العلاج المناعي؛ أكثر من 10 حقائق ستُذهلك عن هذا العلاج
تخيل أن جسمك يمتلك جيشًا خارقًا قادرًا على اكتشاف خلايا السرطان ومحاربتها بدقة لا تُصدق، هذا بالضبط ما تفعله العلاجات المناعية، فهو لا يعتمد على الأدوية التقليدية فحسب، بل يستخدم قوة جهازك المناعي نفسه كسلاح فعال ضد السرطان، ليعيد التوازن إلى الجسم ويمنحه فرصة جديدة للحياة، ويعمل العلاج المناعي على تحفيز جهاز المناعة وتمكينه من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بشكل مباشر، ويمكن استخدامه بمفرده أو مع علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، كما يعتبر العلاج الأساسي لبعض أنواع السرطان، أما في الأنواع الأخرى، فيتم اختباره ضمن التجارب السريرية لتحقيق أفضل النتائج.
أنواع العلاج المناعي
تختلف انواع العلاجات المناعية حسب قابلية كل جسم له، وجاءت الأنواع كما يلي:
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (mAbs): تعمل على استهداف بروتينات معينة في الخلايا السرطانية وتدميرها.
- مثبطات نقاط التفتيش المناعية: تمنع الخلايا السرطانية من خداع جهاز المناعة والاختباء منه.
- اللقاحات: تحفّز الجسم على إنتاج استجابة مناعية ضد السرطان.
- السيتوكينات: بروتينات تعزز التواصل بين خلايا المناعة وتزيد من نشاطها.
- علاج الخلايا التائية CAR T: يعتمد على تعديل خلايا المناعة جينيًا لتتعرف على السرطان وتهاجمه بقوة أكبر.
ويطلق على بعض هذه العلاجات أيضًا اسم العلاجات المناعية المستهدفة أو البيولوجية، نظرًا لدقتها في الوصول إلى الخلايا المصابة دون الإضرار بالخلايا السليمة، وإنه علم يجمع بين الذكاء الحيوي والتقدم الطبي، ليفتح باب أمل واسع أمام ملايين المرضى حول العالم.
العلاج المناعي للسرطان
تعتبر العلاجات المناعية للسرطان من أحدث وأهم الاكتشافات الطبية في العصر الحديث، ويعتمد على تحفيز جهاز المناعة في الجسم ليتعرف على الخلايا السرطانية ويقضي عليها بفاعلية أكبر، وتتنوع طرق هذا العلاج لتشمل عدة تقنيات مبتكرة، من أبرزها العلاج بالسيتوكينات، الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، الأجسام المضادة ثنائية التخصص، مثبطات نقاط التفتيش، العلاج بالخلايا التبني، لقاحات السرطان العلاجية، والعلاج بالفيروسات المحللة للأورام.
ففي العلاج بالسيتوكينات، تستخدم بروتينات صغيرة مثل الإنترلوكينات والإنترفيرونات لتحفيز الخلايا المناعية على مهاجمة السرطان، إلا أن تأثيرها الواسع على الجهاز المناعي قد يسبب أحيانًا آثارًا جانبية، ما دفع العلماء لتطوير أساليب أكثر دقة، وأما الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، فهي بروتينات صناعية مصممة لاستهداف الخلايا السرطانية مباشرة دون الإضرار بالخلايا السليمة، ويمكن دمجها مع أدوية العلاج الكيميائي لتكوين مقترنات تعمل كـ”صواريخ موجهة” تدمر الورم بدقة.
وتعد الأجسام المضادة ثنائية التخصص (BiTEs) خطوة متقدمة، إذ ترتبط بالخلايا السرطانية والخلايا التائية في الوقت نفسه، مما يحفّز استجابة مناعية قوية وسريعة، وبينما تعمل مثبطات نقاط التفتيش المناعية على إزالة العوائق التي تضعها الخلايا السرطانية لإيقاف جهاز المناعة، مما يسمح للخلايا التائية بمواصلة الهجوم.
