العلاج الموجه لسرطان الثدي: كيف يعمل وما فرص الشفاء؟ 

هل سمعتِ من قبل عن العلاج الموجه لسرطان الثدي؟ أنه أحدث تقنيات العلاج المستخدمة ضد أورام الثدي، فبالرغم من توافر أنواع آخرى من علاجات السرطان، إلا أن هذه النوع من العلاج استطاع أن يثبت حضورًا ونجاحًا في الشفاء من سرطان الثدي.

وفي هذا المقال سوف نتعرف بشكل تفصيلي، عن ماهية العلاج الموجه لسرطان الثدي، وأهميته، والآثار الجانبية من استخدامه وتوقيت تلقيه، وغيرها من معلومات هامة سوف تُقدمها مختبرات دلتا الطبية.

ما هو العلاج الموجه لسرطان الثدي؟

يُعرف العلاج الموجه بأنه أحد أحدث الأساليب الطبية المستخدمة لعلاج مرض السرطان، ويتميز بكونه أكثر دقة وأقل حدة مقارنةً بالعلاجات الأخرى المستخدمة للسرطان.

ويعتمد العلاج الموجه لسرطان الثدي في آلية عمله على مهاجمة البروتينات المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية وانتشارها؛ مما يُساعد على إيقاف نشاطها ومنعها من التمدد إلى مناطق أخرى من الجسم؛ ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل يقوم بالآتي:

  • إيقاف الإشارات الكيميائية التي تُحفز الخلايا السرطانية على النمو، والانقسام بشكل غير طبيعي.
  • تعديل تركيب بعض البروتينات المسؤولة عن تكوين المادة الوراثية (DNA) داخل الخلية السرطانية؛ مما يُضعف قدرتها على التكاثر.
  • منع تكوين الأوعية الدموية الجديدة؛ التي تغذي الورم، وتُساعده على النمو والانتشار.
  • تحفيز الجهاز المناعي ليصبح أكثر قدرة على التعرف على الخلايا السرطانية، ومهاجمتها بشكل فعّال.
  • إيصال مواد سامة بشكل انتقائي إلى الخلايا السرطانية فقط؛ مما يؤدي إلى تدميرها دون إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة المحيطة.
  • التأثير على الهرمونات التي تُحفز نمو بعض أنواع السرطان مثل: (تعطيل تكوينها أو تقليل تأثيرها في الجسم)، وهو ما يُستخدم بشكل خاص في علاج سرطاني الثدي والبروستاتا.

أنواع العلاج الموجه لسرطان الثدي

تختلف أنواع العلاج الموجه باختلاف طبيعة الورم، والخصائص الجينية والبروتينية التي تُميز كل حالة عن الأخرى، ويقوم الطبيب المختص باختيار النوع الأنسب بناءً على نتائج التحاليل والفحوصات الدقيقة، وتتمثل أنواع العلاج الموجه في الآتي:

  1. الأدوية الموجهة لبروتين HER2

 يُستخدم هذا النوع في الحالات التي تُظهر فيها خلايا السرطان زيادة في بروتين HER2، وهو بروتين يُحفّز نمو الخلايا، وتعمل هذه الأدوية على إيقاف نشاط هذا البروتين؛ مما يمنع الورم من النمو والانتشار ومن أبرز الأنواع: 

  • هيرسيبتين (Trastuzumab).
  • بيرجيتا (Pertuzumab).
  • كادسيلا (T-DM1).
  • نيرلينكس (Neratinib).
  • توكتيسا (Tucatinib).
  • تايكرب (Lapatinib).
  • العلاجات التي تستهدف مستقبلات الهرمونات

في بعض أنواع سرطان الثدي، تعتمد الخلايا السرطانية على الهرمونات الأنثوية مثل: (الإستروجين أو البروجسترون) للنمو، وتعمل هذه الأدوية على تعطيل هذه المستقبلات، أو تقليل تأثير الهرمونات داخل الخلية، ما يُبطئ من تطور الورم، ومن أبرزها:

  • إبرانس (Palbociclib).
  • كيسكالي (Ribociclib).
  • فيرزینیو (Abemaciclib).
  1. العلاجات الموجهة للمسارات الجينية (مثل PIK3CA)

تستهدف هذه الأدوية الطفرات الجينية المسؤولة عن نمو الورم واستمراره، وتُستخدم في الحالات التي تم فيها تحديد هذه الطفرات عبر الفحوص الجينية الدقيقة.

