العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي: كل ما تحتاجين معرفته
بعد رحلة التشخيص والجراحة، تبدأ مرحلة جديدة نحو التعافي تُعرف باسم العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؛ وهي خطوة طبية تُساهم في القضاء على أي خلايا سرطانية صغيرة لم يتم إزالتها أثناء الجراحة.
ويُثير العلاج الإشعاعي الكثير من التساؤلات والمخاوف، بشأن تأثيراته الجانبية، ومدة تلقيه، وفرص الشفاء، وإحتمالية عودة السرطان بعد الإنتهاء منه وغيرها من أسئلة تراود أذهان المريضات وذويهم.
لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية أن يكون هذا المقال دليًلا شاملً لكل ما تحتاجين إلى معرفته؛ بشأن طبيعة العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي وأنواعه وعدد الجسات التي تحتاجين إليها، والمدة المتوقعة للشفاء وانتهاء آثاره من الجسم، وغيرها من معلومات هامة سوف نتعرف عليه فيما بعد.
ما هو العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟
يُعرف العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي بأنه أحد أنواع العلاجات المُستخدمة للقضاء على الخلايا السرطانية في الثدي بعد الجراحة، وذلك من خلال توجيه أشعة سينية عالية الطاقة، تُساعد على إتلاف هذه الخلايا وقتلها في منطقة الثدي والعقد الليمفاوية في الأبط؛ مما يمنع نموها وانتشارها مجددًا.
أنواع العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي
ينقسم العلاج الإشعاعي إلى عدة أنواع، وذلك بهدف أن تتناسب مع موقع الورم وحجمه، ويقوم الطبيب المختص باختيار النوع الأنسب من الأنواع التالية:
-
العلاج الإشعاعي الخارجي للثدي EBRT
يُعرف هذا النوع من العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي، بأنه الأكثر تداولاً، حيث يتم تسليط إشعاع مرتفع الكثافة من جهات مختلفة على منطقة الثدي، وذلك من خلال جهاز خارجي لا يلمس جسم المريضة.
-
العلاج الإشعاعي الموضعي أو الداخلي للثدي
تختلف طريقة هذا الإشعاع مقارنة بالنوع السابق، حيث أن هذا النوع يتم من خلال وضع مصدر إشعاعي بالقرب من الورم مباشرةً، وتتم هذه العملية عبر تركيب قسطرة دقيقة في المنطقة المستهدفة لتوصيل المادة المشعة.
كما يُمكن إجراءها من خلال زرع بذرة إشعاعية صغيرة داخل نسيج الثدي، تقوم بإطلاق جرعات محددة من الإشعاع تعمل على تدمير الخلايا السرطانية بدقة دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.
-
العلاج الإشعاعي أثناء الجراحة IORT
يُعد هذا النوع من العلاج أقل شيوعًا من الأنواع السابقة، حيث يتم من خلال توجيه جرعات من الإشعاع تجاه منطقة الورم، وذلك أثناء الجراحة بعد استئصال الورم.
متى يوصى بتلقي العلاج الإشعاعي؟
ترتبط دائمًا علاجات سرطان الثدي في أذهان المرضى، أنها يتم تلقيها في المراحل المُتأخرة من الإصابة، وعادةً ما تؤخذ دون جدوى، ولكن في الحقيقة هذا اعتقاد خاطئ، فكل نوع من أنواع العلاج، يُستخدم لغرض معين في مرحلة معينة من الإصابة كما في العلاج الإشعاعي الذي يُستخدم في الحالات التالية:
- في المراحل الأولى من الإصابة بسرطان الثدي.
- عند تمركز الورم في جزء محدد من أنسجة الثدي دون انتشاره.
- بعد إجراء جراحة لاستئصال الورم من الثدي بهدف القضاء على الخلايا المتبقية.
- تخفيف أعراض سرطان الثدي المنتشر، إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل: (الرئة، والدماغ، والعظام).