أما العلاجات المناعية الخلوي التبني، فيقوم على تعديل الخلايا المناعية الخاصة بالمريض وراثيًا لتصبح أكثر قدرة على التعرف على السرطان وتدميره، وقد أثبت نجاحه في بعض سرطانات الأطفال والدم، وفي حين تهدف لقاحات السرطان العلاجية إلى تحفيز الجهاز المناعي للتعرف على المستضدات السرطانية ومهاجمتها، وهي قيد التطوير لتشمل أنواعًا جديدة من السرطان.
وأخيرًا، يعتمد العلاج بالفيروسات المحللة للأورام على استخدام فيروسات معدلة تهاجم الخلايا السرطانية تحديدًا، مما يؤدي إلى تدميرها وتحفيز المناعة ضدها في الوقت نفسه، ورغم أن هذه العلاجات لا تزال في مراحل بحثية متقدمة، فإنها تمثل أملًا حقيقيًا لمستقبل أكثر أمانًا وفعالية في مكافحة السرطان، خصوصًا مع استمرار الجهود البحثية لتطويرها وتوسيع نطاق استخدامها عالميًا.
العلاج المناعي لسرطان الثدي
تعتبر العلاجات المناعية من أبرز التطورات الحديثة في علاج السرطان، حيث يعمل على تعزيز جهاز المناعة لمساعدة الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بفعالية أكبر، وذلك عبر استهداف بروتينات محددة تنظم الاستجابة المناعية، ويستخدم هذا العلاج في علاج سرطان الثدي خاصة النوع الثلاثي السلبي، ومن أمثلته دواء بيمبروليزوماب (كيترودا) الذي يستهدف بروتين PD-1 لتحفيز الخلايا المناعية على مهاجمة الورم وتقليص حجمه، يعطى الدواء عن طريق الوريد كل عدة أسابيع، وغالبًا ما يستخدم إلى جانب العلاج الكيميائي في المراحل المتقدمة أو بعد الجراحة.
وعلى الرغم من فعاليته، فقد يسبب العلاج المناعي بعض الآثار الجانبية مثل التعب، الغثيان، الطفح الجلدي، أو الإسهال، وفي حالات نادرة قد تحدث تفاعلات مناعية خطيرة عندما يهاجم الجهاز المناعي أعضاء الجسم السليمة، لذلك ينصح المرضى بإبلاغ الطبيب فور ظهور أي أعراض غير معتادة، ويمثل العلاج المناعي ثورة في الطب الحديث، ويعيد تمكين جهاز المناعة من مقاومة السرطان، مانحًا الأمل بتحقيق نتائج طويلة الأمد وتحسين حياة المرضى.
العلاج المناعي للحساسية
يعد العلاج المناعي للحساسية من أهم العلاجات الوقائية التي تهدف إلى تقليل حساسية الجسم تجاه المواد المسببة للحساسية مثل حبوب اللقاح، وشم غبار المنزل، وسم النحل، ويقوم هذا العلاج على مبدأ تعريض الجسم تدريجيًا لجرعات صغيرة ومتزايدة من المادة المسببة للحساسية، مما يساعد جهاز المناعة على التكيف معها وتكوين أجسام مضادة تشكل حاجزًا وقائيًا يقلل من شدة الأعراض عند التعرض لها في المستقبل، وكما يساهم العلاج المناعي في الحد من الالتهابات المرتبطة بأمراض مثل التهاب الأنف التحسسي والربو.
قبل بدء العلاجات المناعية، يجري أخصائي الحساسية سلسلة من الفحوصات الجلدية أو الدموية لتحديد المواد التي يتحسس منها المريض بدقة، وينصح بالعلاج المناعي غالبًا في حالات الحساسية الانتقائية، حيث يتفاعل المريض مع عدد محدود من مسببات الحساسية.
يهدف هذا العلاج إلى إزالة التحسس من المواد المسببة للأعراض عبر تصميم خطة علاجية مخصصة لكل مريض، فعند استخدام الحقن، يحضّر خليط خاص من مسببات الحساسية بناءً على نتائج الاختبارات، ويتم تعديل الجرعات تدريجيًا بحسب استجابة المريض ومدى تحمله، مع إمكانية تقليل الجرعة في حال حدوث أي تفاعل تحسسي.
