النجاة من سرطان الثدي: لا تعني فقط الشفاء بل الوقاية المبكرة
هل تعتقدي أن النجاة من سرطان الثدي تعني فقط الشفاء؟ في الحقيقة الأمر ليس كذلك، فالنجاة بمعناها الفعلي ليست الانتصار على المرض وإعلان التعافي، بل أنها رحلة طويلة تبدأ مُنذُ اليوم للتعرف على ماهية هذا المرض الخطير وأعراضه وسُبل الكشف المُبكر عنه.
فالوعي الفكري هو قارب النجاة الحقيقي ضد سرطان الثدي، والوقاية هي مجدافه الذي يُبقي المرأة في بر الأمانٍ بعيدًا عن المخاطر، فكل فحص مبكر هو رسالة أمل، وكل وعي جديد هو خطوة تُقربنا من النجاة قبل أن يبدأ المرض.
ما المقصود بـ النجاة من سرطان الثدي؟
يحمل مصطلح النجاة من سرطان الثدي العديد من المعاني الكبيرة، فهو لا يتوقف عند لحظة التعافي الجسدي أو انتهاء رحلة العلاج، بل يمتد ليشمل مرحلة الوعي المُبكر والوقاية المستمرة.كما أن النجاة لا تُقاس فقط بالفحوصات الطبية السليمة التي تؤكد اختفاء الورم، بل بقدرة المرأة على أن تعيش بصحة وطمأنينة، مدركة لطبيعة جسدها ومتيقظة لأي تغيير فيه.
فالنجاة الحقيقة هي أن تتحول التجربة أو المعرفة إلى وعيٍ دائم، للمريضة ولمن حولها من النساء، مما يُعزز من فرص الوقاية من سرطان الثدي، فكل امرأة تُدرك خطورة الأمر وتتجه نحو المعرفة والفحص، هي ناجية بالفعل، لأنها الوعي هو أول خطوات الحماية قبل أن يُجبرها المرض على المواجهة.
كيفية النجاة من الإصابة بسرطان الثدي؟
تبدأ النجاة من سرطان الثدي قبل الإصابة به، فالوقاية هي مُفتاح الأمان، ولكِ تصلِ إلى هذا المفتاح، لابد أن تقومي ببعض الإجراءت الطبية التي تُساعدكِ في الوصول إليه من خلال الآتي:
-
الفحص الذاتي للثدي
يُعد من طرق الوقاية الأولية من سرطان الثدي، حيث يسهم في الكشف المُبكر عن أي كتلة غير ظاهرة في الثدي، وملاحظة أي تغيرات غير طبيعية مثل: (اختلاف الشكل والملمس ولون الجلد وانقلاب الحلمة إلى الداخل).
يُساعد إجراء الفحص الذاتي للثدي في اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، حيث تكون فرص الشفاء شبه كاملة، وتقل الحاجة إلى العلاجات القوية مثل: (العلاج الإشعاعي أو الهرموني أو حتى الجراحة الواسعة)، فبدلاً من استئصال الثدي بشكل كامل يُمكن الاكتفاء بإزالة الورم فقط.
وينصح بإجراء هذا الفحص بشكل شهري، بعد أنتهاء أيام الدورة الشهرية بمدة لا تقل عن 7 أيام، وقد تتساءلين الآن: ما هي خطوات الفحص الذاتي للثدي؟ والجواب على هذا السؤال يتمثل في الآتي:
أثناء الاستحمام:
- يُعد وقت الاستحمام من أنسب الأوقات لإجراء الفحص الذاتي، لأن الماء يُساعد على سهولة انزلاق الأصابع فوق الجلد.
- مرري أطراف أصابعكِ بلطف بحركات دائرية صغيرة، وابدئي من الأطراف الخارجية للثدي متجهة نحو الحلمة.
- غيري ضغط الأصابع بين الخفيف والمتوسط، لتتمكّني من ملاحظة أي كتلة صغيرة أو منطقة صلبة غير مألوفة.
أمام المرآة:
- ابدئي الفحص بالوقوف أمام المرآة وذراعاكِ في وضعٍ مريح إلى جانبيك.
- انظري جيدًا إلى شكل الثديين ولاحظي أي اختلاف في اللون أو الحجم أو مظهر الجلد أو الحلمة.
- بعد ذلك، ارفعي ذراعيكِ إلى الأعلى وتأكدي من أن شكل الثديين طبيعي، ولا توجد أي تغيّرات غير معتادة.
أثناء الاستلقاء:
- استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن عند فحص الثدي الأيمن (ثم بدّلي الجهة للفحص الآخر).
- باستخدام يدكِ المقابلة، حرّكي أصابعكِ برفق من عظمة الترقوة حتى منطقة الإبط، لتتأكدي من فحص كامل الثدي بدقة.
- كرري الخطوات نفسها للثدي الآخر، ولاحظي أي تغيّر أو كتلة غير طبيعية.
-
الفحوصات التصويرية للثدي
تُعزز الفحوصات التصويرية للثدي من معدل النجاة، حيث تتميز بكونها أكثر دقة وشمولية عن الفحص الذاتي، ويوصى بإجراها مرة سنويًا، وتنقسم إلى عدة أنواع تتمثل في الآتي:
تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام)
يُعد الماموجرام الخطوة الأولى والأكثر أهمية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فهو يُظهر صورًا دقيقة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد لأنسجة الثدي، وهو ما يُساعد على اكتشاف الكتل الصغيرة أو التكلسات التي لا يمكن ملاحظتها بالفحص اليدوي.