كم عدد جلسات العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟
تختلف عدد جلسات الخضوع للعلاج الإشعاعي تبعًا لعدة عوامل مثل:
- المراحل الأولى من السرطان: في هذه المرحلة تخضع المريضة إلى عدد أقل من الجلسات نتيجة صغر حجم الورم وعدم انتشاره.
- المراحل المتقدمة من السرطان: تتطلب هذه المرحلة عددًا أكبر من الجلسات نتيجة:
- انتشار الورم.
- كبر حجم الورم.
- نوع العلاج الإشعاعي المستخدم: (خارجي، موضعي، أثناء الجراحة).
فكل هذه عوامل تتحكم في عدد الجلسات، ولكن فيما يلي نوضح لكم مدة كل نوع من أنواع الإشعاع:
-
العلاج الإشعاعي الخارجي
- جلسة واحدة يوميًا لمدة 5 أيام في الأسبوع.
- تستغرق مدة العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي ما بين 3 إلى 4 أسابيع، وقد تزيد هذه المدة لتصل إلى 12 أسبوعًا في بعض الحالات.
-
العلاج الإشعاعي الداخلي
- الخضوع لجلستين يوميًا بفارق 6 ساعات، لمدة 5 أيام متتالية.
هل ينتشر السرطان أثناء العلاج الإشعاعي؟
على الرغم من أن العلاج الإشعاعي للسرطان بجميع أنواعه يحمل عددًا من المضاعفات والآثار الجانبية، إلا أنه في مسألة انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، ليس صحيحًا.
فالهدف الأساسي من العلاج الإشعاعي هو تدمير الخلايا السرطانية وتقليص الأورام ومنع انتشارها، ولكن كونه ينتشر أثناء تلقي الإشعاع خاطئ، حيث أن السرطان قد يكون مُنتشرًا بالفعل قبل تلقي الإشعاع وليس أثناءه.
هل يعود السرطان بعد العلاج الإشعاعي؟
نعم؛ في بعض الحالات قد يغزو السرطان الجسم مُجددًا بعد إنتهاء مدة العلاج الإشعاعي، ومن الصعب على الطبيب المختص التنبؤ بذلك، ولكن عادةً ما قد يحدث ذلك في حالات الإصابة المتقدمة.
وتحدث عودة السرطان مجددًا بعدة أشكال، تختلف حسب موقع عودة الورم داخل الجسم، وتشمل ما يلي:
- العودة الموضعية: عندما يظهر الورم من جديد في نفس المنطقة التي أُصيب بها الثدي في المرة الأولى، وغالبًا ما يكون في مكان الجراحة أو الأنسجة القريبة منها.
- العودة الناحية (المحلية): وهي عندما ينتشر الورم إلى الأنسجة أو الغدد الليمفاوية القريبة من موضع الإصابة السابقة.
- العودة البعيدة: وتُعرف أيضًا بالانتكاسة المنتشرة، حيث تنتقل الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل: (العظام أو الكبد أو الرئتين).
ما هي نسبة نجاح العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟
تختلف نسبة نجاح العلاج الإشعاعي للسرطان حسب مرحلته، حيث أنه كلما تم تلقيه في المراحل الأولى من الإصابة كانت نسبة النجاح تتراوح بين 100% إلى 85%، ثم تبدأ في الانخفاض ابتداءًا من المرحلة الثالثة.
هذا لا يعني أن تلقيه في المراحل المتقدمة، قد يكون مُجرد إجراءًا روتينيًا، فالاستجابة العلاجية تختلف من حالة إلى أخرى، ولا توجد قاعدة ثابتة لذلك.
متى يتخلص الجسم من آثار العلاج الإشعاعي للثدي؟
تختلف مدة إنتهاء الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لسرطان الثدي، من مريضة إلى آخرى، ولكن عادة ما تختفي في مدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع من أنتهاء مدة العلاج المقررة من قبل الطبيب المختص.
الجدير بالذكر؛ قد تأخذ التغيرات الجلدية وقتًا أطول للتعافي، قد يصل في بعض الأحيان إلى عام أو أكثرًا، وذلك نتيجة حدة الاشعاع الذي يتم توجيهه على الثدي.