- وتشمل أنواع العلاج المناعي ما يلي: حقن الحساسية (SCIT)وهي الطريقة الأكثر شيوعًا وفعالية، حيث تعطى تحت الجلد وتعمل على تعديل جهاز المناعة، مما يُقلل من احتمالية تطور حساسية جديدة أو الإصابة بالربو.
- العلاج المناعي تحت اللسان (SLIT): يستخدم كبديل آمن دون الحاجة إلى الحقن، ويكون على شكل أقراص معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بينما القطرات غير مرخصة في بعض الدول.
- أما الأدوية التقليدية مثل مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان والكورتيكوستيرويدات، فهي تستخدم لتخفيف الأعراض فقط، دون أن تعالج السبب الجذري للحساسية كما يفعل العلاج المناعي.
علاج نقص المناعة
تشمل علاجات نقص المناعة الأولية مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى الوقاية من العدوى وعلاجها وتعزيز كفاءة الجهاز المناعي، إضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية للخلل المناعي، وفي بعض الحالات، قد يرتبط هذا الاضطراب بوجود أمراض خطيرة أخرى مثل السرطان أو أمراض المناعة الذاتية، مما يتطلب علاجها بالتوازي مع تعزيز المناعة.
- علاج والوقاية من العدوى في حالات نقص المناعة الأولية
تعد العدوى من أخطر التحديات التي تواجه المصابين بنقص المناعة الأولية، لذا تعتبر العلاجات المناعية أمر سريع وحاسم وضروري، وغالبًا ما يستخدم العلاج بالمضادات الحيوية لفترات أطول من المعتاد لضمان القضاء الكامل على العدوى، وفي الحالات الشديدة أو المقاومة للأدوية، قد يستدعي الأمر دخول المستشفى وتلقي المضادات الحيوية عبر الوريد.
للوقاية من العدوى، قد يوصى بتناول المضادات الحيوية لفترات طويلة، خاصةً لمنع التهابات الجهاز التنفسي التي قد تسبب تلفًا في الرئتين أو الأذنين، كما يمنع بعض الأطفال المصابين بنقص المناعة من تلقي اللقاحات الحية مثل لقاح شلل الأطفال الفموي أو لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، تجنبًا لحدوث مضاعفات.
- المعالجة بالغلوبولين المناعي
يعتبر الغلوبولين المناعي من العلاجات الأساسية لتعويض نقص الأجسام المضادة في الجسم، ويعطى العلاج إما عن طريق الوريد كل بضعة أسابيع أو عن طريق الحقن تحت الجلد مرة أو مرتين أسبوعيًا، وتساعد هذه البروتينات المناعية على تقوية الجهاز المناعي وتمكينه من مقاومة العدوى بشكل أكثر فعالية.
- إعادة بناء الجهاز المناعي
من بين العلاجات الحديثة والفعالة في حالات نقص المناعة الأولية، تأتي زراعة الخلايا الجذعية كخيار علاجي دائم للعديد من الحالات الخطيرة، ويتم فيها نقل خلايا جذعية سليمة من متبرع متطابق وراثيًا، غالبًا من أحد الأقارب، لإعادة بناء جهاز مناعي طبيعي لدى المريض، ورغم فعاليتها إلا أن نجاح الزراعة لا يكون مضمونًا دائمًا، كما أن العلاج يتطلب تدمير الخلايا المناعية القديمة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، مما يزيد من خطر العدوى المؤقتة.
العلاج الجيني
أما العلاج الجيني فهو من أحدث التطورات في هذا المجال، ويعتمد على استخراج الخلايا الجذعية من المريض نفسه، ثم تصحيح الخلل الجيني فيها وإعادتها إلى الجسم، ويغني هذا النوع من العلاج عن الحاجة إلى متبرع خارجي، ورغم أنه لا يزال في مراحله التجريبية، إلا أنه أظهر نتائج واعدة في عدد من حالات نقص المناعة الأولية.