4. الأجسام المضادة المقترنة بالأدوية (ADCs)

وهي نوع متطور من العلاج يجمع بين جسم مضاد يستهدف الخلية السرطانية، ومادة كيميائية قاتلة تُوجّه مباشرة إليها؛ مما يزيد من فعالية العلاج، ويقلل من آثاره الجانبية.

وقد تتساءلي أي نوع من أنواع العلاج الموجه يُناسبني؟ وفي الحقيقة الطبيب المختص وحده من يستطيع الإجابة على هذا السؤال تبعا لنتائج الفحوصات والحالة الصحية العامة، ومرحلة الورم ونوعه.

متى يُعطى العلاج الموجه لسرطان الثدي؟

يُستخدم العلاج الموجه عادةً عندما تُظهر الفحوصات أن الورم يحمل خصائص جزيئية معينة، تجعل هذا النوع من العلاج أكثر فاعلية، ومن أبرز هذه الحالات:

  • سرطان الثدي الإيجابي لـ HER2: يُستخدم العلاج الموجه لوقف نشاط هذا البروتين ومنع نمو الورم، وفقًا لنتائج التحاليل الطبية.
  • سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات (ER+/PR+): في هذه الحالة تعتمد الخلايا السرطانية على الهرمونات في النمو، ويُستخدم العلاج الموجه إلى جانب العلاج الهرموني للحد من انقسام هذه الخلايا وانتشارها.
  • سرطان الثدي المتقدم أو النقيلي: عندما ينتقل الورم إلى أعضاء أخرى من الجسم أو يعود بعد فترة من العلاج، يُساعد العلاج الموجه على السيطرة على نمو الخلايا السرطانية وإبطاء انتشارها.
  • وجود طفرة جينية مثل BRCA1 أو BRCA2: في حال اكتشاف هذه الطفرات الوراثية، يُستخدم العلاج الموجه المعروف باسم “مثبطات PARP” لتقليل قدرة الخلايا السرطانية على إصلاح نفسها؛ مما يؤدي إلى تدميرها.
  • وجود طفرات في جينات PIK3CA أو AKT1 أو PTEN: وهي طفرات تُحفز نمو الورم وانقسامه، ويُستخدم لها نوع خاص من العلاجات الموجهة التي تستهدف هذه الجينات مباشرة؛ مما يُساعد على إبطاء تطور السرطان.

كم تستغرق مدة العلاج الموجه لسرطان الثدي؟

تختلف مدة الشفاء بواسطة العلاج الموجه لسرطان الثدي من حالة إلى آخرى، حيث أن هُناك عدة عوامل تتحكم في ذلك مثل الآتي:

  • مدة الاستجابة العلاجية.
  • الالتزام بالجرعات المحددة.
  • الحالة الصحية العامة للمريضة.
  • مرحلة الورم ومدى انتشاره.

كيف يؤخذ العلاج الموجه لسرطان الثدي؟

تتعدد طرق تلقي العلاج الموجه، حيث يتوفر في عدة أشكال مثل: (الأقراص والحقن)، ويقوم الطبيب المختص بتحديد الشكل المُناسب لكل حالة وفقًا لنوع الورم ومرحلته.