ما هي الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟
بشكلٍ عام، لا يسبب العلاج الإشعاعي آثارًا فورية تُذكر، لكن قد تظهر بعض التفاعلات البسيطة أثناء فترة العلاج أو بعدها بفترة قصيرة، وغالبًا ما تكون مؤقتة ويمكن السيطرة عليها، ومن أبرز الأعراض التي قد تلاحظها بعض السيدات:
- الإجهاد العام: قد تشعرين بتعب خفيف يبدأ تدريجيًا خلال فترة العلاج، ثم يتحسن تدريجيًا بعد انتهائه بأسابيع قليلة.
- تهيج الجلد: من الشائع أن تصاب البشرة في منطقة العلاج بجفاف أو تقشر بسيط، وقد تظهر قشور دقيقة أو احمرار يشبه حروق الشمس، خاصةً أسفل الثدي أو بين الثدي والذراع، قد يحدث ما يُعرف بالتقشر الرطب، وهو تهيّج جلدي مؤقت يزول مع العناية المناسبة.
- تغير لون الجلد: تختلف طبيعة التغير من شخص لآخر؛ فالبشرة الفاتحة قد تبدو أغمق قليلًا أو تميل إلى الاحمرار، بينما البشرة السمراء قد تزداد قتامة في اللون بشكل مؤقت.
- ألم أو حساسية في الثدي: قد تشعرين ببعض الألم أو الوخز في منطقة الثدي أو الحلمة، ويكون غالبًا ألمًا متقطعًا وخفيف الحدة، لا يستمر لفترات طويلة.
هذه الأعراض في الغالب لا تستدعي القلق، فمعظمها يختفي تدريجيًا بمجرد انتهاء جلسات العلاج، واتباع التعليمات الطبية للعناية بالبشرة والراحة العامة.
علامات نجاح العلاج الإشعاعي
بعد الانتهاء من جلسات العلاج الإشعاعي، عادةً ما تبدأ المريضة في البحث عن علامات الشفاء، ولكن لابد أولاً أن نُشير إلى أن نجاح العلاج لا يُقاس فقط بانتهاء الجلسات، بل بمدى استجابة الجسم له وتحسُّن الحالة العامة للمريضة.
فبعد فترة من بدء العلاج، تظهر مجموعة من المؤشرات الإيجابية التي تطمئن الطبيب والمريضة على حدٍّ سواء، ومن أبرزها:
- اختفاء الأعراض أو تحسنها بشكل واضح: مثل: (تراجع الألم أو زوال التورم في منطقة الثدي أو الإبط).
- ثبات حجم الثدي وعدم وجود كتل جديدة: وهي علامة تدل على استقرار الحالة، ومنع نمو الخلايا السرطانية مجددًا.
- تحسن نتائج الفحوصات التصويرية والمخبرية: حيث تُظهر الأشعة أو التحاليل انخفاضًا في نشاط الخلايا السرطانية أو اختفاءها تمامًا.
- تحسن الحالة العامة للمريضة: من حيث (الشهية، والطاقة، والنوم)، إلى جانب القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية دون إجهاد كبير.
- استقرار المؤشرات الحيوية في المتابعة الطبية: مثل: (تحليل مؤشرات الورم) الذي يُستخدم أحيانًا لمراقبة فعالية العلاج.
وفي الختام؛ يُعد العلاج الإشعاعي خطوة أساسية في رحلة التعافي من سرطان الثدي؛ ورغم بعض الآثار الجانبية المؤقتة، فإن نتائجه الإيجابية تجعله من أنجح وسائل العلاج.
وتؤمن مختبرات دلتا الطبية بأن التشخيص الدقيق والمتابعة المستمرة هما الطريق نحو الشفاء، فكل جلسة علاج تُقربكِ أكثر إلى استعادة صحتكِ وحياتكِ الطبيعية في أسرع وقت.