وفي بعض الأنواع الخاصة من الاضطرابات المناعية، قد يشمل العلاج خيارات إضافية مثل المعالجة ببدائل الإنزيمات أو زراعة غدة التوتة (الغدة الصعترية) المسؤولة عن إنتاج الخلايا التائية، مما يساهم في تحسين وظيفة الجهاز المناعي واستعادة قدرته الطبيعية على مقاومة الأمراض
نسبة نجاح العلاج المناعي
أظهرت العلاجات المناعية نتائج جيدة في تحسين فرص الشفاء لدى المرضى المصابين بأنواع متعددة من السرطان، خصوصًا تلك التي يعد تشخيصها صعبًا مثل سرطان المثانة والكلى والرئة المتقدم، وتتراوح نسبة استجابة المرضى للعلاج المناعي بين 20% و50%، اعتمادًا على نوع الورم، إلا أن الخبراء يتوقعون ارتفاع هذه النسبة مع تطور الأبحاث وفهم أعمق لطبيعة تفاعل الجهاز المناعي مع الخلايا السرطانية.
يشير العلماء إلى أن السرطان في جوهره يمثل خللًا في الجهاز المناعي، حيث تفشل الخلايا المناعية في التعرف على الخلايا السرطانية ومواجهتها، وهنا يأتي دور العلاج المناعي الذي يعمل على تعزيز كفاءة الجهاز المناعي وتمكينه من اكتشاف تلك الخلايا ومهاجمتها بفاعلية أكبر.
وفي دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس على مرضى مصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (NSCLC)، أثبت عقار بيمبروليزوماب فعاليته، حيث ساهم في رفع معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات من 5.5% إلى 15%، وهو تحسن ملحوظ يعكس الأمل الذي يحمله هذا النوع من العلاج.
ورغم أنه لا يعد مناسبًا لجميع أنواع السرطان، إلا أن النجاحات التي تحققت حتى الآن تؤكد قدرته على إحداث فرق حقيقي في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة.
ولا تزال التجارب السريرية للعلاجات المناعية مستمرة حول العالم، ففي مركز جونز هوبكنز كيميل للسرطان، يواصل الباحثون تطوير أنواع جديدة من العلاجات مثل anti-PD-1 وanti-PD-L1، والتي أظهرت قدرة واعدة على رفع معدلات الاستجابة السريرية والبقاء على قيد الحياة، مما يعزز الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا لعلاج الأورام.
العلاج المناعي لمرض البهاق
العلاجات المناعية للبهاق من الأساليب الحديثة التي تستهدف الآليات المناعية الذاتية المسؤولة عن تدمير الخلايا الصبغية في الجلد، ويعتمد هذا العلاج على مبدأ تعديل أو تثبيط استجابة الجهاز المناعي لمنع مهاجمته للخلايا المنتجة للصبغة، ويشمل عدة أنواع من العلاجات الموضعية والفموية، إلى جانب تقنيات واعدة قيد التطوير.
العلاجات الموضعية تعد الخيار الأول في المراحل المبكرة من المرض، وتشمل مثبطات جانوس كيناز (JAK) مثل كريم روكسوليتينيب، الذي يُعتبر أول علاج موضعي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإعادة تصبغ الجلد، حيث يعمل على تعطيل الإشارات المناعية التي تسبب فقدان اللون، كما تستخدم الكورتيكوستيرويدات الموضعية مثل موميتازون وبيتاميثازون لتقليل الالتهاب في الجلد والحد من نشاط الخلايا المناعية في المناطق المصابة.
أما العلاجات الفموية فتستخدم للحالات المتقدمة أو المنتشرة من البهاق، وتشمل الكورتيكوستيرويدات الفموية مثل البريدنيزون، التي تساعد في كبح الهجوم المناعي لكنها تتطلب استخدامًا حذرًا لتجنب آثارها الجانبية، كما تستخدم مثبطات المناعة مثل الميثوتريكسيت والأزاثيوبرين في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الموضعي، حيث تعمل على تقليل نشاط الجهاز المناعي بشكل عام، إضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الأدوية الحديثة مثل توفاسيتينيب نتائج مشجعة في علاج حالات البهاق المقاومة للعلاجات التقليدية.
