلتر:

  • نسبة الدهون الثلاثية TG الطبيعية: أقل من 150 ملغ/ديسيلتر
  • نسبة TG تميل للارتفاع: بين 150 و 199 ملغ/ديسيلتر.
  • نسبة TG مرتفعة: بين 200 و 499 ملغ/ديسيلتر.
  • نسبة الدهون الثلاثية TG الخطرة: 500 mg/dl أو أكثر.

على الرغم من أن المستويات المرتفعة تُعد مصدر قلق يستدعي الرعاية الطبية المستمرة، إلا أنه يمكن السيطرة عليها بفعالية فائقة، من خلال اتخاذ القرارات السليمة في مجالات الحياة اليومية والتغذية، يصبح بالإمكان إدارة هذه الأرقام، وتحويلها إلى نطاق صحي متوازن.

أفضل شي لحرق الدهون الثلاثية TG

يُعد تجاوز مستويات الدهون الثلاثية الحدود الطبيعية أمرًا غير مطمئن على الإطلاق، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى. لذا، كلما ارتفعت تلك المستويات، كلما زادت المخاطر على الصحة؛ وإليك أفضل 7 خطوات يمكنك اتخاذها لإدارتها بفعالية.

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:

يُعتبر قلة النشاط البدني أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، لذا من الضروري ممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، هذا يساعد في خفض الدهون الثلاثية TG  وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد في الجسم.

  • حاول إضافة 30 دقيقة من النشاط البدني إلى روتينك اليومي.
  • يمكنك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو اعتماد حركة بسيطة، مثل صعود السلالم والمشي أثناء فترات الراحة.
  • كما يُستحسن دمج اليوغا في روتينك اليومي للحفاظ على نشاطك البدني والعقلي.
  • التخلص من الوزن الزائد:

إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فإن خطر ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية TG يكون أكبر مقارنةً بالشخص الذي يتمتع بوزن صحي، لذا، يُنصح بشدة بمحاولة إنقاص الوزن الزائد.

  • قم بإزالة السعرات الحرارية الزائدة من نظامك الغذائي، واختر الدهون الصحية التي تساعد في إدارة الوزن، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين البدنية لتكون في أفضل حالاتك.
  • تقليل استهلاك الكحول:

رغم أن الكحول قد يبدو جذابًا، إلا أنه ليس شيئًا يستحق الحب، حيث إن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى زيادة الدهون الثلاثية TG ومشاكل صحية أخرى. لذا، من المهم تقليل استهلاكه للحفاظ على صحتك.

  • تناول غذاء صحي:

حتى لو كنت تستمتع بالطعام، فإن الحفاظ على نظام غذائي متوازن يتضمن أطعمة صحية هو أمر حيوي لصحتك، الاختيارات الغذائية السيئة قد تؤثر سلبًا على مستويات الدهون الثلاثية، مما يسبب مشكلات صحية متعددة، اعتمد في نظامك الغذائي على:

  • الخضروات الورقية الخضراء.
  • الحمضيات.
  • منتجات الألبان المنزوعة الدسم.
  • الأسماك الدهنية.
  • إدارة ضغط الدم والكوليسترول:

ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول يمكن أن يزيد من مستويات الدهون الثلاثية، لذا فإن إدارة هذه الحالات باستخدام الأدوية المناسبة، أو استراتيجيات أخرى تعتبر وسيلة فعالة للحفاظ على مستويات صحية من الدهون الثلاثية.

  • تناول الأدوية وفقًا للوصفة الطبية:

عندما يحدد لك طبيبك خطة علاج معينة، يجب الالتزام بها بدقة للحفاظ على توازن الدهون الثلاثية لديك، مما سيساعدك على إدارة صحتك بشكل أفضل.

  • إجراء اختبار الدهون الثلاثية بشكل دوري:

إذا لم تكن مستويات الدهون الثلاثية TG لديك متوازنة، فمن الأفضل القيام بمراقبة روتينية لرصد أي تقلبات (إذا وُجدت)، والسيطرة على حالتك قبل أن تتفاقم.