ما هي الآثار الجانبية للعلاج الموجه؟

رغم أن العلاج الموجّه يُعدّ أكثر دقة وأقل ضررًا من العلاج الكيماوي التقليدي، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي تختلف في شدتها من مريضة لأخرى، ومن أبرزها:

  • الإسهال: وهو من الأعراض الشائعة التي قد تظهر أثناء فترة العلاج.
  • اضطرابات في وظائف الكبد: مثل: (التهاب الكبد أو ارتفاع إنزيماته في الدم).
  • تغيرات جلدية: كاحمرار الجلد أو الطفح الجلدي أو الحكة البسيطة في بعض المناطق.
  • بطء التئام الجروح واضطرابات في تجلط الدم: مما قد يزيد من احتمالية حدوث نزيف، أو ارتفاع في ضغط الدم.
  • مشكلات نادرة في الجهاز الهضمي: في حالات قليلة جدًا، قد يؤدي العلاج إلى حدوث ثقوب في القناة الهضمية.
  • تأثيرات معرفية مؤقتة: قد يلاحظ بعض المرضى صعوبة بسيطة في التركيز أو ضعفًا في الذاكرة، وهو تأثير مشابه لما قد يسببه العلاج الكيماوي أحيانًا.

هل ينتشر السرطان أثناء العلاج الموجه؟

من الصعب أن ينتشر سرطان الثدي أثناء الخضوع إلى العلاج الموجه، حيث أن هذا العلاج يستهدف البروتينات التي تتسبب في نموه وانتشاره، ولكن يُمكن أن يكون السرطان مُنتشرًا في الجسم بالفعل قبل تلقي العلاج، وتم اكتشاف ذلك خلال تلقيه.

ما هي تكلفة العلاج الموجه لسرطان الثدي؟

تختلف تكلفة العلاج الموجه وفقًا لنوعه، كما أن كل دولة توفره بسعر مختلف عن الآخرى، لذا قومي بتوجيه هذا السؤال إلى طبيبك المختص حتى تتمكني من معرفة تكلفته أثناء فترة العلاج.

هل العلاج الموجه مؤلم؟

  • لا؛ فالعلاج الموجه في حد ذاته ليس مؤلمًا، بل أن المؤلم هو الآثار الجانبية التي تترتب على تلقي جرعاته.

ما هي نسبة نجاح العلاج الموجه للسرطان؟

تختلف نسبة نجاح العلاج الموجه لسرطان الثدي تبعًا لمرحلة المرض وحالة المريضة؛ فكلما تم البدء بالعلاج في المراحل الأولى، ارتفعت نسب الشفاء لتتراوح بين 85% إلى 100%.

أما في المراحل المتقدمة، فقد تقل هذه النسبة نسبيًا، لكنها لا تعني أبدًا أن العلاج بلا جدوى، فاستجابة الجسم تختلف من مريضة إلى أخرى، ولا يمكن اعتماد قاعدة واحدة تنطبق على جميع الحالات.

علامات نجاح العلاج الموجه لسرطان الثدي

تتساءل أغلب المريضات عن العلامات التي تُشير إلى نجاح العلاج الموجه، بعد الإنتهاء من تلقي الجرعات المُحدده، ولكن لابد من أن نُشير إلى نقطة هامة وهي  الإنتهاء من الجرعات المُحدد ليس دليلاً على الشفاء، بل النجاح الحقيقي يُقاس بمدى استجابة الجسم وتحسن الحالة الصحية بشكل عام، مثل:

  • ثبات شكل الثدي وعدم ظهور كتل جديدة: مما يدل على استقرار الحالة ومنع الخلايا السرطانية من النمو مجددًا.
  • تحسن نتائج الأشعة والتحاليل المخبرية: والتي تُظهر انخفاض نشاط الخلايا السرطانية أو اختفاءها بالكامل.
  • تحسّن الحالة العامة للمريضة: من حيث الشهية والطاقة والنوم، مع القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية براحة أكبر.
  • استقرار مؤشرات المتابعة الطبية: مثل: (تحاليل مؤشرات الورم)، التي تُستخدم لتقييم فعالية العلاج على المدى الطويل.

في الختام، يُعتبر العلاج الموجه لسرطان الثدي من أبرز إنجازات الطب الحديث، إذ لا يكتفي بمحاربة السرطان فحسب، بل يفعل ذلك بدقة وذكاء، مستهدفًا الخلايا المريضة دون المساس بالخلايا السليمة.

المصادر

العلاج الموجه لسرطان الثدي

Targeted Therapy

اذهب إلى الأعلى