وفي إطار الأبحاث المتقدمة، تظهر علاجات واعدة قيد التطوير مثل العلاج بالخلايا الجذعية الميزنكيمية (MSC)، الذي يهدف إلى تثبيط الاستجابة المناعية وتحفيز تجديد الخلايا الصبغية، وكذلك العلاج الميكروبي الذي يسعى إلى تعديل توازن البكتيريا الجلدية لتحسين استجابة الجسم المناعية وتقليل الالتهاب.
يمثل العلاج المناعي للبهاق نقلة نوعية في فهم وعلاج هذا المرض المزمن، ويجمع بين التحكم في الجهاز المناعي وتحفيز تجدد الخلايا الصبغية، مما يعطي الأمل في استعادة اللون الطبيعي للبشرة وتحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير.
العلاج المناعي لسرطان الرئة
العلاج المناعي لسرطان الرئة من أبرز التطورات الحديثة في علاج الأورام، ويعتمد على تسخير جهاز المناعة الطبيعي للجسم للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفعالية، ويستخدم هذا النوع من العلاج في مراحل مختلفة من المرض، سواء في المراحل المبكرة، أو المتقدمة، أو في حالات الانتكاس، وغالباً ما يوصى به كخيار مبكر لزيادة فترات السيطرة على المرض وتقليل احتمالية عودته.
يعطى العلاج المناعي في عدة حالات، منها كعلاج مساعد جديد قبل الجراحة لتقليص حجم الورم وتسهيل استئصاله، أو بعد الجراحة لتقليل خطر تكرار السرطان خاصة عند وجود أورام كبيرة أو انتشار للعقد اللمفاوية وكما يستخدم كخيار علاجي قياسي في سرطان الرئة المتقدم أو النقيلي، أو ضمن بروتوكولات علاج المداومة إلى جانب العلاج الكيميائي لزيادة فعالية السيطرة على المرض، ولا تزال التجارب السريرية تدرس أنواعاً جديدة من العوامل المناعية وطرق دمجها مع العلاجات الأخرى لتحسين النتائج.
تقدم المستشفيات الألمانية مثالاً رائداً في تطبيق هذا النوع من العلاجات، حيث تدمج بين العلاجات المناعية والحقن الوريدية والتشعيع وفرط الحرارة والعلاجات الداعمة، بهدف تحسين جودة الحياة وتقليل الأعراض وتعزيز استجابة الجسم الدفاعية ضد الخلايا الخبيثة.
ويختلف العلاجات المناعية عن العلاجات التقليدية مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، حيث لا يهاجم الخلايا السرطانية مباشرة، بل يعزز استجابة الجهاز المناعي ليقوم هو بالمهمة، كما أن آثاره الجانبية أقل حدة، وغالباً ما تقتصر على التعب والطفح الجلدي أو اضطرابات الجهاز الهضمي، بينما تبقى المضاعفات الخطيرة نادرة وتحدث نتيجة تفاعل مناعي مفرط مثل التهاب الرئة أو القولون.
كم مدة العلاج المناعي للسرطان؟
تختلف مدة العلاج المناعي للسرطان بشكل كبير من مريض لآخر، حيث يمكن أن تمتد من بضعة أسابيع إلى عدة سنوات، تبعًا لعدة عوامل تشمل نوع السرطان، ونوع الدواء المستخدم، واستجابة الجسم للعلاج، ومدى ظهور الآثار الجانبية، وتساءل الكثير عن متى تظهر نتائج العلاج المناعي وفي بعض الحالات تستمر الدورات العلاجية المساندة لبضعة أسابيع فقط، بينما قد تمتد في حالات أخرى إلى عشر سنوات، خاصة إذا أثبت العلاج فعاليته واستفاد المريض منه بشكل مستمر، وتعتمد مدة العلاج المناعي على مجموعة من العوامل الأساسية، منها:
- نوع السرطان ومرحلته: إذ يحدد الطبيب المعالج مدة العلاج المناسبة حسب طبيعة الورم ومدى انتشار نوع العلاج المناعي المستخدم: فهناك علاجات تعطى عبر الوريد أو الفم أو على شكل حقن أو تطبيقات موضعية، وتختلف مدة كل دورة علاجية حسب البروتوكول (يوميًا، أسبوعيًا أو شهريًا).