علاج الدهون الثلاثية بالأعشاب

بينما يبقى الالتزام بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة أساسيًا، تقدم لنا الطبيعة حلولاً إضافية تدعم هذا الهدف، تذكر دائمًا أنه يجب استشارة طبيبك قبل إضافة أي مشروب عشبي جديد إلى نظامك، خاصةً إذا كنت تستخدم أدوية.

  • ​منقوع البقدونس: يُعتبر منقوع البقدونس مطهرًا طبيعيًا يعزز من وظائف الكبد والكلى، ويساعد في التخلص من السوائل الزائدة.
  • ​منقوع الخرشوف: يُعتبر الخرشوف مزيل سموم ممتاز ومدر للبول، ويحتوي على الألياف ومضادات الأكسدة، يمكن إضافته إلى الطعام أو تحضير شاي من أوراقه (ملعقة كبيرة من الأوراق لكل كوب)، مع شرب ما يصل إلى ثلاثة أكواب يوميًا.
  • الشاي الأخضر: يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة تُعرف بالتانينات، التي تسهم في تقليل تراكم الدهون وتعزيز صحة الأيض، يُستحسن تناول ثلاثة أكواب منه يوميًا، مع الحرص على عدم تناوله قبل،  أو بعد الوجبات لتحسين امتصاص الحديد.  
  • منقوع الجنكة بيلوبا: يعتبر خيارًا شائعًا لدعمه الدورة الدموية وصحة القلب، مما يجعله إضافة مفيدة للنظام الغذائي، يُنصح بإذابة ملعقة كبيرة من الجنكة بيلوبا في كوب من الماء وشرب كوبين يوميًا.
  • الكركم: شاي الكركم، الذي يُعرف أيضًا باسم الحليب الذهبي عند تحضيره مع الحليب، يحتوي على مادة الكركمين، هذه المادة لها تأثيرات قوية كمضاد للالتهابات ومضادات الأكسدة، يساعد الكركمين في تقليل مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، ويمنع أكسدة الكوليسترول، مما يلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

أشهر الأطعمة الممنوعة لمرضى الدهون الثلاثية

يعتبر تقليل استهلاك بعض الأطعمة أمرًا هامًا إذا كانت مستويات الدهون الثلاثية TG لديك مرتفعة من أجل إدارة الحالة بشكل فعال، فيما يلي بعض الأطعمة التي يُفضل تقليلها، أو تجنبها في نظامك الغذائي:

  • الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر: مثل الصودا والحلويات، يمكن أن ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة، وتساهم في زيادة الدهون الثلاثية.
  • الكربوهيدرات المكررة: تناول الأطعمة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والأرز قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع الدهون الثلاثية، بسبب تأثيرها على مستوى السكر في الدم حيث تتحول بسهولة إلى سكر في الجسم.
  • الأطعمة المقلية: مثل البطاطس والدجاج المقلي، غالبًا ما تحتوي على دهون مشبعة وغير مشبعة، مما يزيد من خطر ارتفاع الدهون الثلاثية وأمراض القلب.
  • الأطعمة المُصنعة: تتضمن هذه الفئة اللحوم الباردة، الوجبات الخفيفة، والوجبات المُجمدة، وغالبًا ما تحتوي هذه الأطعمة على نسب عالية من الملح والسكر والدهون غير الصحية، مما قد يسهم في زيادة مستويات الدهون الثلاثية TG.
  • الكحول: يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للكحول إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، يُنصح الرجال بتقليل تناولهم اليومي من الكحول إلى مشروبين فقط، بينما يُفضل أن تقتصر النساء على مشروب واحد.

الخلاصة

الدهون الثلاثية TG تمثل أكثر من مجرد رقم؛ فهي مؤشر لصحة قلبك، ارتفاع مستوياتها يعود إلى نمط الحياة، ولكن يمكن السيطرة عليها، يُستحسن إجراء فحوصات دورية لمعرفة مستواك.

حاول تقليل تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة، وزيادة النشاط البدني وأحماض الأوميغا-3، اتخاذ القرار الآن هو الخطوة الأولى نحو ضمان مستقبل صحي لقلبك.

المصادر

اذهب إلى الأعلى