ويُعتبر هذا الفحص هو الوسيلة الأساسية لتشخيص أي تغيرات غير طبيعية في الثدي، غير أن بعض النساء قد يحتجن إلى فحوصات تكميلية مثل: (الموجات فوق الصوتية)، خاصة في حالة كثافة أنسجة الثدي التي تجعل الصورة غير واضحة تمامًا.
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
تعرف الموجات فوق الصوتية بأنها فحص مُكمل للماموجرام، وتمتاز بأنها فحص آمن وغير مؤلم، لا يعتمد على الأشعة السينية، ويساعد هذا الفحص الطبيب على رؤية ما بداخل أنسجة الثدي بوضوح، وتحديد موقع أي كتلة أو تغير بدقة، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كانت الكتلة صلبة أو مملوءة بالسوائل، وهو ما يُعد خطوة مهمة في تحديد طبيعة الحالة بدقة.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يُعتبر الرنين المغناطيسي من أدق الوسائل الحديثة في تقييم أورام الثدي، حيث يستخدم موجات مغناطيسية وصبغة خاصة تُبرز تفاصيل دقيقة للأنسجة الداخلية.
ويُجرى هذا الفحص عادةً في الحالات التي يصعب تفسير نتائج الأشعة الأخرى فيها، أو عندما يحتاج الطبيب إلى تقييم أكثر شمولاً، مثل:
- الكشف عن أورام صغيرة جدًا، لا تظهر بوضوح في الماموجرام أو الموجات فوق الصوتية.
- تحديد مدى انتشار الورم داخل الثدي أو انتقاله إلى الثدي الآخر.
ولا تكتمل النجاة من سرطان الثدي بدون اتباع نمط حياة صحي يشمل:
- تناول نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة والألياف.
- الحفاظ على وزن صحي خاصة بعد انقطاع الطمث.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتنظيم الهرمونات.
- الامتناع عن التدخين والكحول لما لهما من تأثير مباشر على الخلايا السليمة.
وبعد أن تعرفنا على طرق النجاة من سرطان الثدي، لابد أن نؤكد على أنها ليست مجرد حظ جيد، بل هي نتيجة وعيٍ متواصل وقرارات صحية واعية تتخذها كل امرأة لتبقى بعيدة عن الخطر.
ما هو معدل النجاة من سرطان الثدي؟
إذا تم تشخيصك بالإصابة بسرطان الثدي، عادةً ما يراودك في ذهنك التعرف على معدل النجاة من هذا المرض الخطير، ولكن لابد أن نُشير إلى أن معدل الشفاء من سرطان الثدي ليس ثابتًا بل أنه يختلف بأختلاف نوع الورم.
فسرطان الثدي لا يقتصر على كونه حميد وخبيث، بل أن النوع الأخير يندرج تحته مجموعة كبيرة من الأنواع، والتي تندرج تحت قسمين وهما: (سرطان الثدي الموضعي، وسرطان الثدي الغازي).
ولكن بشكل عام يعتمد معدل الشفاء من سرطان الثدي على عدة عوامل تتمثل في الآتي:
-
- مرحلة الورم أثناء التشخيص: فكلما كان الورم في المراحل الأولى كانت نسبة الشفاء لا تقل عن 90%، ويقل كلما تأخرت المرحلة.
- مدى الاستجابة العلاجية.
- الحالة الصحية العامة للمريضة.
علامات الشفاء من سرطان الثدي
بعد الخضوع لرحلة علاج سرطان الثدي؛ سواء من خلال الاستئصال الجزئي أو الكلي للثدي، تبدأ المريضات في التساؤل عن: ما هي علامات الشفاء من سرطان الثدي؟ وهو سؤال طبيعي، تطرحه جميع المرضى غالبًا، وفيما يلي سوف توضح مختبرات دلتا الطبية أبرز العلامات:
- تحسن النتائج الطبية: تُعد نتائج الفحوصات والتحاليل الدورية هي المؤشر الأوضح على الشفاء، خصوصًا عند خلو الأشعة من أي خلايا سرطانية أو مؤشرات لنشاط غير طبيعي.
- استقرار الحالة الصحية: مع مرور الوقت، يبدأ الجسم في استعادة طاقته الطبيعية، وتقل الأعراض الجانبية الناتجة عن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- تحسن الحالة النفسية والمزاجية: الشعور بالراحة الداخلية والقدرة على العودة إلى الأنشطة اليومية بشكل طبيعي؛ يُعد من أقوى دلائل التعافي الحقيقي.
- استقرار الوزن ونشاط الجهاز المناعي: إذ يشير توازن الجسم واستقرار علاماته الحيوية إلى استعادة وظائفه الطبيعية.
- متابعة الطبيب دون وجود مؤشرات مقلقة: عندما تتحول الزيارات الطبية إلى متابعة روتينية أكثر من كونها علاجية، فهذه علامة مهمة على أن المريضة في مرحلة التعافي الكامل.
في الختام؛ النجاة من سرطان الثدي ليست محطة نصل إليها، بل طريق نواصل السير فيه بثقة ووعي، وفي ومختبرات دلتا الطبية نؤكد دائمًا أن الفحص المبكر هو أعظم سُبل النجاة، فاجعليه عادة شهرية لا تُؤجلينها.