- استجابة المريض للعلاج: يتم تعديل مدة العلاج بناءً على سرعة استجابة الجهاز المناعي ومدى تحسن الحالة، إضافةً إلى مراقبة الأعراض الجانبية المحتملة.
- هدف العلاج: تختلف المدة حسب ما إذا كان العلاج يهدف إلى القضاء الكامل على الورم، أو السيطرة عليه، أو منع عودته بعد الشفاء.
أما من حيث الأمثلة السريرية، فتظهر بعض الحالات أن مرحلة المداومة في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد قد تمتد حتى عامين لتقليل احتمالية الانتكاس، وفقًا لمركز سرطان الدم المصري، وبينما أشارت الكثير من المستشفيات إلى أن العلاجات المناعية المساندة للسرطان يمكن أن تستمر من بضعة أسابيع إلى عشر سنوات بحسب طبيعة الحالة واستجابة المريض، وكما أن بعض البروتوكولات العلاجية الحديثة تحدد مدة العلاج بعام أو عامين كحد أقصى، في حال لم تُسجَّل مضاعفات أو آثار جانبية خطيرة.
الآثار الجانبية للعلاج المناعي
قد تسبب العلاجات المناعية رغم فعاليته في مكافحة السرطان، بعض الآثار الجانبية التي تنتج عن تنشيط الجهاز المناعي بشكل مفرط، حيث يبدأ بمهاجمة الخلايا السليمة إلى جانب الخلايا السرطانية، وتختلف هذه التأثيرات من شخص لآخر بحسب الحالة الصحية العامة ونوع السرطان ومرحلته وكذلك نوع وجرعة العلاج المستخدم.
قد تظهر مضاعفات العلاج المناعي في أي وقت خلال فترة العلاج أو حتى بعد انتهائها، ولا يمكن للأطباء تحديد وقت ظهورها بدقة أو مدى شدتها، لذلك يوصى المرضى بمتابعة حالتهم عن قرب والتواصل المستمر مع الفريق الطبي عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية.
من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا حدوث ردود فعل في الجلد بمكان الحقن، وتشمل الألم أو التورم أو الاحمرار أو الحكة أو الطفح الجلدي. كما قد تظهر أعراض تشبه الإنفلونزا مثل الحمى، القشعريرة، التعب، الغثيان، آلام العضلات والمفاصل، الدوخة، الصداع، أو اضطرابات ضغط الدم والتنفس.
وفي بعض الحالات، قد يعاني المريض من تورم واحتباس السوائل، أو خفقان القلب، أو احتقان الأنف، أو إسهال وعدوى والتهابات في الأعضاء الداخلية، وعلى الرغم من ندرة حدوثها، يمكن أن تظهر تفاعلات تحسسية حادة قد تهدد الحياة، ما يستدعي التدخل الطبي الفوري.
تختلف الآثار الجانبية تبعًا لنوع العلاج المناعي المستخدم، مثل مثبطات نقاط التفتيش المناعية، والعلاج بالخلايا التائية CAR T، والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، ولقاحات العلاج المناعي، ومنظمات الجهاز المناعي، ولذا من الضروري أن يتعرف المريض على نوع العلاج الذي يتلقاه وآثاره المحتملة.
ويواصل الباحثون جهودهم لفهم هذه التأثيرات وإيجاد طرق أفضل لإدارة الآثار الجانبية للعلاج المناعي، بما يحقق التوازن بين فعالية العلاج وسلامة المريض، ويسهم في تحسين جودة حياته خلال فترة العلاج وبعدها.
السرطان من أخبث الأمراض، وأنت في غنى عن الإصابة بهذه الأنواع، والبحث عن العلاجات المناعية، ولأننا في مختبرات دلتا، نهتم كثيرًا بصحة عملائنا، ونحرص على أن يكون في أفضل حال، وفرنا لدينا في جميع فروع المملكة العربية السعودية فحوصات جينية تكشف عن السرطان قبل ظهور أي أعراض، وتحديد احتمالية إصابتك به، وهذا سيساعد في نجاح العلاج، ويمكنك الآن حجز هذه الفحوصات من خلال الاتصال برقم 920022723.
المراجع:
What are the seven main types of cancer immunotherapy?








